العوامل المؤدية إلى عدم انتظام نبضات القلب و المضاعفات الناتجة عنها

5458 2
5458 2
نبضات القلب

في المقال السابق تحدثت عن أنواع و أعراض عدم انتظام نبضات القلب، أما اليوم سوف أُكمل الموضوع عن أهم العوامل الخطيرة المؤدية للمرض، و أساليب الاختبارات و التشخيص. و ذلك نظراً لأهمية الموضوع و دقة معلوماته. و بإذن الله تعالى نغطي الموضوع بالكامل في المقال التالي عن أهم الخيارات العلاجية المتوفرة.

العوامل الخطيرة المؤدية لعدم انتظام ضربات القلب:

هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على معدل نبضات القلب، و تؤدي لحدوث اضطرابات في ضربات القلب و تتضمن ما يلي:

مرض الشريان التاجي و غيره من الأمراض القلبية و الجراحة القلبية السابقة:

إن تضيق الشرايين القلبية، أو الإصابة بالأزمة القلبية، أو وجود تشوهات في صمامات القلب، أو إجراء عملية جراحية للقلب سابقاً، أو فشل العضلة القلبية و غيرها من المشاكل القلبية، هي من العوامل الخطيرة المؤدية لاضطراب معدل ضربات القلب.

ارتفاع ضغط الدم:

إن الإصابة بضغط الدم المرتفع، تؤدي إلى تطور مرض الشريان التاجي. مما يؤدي لزيادة سماكة و صلابة جدران البطين الأيسر. و بالتالي تغيرات في حركة النبضات الكهربائية عبر القلب.

أمراض القلب الخلقية منذ الولادة:

الولادة مع وجود تشوهات غير طبيعية في القلب، قد تؤثر على معدل نبضات القلب.

مشاكل الغدة الدرقية:

سواءً فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، كلا الحالتين قد تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بعدم انتظام نبضات القلب.

تناول بعض أنواع الأدوية و المتممات الغذائية التي لا تحتاج لوصفة طبية:

مثل بعض أنواع مضادات السعال، و أدوية علاج نزلات البرد و الانفلونزا، قد تساهم في حدوث اضطرابات لنبضات القلب.

داء السكري:

إذا كنت تعاني من داء السكري غير المنضبط بواسطة الأدوية، تزداد خطورة إصابتك بمرض الشريان التاجي و ضغط الدم المرتفع.

انقطاع التنفس أثناء النوم:

يؤدي انقطاع التنفس أثناء النوم إلى زيادة خطورة الإصابة ببطء نبضات القلب أو الرجفان الأذيني و غيره من أنواع اضطرابات نبضات القلب.

خلل في توازن الشوراد الكهربائية:

توجد مواد داخل الجسم تدعى الشوارد مثل البوتاسيوم و الصوديوم و الكالسيوم و المغنيزيوم، التي تحفز على نقل النبضات الكهربائية في القلب.

إذا كانت نسبة الشوارد مرتفعة كثيراً أو منخفضة كثيراً ،قد تؤثر على النبضات الكهربائية. و تساهم في حدوث اضطرابات في معدل نبضات القلب.

الإفراط في تناول الكحول:

إن زيادة استهلاك الكحول يؤثر على النبضات الكهربائية في القلب، و يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالرجفان الأذيني.

زيادة تناول الكافئين أو النيكوتين:

إن فرط استهلاك الكافئين و النيكوتين و غيره من المنبهات و المحفزات، قد يسبب تسرع ضربات القلب. و من الممكن أن يؤدي لعدم انتظام في معدل ضربات القلب بشكل أكثر خطورة.

المضاعفات الناتجة عن اضطرابات معدل نبضات القلب:

السكتة الدماغية:

عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل فعال، يؤدي ذلك إلى ركود الدم، و بالتالي زيادة خطورة الإصابة بالجلطة الدموية. إذا تشكلت الجلطة الدموية، و من ثم تفككت إلى عدة تخثرات، و انتقلت من القلب إلى الدماغ، فذلك قد يؤدي لحجب تدفق الدم، مما يؤدي إلى السكتة الدماغية.

بعض أنواع الأدوية مثل المميعات الدموية، قد تساعد في خفض خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية أو غيرها من الأضرار التي لحقت بالأجهزة نتيجة تخثر الدم. يحدد الطبيب مدى أهمية المميعات الدموية بالنسبة لك، بالاعتماد على نوع اضطراب معدل ضربات القلب، و خطورة إصابتك بتخثر الدم.

فشل العضلة القلبية:

يحدث فشل العضلة القلبية إذا كان القلب ينبض بشكل غير طبيعي لفترة طويلة من الزمن، سواءً تسرع ضربات القلب أو بطء ضربات القلب، مثل حالة الرجفان الأذيني.

في بعض الأحيان فإن التحكم بمشكلة اضطراب ضربات القلب، يعزز من صحة و أداء القلب.

أساليب الوقاية من خلل معدل نبضات القلب:

للوقاية من الإصابة باضطراب ضربات القلب، من الضروري اتباع عادات صحية يومية لتجنب الإصابة بالأمراض القلبية. و تتضمن النصائح ما يلي:

  1. تناول حمية غذائية صحية متوازنة.
  2. زيادة النشاط البدني و ممارسة التمارين الرياضية البسيطة.
  3. الإقلاع عن التدخين.
  4. الحفاظ على وزن صحي.
  5. الإقلاع عن الكحول و تجنب المنبهات.
  6. تناول الأدوية بحذر و مع استشارة الطبيب أو الصيدلي و ليس من تلقاء نفسك.

الاختبارات و التشخيص:

لتشخيص عدم انتظام ضربات القلب، يقوم الطبيب بمتابعة الأعراض و التاريخ الصحي للمريض و إجراء الفحوصات البدنية. بالإضافة لإجراء فحوصات لمراقبة أداء القلب و تتضمن الاختبارات ما يلي:

التخطيط الكهربائي للقلب (Electrocardiogram (ECG:

خلال هذا الاختبار، يتم ربط الأقطاب الكهربائية إلى صدر المريض، للكشف عن نشاط النبضات الكهربائية للقلب. و في بعض الأحيان يتم ربط هذه الأقطاب الكهربائية إلى أطراف المريض. هذا الاختبار يقيس زمن و مدة كل مرحلة كهربائية لنبضات القلب.

فحص هولتر (مراقب هولتر):

هو عبارة عن جهاز محمول لتخطيط القلب. يتم ارتداؤه لمدة يوم أو أكثر لتسجيل نشاط القلب لدى المريض خلال ممارسة الروتين اليومي.

مراقبة الأحداث:

بالنسبة لعدم انتظام ضربات القلب المتفرقة، يتم ارتداء جهاز تخطيط القلب، و ربطه إلى الجسم، و الضغط على زر التشغيل عند حدوث الأعراض فقط. مما يساعد الطبيب في فحص نبضات القلب في نفس وقت حدوث الأعراض.

مخطط صدى القلب:

في هذا الاختبار، يتم وضع جهاز على الصدر يستخدم الأمواج الصوتية، لإعطاء صورة لحجم القلب و بنيته و حركته.

حلقة مسجلة قابلة للزرع:

هذا الجهاز يشير إلى نبضات القلب غير الطبيعية، و يتم زراعته تحت الجلد في منطقة الصدر.

إذا لم يجد الطبيب خلل في معدل نبضات القلب خلال فترة هذا الاختبار، قد يلجأ لاستخدام محفز لعدم انتظام ضربات القلب، و إجراء المزيد من الفحوصات، و التي تتضمن:

اختبار الإجهاد:

بعض حالات عدم انتظام نبضات القلب يتم تحفيزها أو تصبح أسوأ عن طريق التمارين. خلال اختبار الجهد، يطلب الطبيب القيام بتمارين إما على حلقة فارغة أو دراجة ثابتة مع مراقبة نشاط القلب.

لكن في حال كان الطبيب يعتقد بوجود مرض الشريان التاجي، و هو المسبب لخلل نبضات القلب، و يوجد صعوبة لدى المريض بممارسة الرياضة، في هذه الحالة يتم تحفيز عدم انتظام نبضات القلب عن طريق الأدوية.

اختبار إمالة الطاولة:

قد يلجأ الطبيب لهذا الاختبار إذا كان المريض يعاني من نوبات إغماء. يتم مراقبة معدل نبضات القلب و ضغط الدم أثناء استلقاء المريض على الطاولة. ثم يتم إمالة الطاولة للأعلى كما لو أنه في وضعية الوقوف. و يراقب الطبيب كيفية استجابة القلب و الجهاز العصبي لتغير وضعية الجسم.

اختبار الفيزيولوجيا الكهربائية:

في هذا الاختبار يقوم الطبيب بربط أنبوب مرن رفيع (قسطرة) مع أقطاب كهربائية من خلال الأوعية الدموية إلى عدة نقاط متنوعة داخل القلب.  و من مجرد وصول الأقطاب للنقاط المستهدفة في القلب، تبدأ هذه الأقطاب برسم خريطة انتشار النبضات الكهربائية خلال القلب.

و للحديث تتمة 🙂

المراجع:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/heart-arrhythmia/symptoms-causes/syc-20350668

https://www.medicinenet.com/arrhythmia_irregular_heartbeat/article.htm

https://www.medicalnewstoday.com/articles/8887.php

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/nenadstojkovic/51694754581/in/photolist-2mL68w6-GgT2dp-2mVe2Q7-2j3tQV9-2o7nY7d-2m5MdWL-2n5PLJd-2gPeQtU-2bXnMaC-2gXhCLw-2j3q5Eg-2j3uBLa-aiSj83-FMLxCx-hS8GXJ-mT2Dhn-2kJZNWL-HupjzJ-bjSVNQ-2gqgDFF-m1NhhS-aKZU9V-HRMFJJ-7Tx3yN-H7Fg8Q-b7evr4-EWmXgd-28GHYdy-2j3o5EP-4TiLkH-2j3rZmm-4oo5vn-9WqGU3-wmUbRK-qBxXfH-2j3nGMx-2j3mRHF-76EdUW-4Tsoni-eqqfyq-2o72afE-2hgBHbt-rgyxrW-8PCwt2-2oiK4k4-2gyT43n-2o7rFjz-2m5rJrp-2j3xPK4-s6xpoG

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. محمد سليمان رد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله بك وبمجهودك وجزاكي الله خيرأ
    لوسمحتيلي بسؤال ؟ هل يو جد علاج لعضلة القلب او اي شيء بديل لها .
    الرجاء افادتي للاهميه وشكرأ

    1. بدور الآغا رد

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
      أهلاً و سهلاً بك أخي الكريم محمد. شكراً جزيلاً لدعواتك الطيبة، و لك بالمثل إن شاء الله.

      نعم يوجد عدة خيارات علاجية متوفرة لعضلة القلب. إنما ذلك يختلف من حالة لأخرى. و تبعاً للوضع الصحي لكل مريض، يتم تحديد الخيارات العلاجية المناسبة له و إمكانية كل منها.

      لمعرفة الخيارات العلاجية المتوفرة، أنصحك بالاطلاع على المقال التالي:
      علاج بطء أو تسرع نبضات القلب و أهم النصائح لمرضى عدم انتظام ضربات القلب
      https://capsuleh.com/arrhythmia-treatment/

      و أنصحك باستشارة طبيب أخصائي بالأمراض القلبية، لتقييم الوضع الصحي تماماً و تحديد الخيارات العلاجية المناسبة.
      أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل و دوام الصحة و العافية. و في حال وجود أي استفسار طبي آخر، على الرحب و السعة دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك