أسباب و أعراض مرض الفصام (انفصام الشخصية) و الخيارات العلاجية المتوفرة

8585 0
8585 0

مرض الفصام (انفصام الشخصية) هو عبارة عن اضطراب عقلي يظهر عادةً في سن البلوغ المبكر أو في نهاية فترة المراهقة. غالباً ما بين عمر 16-30 سنة. و يتمثل بحالات من الهلوسة و الأوهام و غيرها من المشاكل المعرفية و السلوكية.

عادةً ما تظهر الأعراض لدى الذكور في سن مبكرة أكثر من الإناث. و في العديد من الحالات، يتطور اضطراب انفصام الشخصية ببطء، بشكل لا يلاحظه المريض إلا بعد عدة سنوات. لكن في حالات أخرى، قد يظهر المرض بشكل مفاجئ و يتطور بسرعة.

أعراض الفصام (انفصام الشخصية):

تصنف أعراض انفصام الشخصية ضمن أربعة فئات:

  • أعراض إيجابية: و تُعرف أيضاً بالأعراض النفسية. على سبيل المثال الهلوسة و الأوهام.
  • أعراض سلبية: و يُشار إليها بالعناصر التي يفتقدها المريض. مثل غياب تعابير الوجه، أو فقدان الأمل و قلة الحماس.
  • أعراض معرفية: تؤثر على تفكير الشخص. و قد تكون إيجابية أو سلبية. مثل قلة التركيز و الانتباه. فُيعتبر من الأعراض السلبية.
  • الأعراض العاطفية: و تكون سلبية عادةً.

و تتضمن أعراض انفصام الشخصية عموماً ما يلي:

الأوهام:

يؤمن المريض بأفكار و معتقدات خاطئة، مثل أوهام الاضطهاد أو أوهام العظمة. مثل أن يشعر أن الآخرين يتحكمون به، كما لو أنهم يمسكون بجهاز تحكم. أو أن يصيبه داء العظمة فيظن نفسه يتمتع بطاقة هائلة.

الهلوسة:

يُعتبر سماع الأصوات من الأمور الأكثر شيوعاً لمرضى انفصام الشخصية، أكثر من أن يتخيل له رؤية أو تذوق أو شمع روائح غير موجودة.

اضطرابات في الأفكار:

حيث ينتقل المريض من فكرة لأخرى جون وجود أي ترابط منطقي بينهما. و من الصعب جداً متابعة حديث مريض انفصام الشخصية.

كما تتضمن الأعراض الأخرى:

  • قلة الحماس و انعدام الحافز. فيفقد المريض رغبته في أداء النشاطات اليومية.
  • قلة الإحساس أو الاستجابة لحالات الحزن أو الفرح قد تكون غير مناسبة.
  • الانسحاب الاجتماعي: عندما يحاول مريض انفصام الشخصية تجنب اللقاءات و المناسبات الاجتماعية، غالباً يعود السبب لشعوره و اعتقاده أن أحداً ما يرغب بإيذائه.
  • عدم الانتباه لحالات المرض: مثل حالات الهلوسة و الأوهام، تبدو حقيقية للغاية بالنسبة للمريض. و العديد من مرضى انفصام الشخصية لا يدركون أنهم مرضى أساساً. و يرفضون تلقي العلاج، خوفاً من تأثيراته الجانبية أو اعتقاداً منهم أن هذا الدواء سام!
  • صعوبة في الإدراك و المعرفة: تتأثر قدرة المريض على التركيز أو تنظيم حياته. و تصبح مهارات التواصل صعبة للغاية.
  • يقوم بعض المرضى المصابون بانفصام الشخصية، بالاتكال على غيرهم لأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية أو العناية بأنفسهم.
  • في بعض الحالات، قد تكون أعراض المرض واضحة على الشخص، لكن في مناسبات أخرى قد يبدو طبيعي، إلى أن يبدأ بشرح الأمور التي يفكر فيها بصراحة و صدق.

إن المضاعفات الناتجة عن انفصام الشخصية، تصل لتأثيرات بعيدة تفوق عائلة المريض و أصدقائه و تؤثر على المجتمع كذلك.

أسباب انفصام الشخصية:

يعتقد الخبراء وجود عدة عوامل تساهم في حدوث انفصام الشخصية، أهمها العوامل الوراثية و البيئية. مشاركة هذه العوامل معاً، يحفز على ظهور مشكلة انفصام الشخصية بشكل أكبر. و تتضمن العوامل المؤدية لحدوث انفصام الشخصية ما يلي:

العوامل الوراثية:

إذا لم توجد حالة انفصام الشخصية بين أفراد العائلة، فإن احتمال تطور المرض يمثل أقل من 1%. لكن ترتفع خطورة الإصابة بالمرض إلى 10% في حال كان أحد الأبوين يعاني من انفصام الشخصية.

خلل في كيمياء الدماغ:

يعتقد الخبراء أنه عند وجود خلل في النواقل العصبية الكيميائية الدوبامين أو السيروتونين، قد يؤدي ذلك للإصابة بانفصام الشخصية.

العوامل البيئية:

على الرغم من عدم وجود دليل قطعي، لكن العديد من الصدمات التي تحدث قبل الولادة، أو الالتهابات الفيروسية قد تساهم في تطور المرض لاحقاً.

وجود ضغوطات مرهقة غالباً ما تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بانفصام الشخصية:

قبل ظهور أي من الأعراض المزمنة بوضوح، يبدو مريض انفصام الشخصية قلق للغاية، و غير قادر على التركيز. مما يحفز على حدوث مشاكل في العلاقات، أو حالات انفصال و طلاق، أو فقدان العمل. و كثيراً ما يتم إلقاء اللوم على هذه العوامل في بداية المرض. في الوقت الذي يكون فيه المرض هو المسبب لهذه المشاكل. لذلك من الصعب معرفة ما إذا كان انفصام الشخصية هو المسبب لحالات التوتر، أو أنه قد حدث نتيجة لها.

الأدوية المخدرة المسببة لانفصام الشخصية:

إن تعاطي الماريجوانا مثلاً تسبب انتكاس حالات انفصام الشخصية. و بالنسبة للأفراد الأكثر عرضة لخطورة الإصابة بالأمراض النفسية مثل انفصام الشخصية، فإن استخدام مادة القنّب قد يحفز على حدوث المرض.

كما يعتقد بعض الباحثين أن تناول دوية معينة مثل الستيروئيدات القشرية، قد تحفز على الإصابة بالذهان.

الاختبارات و التشخيص:

يتم تشخيص حالة المريض عن طريق مراقبة سلوك المريض. و في حال اعتقد الطبيب باحتمال وجود مرض الفصام، يحتاج لمرفة التاريخ الصحي و النفسي للمريض و الأدوية التي يتناولها. كما يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات، لاستبعاد الأمراض أو المشاكل الصحية الأخرى، التي قد تحفز على ظهور أعراض مشابهة لأعراض الفصام.

و تتضمن هذه الاختبارات ما يلي:

  • تحليل الدم: للكسف عن المشاكل البدنية.
  • إجراء صورة للكشف عن وجود أوام أو مشاكل فيزيولوجية في بنية الدماغ.
  • التقييم النفسي: عن طريق سؤال المريض عدة أسئلة لتقييم إدراكه العقلي و أفكاره و تقلبات مزاجه و حالات الهلوسة أو الأفكار الانتحارية أو العنف .
  • و قبل إجراء التقييم النهائي للمرض، يجب التأكد من عدم ارتباط ظهور الأعراض نتيجة تأثير مادة مخدرة تم تناولها مثلاً. كما يجب أن تظهر على المريض عرضين على الأقل من أعراض انفصام الشخصية. و استمرار الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر.

علاج انفصام الشخصية:

مع تلقي العلاج المناسب، يستطيع مريض انفصام الشخصية الحصول على حياة جيدة.

يتميز العلاج بفعاليته في القضاء على العديد من أعراض انفصام الشخصية. بشكل عام معظم المرضى يعتادون على أنماط حياتهم، على الرغم من وجود الأعراض. و يعتبر العلاج الفعال لانفصام الشخصية هو المشاركة فيما يلي:

  • تناول الأدوية.
  • الاستشارة النفسية.
  • مصادر التوعية الذاتية.

إن تناول الأدوية النفسية لعلاج انفصام الشخصية لها دور فعال في التحكم بالمرض، و التمكن من متابعة الحياة بشكل طبيعي ضمن المجتمع، بدلاً من الانعزال في المشفى.

و من الأدوية النفسية الأكثر شيوعاً لعلاج انفصام الشخصية:

  • ريسبيريدون (ريسبيردال): و يعتبر أقل اعتياداً بالمقارنة مع غيره من الأدوية النفسية.  من التأثيرات الجانبية المحتملة الناتجة عنه: اكتساب الوزن، و داء السكري. لكن هذه التأثيرات أقل احتمالاً للحدوث بالمقارنة مع أدوية كلوزابين أو أولانزابين.
  • أولانزابين (زيبريكسا): يساعد هذا الدواء في تعزيز الأعراض السلبية الناتجة عن انفصام الشخصية. لكن خطورة التأثيرات الجانبية الناتجة عنه، (اكتساب الوزن و داء السكري)، قوية للغاية.
  • كيتيابين (سيروكويل): خطورة التأثيرات الجانبية المرافقة له، أقل تأثيراً من مادة كلوزابين أو أولانزابين.
  • زيبرازيدون: خطورة اكتساب الوزن أو داء السكري أقل من غيره من الأدوية النفسية، لكنه قد يساهم في حدوث اضطراب في نظم ضربات القلب.
  • كلوزابين (كلوزاريل): يعتبر علاج فعال للمرضى المقاومين للعلاج. يتميز بدوره في خفض السلوكيات الانتحارية لدى مرضى انفصام الشخصية. لكن خطورة اكتساب الوزن و الإصابة بداء لسكري مرتفعة أيضاً.
  • هالوبيريدول: و هو من الأدوية النفسية الفعالة لعلاج انفصام الشخصية. و له تأثير مديد يستمر لأسابيع.

الخيار العلاجي الأول لانفصام الشخصية هو الأدوية. لكن الأمر المحزن أن العديد من مرضى انفصام الشخصية، يتوقفون عن تناول الأدوية. و هي المشكلة الأساسية لانتكاس المرض!

يجب على مرضى الفصام، المواظبة على تناول العلاج لفترة طويلة، حتى يلاحظون النتائج الإيجابية. و على الرغم من تحسّن الأعراض، لا يجب عليهم إيقاف الدواء. و إلا يعود تدهور المرض مجدداً.

في المرة الأولى التي يختبر فيها المريض أعراض انفصام الشخصية، قد تكون سيئة و غير مرغوبة للغاية. و قد يتطلب زمناً طويلاً للتحسّن. و من الضروري جداً تلقي الدعم الكامل من الأهل و الأصدقاء و الخدمات الاجتماعية، خاصةً عند ظهور المرض حديثاً.

المراجع:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/36942.php

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/schizophrenia/index.shtml

http://www.schizophrenia.ca/learn_more_about_schizophrenia.php

https://www.webmd.com/schizophrenia/mental-health-schizophrenia

https://www.psychiatry.org/patients-families/schizophrenia/what-is-schizophrenia

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/schizophrenia/symptoms-causes/syc-20354443

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/babs4180/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك