مراحل سرطان الرئة و الخيارات العلاجية المتوفرة

9046 0
9046 0

في المقال السابق تحدثتُ عن أعراض و أسباب سرطان الرئة. أما اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله.

الاختبارات و التشخيص:

التصوير المقطعي المحوسب للرئتين، للكشف عن وجود خلايا سرطانية. و هذا الاختبار الوقائي الدوري، للكشف المبكر عن السرطان.

أما في حال ظهرت أي أعرض، قد تشير لوجود سرطان في الرئة، يطلب الطبيب عدة فحوصات و تتضمن ما يلي:

  • صورة الأشعة السينية للرئتين، و التي تكشف عن وجود أي كتلة غير طبيعية أو عقد. أما التصوير المقطعي المحوسب يكشف عن وجود أي آفة صغيرة قد لا تظهر بالأشعة السينية.
  • فحص عينة من البلغم: إذا كان المريض يعاني من السعال الذي يرافقه بلغم، يتم أخذ عينة من البلغم و فحصها تحت المجهر. ففي بعض الأحيان قد يعكس عن وجود خلايا سرطانية.
  • خزعة من الأنسجة: يتم أخذ عينة من الخلايا غير الطبيعية في الرئتين و الكشف عن وجود خلايا سرطانية.

قد يقوم الطبيب بأخذ الخزعة بعدة طرق تتضمن:

  • خزعة من القصبات الهوائية، بحيث يفحص المناطق غير الطبيعية في الرئتين باستخدام أنبوب مزود بضوء. يتم تمريره من البلعوم إلى الرئتين (التنظير). حيث يتم إجراء شق في قاعدة الرقبة و إدخال أداة جراحية خلف عظم الصدر، لأخذ عينة من أنسجة العقد الليمفاوية.
  • الطريقة الأخرى لأخذ خزعة تتم عن طريق إبرة. و يستخدم الطبيب الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب، لتوضيح مكان وضع الإبرة عبر جدار الصدر و داخل أنسجة الرئة، لسحب عينة من الخلايا غير الطبيعية المشتبه بها.
  • كما يمكن أخذ عينة من العقد الليمفاوية أو غيرها من مناطق الجسم التي قد انتشر إليها الورم الخبيث مثل الكبد.

مراحل سرطان الرئة:

بعدما يتم تشخيص سرطان الرئة لدى المريض، يقوم الطبيب بتحديد مرحلة السرطان. عند معرفة مرحلة السرطان، يساعد ذلك الطبيب في اختيار العلاج المناسب لحالة المريض.

تتضمن اختبارات تحديد مرحلة السرطان، إجراء صور تسمح للطبيب برؤية المراحل التي انتشرت فيها السرطان ما بعد الرئتين.

تتضمن هذه الاختبارات الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، و الرنين المغناطيسي و التصوير المقطعي عن طريق بوزيترون و فحص العظام.

 ليس كل اختبار هو مناسب لكل حالة، لذلك و بناءً على وضع المريض، يختار الطبيب الاختبار المناسبة لحالته.

تُقسم مراحل سرطان الرئة كالتالي:

المرحلة الأولى من سرطان الرئة:

يكون الورم محدود داخل الرئة، و لم ينتشر إلى العقد الليمفاوية. حجم الورم عادةً أصغر من 2 انش (5سم).

المرحلة الثانية من سرطان الرئة:

الورم في هذه المرحلة قد أصبح أكبر حجماً. يبلغ حجمه أكثر من 2 انش (5 سم). أو قد يكون أصغر حجماً، إنما يتضمن الهياكل المحيطة بالرئة كذلك، مثل جدار الصدار أو البطانة المحيطة بالرئتين (غشاء الجنب). كما قد يكون السرطان قد انتشر للعقد الليمفاوية القريبة.

المرحلة الثالثة من سرطان الرئة:

الورم في هذه المرحلة قد أصبح كبير الحجم، و يغزو الأعضاء المجاورة للرئتين. أو قد يكون حجم الورم صغيراً، إنما يصاحبه خلايا سرطانية في العقد الليمفاوية البعيدة عن الرئتين.

المرحلة الرابعة من سرطان الرئة:

الورم في هذه المرحلة قد انتشر إلى ما بعد الرئة المصابة، إلى الرئة المجاورة أيضاً، أو إلى مناطق أخرى من الجسم.

في بعض الحالات يتم وصف سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، بالسرطان المحدود أو الممتد.

يشير السرطان المحدود لوجود الورم في رئة واحدة فقط. بينما يشير السرطان الممتد إلى انتشار السرطان إلى ما بعد الرئة الواحدة.

علاج سرطان الرئة:

يتم اختيار العلاج المناسب بالاعتماد على عدة عوامل مثل: الصحة العامة للمريض، و نوع و مرحلة السرطان.

تتضمن الخيارات العلاجية عادةً:

  • العلاج الكيماوي
  • العلاج بالأشعة
  • إجراء عملية جراحية
  • العلاج بالأدوية المستهدفة

في بعض الحالات قد يرفض المريض الخضوع للعلاج. على سبيل المثال، قد يشعر أن التأثيرات الجانبية للعلاج أكبر من نفعها. في هذه الحالة، يقترح الطبيب علاج الأعراض فقط، لتخفيف ألم المريض.

عملية جراحية لسرطان الرئة:

خلال هذه العملية، يقوم الطبيب باستئصال الورم الخبيث من الرئة المصابة، و جزء من الأنسجة السليمة المحيطة.

تتضمن العملية الجراحية لاستئصال سرطان الرئة ما يلي:

  • إزالة جزء صغير من الرئة التي تحتوي على الورم، مع جزء من الأنسجة الصحية المجاورة.
  • إزالة جزء كبير من الرئة، لكن مع الحفاظ على الفص الداخلي بالكامل.
  • إزالة الفص الداخلي بالكامل للرئة المصابة.
  • استئصال الرئة بالكامل.

و عند خضوع المريض للجراحة، قد يقوم الطبيب بإزالة العقد الليمفاوية من الصدر لفحصها أيضاً.

إن العملية الجراحية لاستئصال الرئة تحمل معها عدة مخاطر و مضاعفات تتضمن:

  • النزف و العدوى و الالتهابات.
  • قد يشعر المريض بضيق و انقطاع في النفس بعد العملية.
  • إذا تم استئصال جزء فقط من الرئة، فإن الأنسجة الصحية المتبقية، سوف تتمدد مع الوقت. و تجعل عملية التنفس أسهل.

العلاج الكيماوي:

يعتمد العلاج الكيماوي على الأدوية التي تقضي على الخلايا السرطانية. قد يتم إعطاء المريض واحد أو أكثر من العلاج الكيماوي عبر الحقن الوريدي أو عبر الفم.

يعتمد العلاج الكيماوي عادةً على المشاركة الدوائية، التي تستمر عادةً لمدة من الزمن سواءً عدة أسابيع أو أشهر. مع فواصل استراحة بينهم، ليتمكن المريض من استرداد عافيته.

يتم استخدام العلاج الكيماوي غالباً بعد إجراء حراجة استئصال سرطان الرئة. و ذلك للقضاء على أي خلايا سرطانية من المحتمل أنها بقيت في الجسم. كما قد يتم استخدام العلاج الكيماوي قبل الجراحة، لتقليص حجم الورم و سهولة استئصاله. و في بعض الحالات يتم استخدام العلاج الكيماوي، لتخفيف الألم و غيره من الأعراض المرافقة للمراحل المتقدمة من الورم.

العلاج الإشعاعي:

يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام حزم عالية الطاقة من الأشعة السينية و البروتونات، للقضاء على الخلايا السرطانية.

قد يتم توجيه العلاج الإشعاعي بشكل مباشر خارجي إلى الرئة المصابة بالورم (العلاج الإشعاعي الخارجي). أو قد يتم إدخاله بواسطة إبرة أو بذور أو قسطرة، و وضعه داخل الجسم بالقرب من السرطان (العلاج الإشعاعي الموضعي). كما قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة، للقضاء على الخلايا السرطانية المستعصية.

و في بعض الحالات يتم استخدام العلاج الإشعاعي كعلاج أولي لسرطان الرئة، في الحالات التي لا يمكن إجراء عملية جراحية لها. كما في المراحل المتقدمة من المرض. و قد يستخدم العلاج الإشعاعي أيضاً لتخفيف الألم و غيره من الأعراض.

العلاج بالأدوية المستهدفة:

و هي خيارات علاجية حديثة للسرطان. حيث تستهدف الخلايا غير الطبيعية السرطانية. و تستخدم غالباً بالمشاركة مع العلاج الكيماوي. و تتضمن ما يلي:

  • أفاتانيب Afatinib (Gilotrif)
  • بيفاسي زوماب Bevacizumab (Avastin)
  • سيريتينيب Ceritinib (Zykadia)
  • كريزوتينيب Crizotinib (Xalkori)
  • إيرلوتينيب Erlotinib (Tarceva)
  • نيفولوماب Nivolumab (Opdivo)
  • راموكيروماب Ramucirumab (Cyramza)

بعض أنواع الأدوية المستهدفة قد تعمل فقط لدى الأفراد ذوي الطفرات الوراثية في الخلايا السرطانية. يتم فحص الخلايا السرطانية في المخبر، للكشف عن استجابتها على الدواء أم لا.

بعض النصائح المنزلية و تغيير الأنماط الحياتية للتعامل مع مرض سرطان الرئة:

  1. يجب على المريض الحصول على الراحة و الاسترخاء: فحالات الخوف و القلق تجعل مشكلة ضيق التنفس أسوأ. عندما يبدأ المريض بالشعور بضيق التنفس، يجب عليه التحكم بمخاوفه، و اختيار النشاطات التي تساعده على الاسترخاء. مثل السماع للموسيقا، قراءة بعض الأدعية و الصلاة، جلسات التأمل، تمارين اليوغا.
  2. اختيار مكان مخصص مريح: يلجأ إليه المريض عندما يشعر بضيق التنفس.
  3. التركيز على عمليات التنفس: عندما يشعر المريض بضيق التنفس، يجب التركيز على حركات التنفس. بدلاً من المحاولة في ملئ الرئتين بالهواء، يجب التركيز على حركة العضلات التي تتحكم بعمليات التنفس.
  4. المحافظة على طاقة الجسم لما هو أكثر أهمية: إذا كان المريض يعاني من ضيق في التنفس، قد يؤدي ذلك للتعب و الإرهاق سريعاً. لذلك يجب الحرص على اختيار المهام الأكثر أهمية، للحفاظ على معدل الطاقة لاستهلاكه عند الحاجة.
  5. الحصول على الدعم الكافي من الأهل و الأصدقاء. التفريغ عن النفس و مشاركتهم الأفكار و المشاعر و الأحاسيس التي يشعر بها.

أخيراً.. السرطان داء خبيث و الوقاية أفضل من قنطار علاج! أسأل الله تعالى دوام الصحة و العافية لي و لكم. و عند الابتلاء أن يجعلنا من الصابرين. أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة، و شكراً للمتابعة.

المراجع:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lung-cancer/symptoms-causes/syc-20374620

https://www.healthline.com/health/lung-cancer

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/wellunwell/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك