أسباب و أعراض نمو الزوائد الأنفية (الناميات) و أهم الخيارات العلاجية الفعالة المتوفرة

8644 0
8644 0

cleared sinus opening: فتحة الجيوب الأنفية نظيفة، polyps: الزوائد الأنفية، fluid packed up: تراكم و تجمع السوائل.

الزوائد الأنفية (الناميات) هي عبارة عن زوائد ناعمة تنمو في بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية، غير مؤلمة و غير سرطانية. حيث تتعلق هذه الزوائد مثل قطرات الدموع أو عنقود العنب. تنتج عن الالتهاب المزمن الناتج عن الربو أو الحساسية أو العدوى المتكررة أو الحساسية للدواء أو بعض الاضطرابات المناعية.

إن الزوائد الأنفية الصغيرة قد لا تسبب أي أعراض. لكن الزوائد الأنفية كبيرة الحجم أو على شكل مجموعات، قد تؤدي لانسداد المجاري الأنفية، أو قد تؤدي لمشاكل تنفسية أو ضعف حاسة الشم، و الإصابة بالعدوى المتكررة.

تتوفر بعض الأدوية التي تساعد في انكماش الزوائد الأنفية، و تصغير حجمها. لكن في بعض الأحيان لا يكفي العلاج بالأدوية، بل يحتاج المريض لتدخل جراحي. إنما مع الأسف على الرغم من نجاح الجراحة، في معظم الأحيان يعود نمو الزوائد الأنفية من جديد.

أعراض وجود الزوائد الأنفية (الناميات الأنفية):

يرتبط ظهور الزوائد الأنفية مع وجود التهاب في بطانة المجاري الأنفية و الجيوب الأنفية، التي تستمر أكثر من 12 أسبوع، أي التهاب الجيوب الأنفية المزمن . لكن من الشائع أيضاً الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن دون وجود زوائد أنفية. هذه الناميات عادةً ناعمة الملمس تفتقد الإحساس. لذلك إن كانت صغيرة الحجم، قد لا تسبب أي أعراض.  أما الأورام الحميدة المتعددة أو كبيرة الحجم، قد تسبب انسداد المجاري و الجيوب الأنفية.

و تتضمن الأعراض الشائعة الناتجة عن وجود الزوائد الأنفية ما يلي:

  • سيلان الأنف.
  • أو انسداد و احتقان الأنف الدائم.
  • قلة حاسة الشم و حاسة التذوق.
  • ألم في الوجه أو الإصابة بالصداع.
  • الإحساس بوجود ضغط في الوجه أو على الجبهة.
  • الشخير.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

إذا استمرت الأعراض أكثر من عشرة أيام، يجب استشارة الطبيب.

إن أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، و أعراض وجود الزوائد الأنفية، مشابه للعديد من المشاكل الصحية الأخرى مثل أعراض نزلات البرد و الانفلونزا.

يجب طلب الإسعاف مباشرة عند وجود ما يلي:

  • صعوبة في التنفس.
  • إذا ازدادت الأعراض سوءاً.
  • الرؤية المضاعفة أو انخفاض الرؤية أو عدم القدرة على تحريك العينين بشكل طبيعي.
  • انتفاخ شديد حول العينين.
  • ازدياد شدة الصداع المرافق لارتفاع درجات الحرارة، أو عدم القدرة على رفع الرأس نحو الأمام.

أسباب الزوائد الأنفية (الناميات الأنفية):

إن السبب الأساسي لنمو هذه الزوائد الأنفية غير معروف . و سبب ظهورها لدى بعض الأفراد الذين يعانون من التهابات أنفية مزمنة، و عدم ظهورها لدى البعض الآخر أيضاً غير واضح بشكل كامل.

يحدث الالتهاب في البطانة المنتجة للسوائل (الأغشية المخاطية) للأنف و الجيوب الأنفية. و تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتطور نمو الزوائد الأنفية لديهم، يكون الجهاز المناعي مختلف في استجابته، عن الأفراد الذين لا يعانون من وجود الناميات.

قد تتشكل الزوائد الأنفية في أي مرحلة عمرية، لكنها أكثر شيوعاً في متوسط العمر. كما قد تنشأ هذه الزوائد في أي منطقة من الأنف، لكنها أكثر شيوعاً في الجيوب الأنفية القريبة من العينين و أعلى الأنف.

العوامل الخطيرة المؤدية لظهور الزوائد الأنفية:

أي حالة تحفّز على حدوث التهاب مزمن في بطانة الأنف، مثل المواد المسببة للحساسية، قد تؤدي لزيادة خطورة تطور الزوائد الأنفية.

و تتضمن المشاكل الصحية المرافقة عادةً لوجود الناميات ما يلي:

  • الربو.
  • الحساسية للأسبيرين.
  • التهاب الجيوب الأنفية التحسسي.
  • التليف الكيسي، و هو عبارة عن اضطراب وراثي ينتج عنه زيادة إنتاج المفرزات المخاطية من الأغشية الأنفية و الجيوب الأنفية.
  • إن التاريخ العائلي للمريض يلعب دوراً هاماً في زيادة خطورة نمو الزوائد الأنفية.

المضاعفات الناتجة عن الزوائد الأنفية:

إن الزوائد الأنفية قد تسبب مضاعفات. لأنها تغلق التدفق الطبيعي للهواء و تصريف السوائل، أيضاً بسبب الالتهاب المزمن، الذي يُعتبر السبب الرئيسي لتطور هذه الناميات. و تتضمن هذه المضاعفات ما يلي:

  • انقطاع التنفس أثناء النوم: هذه الحالة ترافق عادةً الأفراد الذين يعانون من الشخير. حيث يتوقف التنفس ثم يبدأ من جديد بشكل متكرر خلال النوم.
  • زيادة شدة الربو و التهاب الجيوب الأنفية.

أساليب الوقاية من المرض:

من الممكن خفض خطورة نمز الزوائد الأنفية، أو الوقاية من عودة نموها مجدداً بعد العلاج، عن طريق النصائح التالية:

  • التحكم بحالات الحساسية و الربو: اتباع نصائح الطبيب بعناية، للسيطرة على مشكلة الربو و حالات الحساسية. إذا لم يتم التحكم بالمرض، يجب مراجعة الطبيب لتغيير الدواء.
  • تجنب المواد المسببة لحساسية و تهيج الأنف: لأنها تساهم في زيادة حساسية أو التهاب الأنف التحسسي، مثل استنشاق غبار الطلع أو دخان السجائر أو مواد الكيميائية أو الغبار.
  • النظافة الجيدة: مثل غسل اليدين بشكل منتظم، و التي تُعتبر من أفضل أساليب الحماية ضد العدوى البكتيرية أو الفيروسية،التي قد تسبب التهاب المجاري الأنفية و الجيوب الأنفية.
  • استخدام جهاز ترطيب الهواء في المنزل: إذا كان الهواء في المنزل يميل للجفاف. مثل حالات الاعتماد على التدفئة المركزية، يفضل استخدام جهاز ترطيب الهواء لترطيب المجاري الأنفية، كذلك و تعزيز تدفق المفرزات المخاطية من الجيوب الأنفية، و منع انسداد الأنف نتيجة الالتهاب.
  • استخدام غسول أنفي السيروم الملحي (ماء مع ملح الصوديوم) أو بخاخ أنفي، لغسل المجاري الأنفية. مما يعزز تدفق المفرزات المخاطية، و يزيل المواد المسببة للحساسية و التهيج. بإمكانك إما شراء المحلول الملحي الأنفي جاهز من الصيدلية أو تحضيره في المنزل بواسطة استخدام الماء المقطر و المعقم عن طريق غلي الماء مسبقاً و تبريده ثم إضافة ملح كلور الصوديوم.

الاختبارات و التشخيص:

عادةً يقوم الطبيب بتشخيص المرض عن طريق تحديد الأعراض و الفحص البدني العام و للأنف. قد تبدو الناميات مرئية عند استخدام أداة مساعدة بسيطة مزودة بضوء.

أما عن أساليب التشخيص الأخرى فتتضمن:

التنظير الأنفي:

و هو عبارة عن أنبوب ضيق مزود بعدسة مكبرة مضيئة أو كاميرا دقيقة. تسمح للطبيب بفحص داخل الأنف بشكل أكثر دقة. يقوم الطبيب بإدخال الأداة داخل فتحة الأنف، للكشف عن تجويف الأنف بوضوح.

التصوير المقطعي لمحوسب:

الذي يساعد الطبيب في تحديد حجم و مكان وجود الزوائد الأنفية في المناطق الأكثر عمقاً من الجيوب الأنفية. و يحدد شدة الالتهاب. كما يساعد هذا الاختبار في اكتشاف أي مشكلة أخرى تسبب انسداد المجاري الأنفية مثل وجود أورام أخرى حميدة أو خبيثة أو وجود تشوه داخلي في الأنف.

اختبار الحساسية:

و هو اختبار جلدي لتحديد المادة المسببة للحساسية، و التي تساهم في حدوث الالتهابات المزمنة. بعد وضع بضعة نقاط من المادة التي قد تسبب الحساسية على سطح الجلد، و بعد الانتظار 15 دقيقة، تظهر أعراض الحساسية على سطح الجلد في حال كانت هذه المادة تسبب الحساسية.

اختبار التليف الكيسي:

إذا تم تشخيص الطفل أنه يعاني من الزوائد الأنفية، قد ينصح الطبيب بإجراء اختبار للتليف الكيسي. و هي عبارة عن مشكلة صحية وراثية تؤثر على الغدد التي تنتج المفرزات المخاطية مثل الغدد الدمعية أو العرقية أو اللعاب أو حمض المعدة.

الاختبار المثالي للتليف الكيسي غير مزعج، عادةً حيث يتم حساب درجة ملوحة العرق. إذا كانت أكثر ملوحة من العرق الطبيعي عادةً.

علاج الزوائد الأنفية (الناميات):

التهاب الجيوب الأنفية المزمن سواءً مع وجود زوائد أنفية أم لا، يُعتبر من المشاكل التي لا يمكن الشفاء منها تماماً. بل يركّز العلاج على التحكم بالأعراض و علاج العوامل التي تساهم في حدوث الالتهاب المزمن.

هدف علاج الزوائد الأنفية هو تصغير حجمها أو القضاء عليها قدر الإمكان.

تُعتبر الأدوية الخط العلاجي الأول. و في بعض الأحيان يحتاج المريض للجراحة، لكنها لا تؤمن حل دائم لأن الزوائد الأنفية تعود للنمو من جديد.

أدوية علاج الزوائد الأنفية:

تركز هذه الأدوية على انكماش الزوائد الأنفية أو القضاء عليها و تتضمن:

الستيروئيدات القشرية الأنفية:

يصف الطبيب بخاخ أنفي من الستيروئيدات القشرية لتخفيف الالتهاب. و تتضمن هذه الأدوية:

  • مادة فلوتيكازوم (فلوناز)،
  • بوديسونيد (رينوكورت)،
  • فلونيزوليد.
  • موميتازون (نازونيكس).
  • تريام سينولون (ناساكورت).
  • بيكلوميتازون.

الستيروئيدات القشرية الفموية أو الحقن:

إذا لم تكن الستيروئيدات القشرية الموضعية فعالة، قد يلجأ الطبيب لوصف الأدوية الفموية مثل مادة بريدنيزولون، إما لوحدها أو بالمشاركة مع الأدوية الموضعية الأنفية. لكن الستيروئيدات الفموية قد تسبب تأثيرات جانبية شديدة. لذلك يتم وصفهم عادةً لفترة محدودة من الزمن.

حقن الستيروئيدات القشرية:

 تستخدم الحقن إذا كانت الزوائد الأنفية شديدة للغاية.

و من الأدوية الأخرى التي تستخدم لعلاج الزوائد الأنفية:

  • مضادات الهيستامين لعلاج حالات الحساسية.
  • المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات المزمنة و المتكررة.

جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار لاستئصال الزوائد الأنفية:

إذا لم يجد المريض الفائدة المطلوبة على الأدوية، و لم يحدث انكماش للزوائد الأنفية، قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية للأنف لاستئصال هذه الزوائد. حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب صغير مزود بكاميرا داخل فتحة الأنف. للكشف عن مكان وجود الزوائد الأنفية و من ثم إزالتها بواسطة أداة حادة دقيقة.

بعد انتهاء الجراحة، يتم استخدام الستيروئيدات القشرية البخاخات الأنفية للوقاية من تكرار نمو الزوائد الأنفية.  كما ينصح باستخدام الغسول الملحي لتعزيز عملية الشفاء بعد الجراحة.

المراجع:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/nasal-polyps/symptoms-causes/syc-20351888

https://www.webmd.com/allergies/nasal-polyps-symptoms-and-treatments#2

https://www.sinussurgeryprocedure.com/nasal-polyp-surgery

https://www.healthline.com/health/nasal-polyps#treatment

https://www.medicalnewstoday.com/articles/177020.php

https://www.nhs.uk/conditions/nasal-polyps/

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/80275783@N03/

 

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك