الرعاف هو عبارة عن النزف من الأوعية الدموية الموجودة في الأنف. تُعتبر مشكلة الرعاف من المشاكل الصحية الشائعة، نظراً لببنية التشريحية لموضع الأنف في الوجه. و لكمية الأوعية الدموية الموجودة في الأنف.
من أكثر الأسباب شيوعاً المؤدية للرعاف، هو جفاف الأغشية المخاطية الأنفية، بالإضافة لعادة نقر الأنف (وضع الإصبع داخل الأنف). و من الممكن الوقاية من جفاف بطانة الأنف من خلال استخدام مرطبات موضعية للأنف. و عدم وضع الإصبع في الأنف.
معظم حالات الرعاف، تتوقف من تلقاء نفسها في المنزل. لكن في حال استمر الرعاف، أو كانت كمية فقدان الدم كبيرة، أو شعر الشخص بالضعف أو الوهن، في هذه الحالة ينصح باستشارة الطبيب.
الرعاف المزمن أو الدائم قد يحتاج الطبيب لإيقافه من خلال استخدام أداة حرارية، أو استخدام مسحة من مادة كيماوية، لإجراء كيّ للأوعية الدموية. أو يعتمد الطبيب على تطبيق دواء موضعي يدعى ثرومبين (thrombin) التي تعزز التخثر الموضعي للدم. أو قد يلجأ الطبيب لاستخدام حزم للأنف عندما تفشل التدابير الوقائية السابقة.
يجب عدم تناول مادة الأسبيرين و غيرها من مميعات الدم، في حالات الرعاف. و إذا كان تناول المميعات بوصفة طبية من قبل الطبيب، يجب استشارة الطبيب أولاً قبل إيقاف الدواء، و إعلامه بمشكلة الرعاف.
أسباب نزف الأنف (الرعاف):
الأنف هو من أجزاء جسم الإنسان الغني جداً بالأوعية الدموية و يقع في مركز بارز من الوجه. نتيجةً لذلك، التعرض لإصابة على الوجه، قد تلحق الضرر بالأنف و تسبب الرعاف.
قد يكون الرعاف غزيراً أو من المضاعفات الثانوية البسيطة.
قد يحدث الرعاف بشكل عشوائي نتيجة جفاف الأغشية المخاطية المبطنة للأنف. و هذا الأمر شائع في المناخ الجاف أو خلال فصل الشتاء نتيجة التدفئة المركزية الجافة في المنازل.
تزداد حالات الرعاف، و يُعتبر الفرد أكثر عرضة للإصابة بنزيف الأنف، عند تناول بعض الأدوية المضادة للتخثر مثل مادة وارفارين أو كلوبيدوفريل (بلافيكس) أو مادة الأسبيرين أو أي من الأدوية المضادة للالتهابات. في هذه الحالة، حتى الإصابة الثانوية البسيطة قد تسبب نويف شديد.
كما تزداد حالات الرعاف خلال فصل الشتاء عندما تكون التهابات الجهاز التنفسي العلوي متكررة، و تقلبات درجات الحرارة و الرطوبة متغيرة جداً بين الطقس داخل و خارج المنازل. مما يؤثر على بطانة الأنف و يجعله أكثر عرضة للنزف.
و من العوامل المؤدية لزيادة حالات الرعاف، تتضمن ما يلي:
- العدوى و الالتهابات.
- الإصابة على الأنف أو نقر الأنف و هي السبب الأكثر شيوعاً للرعاف عند الأطفال.
- التهاب الأنف التحسسي و غير التحسسي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تناول الأدوية المميعة للدم.
- فرط استهلاك الكحول.
- أما من الأسباب الأقل شيوعاً المؤدية لنزيف الأنف، فتتضمن الأورام و اضطرابات النزف الوراثية.
- التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، قد تؤدي لزيادة خطورة نزف الأنف.
كيف يمكننا إيقاف الرعاف؟
معظم الأفراد الذين يعانون من الرعاف المتكرر، بإمكانهم التعامل مع هذه المشكلة و علاجها، دون الحاجة لزيارة الطبيب. و ذلك من خلال اتباع الخطوات و النصائح التالية:
- إمالة الرأس قليلاً نحو الأمام. يجب الانتباه لعدم إرجاع الرأس نحو الخلف، أثناء الرعاف. لأنه يسمح للدم بالعودة نحو الخلف لداخل الجيوب الأنفية و البلعوم و قد يسبب انسداد الفم أو استنشاق الدم.
- ابصق أي كمية من الدم تراكمت داخل الفم أو البلعوم. قد تسبب الغثيان و الإقياء أو الإسهال، إذا تم ابتلاعها.
- اضغط على الأجزاء الطرية تحت عظم الأنف مباشرةً، بواسطة إصبع الإبهام و السبابة. الضغط يكون مكان الحاجز الفاصل في الأنف وليس عند فتحة الأنف ). و التنفس عن طريق الفم.
- حافظ على هذه الوضعية لمدة 5 دقائق. ثم حرر إصبعيك للتأكد من توقف النزف أم لا. و في حال استمرار النزف، كرر الضغط ثانيةً إلى أن يتوقف الرعاف.
- اجلس بهدوء مع الحفاظ على الرأس أعلى من مستوى القلب. لا تستلقي بشطل مسطح مستوِ و لا تخفض رأسك بين رجليك.
- طبّق على الأنف كمادات باردة (قطعة ثلج ملفوفة بقماش) .
- كما يمكنك استخدام بخاخ أنفي لفترة قصيرة من الزمن يحتوي على مادة فينيل إيفرين هيدروكلوريد أو فينيل إيفرين غوافينيزين أو مادة أوكسي ميتازولين. مما يساعد في علاج الاحتقان و حالات النزف الثانوية. (هذا إن لم يكن المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم). بكل الأحوال لا يمكن استخدام هذه المركبات أكثر من بضعة أيام، لأنها تسبب الانتكاس و تجعل الرعاف أسوأ
لا يُنصح بحشو الأنف بقطعة قطن لإيقاف الرعاف.
كيفية الوقاية من الرعاف مجدداً؟
- أخذ قسطاً من الراحة في المنزل مع رفع الرأس 30 – 45 درجة.
- عدم نفخ الأنف أو وضع أي شيء داخله. لأنه يجعل الوضع أسوأ. و إذا كنت بحاجة للعطاس، يجب فتح الفم ليخرج الهواء من الفم و تجنب الضغط على الأنف.
- عدم الضغط أو الإجهاد في الحمام أثناء إفراغ الأمعاء (التبرز). استخدم دواء لتطرية البراز و علاج الإمساك إذا لزم الأمر.
- عدم الضغط أو الانحناء لحمل أشياء ثقيلة.
- حاول إيقاء الرأس أعلى من مستوى القلب.
- الامتناع عن التدخين.
- تناول أطعمة طرية ناعمة باردة أو معتدلة الحرارة. و الامتناع عن تناول الأطعمة و المشروبات الحارة لمدة 24 ساعة على الأقل.
- عدم تناول الأدوية التي تسبب تميع الدم مثل الأسبيرين أو إيبوبروفين أو ورافارين. لكن كما ذكرت سابقاً، إذا كانت هذه الأدوية بوصفة طبية. يجب عدم إيقاف الدواء قبل إعلام الطبيب.
- قد يصف لك الطبيب بعض المراهم الأنفية الموضعية لترطيب داخل الأنف.
في حال تكرار الرعاف، حاول تنظيف الأنف بعناية، للتخلص من أي بقايا من الدم المتخثر. مع اتباع الخطوات المذكورة سابقاً لإيقاف الرعاف. و في حال استمرار نزف الأنف، يجب استشارة الطبيب أو الذهاب لأقرب مركز للرعاية الصحية.
حالات الرعاف المزمنة و نزيف الأنف المتكرر:
في حال تكرر الرعاف أربع مرات أو أكثر خلال أسبوع، يجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء النزف.
الرعاف المتكرر أو النزيف المزمن قد يحدث نتيجة عدة عوامل و التي تتضمن:
- نقر الأنف المتكرر.
- البيئة الجافة قليلة الرطوبة.
- الحساسية المزمنة.
- تناول بعض الأدوية مثل المميعات، مضادات الالتهاب، مضادات الحساسية، مضادات الاحتقان، أو البخاخات الأنفية.
- وجود مشاكل صحية تؤثر على تخثر الدم.
- وجود مشاكل وراثية تؤثر على الأوعية الدموية داخل الأنف.
- وجود أورام أو زوائد أنفية داخل الجيوب أو الأنف.
- تناول بعض المتممات الغذائية مثل مادة جينكو بيلوبا، أو فيتامين ه، التي تؤدي لزيادة خطورة النزف.
في حال تكرار الرعاف، ينصح بمراجعة الطبيب و الذي يقوم عادةً باتخاذ الخطوات اللازمة لإيقاف النزف من خلال كيّ الأوعية الدموية. في بعض الحالات قد يطلب الطبيب تحليل للدم للكشف عن اضطرابات النزف.
بعض العلاجات المنزلية التي تساعد في الوقاية من الرعاف:
على اعتبار أن أكثر حالات الرعاف هي بسبب جفاف بطانة الأنف. إذاً في حال الحفاظ على رطوبة بطانة الأنف، يساعد ذلك في الوقاية من النزيف.
يمكن ترطيب الأنف من خلال استخدام مرهم موضعي يتم تطبيقه داخل الأنف خاصةً في الجزء الأوسط (الحاجز الأنفي). و من الأمثلة على هذه المراهم: مادة بولي سبورين، مادة فازلين، مادة نيومايسين أو باكيتراسين أو بولي ميكسين. أو استخدام بخاخ أنفي يحتوي على محلول ملحي. و بالنسبة للأطفال يجب التأكد من عدم وضع الإصبع داخل الأنف.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
- في حال استمرار النزيف أو تكرار الرعاف، على الرغم من اتخاذ التدابير الاحتياطية السابقة.
- إذا كان النزيف سريعاً أو فقدان كمية كبيرة من الدم.
- شعور المريض بالضعف و الوهن الشديد.
- إذا حدث الرعاف نتيجة إصابة على الوجه، فقدان الوعي أو تشوش الرؤية.
- إذا رافق الرعاف ارتفاع في درجات الحرارة أو الصداع.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/symptoms/nosebleeds/basics/causes/sym-20050914
https://www.webmd.com/first-aid/nosebleeds-causes-and-treatments
https://www.healthline.com/symptom/nosebleed