عندما تكونين في بداية الحمل، فمن الطبيعي أن يشغل بالك العديد من الأسئلة في هذه المرحلة عن التغيرات التي ستطرأ على جسمك و مالذي يحدث داخلك و مراحل تطور الحمل و كيفية نمو الجنين.
في هذه المقالة سوف أوضح لك جميع هذه التغيرات التي تحدث معك خلال الأسبوع تلو الأسبوع، حتى يكون لديك خلفية واضحة عما يحدث و سيحدث معك لتمام الحمل إن شاء الله و حظاً موفقاً للجميع.
تعتبر الأشهر الأولى من الحمل هي بالغة الأهمية لنمو الجنين، فهي تشكل الأساسات لبقية حياة طفلك. يطرأ على المرأة الحامل العديد من الأعراض و التغيرات خلال الحمل المرافقة لنمو الجنين. في بداية الحمل لا يبدو ذلك ظاهراً عليك إنما نتيجة وجود هرمونات الحمل يبدأ جسمك في الاستعداد للأشهر التسعة القادمة لذلك فأنت في طريقك لمواجهة بعض التغيرات و الأعراض و الآلام خلال رحلة الحمل.
التغيرات التي تطرأ خلال الشهر الأول من الحمل:
الأسبوع الأول من فترة الحمل:
على الرغم من أن الطفل لم يتكون بعد لكن كل شيء يبدأ في اليوم الأول من آخر حيض لديك، فهي تصنف من فترة الحمل.
من المعروف أن الحمل يحدث بعد حوالي 14 يوماً من بدء الدورة الشهرية، لذلك و للتوصل إلى تاريخ تقديري لعمر الحمل و موعد الولادة، يقوم الأطباء بحساب عمر الحمل اعتباراً من تاريخ بداية آخر حيض لديك.
لذلك دعينا نلقي نظرة عما يحدث في جسمك خلال الدورة الشهرية:
ففي بداية الدورة الشهرية، يكون لديك ما يقارب العشرين بويضة. هذه البويضات تحتل الحويصلات، و هي عبارة عن أكياس مملوءة بسائل و تتواجد البويضات داخلها. قد تحدث الإباضة في موعد سابق أو لاحق و ذلك بناءً على طول فترة الدورة الشهرية لديك. فإذا كانت دورتك الشهرية تحدث كل 28 يوماً، عندئذٍ تكون الإباضة لديك بعد اليوم الرابع عشر. حيث يقوم أحد هذه الحويصلات المتكونة بتحرير بويضة و التي تنتقل عبر قناة نفير فالوب باتجاه الرحم منتظرة حدوث الإخصاب.
ففي اليوم الرابع عشر تقريباً بعد بداية الدورة الشهرية، تكون هذه قمة فترة الإخصاب لديك، و يتم تحرير البويضة المنتظرة من إحدى المبايض. فإذا كنت تخططين للحمل، هذه هي الفترة الأنسب للتجربة.
مع نهاية آخر حيض لديك، تكون بطانة الرحم قد أصبحت سميكة استعداداً لانغراس البيضة الملقحة و التعشيش في حين تم الحمل. هذه السماكة في بطانة الرحم هي نتيجة زيادة الهرمون الأنثوي البروجسترون. فإذا لم يحدث الحمل، تنخفض مستويات هرمون البروجسترون و يتخلص الجسم من الطبقة السميكة من بطانة الرحم و يحدث نزيف الحيض التالي. أما إذا تم الاتصال بين البويضة و النطفة يتم اندماجهم في خلية واحدة و تتشكل البيضة الملقحة التي تنتقل إلى الرحم للتعشيش.
الأسبوع الثاني من الحمل:
أي بعد انتهاء آخر حيض لديك، تعود مستويات البروجسترون بالارتفاع من جديد و تبدأ بطانة الرحم بالسماكة مجدداً. من المرجح أن فترة الحيض توقفت لديك و يتم نضج البويضات في إحدى المبايض ليتم تحرير بويضة واحدة بعد عدة أيام.
الأسبوع الثالث من الحمل:
هذا هو الأسبوع الأهم الذي يتم فيه الحمل! في هذه المرحلة أنت لا تعلمين بعد عن وجود الحمل، لكن جسمك على علم بذلك. حيث يبدأ الجسم بإنتاج هرمون HCG (موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية) و الذي يتم الكشف عنه في الدم، أو في عينة البول بعد أسبوع أو أكثر من حدوث الحمل.
يقوم هرمون HCG بتحفيز المبايض على إنتاج المزيد من الهرمون الأنثوي البروجسترون و يمنع الجسم من التخلص من البطانة السميكة للرحم. كما يتم تثبيط جهازك المناعي حتى لا يقوم الجسم برفض طفلك كجسم غريب، و هذا هو السبب الذي يجعل النساء حديثات الحمل أكثر عرضة لنزلات البرد أو الأمراض.
تقوم المبايض بالاستمرار في إنتاج هرمون البروجسترون لحوالي سبعة أسابيع إلى أن تتولى ذلك المشيمة. هرمون البروجسترون هو المسؤول عن العديد من الآثار الجانبية و الأعراض التي تحدث خلال الحمل. على سبيل المثال الإحساس بالوخز في الثديين أو الحساسية العالية لللمس و التي ستبدأ غالباً في الأسبوعين القادمين. بالإضافة لذلك، فإن هرمون البروجسترون هو المسؤول أيضاً عن تراكم الدهون التي ستحدث في جسمك، كما يساعد على ارتخاء العضلات الملساء لمنع الولادة المبكرة ولكنه يسبب الغثيان و الإقياء و عسر الهضم أحياناً.
و بالنسبة لما يحدث للجنين في الأسبوع الثالث من الحمل:
كما ذكرت سابقاً فإن الجماع و الحمل قد حصل في هذا الأسبوع، لكن يستغرق حدوث الحمل بعض الوقت من حدوث الجماع. فالحيوانات المنوية تحتاج لبعض الوقت للسباحة و الوصول إلى البويضة المتحررة و اختراق الغلاف الخارجي الخاص بها.
يتم قذف ما يقارب ال 300 مليون نطفة أثناء الجماع، لكن نطفة واحدة فقط هي القادرة على اختراق الجدار الخارجي للبويضة و إخصابها. و خلال لحظة الإخصاب يتم تحديد التكوين الوراثي الخاص بطفلك، أي يتم تحديد جنس المولود بناءً على نوع النطفة التي اتحدت مع البويضة، فإذا كانت النطفة حاملة للكروموسوم y سيكون المولود مذكر، و إذا كانت النطفة حاملة للكروموسوم x سيكون المولود مؤنث. و في اللحظة التي تم فيها اختراق جدار البويضة و اتحاد البويضة مع النطفة و تشكيل الخلية الواحدة البيضة الملقحة، في هذه اللحظة تبدأ الخلية انقساماتها بشكل سريع.
يتم تخصيب البويضة عادةً في نفير فالوب، و هو الأنبوب الذي يصل المبيض مع الرحم. حيث تنتقل البيضة الملقحة عبر نفير فالوب إلى أن تستقر في الرحم، و تمسك بالبطانة الداخلية لجدار الرحم و تبدأ عملية الانغراس و التعشيش. تتطلب هذه الرحلة عادة ً ستة أيام أو أسبوع. حيث تصل البيضة الملقحة إلى الرحم بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الإخصاب و تشكل هذه الخلايا المنقسمة كرة تطفو بحُرّية داخل الرحم لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ثم تمسك هذه الكرة ببطانة الرحم و هو ما يعرف بالانغراس و التعشيش.
خلال هذه الرحلة تكون البيضة الملقحة مستمرة في الانقسامات، و هي الآن قد أصبحت عبارة عن مئة خلية منقسمة في الأساس من خلية واحدة هي البيضة الملقحة. و أصبح اسمها الآن كيسة الحمل. الطبقة الخارجية من هذه الكيسة ستقوم بتشكيل المشيمة و الطبقة الداخلية سوف تتحول إلى الجنين.
الأسبوع الرابع من الحمل:
في هذا الأسبوع، من الممكن أن تبدئي في الشعور بالعلامات المبكرة للحمل و غياب الحيض لديك، على الرغم من وجود بعض الحالات التي يتم فيها نزف بضعة نقاط من الدم نتيجة انغراس الجنين في الرحم، و الذي يحدث عادةً بعد عشرة أيام أو أسبوعين من الحمل. لكنه يكون نزيف خفيف جداً و يستمر يوم أو يومين لا أكثر.
إن البيضة الملقحة لديك الآن قد ارتبطت بشكل تام في بطانة جدار الرحم و تم الانغراس بنجاح. و يتم الآن توفير المزيد من الأوعية الدموية الصغيرة في بطانة الرحم لتأمين الأوكسيجين و المواد الضرورية لتغذية و نمو طفلك. في الأحوال الطبيعية، لا يتم اندماج الدم الخاص بك مع الدم الخاص بالجنين، لكل أحدٍ منكما جهازه الدوران الخاص به. يتم تبادل الأوكسيجين و الأغذية و الفضلات بينك و بين طفلك عبر المشيمة.
و بالنسبة لما يحدث للجنين في الأسبوع الرابع من الحمل:
كما ذكرنا سابقاً، كان الجنين عبارة عن خلية واحدة هي البيضة الملقحة، ثم بعد أن طرأ عليه العديد من الانقسامات تحول إلى كيسة، ثم الآن يتم تصنيفه على أنه جنين أخيراً. و في نهاية الشهر الأول من الحمل يصبح طول الجنين حوالي 0.63 سم، أي أصغر من حبة الأرز.
في هذه المرحلة يتم تشكيل القلب و جهاز الدوران لديه بسرعة، و يبدأ تكوّن الأنبوب العصبي الذي سوف يتطور لاحقاً ليشكل الدماغ و النخاع الشوكي و العمود الفقري و الشعر و البشرة. و هذا هو السبب الهام وراء ضرورة الانتباه لنوعية غذائك، و الحصول على كميات كافية من الحديد التي تساعد في تطوير الأنبوب العصبي، و تمنع التشوهات التي تحدث في الأنبوب العصبي بنسبة 70٪ كالسنسنة المشقوقة، و هو عيب خلقي، حيث لا يتم إغلاق الأنبوب العصبي تماماً.
أتمنى أن تقرأي مقالة الاستعداد للحمل لمعرفة الأغذية الضرورية و المتممات الغذائية التي ستحتاجينها خلال فترة الحمل.
المراجع:
http://www.bellybelly.com.au/pregnancy/pregnancy-week-by-week-first-trimester/
http://www.webmd.com/baby/guide/your-pregnancy-week-by-week-weeks-1-4
https://www.plannedparenthood.org/learn/pregnancy/stages-pregnancy
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/11304375@N07/