
أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
إن مسألة التقدم في العمر الزمني حتمية لا مفرّ منها. لكن الحفاظ على العمر البيولوجي والصحة العقلية بأفضل قدراتها هو قابل للتحقيق من خلال سلوكياتنا و عاداتنا في مرحلة الشباب. فالعقل مثل العضلة، كلما تحديته بتمارين ذهنية، أصبح أقوى وأكثر مرونة.
من الضروري الحفاظ على القوة الذهنية، فهو لا يقل أهمية عن الحفاظ على اللياقة البدنية. وقد ثبت علمياً أن تمارين الدماغ تعزز الذاكرة، وتحسن التركيز، وتؤخر التدهور المعرفي. حيث وجد علماء الأعصاب أن التحفيز العقلي المنتظم يساعد على تقوية المسارات العصبية وتكوين وصلات عصبية جديدة. مما يحافظ على مرونة الدماغ، وقدرته على التكيف مع التقدم في العمر والأمراض.
سواء كنت شاباً أو كبيراً، لم يفت الأوان أبداً لتقوية عقلك 🙂
إليك أفضل التمارين الذهنية وطريقة ممارستها وفوائد كل منها:
1. الكلمات المتقاطعة:
إن حل الكلمات المتقاطعة يومياً سواء من التطبيقات أو الكتب، يُعد من أبسط التمارين الذهنية التي ينصح القيام بها.
تُحسّن الكلمات المتقاطعة من الذاكرة ومهارات حل المشكلات، واستدعاء المعلومات. وقد ربطت الدراسات استخدامها المنتظم ببطء التدهور العقلي، بل وأظهرت الأبحاث أن من يمارسونها بانتظام يملكون أداءً ذهنياً يعادل من هم أصغر منهم بعشر سنوات.
2. سودوكو:
سودوكو هي لعبة تملأ فيها الأرقام ضمن جدول مكون من 9×9 مربعات، بحيث يحتوي كل صف وعمود ومربع فرعي على الأرقام من 1 إلى 9 مرة واحدة.
تُعزز هذه اللعبة مهارات التفكير المنطقي، والذاكرة قصيرة المدى، والتركيز. وقد أثبتت الدراسات أن السودوكو تحسن الوظائف التنفيذية وسرعة حل المشكلات.
3. ألعاب الذاكرة:
تُعدّ ألعاب الذاكرة من أفضل تمارين الدماغ لتعزيز الذاكرة والوظائف الإدراكية.
إن ممارسة أنشطة مثل ألعاب مطابقة البطاقات أو استخدام تطبيقات ألعاب الذاكرة، يمكن أن تُحسن تخزين المعلومات، و استرجاعها، وزيادة الانتباه، إلى جانب تقوية الذاكرة قصيرة الأمد. وذلك لأن ألعاب الذاكرة تُعزز من أداء الحُصين (Hippocampus)، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ.
4. الشطرنج:
الشطرنج من أشهر الألعاب الذهنية. يمكن اللعب مع شخص في الواقع على الرقعة نفسها، أو استخدام تطبيقات الهاتف لألعاب الشطرنج وممارسته أسبوعياً.
تطور هذه اللعبة من مهارات التخطيط، واتخاذ القرار. كما تزيد من معدل الذكاء لدى بعض الأشخاص. حيث أظهرت صور الرنين المغناطيسي أن لاعبي الشطرنج يملكون شبكات دماغية أكثر كفاءة، خاصةً في الفصين الجبهي والجدار الجانبي.
5. تعلم لغة جديدة:
يعتبر تعلم لغة جديدة من أقوى التمارين الذهنية. يمكن استخدام تطبيقات مثل Duolingo أو حضور دورات. ويفضل ممارستها يومياً لمدة 15–20 دقيقة.
يتمتع الأشخاص متعددو اللغات بكثافة دماغية أعلى، ويرجع السبب في ذلك لتعزيز الذاكرة ومرونة التفكير والقدرة على تعدد المهام.
6. جلسات التأمل:
القيام بجلسات التأمل وعمليات التنفس العميق لمدة 10–20 دقيقة يومياً من أفضل الممارسات الصحية للدماغ. تساعد هذه الجلسات في تخفيف التوتر، وتحسين التركيز. وقد كشفت أبحاث من جامعة هارفارد تغييرات في بنية الدماغ بعد 8 أسابيع فقط من ممارسة التأمل، مثل زيادة كثافة المادة الرمادية في القشرة الجبهية المسؤولة عن التحكم التنفيذي.
7. الألغاز التجميعية (Jigsaw Puzzles) :
يعزز تركيب قطع الصور المقطوعة (Puzzles) من التفكير البصري المكاني، والذاكرة قصيرة المدى، والصبر أيضاً.
أظهرت الدراسات أن ممارسة حل الألغاز تساعد على تقوية الإدراك البصري وتحسين الأداء العقلي. كما تُساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
8. قراءة الكتب:
هنالك فوائد عديدة للقراءة، منها توسيع المفردات، وتحسين الفهم، وتنمية التفكير.
تُقوّي القراءة الروابط بين مناطق الدماغ. وقد أظهرت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي زيادة النشاط الدماغي المستمر لأيام بعد القراءة!
9. حل مسائل رياضية وحسابات ذهنية:
ابتعد عن الآلة الحاسبة ومارس الحساب الذهني، كحساب الفواتير أو النسب المئوية. فهذا يُعزز الذاكرة، والتفكير المنطقي ومهارات التحليل. حيث ينشط الحساب الذهني الفص الجبهي، ويرتبط بسرعة الاستجابة في المهام الإدراكية.
10. الكتابة الإبداعية:
إن كتابة القصص أو الشعر أو التدوين اليومي يُنشط الخيال، والتخطيط والتعبير العاطفي. تشير الدراسات لوجود ارتباط بين الكتابة التعبيرية و زيادة نشاط الفص الجبهي الأيسر، مما يُحسن الذاكرة والتواصل.
11. الرسم أو التلوين أو النحت:
إن ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو التلوين، تُنشط المهارات الحركية الدقيقة، والتحليل البصري، والتعبير العاطفي. وذلك من خلال تحفيز نصفي الدماغ معاً. مما يقلّل التوتر ويعزز التنسيق بين اليد والعين.
من الأفضل ممارسة هذا النشاط لمدة 15–30 دقيقة يومياً، وستلاحظ فرقاً كبيراً.
12. طهي وصفات جديدة:
يُعتبر الطهي تمريناً عقلياً، يتطلب التركيز والتنظيم، والذاكرة والتخطيط.
إن تحضير أطباق جديدة ينشط الوظائف التنفيذية، ويُحسن المرونة المعرفية. وقد أظهرت الأبحاث أن الطهي قد يدعم الأداء المعرفي لدى كبار السن.
13. تغيير الطريق المعتاد:
ينصح بسلك طرق جديدة إلى العمل، أو المشي في شوارع مختلفة، مما يُنشط الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة المكانية.
14. التمرن على الخطابة:
يتطلب التخطيط والتحدث أمام جمهور تركيزاً وبلاغة. مما يحفز الذاكرة والمعالجة اللغوية وتنظيم المشاعر.
تدرّب على تقديم الأفكار أو القصص بصوت مرتفع، لتحفيز أجزاء الدماغ التنفيذية.
15. القراءة السريعة:
تُحسّن القراءة السريعة من التركيز وسرعة المعالجة والفهم. فالقيام بهذه التدريبات، تُنشط مراكز الدماغ البصرية واللغوية. حيث تُظهر الأبحاث تحسناً في الذاكرة لدى من يتقن القراءة السريعة.
16. تعلم هوايات جديدة (كالحياكة أو الأوريغامي) :
تنمي الهوايات التي تتطلب تركيزاً يدوياً وذهنياً، التنسيق والصبر والوعي.
من الأمثلة عن هذه الهوايات، الحياكة والأعمال الخشبية أو طي الورق بأشكال مختلفة (أوريغامي). مما تعزز المرونة العصبية والوقاية من التدهور المعرفي والإدراكي.
17. استخدام خرائط ذهنية (Mind Mapping) :
استخدام الخرائط الذهنية هو عبارة عن أسلوب مرئي لتنظيم وربط الأفكار. ينشّط التحليل والإبداع معاً، ويُعزز الفهم والتذكر. وقد أظهرت الدراسات أن الطلاب الذين يستخدمون الخرائط الذهنية في الدراسة، يظهرون تحسناً أكبر في التذكر والفهم، مقارنةً بأولئك الذين يستخدمون طرق التدوين التقليدية.
18. الاستماع للبودكاست والنقاشات:
ينشط الاستماع إلى البودكاست والحوارات، من الفهم السمعي و التفكير النقدي واسترجاع المعلومات. مما يساعد في بناء مهارات التفكير المنطقي، وزيادة مرونة الدماغ الإدراكية، تبعاً لنتائج الدراسات.
19. كتابة يوميات الامتنان:
إن تدوين 3 أشياء ممتن لها يومياً، يُحسن من الصحة النفسية و يُقلل التوتر. فقد أظهرت الأبحاث أن هذا السلوك ينشط مراكز الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف والمكافأة وتحسين المزاج، ويرتبط بمستويات أقل من هرمون التوتر الكورتيزول.
20. التمارين البدنية:
تُحسّن ممارسة الرياضة من تدفق الدم،و تُعزز نمو الخلايا العصبية، وتزيد من حجم الحُصين. حيث تُظهر الدراسات أن الرياضيين يملكون وظائف تنفيذية أفضل من الأشخاص غير النشيطين.
21. التسجيل في دورات تعليمية عبر الإنترنت:
إن التعلم المستمر عبر الإنترنت (مثل تعلم البرمجة أو علم النفس أو أي مجال تحبه) يُنشط الذاكرة و التركيز وحل المشكلات. مما يساعد على تعزيز المعرفة ويُبطئ الشيخوخة الذهنية.
22. حل الألغاز والأحاجي:
يقوي حل الألغاز من المرونة الذهنية، كما يعزز مهارات التفكير التحليلي.
المراجع:
https://draxe.com/health/brain-exercises
https://www.verywellhealth.com/brain-exercises-8698291
https://www.medicalnewstoday.com/articles/brain-exercises#summary
https://www.healthline.com/health/mental-health/brain-exercises#bottom-line