الغيبوبة:
هي عبارة عن حالة طويلة من فقدان الوعي، تنتج عن خلل في وظائف الدماغ.
عندما يحدث اضطراب في وظيفة الدماغ، سواء بشكل مؤقت أو دائم. إذا كان هذا الاضطراب شديداً بحيث يؤثر على الوعي. في هذه الحالة نطلق عليها اسم غيبوبة.
ينتج عن هذا التلف ما يلي:
- فقدان الوعي
- عدم القدرة على الاستيقاظ
- عدم الاستجابة للمحفزات مثل الألم أو الصوت أو الضوء
الشخص الذي يكون في هذه الحالة، هو على قيد الحالة، لكنه غير قادر على التحرك كما يشاء.
في معظم الحالات، لا يمكنه التفكير أو التحدث أو الاستجابة لبيئته. وفي معظم الحالات تتعطل الوظائف المهمة لديه مثل التنفس و الدورة الدموية.
يتم دعم الشخص في حالة الغيبوبة، عن طريق الأدوية أو تداخلات طبية أخرى مثل التنفس الميكانيكي أو ضغط مجرى الهواء.
عندما يعاني الشخص من ضعف مفاجئ أو تدريجي في الوعي، يقوم الطبيب المختص بالاستجابة بسرعة، للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
إذا تم تشخيص المريض على أنه مصاباً بالغيبوبة، فمن الضروري الحفاظ على دعم وظائف الأعضاء حتى يتعافى.
يستعيد بعض الأشخاص وعيهم بشكل تدريجي، بعد بضعة أسابيع عادةً. بينما يظل البعض الآخر في هذه الوضعية لسنوات أو حتى الوفاة. يستمرون على قيد الحياة من خلال الحصول على المتممات الغذائبة و دعم عملية التنفس و وظائف القلب.
ما هي أعراض الغيبوبة:
يتم تشخيص المريض على أنه مصاباً بالغيبوبة، عندما يبقى في حالة منخفضة الوعي و يحقق المعايير التالية:
- العينان مغلقتان
- غير قادر على الاستجابة
- عدم انتظام ضربات القلب
- عدم استجابة الأطراف، عدا المنعكسات اللا إرادية
- عدم الاستجابة للألم، عدا المنعكسات اللا إرادية
قد يبقى الشخص الذي في حالة غيبوبة قادراً على البلع والسعال. و في بعض الأحيان قد يكون قادراً على التنفس دون الحاجة لمساعدة. لكن في حالات أخرى، قد يحتاج للاعتماد على أجهزة التنفس.
ما هي أسباب الغيبوبة؟
قد تحدث الغيبوبة نتيجة تلف في الدماغ، خاصةً إذا كان التلف في طرفي القشرة الدماغية أي من الجهتين، أو إذا كان التلف في نظام التنشيط الشبكي.
يتحكم نظام التنشيط الشبكي في الإثارة و الوعي بالقشرة الدماغية.
يمكن أن ينتج الضرر هنا عن العديد من العوامل المحتملة ، مثل:
- داء السكري غير المضبوط، والذي يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، أو انخفاضه الشديد. كما قد يؤدي داء السكري غير المنضبط إلى انتفاخ و تورم في الدماغ.
- إصابات الدماغ المؤلمة، مثل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أو الصدمات العنيفة.
- نقص الأوكسجين الواصل للدماغ بعد إنقاذه من الغرق أو من النوبة القلبية.
- تراكم السموم في الدسم مثل الأمونيا او اليوريا او ثنائي أوكسيد الكربون.
- الإصابة بالعدوى مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ
- السكتة الدماغية (انخفاض التروية الدموية للدماغ)
- الإصابة بنوبات صرع و اختلاجات متكررة
- تعاطي جرعة عالية من الأدوية أو الكحول
- التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص
- ورم في الدماغ أو في مجرى الدم
- خلل في توازن الشوارد في الجسم
- التسمم بأحادي أكسيد الكربون
أنواع الغيبوبة و درجات الوعي:
بالنسبة للمرضى الذين يعيشون في حالة غيبوبة، تختلف درجات الوعي من حالة لأخرى. بدءاً من حالات غيبوبة عميقة لا تستجيب للبيئة المحيطة، إلى حالات خفيفة بحيث يستطيع المريض أن يفتح عينيه. و تتضمن أنواعها ما يلي:
حالات غيبوبة مستمرة Persistent vegetative state:
عندما يكون المريض في حالة غيبوبة مستمرة، فإنه غير مدرك لما يحيط به، و غير قادر على القيام بالحركات الإرداية. قد تستمر هذه المرحلة أحياناً بشكل دائم. فيطلق عليها اسم الغيبوبة المستمرة.
حالات الحد الأدنى من الوعي Minimally conscious state:
في بعض الأحيان تحدث هذه الحالة من الحد الأدنى من الوعي، عندما يخرج الشخص من حالة الغيبوبة. فتبدو عليه درجات محدودة من الإدراك. و من حين لآخر قد يستجيب للمحفزات مثل أن يمسك يدك. لكن من الصعب بالنسبة له الحفاظ على حالة الوعي لفترة طويلة من الزمن.
الموت الدماغي:
تختلف هذه الحالة عن الغيبوبة. و هي غير قابلة للعلاج.
يتضمن تعريف الموت الدماغي معايير محددة، مثل عدم وجود ردود فعل معينة.
يقوم العديد من الأطباء بإجراء فحص طبي لتحديد ما إذا كان جذع الدماغ والمخ يعملان أم لا.
الاختبارات و التشخيص:
عندما يعاني شخص ما من ضعف في الوعي. يقوم الطبيب بطرح الأسئلة على أقرباء و أصدقاء المريض، حول أي أحداث أو أعراض أدت إلى غياب الوعي.
يطرح الطبيب الأسئلة حول تفاصيل التغييرات التي حدثت مؤخراً في حياة الشخص أو تاريخه الطبي أو الأدوية التي يتناولها. بما في ذلك الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية.
يتم إجراء الفحوصات البدمية التي تتضمن ما يلي:
- فحص ضغط الدم
- فحص قوة العضلات
- مراقبة أنماط التنفس و معدل ضربات القلب
- تحديد استجابة المريض لمحفزات الألم و مراقبة حجم حدقة العين
- التحقق من وجود أي علامات للكدمات على الجلد، التي قد تكون ناجمة عن الصدمة
مقياس غلاسكو للغيبوبة Glasgow coma scale:
خلال الفحص البدني للمريض، قد يستخدم الطبيب مقياس مثل مقياس غلاسكو للغيبوبة، ليصف الأعراض.
بهذه الطريقة يستطع الطبيب متابعة التغيرات بطريقة منسّقة. و توثيق ما إذا كان مستوى وعي الشخص يتحسن أو يستقر أو يزداد سوءاً.
يراقب هذا النوع من النظام بعض العوامل مثل الاستجابة اللفظية للمريض تبعاً للمقياس التالي:
- 5 = استجابة المريض اللفظية موجه و مركزة
- 4 = استجابة المريض اللفظية فيها ارتباك و تشوش
- 3 = استجابة المريض اللفظية فيها كلمات غير مناسبة
- 2 = استجابة المريض اللفظية فيها كلمات غير مفهومة
- 1 = لا توجد استجابة لفظية للمريض
الفحوصات:
إذا كان المريض لا يستجيب للمحيط الخارجي، دون معرفة واضحة للسبب. يقوم الطبيب ببعض الفحوصات التالية:
- تحليل الدم و البول
- مستوى الشوارد
- مستوى السكر في الدم
- التسمم بأحادي أوكسيد الكربون
- تعاطي جرعة زائدة من الأدوية
- تعاطي جرعة زائدة من الكحول
- وجود عدوى في الجهاز العصبي
- وظائف الغدة الدرقية و وظائف الكبد
كما يتم إجراء فحوصات لدماغ المريض، لتحديد المنطقة المصابة و الكشف عن أي علامات نزف في الدماغ أو أورام أو سكتة دماغية. من الأمثلة عن هذه الفحوصات التصوير المقطعي المحوسب و الرنين المغناطيسي.
كيفية علاج الغيبوبة:
الهدف الأول من العلاج هو لتخفيف تلف الدماغ و دعم وظائف الجسم.
إذا كان سبب الغيبوبة معروفاً، يتم إعطاء المريض الأدوية التي تعالج الأسباب الكامنة للغيبوبة. كما في حالة تعاطي جرعة زائدة من الأدوية أو وجود عدوى في الدماغ.
في بعض الأحيان قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية لتخفيف التورم و الانتفاخ في الدماغ.
متى ما استقرت حالة المريض الذي في غيبوبة، يعمل الطبيب على منع حدوث عدوى أو تقرحات الفراش أو التقلصات العضلية. كما يقوم فريق الرعاية الطبية، بالحرص على تزويد المريض بحمية غذائية متوازنة أثناء وجوده في حالة الغيبوبة.
التعافي من الغيبوبة:
في كثير من الحالات، يستيقظ المريض من حالة الغيبوبة بعد بضعة أسابيع. و عادةً ما تكون مرحلة الاستيقاظ و التعافي بشكل تدريجي.
عندما يعود المريض للوعي، في البداية قد يكون متشوش أو عدواني. ينصح بالتحدث مع الطبيب أو فريق العناية الطبية حول أفضل أساليب التواصل مع المريض الذي يستعيد وعيه بعد الغيبوبة، و كيفية تعزيز عملية التعافي بشكل فعال.
في حالات أخرى، قد تستمر حالات الغيبوبة نظراً لوجود تلف في الدماغ أو قد يحتاج لمعالجة فيزيائية.
لا يمكننا التنبؤ بكيفية استجابة المريض للغيبوبة و التعافي منها. لكن هناك بعض العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، والتي تتضمن:
- عمر المربض
- شدة و أسباب تلف الدماغ
- طول المدة التي يكون بها المريض فاقداً للوعي
المراجع:
https://www.healthline.com/health/coma
https://www.medicalnewstoday.com/articles/173655
https://www.webmd.com/brain/coma-types-causes-treatments-prognosis
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6007-coma-persistent-vegetative-state