أعراض و أسباب متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) و الخيارات العلاجية المتوفرة

6523 0
6523 0

متلازمة نقص المناعة المكتسبة هي عبارة عن مرض مزمن مهدد للحياة. يحدث نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV). حيث يقوم الفيروس بإتلاف جهاز المناعة الداخلية. فيؤثر على قابلية الجسم على مكافحة الأمراض.

مرض الإيدز هو من الأمراض المنقولة جنسياً، يتطور بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. و في حال عدم تلقي العلاج باكراً، يحتاج الفيروس عدة سنوات ليُضعف الجهاز المناعي قبل أن يتحول إلى مرض الإيدز.

لا يوجد علاج شافٍ للمرض، لكن هنالك العديد من الخيارات العلاجية التي تُبطئ من تقدم المرض. تعمل هذه الأدوية على خفض حالات الوفاة الناتجة عن العدوى في العديد من البلدان المتقدمة. لكن فيروس (HIV) يستمر في الانتشار في دول إفريقيا و أجزاء من قارة آسيا.

أعراض الإصابة بفيروس (HIV) و مرض الإيدز:

تختلف الأعراض بالاعتماد على مرحلة المرض. و تتضمن ما يلي:

المرحلة الابتدائية من العدوى (المرحلة الحادة):

معظم الأفراد الذين يصابون بالعدوى، تظهر لديهم أعراض نزلات البرد و الانفلونزا الحادة خلال شهر أو شهرين من دخول الفيروس إلى الجسم. تُعرف هذه المرحلة من المرض بمرحلة العدوى الحادة، و قد تستمر لبضعة أسابيع. و تتضمن الأعراض المحتملة ما يلي:

على الرغم من أن الأعراض الابتدائية للمرض قد تكون خفيفة أو معتدلة، و بشكل غير ملحوظ، إلا أن كمية الفيروس الموجودة في الدم خلال هذه المرحلة مرتفعة كثيراً. و لهذا السبب ينتشر الفيروس بشكل حاد خلال المرحلة الابتدائية من العدوى، أكثر من معدل انتشاره خلال المرحلة التالية من العدوى.

المرحلة المزمنة من العدوى:

بالنسبة لبعض الأفراد، فإن الانتفاخ الدائم للغدد الليمفاوية، يحدث في المرحلة المزمنة من المرض. و هذا هو المؤشر الوحيد غالباً للمرض.

تستمر أعراض المرحلة المزمنة من المرض حوالي عشرة سنوات، إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب. و قد تستمر عدة عهود إذا كان المريض يتناول الأدوية المضادة للفيروس. لكن في بعض الحالات قد يتطور المرض بشكل سريع، و يصبح حاد خلال فترة وجيزة.

الأعراض المبكرة للعدوى بالفيروس (HIV):

بعد دخول الفيروس للجسم، و عندما يبدأ بالتكاثر و إتلاف الخلايا المناعية، قد يتطور إلى الأعراض التالية:

تطور العدوى بفيروس نقص المناعة إلى مرض الإيدز:

إذا لم يتم تلقي العلاج للعدوى بفيروس (HIV)، سوف يتطور المرض و يتحول إلى الإيدز خلال عشر سنوات. و في الوقت الذي يتطور فيه الإيدز، فإن الجهاز المناعي الداخلي يكون قد أُتلف بشكل حاد. مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالأمراض و الالتهابات التي لا تصيب الأفراد ذوي المناعة القوية.

و تتضمن الأعراض العدوى ما يلي:

  • التعرق الليلي.
  • ارتفاع درجات الحرارة المتكررة.
  • الإسهال المزمن.
  • ظهور بقع بيضاء دائمة أو غير عادة على اللسان أو داخل الفم.
  • إرهاق و تعب دائم دون سبب.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • طفح جلدي.

كيف تتحول العدوى بفيروس (HIV) إلى مرض الإيدز:

يعمل فيروس (HIV) على إتلاف الخلايا CD4. و هي عبارة عن نوع محدد من خلايا كريات الدم البيضاء، التي تلعب دوراً هاماً في مكافحة الأمراض. عندما يتم القضاء على هذه الخلايا، فإن الجهاز المناعي الداخلي يضعُف، و لا يستطيع مقاومة الأمراض. و عندما يقلّ عدد خلايا CD4 لأقل من 200 خلية في كل ملم مكعب من الدم، تتطور العدوى و تتحول إلى مرض الإيدز. العدد الطبيعي لخلايا CD4 هو من 800-1500 خلية.

كيف ينتقل فيروس (HIV):

ينتقل الفيروس عن طريق الدم الملوث أو السائل المنوي الملوث أو المفرزات المهبلية الملوثة بالفيروس.

من الممكن الإصابة بالعدوى بعدة طرق مثل:

  • عن طريق الممارسة الجنسية أو الجماع.
  • عن طرق نقل الدم الملوث.
  • مشاركة الحقن خاصةً عند مدمني المخدرات.
  • خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

لا يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى عن طريق الملامسة الظاهرية أو الحضن أو التقبيل أو الرقص أو المصافحة مع شخص مصاب بالعدوى. كما لا يمكن انتقال الفيروس عبر الهواء أو الماء أو لدغات الحشرات.

العوامل الخطيرة المؤدية للعدوى:

يُعتبر المثليين الذكور (ممارسة الجنس بين ذكر مع ذكر)، أكثر عرضة للإصابة بداء الإيدز من حالات الجماع التي تحدث بين الرجل و المرأة.

و من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالفيروس هي:

  • ممارسة الجماع دون وقاية، أي دون استخدام واقي ذكري.
  • وجود مرض آخر من الأمراض المنقولة جنسياً.
  • مشاركة الحقن الوريدية.
  • أظهرت الدراسات الحديثة أن ختان الذكور تنقص من خطر الإصابة بالفيروس.

المضاعفات الناتجة عن العدوى بفيروس (HIV):

الالتهابات الأكثر شيوعاً بعد العدوى بفيروس (HIV):

  • داء السل.
  • الفيروس المضخم للخلايا: ينتقل هذا الفيروس عبر سوائل الجسم مثل اللعاب أو الدم أو البول أو السائل المنوي أو حليب الأم. عندما يكون جهاز المناعة قوياً، يبقى الفيروس كامن في الجسم. و عندما يضعف الجهاز المناعي، يتنشط الفيروس و يسبب التلف للعينين و القناة الهضمية و الرئتين و غيرها من الأعضاء.
  • داء المبيضات: هو عبارة عن عدوى شائعة مرتبطة مع فيروس (HIV) تسبب التهابات و سماكة في الأغشية المخاطية في الفم و اللسان و المري أو المهبل.
  • التهاب السحايا: هو عبارة عن التهاب في الأغشية و السوائل المحيطة بالدماغ و النخاع الشوكي.
  • داء المقوسات: هو عبارة عن التهاب مميت ينتقل عن طريق القطط.

حالات السرطان الأكثر شيوعاً مع مرض الإيدز:

  • سرطان كابوسي ساركوما: هو عبارة عن ورم في جدران الأوعية الدموية. و هو نادر في الحالات الطبيعية، لكنه شائع لدى مرضى الإيدز. يظهر على شكل بقع زهرية أو حمراء اللون على البشرة و في الفم. و يؤثر أيضاً على الأعضاء الداخلية بما في ذلك القناة الهضمية و الرئتين.
  • الأورام الليمفاوية: ينشأ هذا النوع من السرطان في خلايا كريات الدم البيضاء و في الغدد الليمفاوية. و العرض الأكثر شيوعاً للمرض هو انتفاخ العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو في منطقة الفخذين دون أن يسبب الألم.

و من المضاعفات الأخرى للإصابة بالفيروس:

  • متلازمة الهزال: و هي عبارة عن خسارة 10% من وزن الجسم و التي يرافقها عادةً الإصابة بالإسهال و الوهن المزمن و ارتفاع الحرارة.
  • مضاعفات عصبية: مثل التشوش و النسيان و الاكتئاب و القلق و صعوبة في المشي. و من أهم المضاعفات العصبية الشائعة لدى مرضى الإيدز الخرف الذي يؤدي إلى تغيرات سلوكية و اضطرابات عقلية.
  • أمراض في الكلية.

أساليب الوقاية من المرض:

لا يوجد لقاح للوقاية من فيروس (HIV)، و لا يوجد علاج لمرض الإيدز. لكن هنالك بعض النصائح و الأساليب الوقاية التي تحد من العدوى. و تتضمن ما يلي:

  1. استخدام واقي ذكري جديد في كل مرة يتم فيها ممارسة الجنس.
  2. استخدام الأدوية التي تنقص من خطورة الإصابة بالفيروسات المنقولة جنسياً. خاصةً عند الأشخاص متعددي العلاقات الجنسية. و الذين هم غير مصابين بمرض الإيدز أو مرض التهاب الكبد النوع ب أو يعانون من أمراض كلوية.
  3. إعلام الشريك بالجنس إن كنت تعاني من فيروس (HIV).
  4. استخدام حقن جديدة في كل مرة.إذا كانت المرأة الحامل تحمل الفيروس (HIV)، يجب عليها اتخاذ الإجراءات الطبية المنصوح بها بعناية و انتظام.
  5. ختان الذكور.

الاختبارات و التشخيص:

الاختبار الأكثر شيوعاً للكشف عن فيروس (HIV)، هو عن طريق تحليل الدم أو اللعاب للكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس. و التي قد تأخذ 12 أسبوع بعد العدوى ليتم تشكيلها داخل الجسم.

و بالنسبة للمرضى المصابين بالفيروس، و لتحديد مرحلة المرض، و متابعة مدى تجاوبهم للعلاج، يتم الاعتماد على الاختبارات التالية:

  • عدد الخلايا CD4
  • كمية الفيروس في الدم.
  • اختبار الدم للكشف عن مقاومة الأدوية المضادة للفيروس.

بالإضافة للاختبارات التي تستخدم للكشف عن المضاعفات المرافقة لمرضى الإيدز:

  • اختبار الكشف عن داء السل.
  • اختبار التهاب الكبد.
  • اختبار داء المقوسات.
  • اختبار وظائف الكبد و الكلية.
  • اختبار الكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً.
  • اختبار الكشف عن التهابات المجاري البولية.

الخيارات العلاجية المتوفرة لفيروس (HIV) و مرضى الإيدز:

كما ذكرت سابقاً، لا يوجد علاج شافٍ للعدوى، لكن هنالك العديد من الأدوية التي تستخدم للتحكم بالفيروس. و كل نوع دواء يعمل على إيقاف انتشار الفيروس بطريقة مختلفة عن الأخرى. لذلك من الأفضل الاعتماد على المشاركة الدوائية بين ثلاثة أدوية من فئتين مختلفتين على الأقل، لتجنب مقاومة الفيروس للأدوية. و تتضمن:

  • (Non-nucleoside reverse transcriptase inhibitors (NNRTIs.
  • (Nucleoside or nucleotide reverse transcriptase inhibitors (NRTIs.
  • (Protease inhibitors (PIs.
  • Entry or fusion inhibitors.
  • Integrase inhibitors.

متى يتم البدء باستخدام العلاج:

أي شخص مصاب بفيروس (HIV)، بغض النظر عن عدد CD4، يجب أن يحصل على مضاد فيروسي. خاصةً في الحالات التالية:

  • وجود أعراض حادة.
  • وجود حالات التهابات انتهازية.
  • عدد خلايا CD4 أقل من 350.
  • المرأة الحامل.
  • وجود التهاب الكبد ب أو سي.

التأثيرات الجانبية الناتجة عن الأدوية:

المراجع:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hiv-aids/symptoms-causes/syc-20373524

https://aidsinfo.nih.gov/understanding-hiv-aids/fact-sheets/19/45/hiv-aids–the-basics

https://www.medicalnewstoday.com/articles/17131.php

https://www.cdc.gov/hiv/basics/whatishiv.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/155744380@N03/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك