أسباب الحُمّى و ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال و كيفية علاجها

9082 2
9082 2

تحدث الحُمّى نتيحة ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية فوق المستوى الطبيعي.

أن تطبعي قُبلة ناعمة على جبهة طفلك لتعرفي إن كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة أم لا هو كافياً على الأرجح. لكن لن يعطيكي معرفة دقيقة لدرجة الحرارة لديه. إنما سيحدد لك إن كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة أم لا.

إن معرفة نسبة الارتفاع في درجة الحرارة لا تحدد مستوى المرض لديه، فمن الممكن لفيروس الانفلونزا مثلاً أن يسبب ارتفاع درجة الحرارة 40 درجة مئوية. و أحياناً تكون الالتهابات الخطيرة لدى الرضع، من دون أي ارتفاع في درجات الحرارة.

بما أن درجة حرارة الجسم قابلة للارتفاع و الانخفاض، فمن الممكن أن يبدأ جسم طفلك بالقشعريرة مع بداية الارتفاع في درجة الحرارة. و يبدأ بالتعرق للتخلص من الحرارة المرتفعة عندما تبدأ في الهبوط.

في بعض الأحيان يرافق ارتفاع الحرارة عند الأطفال، تسرع في ضربات القلب أكثر من الطبيعي و هذا أمر شائع. لكن إذا واجه طفلك صعوبة في التنفس أو استمرت السرعة في ضربات القلب حتى بعد هبوط الحرارة، في هذه الحالة عليك الاتصال في الطبيب.

 الحالة الطبيعية لدرجة حرارة الجسم الداخلية:

يوجد في الدماغ منطقة تسمى تحت المهاد ( الهيبوثالاموس )، و هي المسؤولة عن ضبط حرارة الجسم الداخلية، و التي تكون عادةً 37 درجة مئوية. يقوم الهيبوثالاموس بإرسال رسائل كيميائية لكافة مناطق الجسم للمحافظة على هذه الدرجة من الحرارة.

معظم الناس تتغير درجة الحرارة لديهم خلال النهار تغيرات طفيفة فقط. فهي عادةً ما تنخفض قليلاً في النهار و ترتفع قليلاً في الليل. و تتفاوت حسب نشاط الأطفال فترتفع قليلاً خلال اللعب أو أداء التمارين الرياضية.

في بعض الأحيان عند وجود الالتهابات يقوم الهيبوثالاموس بضبط درجة حرارة الجسم على مستوى أعلى من الطبيعي لمحاربة الجراثيم أو الفيروسات المسببة للالتهاب، فيصبح الجسم مكان غير مريح لوجودهم و تكاثرهم. ففي هذه الحالة يدل ارتفاع درجة الحرارة على أن الجسم يقوم بأداء وظائفه بشكل جيد. لكن ليس كل أنواع الحُمّى بحاجة للعلاج. بكل الأحوال فإن الحرارة المرتفعة لطفلك تؤدي للانزعاج و التوتر و عدم الراحة، فهذا أمر طبيعي.

يعاني جميع الأطفال من ارتفاع في درجات الحرارة، و في معظم الحالات تعود حرارة الطفل لطبيعته خلال أيام قليلة.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

يعتمد ذلك على عمر طفلك و درجة حرارته و الأعراض المرافقة لارتفاع درجة الحرارة لديه.

الرضع أقل من ثلاثة أشهر:

الأطفال الذين لديهم ارتفاع في درجة الحرارة أقل من 38.9 درجة مئوية عادةً لا يحتاجون للعلاج. لكن الرضع الذين يبلغ أعمارهم أقل من ثلاثة أشهر و لديهم ارتفاع في درجات الحرارة تصل ل 38 درجة مئوية، عليك اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً و الاتصال بالطبيب. لأن ارتفاع درجة الحرارة في هذا العمر مهما كان بسيطاً من الممكن أن يكون نتيجة مشكلة أو التهاب خطير. فجهاز المناعة الطبيعي لم يكتمل بعد، و هم عرضة للالتهابات التي قد تكون مهددة للحياة مثل التهاب السحايا الجرثومي و التهاب الرئة. و ارتفاع درجة حرارة الجسم غالباً ما تكون الأعراض الوحيدة.

الرضع و الأطفال أكبر من ثلاثة أشهر:

إذا كان لديك طفل يتراوح عمره بين الثلاثة أشهر و الثلاث سنوات، و كانت درجة الحرارة لديه 39 درجة مئوية أو أعلى، اتصلي بالطبيب ليحدد إن كان هناك ضرورة لرؤيته أم لا.

أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، عليك مراعاة مستوى السلوك و النشاط لديهم. لأن متابعتك لسلوك طفلك في هذه المرحلة و كيف يتصرف، سوف تعطيك فكرة جيدة إن كان بحاجة لزيارة الطبيب أم لا.

  • إن كان طفلك يمارس هذه النشاطات: لا زال يستمتع باللعب. يأكل و يشرب بشكل جيد. ينتبه و يبتسم لك. لون بشرته طبيعي. يبدو جيداً عندما تعود درجة حرارته لطبيعتها، لكن لا يأكل جيداً. لا تقلقي فهذا أمر شائع جداً عندما تكون الحرارة مرتفعة نتيجة وجود الالتهابات. لكن انتبهي أنه يشرب و يتبول بشكل طبيعي.
  • إذا كانت درجة حرارة طفلك أقل من 39 درجة مئوية لكنه يرفض تناول السوائل أو لا يأخذ حاجته الكافية من السوائل. يعاني من وجود إسهال مستمر و حالات إقياء متكررة. لديه أي علامة من علامات الجفاف، كالتبول الأقل من العادة. أو أنه يبكي دون وجود دموع كافية. أو أنه غير متفاعل مع من حوله و نشاطه أقل من الطبيعي، في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب.
  • إذا كان يشكو من شيء محدد كألم في الأذن أو في البلعوم، فمن الممكن أنه يعاني من وجود التهاب في البلعوم أو الأذن و أنه بحاجة لمضاد حيوي.
  • إذا بقي يعاني من الحرارة مدة تزيد عن 24 ساعة بالنسبة للرضع و مدة تزيد عن 72 ساعة بالنسبة للأطفال الأكبر سناً.
  • إذا كان يعاني من مرض أو حالة صحية خاصة كأمراض القلب أو السرطان.
  • إذا كان يعاني من طفح جلدي.
  • إذا كان يعاني من ألم خلال التبول.

أسباب حدوث الحمى و ارتفاع درجات الحرارة:

إن ارتفاع درجة الحرارة بحد ذاته ليس مرضاً، بل عادةً ما يكون علامة على وجود مشكلة أخرى. و تتضمن بعض الأسباب المؤدية لحدوث الحمى ما يلي:

الالتهابات:

و هي على نوعين إما التهابات فيروسية و هي الأكثر شيوعاً لدى الأطفال كالفيروس المسبب لجدري الماء والفيروس المسبب لنزلات البرد و الانفلونزا. و في هذه الحالة لا يجب إعطاء مضاد حيوي لأنه لن يفيد. أو التهابات بكتيرية كالتهابات الجهاز التنفسي العلوي و التهابات الأذن و التهابات المجاري البولية. في هذه الحالة يمكن الاستفادة على المضادات الحيوية، لكن لا يجب اللجوء للمضادات الحيوية سريعاً، فمن الممكن ألا تدعو الحاجة لذلك.

المبالغة في تدفئة الجسم و الإكثار من ألبسة الأطفال:

خاصةً الرضع و حديثي الولادة، فمن الممكن أن ترتفع درجة الحرارة لديهم نتيجة المبالغة في تدفئتهم، فلا يستطيع الجسم أن ينظم درجة الحرارة كما عند الأطفال الأكبر سناً. لكن باعتبار أن الحرارة المرتفعة تكون عادةً مؤشر على وجود مشكلة في الجسم، فلا يجب إهمالها عند الرضع حتى لو كانت نتيجة التدفئة الزائدة.

التطعيمات واللقاحات:

ترتفع درجة الحرارة عادةً عند الأطفال بعد الحصول على بعض أنواع اللقاحات الضرورية.

بزوغ الأسنان عند الأطفال:

يؤدي لارتفاع طفيف في درجة الحرارة، لكن لا يكون الارتفاع أكثر من 37.8 درجة مئوية. فإذا ارتفعت أكثرمن ذلك يكون دليل على وجود مرض و ليس فقط السبب هو بزوغ الأسنان.

أنواع موازين الحرارة:

ميزان حراري رقمي:

يعطي عادةً أدق و أسرع قراءة لدرجة الحرارة. و يمكن استخدامه لقياس درجة الحرارة عبر الفم ( تحت اللسان)، أو عبر المستقيم ( فتحة الشرج )، أو تحت الإبط.

ميزان حرارة إلكتروني أذني:

يقيس درجة حرارة طبلة الأذن. و على الرغم من أن ميزان الحرارة الالكتروني يعطي قراءة سريعة و سهل الاستخدام، إلا أنه غير دقيق للرضع تحت عمر الستة أشهر. و من الممكن أيضاً ألا يعطي قراءة دقيقة إذا لم يوضع ضمن قناة الأذن بشكل صحيح. أو إذا كانت أذن الطفل حاوية على كمية كبيرة من شمع الأذن ( مادة الصملاخ ).

ميزان الحرارة الشرياني الصدغي (ميزان الحرارة الجبهي):

هو عبارة عن شريط يوضع أعلى الجبهة و يمرر لخلف الأذن. يقوم هذا الجهاز بقياس درجة حرارة الشرايين الموجودة في الجبهة ( الجبين ). استخدامه سهل و قراءته دقيقة كالموازين الرقمية، لكن وجود التعرق على الجبين يؤثر على القراءة. لذلك من الضروري التأكد من جفاف جبين طفلك قبل أن تأخذي القراءة.

ميزان الحرارة على شكل رضاعة أو لهاية:

هذا النوع من الموازين سهل الاستخدام لكن قراءته غير دقيقة كالموازين الشرجية، و لا يجوز استخدامه للرضع تحت عمر الثلاثة أشهر. إضافةً لذلك، يجب على الأطفال أثناء استخدامه أن يتركوه لعدة دقائق داخل الفم دون أي حركة وهذا يعتبر من المستحيل للرضع والأطفال الصغار.

ميزان الحرارة الزئبقي:

في السابق، كان استخدام هذا النوع من الموازين شائع جداً، لكن بسبب احتمال التعرض للزئبق و هو مادة سامة، لم يعد مرغوب في استخدامه مطلقاً.

المضاعفات الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة:

كالتجفاف الحاد و الهلوسة و نوبات الحمى و التي تتضمن قلة الوعي و اهتزاز الأطراف.

في هذه الحالة، يجب وضع طفلك على الأرض و هو مستلقياً على بطنه لإزالة أي ألبسة أو أدوات ضيقة، و من ثم حمله بعناية لمنع حدوث أي إصابة. لكن لا تضعي أي شيء في فمه و لا تحاولي إيقاف الاختلاجات الناتجة عن هذه النوبة. على الأرجح سوف تتوقف هذه الحالة بمفردها بعد بضعة دقائق.

بعد عودة طفلك لوضعه الطبيعي عليك أخذه للطبيب في أقرب وقت لتحديد سبب الحمى لديه و اتخاذ الإجراءات اللازمة. أما اذا استمرت نوبة الاختلاجات أكثر من عشرة دقائق متواصلة، في هذه الحالة يجب عليك الاتصال بالإسعاف مباشرة.

علاج الحُمّى و نصائح لتخفيف الأعراض الناتجة عن ارتفاع الحرارة:

  1. من الممكن إعطاء طفلك مادة الإيبوبروفين أو أسيتامينوفين لتخفيف الألم و الحرارة لديه. و يتم تحديد الجرعة بناءً على وزن و عمر طفلك. لكن لا يجب إعطاء طفلك مادة الأسبيرين، فمن الممكن أن يسبب له متلازمة راي، هو مرض نادر و لكنه قاتل. إذا كان عمر طفلك أقل من شهرين، لا يمكن إعطاءه سوى مادة الأسيتامينوفين، و يتم تحديد الجرعة من قبل الطبيب.
  2. احرصي على أن يرتدي طفلك ملابس خفيفة و ليكن غطاء السرير لديه كذلك. فالمبالغة في تدفئته خلال ارتفاع الحرارة لديه يؤدي لارتفاعها أكثر و يمنع هبوطها.
  3. تأكدي من أن درجة حرارة سرير طفلك معتدلة، ليست حارة كثيراً ولا باردة أيضاً.
  4. بينما يلجأ بعض الأهالي لاستخدام الضمادات الباردة للمساعدة على خفض الحرارة سريعاً، فإن هذه الطريقة من الممكن ألا تكون مريحة لطفلك و تعطي نتيجة مؤقتة فحسب. إذا أردت استخدام هذه الطريقة إياك أن تستخدمي ضمادات الكحول خوفاً من حدوث التسمم نتيجة امتصاص الجلد لمادة الكحول. كذلك الأمر بالنسبة للضمادات الحاوية على قطع الجليد، فمن الممكن أن تؤدي لحدوث القشعريرة عند طفلك و التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم. لذا يجب عليك استخدام ضمادات الماء الفاتر فقط.
  5. قدمي لطفلك العديد من السوائل لتجنب حدوث الجفاف لديه. فالحرارة المرتفعة تسبب فقدان السوائل بسرعة أكبر من العادة، كالماء والعصائر الطبيعية و الشوربات. تجنبي المشروبات الحاوية على الكافئين كالشاي والكولا لأنها من الممكن أن تزيد التجفاف أكثر عبر التبول المتكرر.
  6. بشكل عام قدمي لطفلك الطعام الذي يرغبه لكن بكمية معتدلة و لا تضغطي عليه ليتناول ما لا يرغبه.
  7. تأكدي من حصول طفلك على كمية كافية من الراحة، و لا يعني ذلك بقاءه في السرير طيلة النهار، لكن المهم أن ينال الراحة التي يحتاجها.
  8. من الأفضل بقاء طفلك في المنزل عندما يعاني من حرارة مرتفعة و ألا يذهب للمدرسة. ذلك سيساعده لعودة جسمه لطبيعته في وقت أسرع.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fever/basics/symptoms/con-20019229

http://www.askdrsears.com/topics/health-concerns/childhood-illnesses/fever

http://www.emedicinehealth.com/fever_in_children/page4_em.htm

http://www.nhs.uk/Conditions/feverchildren/Pages/Introduction.aspx

http://www.webmd.com/first-aid/fever-in-children-treatment

http://kidshealth.org/parent/general/body/fever.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/cdaisym/

 

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. جنة رد

    موضوع مميز.
    ربنا يحفظ أولادنا من كل سوء.

    1. بدور الآغا رد

      اللهم آمين.. شكراً لك.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك