أسباب و مضاعفات آلام الرقبة و أهم النصائح الفعالة للوقاية من الألم

10153 2
10153 2

آلام الرقبة هي من الأعراض و المشاكل الشائعة. قد تتوتر عضلات الرقبة نتيجة وضعية الجسم الخاطئة، أو نتيجة إرهاق الرقبة، سواءً أثناء الجلوس خلال ساعات العمل أمام شاشة الكومبيوتر، أو أمام طاولة المكتب و مكان العمل الخاص بك.

لمعرفة أسباب آلام الرقبة و العوامل المؤثرة بها، يجب التعرف على بنية الرقبة و الهياكل الداخلية.

بنية الرقبة:

تتألف الرقبة من سبع فقرات هي عبارة عن جزء من العمود الفقري الموجودة في الرقبة (الفقرات العنقية) التي تحيط بالنخاع الشوكي. بين هذه الفقرات العظمية يوجد أقراص، و يمر بقربها أعصاب الرقبة.

تشمل الهياكل داخل الرقبة ما يلي: الجلد، عضلات الرقبة، الأوعية الدموية و الشرايين، العقد اللمفاوية، الغدة الدرقية، و الغدد جارات الدرق، المريء، الحنجرة و القصبة الهوائية.

العظام و الأربطة و عضلات الرقبة تدعم الرأس و تسمح بالحركة. أما الأقراص الموجودة بين العظام، تمتص الصدمات. عند حدوث مشاكل صحية في أي من أنسجة الرقبة، قد يؤدي ذلك إلى آلام الرقبة.

في معظم الحالات لا يُعتبر ألم الرقبة دليل على وجود مشاكل صحية خطيرة. و من الممكن أن يزول الألم خلال بضعة أيام.

لكن في بعض الأحيان قد يشير ألم الرقبة لوجود مشاكل صحية بحاجة لعناية الطبيب. خاصةً إذا رافق ألم الرقبة شعور بالتنميل أو الخدر، أو ضعف في قوة الذراع أو اليدين، أو امتداد الألم نحو الكتف أو أسفل الذراع. إذا استمر الألم أكثر من أسبوع أو كان الألم شديداً أو صاحب ذلك وجود أعراض أخرى يجب مراجعة الطبيب.

أعراض و وصف آلام الرقبة:

  • يُصبح ألم الرقبة أسوأ عند رفع اليدين لمكان معين فترة طويلة من الزمن، مثل أثناء قيادة السيارة أو العمل أمام الكومبيوتر.
  • ضعف أو عدم القدرة على تحريك الرأس.
  • تشنج و توتر في عضلات الرقبة.
  • في بعض الأحيان الصداع.

متى يجب عليك مراجعة الطبيب:

معظم آلام الرقبة تتحسن بشكل تدريجي مع العلاج المنزلي. لكن في حال استمرار الأعراض، يجب مراجعة الطبيب.

بالإضافة للحالات التالية:

  • إذا كان ألم الرقبة حاداً، أو ناتج عن إصابة في الرقبة، مثل حادث قيادة السيارة أو السقوط.
  • إذا صاحب الألم الشعور بالصداع أو التنميل و الوخز أو الضعف.
  • إذا استمر الألم لعدة أيام دون تحسن.
  • إذا امتد الألم للذراع أو الساق.

أسباب آلام الرقبة:

الرقبة مرنة و تدعم وزن الرأس، لذلك فهي عرضة للإصابات و المشاكل التي تسبب الألم و تحدّ من الحركة. و تتضمن أسباب آلام الرقبة ما يلي:

تشنج و توتر العضلات:

إجهاد العضلات و العمل لعدة ساعات متواصلة أمام شاشة الحاسوب، قد يؤدي لتوتر العضلات. حتى الأمور البسيطة مثل القراءة في السرير أو القيام بصرير الأسنان قد يؤدي لتوتر عضلات الرقبة.

ضرر المفاصل و هشاشة العظام:

كما في حالات المفاصل الأخرى الموجودة في الجسم، فإن مفاصل الرقبة تضعف مع التقدم في السن. و هشاشة العظام تؤدي لتآكل الغضاريف بين الفقرات. ثم تقوم العظام بتشكيل نتوءات تؤثر على حركة المفصل و تسبب الألم.

ضغط العصب:

انزلاق الفقرات أو تشكل نتوءات في عظام الرقبة، قد يضغط على الأعصاب المتفرعة من النخاع الشوكي.

الإصابات:

خاصةً حوادث اصطدام السيارة التي تؤدي لارتطام الرأس للخلف ثم ارتداده للأمام، و توتر الأنسجة الرخوة في الرقبة.

الأمراض:

مثل التهاب المفاصل الروماتيزم و التهاب السحايا أو بعض أنوع السرطان، مما يسبب الألم في الرقبة.  أو التهاب السحايا هو عبارة عن التهاب النسيج الذي يحيط بالدماغ و النخاع الشوكي. و من أعراضه توتر الرقبة و ارتفاع درجة الحرارة و الصداع.

الاختبارات و التشخيص:

معرفة التاريخ الصحي و إجراء الفحص البدني للمريض، للكشف عن وجود ضعف أو توتر في العضلات، أو الشعور بالخدر و التنميل. بالإضافة للكشف عن مقدرة تحريك الرأس للأمام و الخلف و من جهة لأخرى.

إجراء بعض الصور للرقبة و تتضمن:

  • الأشعة السينية للكشف عن وجود ضغط على العصب، أو وجود نتوء عظمي و غيرها من التغيرات.
  • الفحص المقطعي المحوسب: لرؤية الهيكل الداخلي للرقبة.
  • الرنين المغناطيسي: باستخدام أمواج راديوية و حقل مغناطيسي قوي لتشكيل صور مفصلة للعظام و الأنسجة الرخوة، بما في ذلك النخاع الشوكي و الأعصاب الفرعية الناتجة عن النخاع الشوكي.
  • تحليل الدم: للكشف عن وجود التهابات أو حالات عدوى قد تؤثر و تسبب ألم في الرقبة.

علاج آلام الرقبة:

يعتمد العلاج على تشخيص أسباب آلام الرقبة. معظم حالات آلام الرقبة الخفيفة أو المعتدلة تستجيب عادةً على المعالجة المنزلية خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. إذا استمر ألم الرقبة، يتم اللجوء لعلاج أخرى.

و تتضمن الخيارات العلاجية:

  • كريمات موضعية أو لصاقات موضعية لتخفيف الألم.
  • أدوية علاج آلام الرقبة: مسكنات فموية بسيطة أو أكثر شدة مثل المرخي العضلي أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
  • المعالجة الفيزيائية (الأمواج فوق الصوتية، التدليك): لتحسين وضعية الجسم و تمارين تقوية الرقبة.
  • استخدام طوق لتثبيت الرقبة بشكل مؤقت: هو عبارة عن طوق ناعم يدعم الرقبة، و يساعد في تخفيف الألم عن طريق إزالة الضغط عن هيكل الرقبة. لكن في حال تم استخدامه أكثر من ثلاث ساعات متواصلة أو إذا تم استخدامه لمدة أكثر من أسبوعين قد يلحق الضرر بدلاً من العلاج.
  • حقن موضعي بالستيروئيدات القشرية أو المسكنات: قد يلجأ الطبيب لحقن أدوية الستيروئيدات القشرية بالقرب من جذور العصب داخل مفاصل صغيرة في عظام العمود الفقري العنقي، أو داخل عضلات الرقبة لتخفيف الألم. أو قد يستخدم الأدوية المخدرة مثل مادة الليدوكائين.
  • عملية جراحية: في حالات نادرة قد يحتاج المريض لإجراء عملية لإزالة ضغط العصب أو النخاع الشوكي.

العلاجات المنزلية:

  • الحصول على الراحة و تطبيق كمادات باردة أو دافئة حول الرقبة.
  • الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية: مثل مادة الإيبوبروفين و نابروكسين الصوديوم و أسيتامينوفين.
  • أخذ حمام دافئ يساعد على الاسترخاء و يخفف الألم.
  • التمارين المنزلية: المواظبة على أداء تمارين تقوية للرقبة بشكل روتين يومي (دوران الرقبة بهدوء بشكل كامل، و دوران الأكتاف أيضاً) لتخفيف الألم.

أساليب الوقاية من آلام الرقبة:

معظم آلام الرقبة لها علاقة بالوضعية الخاطئة للجسم، و التي قد ترتبط مع وجود ضعف أو تمزق نتيجة التقدم في السن.

للوقاية من الإصابة بآلام الرقبة، يجب الانتباه لوضعية الجسم، و الحفاظ على وضعية الرأس في مركز العمود الفقري. بعض التغيرات البسيطة يومياً قد تساعد.

إليك النصائح التالية:

  1. الحفاظ على وضعية صحية أثناء الوقوف أو الجلوس. التأكد من أن الكتفين في خط مستقيم مع مستوى الوركين، و الأذنين هي فوق مستوى الكتفين مباشرةً.
  2. أخذ استراحات متكررة. إذا كنت تسافر مسافات طويلة، أو تعمل لعدة ساعات أمام الكومبيوتر، يجب عليك النهوض و تمديد رقبتك و كتفيك، و تحريك جسمك قليلاً ثم العودة ثانية.
  3. ضبط وضعية كرسي المكتب و طاولة العمل و جهاز الكومبيوتر، بحيث يكون مع مستوى الرؤية لديك، دون الحاجة لانحناء الرأس نحو الأعلى أو الأسفل. و بالنسبةللركبتين يجب أن تكون أخفض قليلاً من مستوى الورك.
  4. تجنب وضع و تثبيت الهاتف بين أذنك و كتفك أثناء التحدث. استخدم إما سماعات الرأس أو مكبر الصوت.
  5. الإقلاع عن التدخين. جميع المشاكل الصحية و الأمراض ترتبط بالتدخين بطريقة أو بأخرى. تأثيره فادح على كافة الأصعدة، و يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض.
  6. تجنب حمل الحقائب الثقيلة على كتفيك. فالوزن الزائد سوف يُرهق الرقبة.
  7. احرص على النوم في وضعية جيدة. بحيث يكون الرأس و الرقبة بتوافق مع الجسم. استخدم وسادة صغيرة تحت رقبتك. حاول النوم على ظهرك و رفع قدميك قليلاً أعلى من مستوى باقي الجسم، مما يساعد على تمدد عضلات العمود الفقري.

المراجع:

 http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/neck-pain/basics/definition/con-20028772

http://www.nhs.uk/Conditions/Neck-pain/Pages/Introduction.aspx

http://www.healthline.com/symptom/neck-pain

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/147396976@N05/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. سفيان سلامة رد

    ما أفضل المراهم التي تعالج تشنج الشديد والمزمن لأعلى الكتف والرقبة

    1. بدور الآغا رد

      أسعد الله أوقاتك بكل خير أخي سفيان..
      هنالك العديد من الكريمات الموضعية المسكنة للألم و مضادة للتشنج و التي لا تحتاج لوصفة طبية.
      غالباً ما تحتوي في تركيبها على:
      * مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
      * و مرخي عضلي.
      و قد أبدت فعالية ممتازة.

      أنصحك باستشارة الصيدلي الموجود في بلدك، لمساعدتك في اختيار الدواء الأفضل المتوفر لديكم.
      أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل و دوام الصحة و العافية. و في حال وجود أي استفسار طبي آخر، على الرحب و السعة دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك