الأمراض التي تسبب الألم في الصدر و الخيارات العلاجية لكل حالة

5330 0
5330 0

في المقال السابق تحدثتُ عن أنواع و أسباب الألم في الصدر و الأسئلة التي يجب أن ينتبه لها المريض لتقييم حالته. أما اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله، و أشرح كل حالة على حِدا. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة.

علاج الألم في الصدر:

يعتمد علاج آلام الصدر على أسباب الألم. في العديد من حالات الألم في الصدر، يتطلب الأمر إجراء تقييم لحالة المريض، و الاختبارات و التشخيص و العلاج في آن معاً. أي في نفس الوقت تبعاً للوضع الصحي للمريض و درجة خطورته.

في حالات ألم الصدر الناتج عن كسور أو كدمات في الأضلاع:

ُتعتبر كسور أو كدمات الأضلاع من الإصابات الشائعة. و تتضمن الأعراض:

  • يصبح موضع الإصابة ناعم و طري.
  • الأضلاع المكسورة قد تصبح مسطحة. و بإمكان الطبيب اكتشاف ذلك عندما يفحص منطقة صدر المريض بيده.
  • يصبح الألم أسوأ عند أخذ نفس عميق، كما يرافقه صعوبة في التنفس.
  • و نتيجة لتشنج العضلات المحيطة به، يعاني المريض من ألم في أي حركة لمنطقة الجذع.

يقوم الطبيب بسماع صوت الصدر، للتأكد من عدم وجود تلف في الرئتين.

في بعض الأحيان قد يحدث انتفاخ الرئة تحت الجلد، عندما يتسرب الهواء داخل الجلد. و يلجأ الطبيب لإجراء صورة الأشعة السينية، للكشف عن وجود تلف أو انهيار رئوي.

يحتاج المريض لفحص و عناية خاصة لمنطقة الصدر. فالأضلاع تقوم بحماية الطحال و الكبد. لذلك يجب التأكد من عدم وجود أي إصابة مرتبطة بهما.

من المضاعفات الأساسية الناتجة عن إصابة أضلاع الصدر:

هي الالتهاب الرئوي. فالرئة تعمل مثل الوسادة الهوائية. عندما يقوم الشخص بعملية الشهيق و يسحب نفساً، تهتز الأضلاع و يتحرك الحجاب الحاجز نحو الأسفل. و يتم امتصاص الهواء لداخل الرئتين. و لأنه في حالات كسور الأضلاع، يشعر المريض بألم أثناء أخذ نفساً عميقاً. يؤثر ذلك على هذه الآلية الطبيعية للرئتين. و بالتالي لا تستطيع الرئتين أن تتوسع بشكل كامل. لأن المريض لن يحتمل الألم. نتيجةً لذلك يحدث ركود للهواء، و لا تتوسع أنسجة الرئتين بشكل كامل. مما يسبب تكاثر محتمل للعدوى في الرئتين (التهاب الرئتين).

علاج كسور الأضلاع:

  • أدوية مسكنة للألم مع خصائص مضادة للالتهاب مثل مادة الإيبوبروفين. و أدوية مخدرة للألم، للسماح للمريض بأخذ نفس عميق و حدوث تبادل جيد للهواء داخل الرئتين.
  • تطبيق كمادات ثلج على المنطقة المصابة. و أخذ نفس عميق بشكل تدريجي.

و من الممكن الاعتماد على جهاز السبيرومتر، الذي يقيس كمية التنفس التي يجب أخذها.

بعد حدوث الكسر، لم تعد الأضلاع مربوطة أو مثبتة، لتساعد على الراحة. ربط الأضلاع المكسورة يقلل من قدرة الرئة (الواقعة تحت مكان المنطقة المصابة )على التمدد بشكل كامل. مما يزيد من خطورة التهاب الرئة.

تحتاج كسور الأضلاع من 3-6 أسابيع حتى تشفى.

ألم الصدر الناتج عن التهاب الغضروف الضلعي: Costochondritis

من حين لآخر قد يحدث التهاب في المفاصل و الغضاريف التي تربط الأضلاع مع عظم القص (عظام الصدر). في هذه الحالة يعاني المريض من ألم في الصدر، عند سحب نفس عميق. كما يزداد الألم أثناء لمس أو ضغط على جانب عظم القص.

عند وجود انتفاخ و التهاب مرافق للألم، تُعرف هذه الحالة بمتلازمة تيتزه Tietze’s syndrome.

السبب الأساسي لالتهاب الغضروف الضلعي غير معروف. لكن في بعض الحالات قد يعود السبب للتعرض لصدمة على هذه المنطقة، أو نتيجة حدوث عدوى فيروسية غالباً.

علاج التهاب الغضروف الضلعي:

  • يتم العلاج عن طريق استخدام كمادات ثلج و كمادات دافئة للمنطقة المصابة.
  • بالإضافة لتناول الأدوية المسكنة للألم، و التي تتميز بخصائص مضادة للالتهاب مثل مادة الإيبوبروفين.
  • و كما هو الحال في غيرها من حالات ألم جدار الصدر، يحتاج المريض بضعة أسابيع للتعافي. و من الضروري أخذ نفس عميق لخفض خطورة الإصابة بالتهاب الرئة.

ألم الصدر الناتج عن التهاب ذات الجنب: Pleuritis or pleurisy

تنزلق الرئة على طول جدار الصدر عند أخذ نفساً عميقاً. و كلا السطحين لديهما بطانة رقيقة تدعى غشاء الجنب، للسماح بحدوث الانزلاق بحرّية.

من حين لآخر، قد يحدث التهاب فيروسي. و يؤدي لالتهاب غشاء الجنب. و في هذه الحالة، بدلاً من انزلاق الرئة بحرّية، يحدث احتكاك بين هاتين البطانتين ضد بعضهما البعض، مما يسبب الألم.

يُعتبر الالتهاب الفيروسي من الأسباب الشائعة لالتهاب ذات الجنب، على الرغم من وجود عدة أنواع أخرى للعدوى بما في ذلك داء السل.

و تتضمن الأمراض الأخرى التي قد تسبب التهاب ذات الجنب ما يلي:

في بعض الأحيان يحدث تسرب للسوائل من الالتهاب إلى الفراغ الواقع بين الرئة و جدار الصدر. فيمتلئ بالسوائل، و هو ما يُعرف بالانصباب الرئوي. و عندما يتم سماع صدر المريض بالسماعة الطبية، يلاحظ الطبيب انخفاض في كمية الهواء الداخل للرئتين.

يتم الاعتماد غالباً على صور الأشعة السينية لفحص أنسجة الرئة، و الكشف عن تراكم السوائل في التجويف الجنبي.

علاج التهاب ذات الجنب:

  • يعتمد العلاج غالباً على الأدوية المضادة للالتهاب.
  • و في حال وجود انصباب رئوي كبير، و يسبب ضيق في التنفس، قد يحتاج المريض لسحب السوائل من الرئتين. و يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة في الفراغ الجنبي و سحب السوائل من خلاله.

الحزام الناري أو القوباء المنطقية: Shingles

تحدث القوباء المنطقية بسبب فيروس الحماق النطاقي varicella zoster virus. و هو نفس الفيروس المسبب لمرض جدري الماء. عندما يدخل الفيروس إلى الجسم، يستقر في جذور أعصاب العمود الفقري. ليتنشط و يظهر لاحقاً في المستقبل.

يحدث التشخيص بوضوح نتيجة ظهور طفح جلدي يتبع جذور الأعصاب. حيث يغادر نحو الظهر، و يشكل دائرة ليلتف من جديد لأمام الصدر. لكن لا يتجاوز خط المنتصف.

عندما يظهر الطفح الجلدي، فإن التشخيص يُعتبر سهلاً للغاية بالنسبة للطبيب. لسوء الحظ فإن ألم الحزام الناري قد يبدأ قبل بضعة أيام من انتشار الطفح الجلدي. و قد يدعو للتشوش بالنسبة للمريض و الطبيب، نظراً لعدم وجود أي أعراض خلال الفحص البدني للمريض.

علاج الحزام الناري: (القوباء المنطقية)

  • يتضمن علاج القوباء المنطقية الاعتماد على الأدوية المضادة للفيروسات مثل مادة زوفيراكس (أسيكلوفير)، بالإضافة للأدوية المسكنة للألم.
  • قد يكون الألم الناتج عن التهاب الأعصاب شديد نوعاً ما. و في بعض الحالات قد يتطور إلى ألم مزمن نتيجة الأعصاب الملتهبة. و التي قد تدوم لفترة طويلة بعد الشفاء من الالتهاب. هنالك العديد من الخيارات العلاجية للتحكم بآلام الأعصاب، بدءاً من الأدوية المسكنة للألم إلى الجراحة.

الالتهاب الرئوي:

يحدث التهاب الرئة نتيجة تراكم السوائل داخل جزء من أنسجة الرئة. مما ينقص قدرة الرئة على تبادل الأوكسيجين من الهواء إلى مجرى الدم.

يتمثل الالتهاب الرئوي بوجود الأعراض التالية:

يحدث التهاب الرئة عادةً نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية Streptococcal pneumoniae أو pneumococcus.

قد تُظهر الفحوصات البدنية وجود علامات حيوية غير طبيعية للمريض، نتيجة العدوى. فتتمثل النتائج بما يلي:

  • زيادة في معدل التنفس و معدل ضربات القلب.
  • كما قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة.
  • و عند سماع صوت صدر المريض، يكشف عن وجود انخفاض في كمية الهواء الداخل للرئتين.
  • بالإضافة لسماع صوت صفير أحياناً، نتيجة الالتهاب و تضيق أنابيب الشعب الهوائية.

يتم تشخيص المرض عن طريق إجراء صور أشعة سينية للصدر، على الرغم من أن نتائج صور الأشعة السينية تتأخر أحياناً عن الوضع السريري للمريض بمعدل يوم أو يومين. كما قد يعتمد الطبيب على تحليل للدم لتقييم شدة الالتهاب، و الكشف عن عدد كريات الدم البيضاء. (قد يشير ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء أو انخفاضها الشديد لوجود مشاكل صحية أكثر حدة).

كما يتم قياس درجة إشباع الأوكسيجين (نسبة الأوكسيجين الموجود في الدم)، عن طريق جهاز صغير يرتبط إلى إصبع المريض، لقياس أكسجة الدم. يتم الاعتماد عليه عادةً بشكل روتيني بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ألم في الصدر و ضيق في التنفس.

يستطيع غاز الدم الشرياني قياس كمية الأوكسجين و غاز ثاني أوكسيد الكربون الموجود في مجرى الدم بشكل دقيق. مما يساعد في تحديد مستوى وظيفة الرئة.

علاج التهاب الرئة:

قد يحدث الالتهاب الرئوي بسبب بكتيري أو فيروسي. إذا كان السبب بكتيري يتم العلاج بواسطة المضادات الحيوية، إما عن طريق الفم أو في المشفى عن طريق التسريب الوريدي. و يتم اختيار أسلوب العلاج بالاعتماد على الوضع الصحي للمريض، و التاريخ الصحي السابق أيضاً.

و للحديث تتمة 🙂

في المقال التالي بإذن الله سوف أكمل باقي الأمراض المسببة لآلام الصدر. شكراً للمتابعة.

المراجع:

https://www.webmd.com/pain-management/guide/whats-causing-my-chest-pain#1

https://www.medicinenet.com/chest_pain/article.htm#chest_pain_definition_and_facts

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/chest-pain/symptoms-causes/syc-20370838

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/arysmed/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك