أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
من المشاكل الصحية التي قد تصيب المرأة الحامل خلال فترة الحمل، مشكلة صحية تعرف باسم التسمم الحملي.
تحدثنا في المقال السابق عن حالة ما قبل التسمم الحملي و أسبابها و أعراضها وأساليب علاجها.
لكن في حال تم إهمال الموضوع، تتحول مشكلة ما قبل التسمم الحملي، إلى مشكلة صحية خطيرة و قد تكون مهددة للحياة، تعرف باسم التسمم الحملي.
تسمم الحمل:
هو عبارة عن مشكلة صحية نادرة، لكنها خطيرة و قد تكون مميتة إذا تم إهمالها.
تتمثل بحدوث ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل. الأمر الذي ينتج عنه حالات من الصرع و الاختلاجات خلال الحمل.
نوبات الصرع هي عبارة عن نوبات من الاضطرابات التي تصيب نشاط الدماغ. فتسبب فترات من التحديق و انخفاض اليقظة و الاختلاجات.
أعراض تسمم الحمل:
على اعتبار أن مشكلة ما قبل التسمم الحملي، قد تؤدي إلى التسمم الحملي. لذلك قد تعاني المرأة الحامل من أعراض كلتا الحالتين معاً.
من الضروري إعلام الطبيب حول أي مشكلة صحية تعاني منها الحامل مسبقاً، لاستبعاد أي أسباب محتملة للأعراض التي تعاني منها.
تتضمن أعراض ما قبل التسمم الحملي:
- الصداع
- الغثيان و الإقياء
- صعوبة في التبول
- ارتفاع ضغط الدم
- تورم اليدين و الوجه
- زيادة شديدة في الوزن
- ألم في البطن خاصةً الجهة العليا اليمنى من البطن
- اضطرابات في الرؤية تتضمن تشوش الرؤية أو انخفاض البصر
إن المرأة الحامل التي تعاني من التسمم الحملي، قد تكون لديها نفس هذه الأعراض التي ذُكرت أعلاه. أو من المحتمل ألا تظهر عليها أي أعراض قبل ظهور التسمم الحملي.
تتمثل أعراض التسمم الحملي بما يلي:
- نوبات من الصرع
- فقدان الوعي
- العدوانية
أسباب تسمم الحمل:
غالباً ما تحدث مشكلة التسممم الحملي بعد إصابة المرأة الحامل بمشكلة ما قبل التسمم الحملي. والتي تتمثل بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. و نادراً بعد الولادة.
كما لوحظ وجود بروتين في البول لدى المرأة الحامل خلال فترة ما قبل التسمم الحملي. و في حال ازداد الوضع سوءاً، قد يؤثر ذلك على الدماغ. مما يؤدي لنوبات من الصرع. و بهذا تكون الحالة قد تطورت لدى المرأة الحامل إلى التسمم الحملي.
لا يوجد سبب واضح محدد لحدوث مشكلة ما قبل التسمم الحملي. لكن تشير الدراسات أنه من المحتمل حدوثه بسبب خلل في تشكل و وظائف المشيمة.
هذا ما يفسر ظهور أعراض ما قبل التسمم الحملي، و التي تتطور لاحقاً، و قد تؤدي إلى مشكلة التسمم الحملي.
ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل:
في حالة ما قبل التسمم الحملي، يرتفع ضغط الدم لدى الحامل، أو تزداد قوة ضغط الدم ضد جدران الأوعية الدموية. بحيث يزداد الضغط لدرجة تكفي لإلحاق التلف بالشرايين و غيرها من الأوعية الدموية.
إن التلف الذي يصيب الشرايين، قد يعيق تدفق الدم. كما قد يسبب تورم في الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ. و تؤثر على صحة الجنين أيضاً.
في حال حدوث خلل في تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، هذا قد يعيق قدرة الدماغ على العمل بشكل طبيعي. و هنا تحدث حالة الصرع.
وجود بروتين في البول:
عادةً ما تؤثر مشكلة ما قبل التسمم الحملي على وظائف الكلى.
و تعتبر وجود بروتين في البول من السمات الشائعة لمشكلة ما قبل التسمم الحملي. لذلك من الضروري المتابعة مع الطبيب أثناء الحمل. و إجراء فحوصات دورية للبول، للتأكد من عدم وجود بروتين في البول.
بشكل عام، تقوم الكلى بإزالة الفضلات من مجرى الدم، و إنتاج البول للتخلص من هذه الفضلات.
تحاول الكلية الاحتفاظ بالمواد الغذائية في الدم، مثل البروتين، لإعادة إنتاجه و توزيعه للجسم.
في حال حدوث تلف في كبيبات الكلية المسؤولة عن عملية الترشيح و الفلترة. يمكن أن يتسبب ذلك في تسرب البروتين من خلالها، و إفرازه في البول.
العوامل الخطيرة المؤدية لتسمم الحمل:
إذا أصيبت المرأة الحامل بمشكلة ما قبل التسمم الحملي، فهي ذات خطورة عالية لتتطور المشكلة إلى التسمم الحملي.
و من العوامل الخطيرة الأخرى التي قد تؤدي لتطور التسمم الحملي، تتضمن ما يلي:
- أمراض الكلية
- حمل المرأة بتوأم
- أن يكون هذا هو الحمل الأول للمرأة
- ارتفاع ضغط الدم المزمن خلال الحمل
- حمل المرأة بعد عمر 35 سنة أو أصغر من 20 سنة
- وجود داء السكري أو غيره من المشاكل الصحية التي تؤثر على الأوعية الدموية
التسمم الحملي و الجنين:
تؤثر مشكلة التسمم الحملي على المشيمة. هذا العضو الذي يقوم بنقل الأوكسيجين و الغذاء من الأم الحامل عبر الدم إلى الجنين.
عندما يحدث ارتفاع في ضغط الدم لدى المرأة الحامل، ينخفض تدفق الدم عبر الأوعية الدموية. و تصبح المشيمة غير قادرة على العمل بشكل فعال. مما ينتج عنه ولادة مبكرة للطفل، و انخفاض الوزن عند الولادة و غيرها من المشاكل الصحية.
عند حدوث مشاكل في المشيمة، غالباً ما يتطلب الأمر، حدوث الولادة. للحفاظ على صحة و سلامة الجنين. لكن في حالات نادرة قد ينتج عن ذلك وفاة الجنين داخل الرحم!
الاختبارات و التشخيص:
إذا تم تشخيص المرأة الحامل أنها تعاني من مشكلة ما قبل التسمم الحملي، أو كان لديها تاريخ صحي سابق للإصابة بما قبل التسمم الحملي. يقوم الطبيب بإجراء مراقبة دورية منتظمة، و إجراء الفحوصات لمتابعة حالة المريضة و التحكم بالوضع. لتحديد خطورة الوضع الصحي.
قد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الفحوصات والتي تتضمن:
- تحليل الدم، لقياس التعداد الكلي للدم و كمية خلايا الدم الحمراء و الصفيحات الدموية و نسبة تخثر الدم. مما يساعد أيضاً في الكشف عن وظائف الكلى و الكبد.
- فحص نسبة الكرياتينين، و هو منتج الفضلات الذي يتكون من العضلات. تقوم الكليتين بفلترة معظم الكرياتنين من الدم. لكن في حال حدوث تلف في الكلية، ترتفع نسبة الكرياتينين في الدم. و هو من مؤشرات حالة ما قبل التسمم الحملي غالباً.
- تحليل للبول للتأكد من عدم وجود بروتين في البول.
الخيارات العلاجية لمشكلة التسمم الحملي:
إن الخيار الأمثل لعلاج مشكلة التسمم الحملي هي بولادة الطفل.
يقوم الطبيب بتحديد درجة الخطورة و شدة المرض على الأم و الجنين. و في حال كان بالإمكان تسريع موعد الولادة، يقوم الطبيب بذلك إذا اكتمل نمو الجنين.
إذا كانت المرأة الحامل تعاني من حالات خفيفة فقط من مشكلة ما قبل التسمم الحملي، يقوم الطبيب بمراقبة الحامل و الجنين و التحكم بالأعراض، عن طريق وصف بعض الأدوية. للوقاية من تطور المشكلة إلى التسمم الحملي.
يعتمد العلاج على التحكم بضغط الدم، و الحفاظ عليه ضمن المعدل الطبيعي، إلى حين اكتمال نمو الجنين و إمكان إجراء الولادة.
أدوية التحكم بالتسمم الحملي:
يطلق على الأدوية التي تستخدم للتحكم بمشكلة الصرع، الأدوية المضادة للاختلاج. و قد تكون ضرورية في بعض حالات التسمم الحملي.
كما قد تحتاج المرأة الحامل أيضاً لتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم المرتفع.
أخيراً، قد يتطلب الأمر إعطاء المراة الحامل أدوية الستيروئيدات القشرية للمساعدة على اكتمال نمو رئتي الجنين، للتسريع في موعد الولادة.
بعد الولادة:
يجب أن تزول أعراض التسمم الحملي بعد الولادة خلال بضعة أيام إلى أسابيع قليلة بعد الولادة.
لكن في بعض الحالات قد تستمر مشكلة ضغط الدم المرتفع لما بعد الولادة، أو لاحقاً خلال الحياة، أو في حالات الحمل التالي.
المضاعفات الخطيرة المحتملة:
في حال حدوث مضاعفات خلال الحمل، قد يحدث انفصال في المشيمة عن الرحم. مما يتطلب تدخل إسعافي فوري و ولادة قيصرية للجنين.
في بعض الحالات، و نتيجة هذه المضاعفات، قد يحدث وفاة للجنين، و خطورة على حياة الأم نتيجة السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية.
لكن في حال الحصول على العناية الطبية اللازمة، و المتابعة مع الطبيب خلال الحمل. ذلك يساهم في الوقاية من تطور مشكلة ما قبل التسمم الحملي. من خلال إجراء فحوصات دورية و تحليل للدم و البول و قياس ضغط الدم للمرأة الحامل في كل زيارة لدى الطبيب.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/eclampsia
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24333-eclampsia