الفوائد الصحية للبكاء و تأثيره على الجسم

6800 0
6800 0

جميعنا قد اختبر شعور البكاء سواء كان نتيجة انفصال علاقة وثيقة أو الإحباط في العمل أو وفاة شخص مقرب أو حتى عند مشاهدة فيلم سينيمائي! و مع انهمار الدموع المالحة على وجنتينا، و تشوش الرؤيا أمامنا، و انتفاخ أعيننا، نحن نتساءل ما هي الفائدة من الوصول لهذه الحالة من الضعف التي تؤثر على نفسيتنا الهشة والحساسة؟!

هذه الدموع إما أن تكون دموع لا إرادية أو مستمرة أو دموع نفسية تنتجها المشاعر. فعلى سبيل المثال، الدموع اللا إرادية ممكن أن تكون نتيجة دخول جسم غريب لداخل العين، عندئذ يزيد إفراز الدموع بشكل لا إرادي لحماية العين من المواد الضارة، و هي تتكون من 98% من الماء.

أما الدموع المستمرة، فهي التي تفرز باستمرار لتأمين الرطوبة لجوف العين. و على الرغم من أن الدموع العاطفية تحتوي على مستويات أعلى من التوتر، إلا أنها تعمل على تهدئة القزحية.

يقول الدكتور شارون مارتن، طبيب في العلاج النفسي في كاليفورنيا، أنا أشجع على البكاء، لأنه يطهر الطاقة السلبية لديك و يحفز على البدء بطاقة إيجابية جديدة.

في بعض الأحيان، يشعر الناس بالإحراج أو الخجل من البكاء، خاصةً أمام العامة. البكاء حالة طبيعية و ليس هناك ما يدعو للخجل.

تنتقل الدموع إلى الأنف عبر القناة الدمعية، للمحافظة على رطوبة الأنف و حمايته من البكتيريا. عادةً بعد البكاء ينخفض معدل ضربات القلب و عمليات التنفس لدينا و ندخل في حالة بيولوجية و عاطفية أكثر هدوءاً.

الفوائد الصحية للبكاء:

البكاء يزيل السموم:

البكاء لا ينظف الدماغ فقط بل أجسامنا أيضاً. إن الدموع التي تنتج عن التوتر والضغط، تساعد الجسم على التخلص من المواد الكيميائية التي ترفع هرمون التوتر الكورتيزول.

في الدموع الناتجة عن المشاعر، يوجد العديد من المواد الكيميائية التي تسبب الألم كالبرولاكتين و هرمونات غدة الكظر. لذا فالتخلص من هذه المواد يقلل الإحساس بالألم. بالإضافة لذلك، أثبتت الدراسات أن الدموع العاطفية تحفز إنتاج مادة الإندورفين، وهو مسكّن الألم الطبيعي الموجود في أجسامنا، و مادة السيروتونين التي تسمى أيضاً هرمون السعادة.

البكاء يقتل البكتيريا:

تحتوي الدموع على مادة الليزوزيم و هي عبارة عن مضاد جرثومي و مضاد فيروسي معاً. و هي موجودة أيضاً في حليب الأم و السائل المنوي و المفرزات المخاطية و اللعاب. و هذه المادة تستطيع أن تقتل من 90-95% من جميع البكتيريا خلال خمس إلى عشر دقائق.

تملك الدموع فعالية تعادل فعالية مضادات الجراثيم القادرة على الحماية ضد التلوث الناتج عن الجمرة الخبيثة. تعمل مادة الليزوزيم على قتل البكتيريا عن طريق تحطيم الجدار الخلوي الخاص بها، و الذي يمثل الحماية و المقاومة الضرورية لها، لذلك فالبكاء يقلل من التهابات العين.

يحسّن الرؤية:

يوجد في العين غدد تعرف باسم الغدد الدمعية، حيث تعمل على إنتاج الدموع و بذلك تعمل على ترطيب كرة العين و تحسين الرؤية. تنتج هذه الغدد يومياً ما يقارب 270مل من الدموع. عندما تجف الأغشية الموجودة داخل العين، هذا يؤدي لتشوش الرؤية لدينا. و بإفراز الدموع يتم ترطيب جوف العين و غسلها من الغبار مما يحسّن الرؤية لدينا.

يعدّل المزاج:

تعمل الدموع على تعديل المزاج أكثر من أي دواء مضاد للاكتئاب. لكن الأشخاص الذين يعانون بشكل دائم من اضطرابات في المزاج و الاكتئاب، من الصعب عليهم ملاحظة التأثيرات الإيجابية للبكاء.

البكاء يزيل التوتر:

فهو يعطي إحساس بالراحة حتى لو كانت الظروف المحيطة بنا على حالها لم تتغير. فبما أن البكاء ينقص هرمون التوتر و يطرح السموم خارج الجسم، هذا يؤدي لانخفاض التوتر.

يعزز التواصل مع الآخرين:

في كثير من الأحيان، تستطيعين عن طريق البكاء إيصال ما يعجز لسانك عن البوح به، خاصةً في العلاقات المقربة. ففي لحظة ما، من الممكن أن تنفجري في البكاء خلال المحادثة، عند ذلك يطغى الجانب العاطفي على الحوار و تستطيعين إيصال ما عجزت كلماتك عن توضيحه.

متى كانت المرة الأخيرة التي بكيت فيها؟

يعتقد بعض الناس أن الأشخاص الذين يميلون للبكاء سريعاً، هم أشخاص ضعفاء و هذا خاطئ فهو دليل قوة و ليس ضعف. ففي بعض الأحيان، تكمن القوة في القدرة على إظهار مشاعرك على هيئة ضعف.

أن تُظهري ضعفك لشخص مهم بالنسبة لك، يزيد من تقربه إليك. إذا كان كل شيء بينكم على ما يرام، فأنت لست بحاجة للبكاء. لكن عندما تشعرين بالحاجة لذلك فلا تترددي و كوني على راحة تامة بذلك. كوني على ثقة أن البعض لن يهتم، لكن الشخص المهتم بك حقاً، سوف يقدّر هذا التصرف.

هل سبق و أن شعرت بالحزن دون وجود سبب؟

فالمشاعر ليست دائماً منطقية، دعي مشاعرك تأخذ الحيّز الذي تحتاجه منك سواء كان ذلك في البكاء أم لا، سوف يساعدك لتخطي الأزمات التي تواجهينها. و ليكن كل شيء باعتدال. فالبكاء المتكرر ليس جيد للصحة، من الممكن أن يدل على وجود حالة الاكتئاب و أنك بحاجة للمساعدة.

حتى سن البلوغ، يكون مستوى البكاء متكافئ لدى الذكور و الإناث، لكن بعد ذلك تميل النساء للبكاء أكثر من الرجال نتيجة وجود هرمون الإستروجين و هرمون البرولاكتين لديها. في حين يقلل هرمون التستوسترون ( الموجود عند الرجال ) الرغبة في البكاء. يستطيع الرجل التخلص من السموم المتعلقة بالمشاعر، عن طريق التعرق بدل البكاء، لأن مستويات التعرق لديه أكبر من النساء.

المراجع:

http://www.lifehack.org/articles/lifestyle/9-surprising-benefits-crying-why-its-okay-have-good-cry.html

http://www.medicaldaily.com/cry-it-out-6-surprising-health-benefits-shedding-few-tears-333952

http://www.netdoctor.co.uk/healthy-living/wellbeing/the-health-benefits-of-crying.htm

http://www.drjudithorloff.com/Free-Articles/The-Health-Benefits-of-Tears_copy.htm

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/marleahjoy/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك