الكلف هو عبارة عن تشكل بقع بنية اللون على الوجه، أو بقع رمادية تميل إلى اللون الأزرق. و هي أكثر شيوعاً لدى النساء بين عمر 20 – 50 سنة. غالباً ما تظهر هذه البقع أعلى الخدين أو فوق الشفة، أو على الذقن أو الجبهة. تعتبر مشكلة الكلف نادرة الحدوث عند الذكور.
ترتبط بشكل أساسي بالعوامل الخارجية مثل التعرض للشمس أو التغيرات الهرمونية مثل استخدام حبوب منع الحمل. أو نتيجة تغيرات داخلية مثل تقلبات الهرمونات خلال الحمل.
أسباب الكلف:
السبب الأساسي لمشكلة الكلف غير معروف بعد.
يعتقد الخبراء أن البقع الداكنة الناتجة عن الكلف، قد تم تحفيزها بسبب عدة عوامل، بما في ذلك:
- الحمل: يحدث الكلف خلال فترة الحمل نتيجة زيادة مستويات هرمون الأستروجين و البروجيسترون و الهرمون المحفز للخلايا الصباغية الذي يزداد خلال الثلث الثاني و الثالث من الحمل. الخلايا الصباغية هي الخلايا التي تنتج صباغ الميلانين في البشرة.
- العلاج بالهرمونات البديلة: المرأة بعد سن اليأس، التي تتناول العلاج بهرمون البروجسترون البديل، أكثر عرضة لظهور الكلف.
- استخدام حبوب منع الحمل.
- التاريخ العائلي للمريض
- استخدام بعض العقاقير الطبية مثل الأدوية المضادة للصرع.
- التعرض للشمس يعتبر من أهم العوامل المؤدية للكلف و تصبغات البشرة، خاصةً في حال وجود العامل الوراثي أيضاً. تُشير الدرسات إلى أن علامات الكلف تزداد شدة خلال أشهر الصيف. بينما تخبو في الشتاء.
- استخدام المستحضرات و العلاجات التي تهيج البشرة، قد تسبب زيادة إنتاج صباغ الميلانين و تسارع أعراض الكلف.
للوقاية من ظهور الكلف، من الضروري تجنب أشعة الشمس قدر الإمكان و استخدام واقي شمسي (ذات عامل حماية 50)، لمنع تحفيز و إنتاج المزيد من صباغ الميلانين.
أماكن ظهور الكلف في الجسم:
يتمثل الكلف بتغير أو فرط إنتاج صباغ الميلانين بشكل أساسي في الوجه.
هنالك ثلاثة أماكن لتوزع الكلف على الوجه:
في مركز أو وسط الوجه، أو على عظم الخدين، أو عظم الفك.
- ظهور بقع الكلف في وسط الوجه: هو أكثر الأنواع شيوعاً و يتضمن الجبهة، الخدين، الشفة العليا، الأنف و الذقن.
- الكلف الوجهي في منطقة عظم الخد: يتركز في أعلى الخدين.
- أما الكلف الوجهي في عظم الفك فهو مركّز على الفك السفلي.
الجهة العلوية من الرقبة، هي أقل شيوعاً للإصابة بالكلف. و في حالات نادرة، قد تظهر بقع الكلف على أجزاء أخرى من الجسم مثل الساعدين.
أنواع الكلف:
يوجد أربعة أنواع مختلفة من أنماط الكلف. و تتضمن: طبقة البشرة، الأدمة، مختلطة، و نوع غير مسمى في الأفراد ذوي البشرة الداكنة.
- الكلف في طبقة البشرة، يتمثل بوجود كميات فائضة من صباغ الميلانين في الطبقة السطحية الظاهرية من الجلد.
- الكلف في طبقة الأدمة، يتمثل بوجود الخلايا التي تبتلع صباغ الميلانين، في كافة أنحاء الأدمة.
- النوع المختلط و يتضمن الكلف في طبقة البشرة و طبقة الأدمة معاً.
- في النوع الرابع من الكلف، خلايا الميلانين الفا\ضة تتواجد في جلد الأفراد ذوي البشرة الداكنة.
الاختبارات و التشخيص:
- يتم تشخيص الكلف بسهولة عادةً، من خلال تمييز ظهور البقع البنية الداكنة على الوجه.
- من الممكن تسليط أشعة على الوجه من قبل طبيب الجلدية بحيث تكون ضمن 340 – 400 نانومتر. مما يساعد في تشخيص الكلف، إلا أنها غير ضرورية غالباً.
- في حالات نادرة قد يلجأ الطبيب لأخذ خزعة من الجلد، لاستبعاد الأسباب الأخرى المؤدة لتصبغات البشرة.
الخيارات العلاجية المتوفرة للقضاء على الكلف:
من الخيارات العلاجية الأكثر شيوعاً المعتمدة للتخلص على الكلف، تتضمن:
كريم موضعي يحتوي على مادة هيدروكينون 2 %، 4 %.
حيث تعمل مادة هيدروكينون على حجب عمل أنزيم يدعى تيروسينيز tyrosinase، المسؤول عن تحويل مادة دوبامين إلى مادة ميلانين. صباغ الميلانين هو الذي يعطي اللون للبشرة.
بعض أنواع الواقيات الشمسية التي تحتوي أيضاً في تركيبها على مادة هيدروكينون بتركيز 4 %. عادةً الكريمات التي تحتوي على تركيز أعلى من 2 %، بحاجة لوصفة طبية.
تُشير الدراسات إلى أن الكريمات التي تحتوي على مادة هيدروكينون بتركيز 2 % فعالة في تفتيح لون البشرة و أقل تهيج أو حساسية للجلد، بالمقارنة مع الكريمات ذات التراكيز الأعلى. يتم تطبيق هذه الكريمات عادةً على المنطقة المتضررة مرتين يومياً. مع ضرورة تطبيق كريم واقي شمسي، فوق كريم الهيدروكينون كل صباح.
هذا العلاج هو فعال لكافة أنواع الكلف. لكن حالات الكلف الظاهري في طبقة البشرة، هو أكثر استجابة على اعتبار أن التصبغات هي أقرب لسطح الجلد.
في بعض الحالات تزول بقع الكلف من تلقاء نفسها بعد انتهاء الحمل مثلاً، أو بعد التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل أو إيقاف العلاج بالهرمونات البديل.
في بعض الحالات و بالمشاركة مع مادة الهيدروكينون، يتم إضافة:
- حمض أزيليك azelaic acid
- حمض ريتينويك (retinoic acid (tretinoin: يحتوي على نظير فيتامين أ الفعال في علاج الكلف. و هو يستخدم غالباً بالمشاركة مع حمض أزيليك.
- و المركبات المبيضة غير الفينولية nonphenolic bleaching agents
- في الحالات الشديدة من الكلف، يتم وصف جرعات عالية من ماد هيدروكينون بالمشاركة مع مكونات أخرى مثل الستيروئيدات القشرية و حمض الغليكوليك و حمض اللاكتيك (حمض اللبن)، لتفتيح لون البشرة.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عن أدوية علاج الكلف، التهيج المؤقت للبشرة.
في حال استخدام مادة هيدروكينون بتراكيز عالية و لفترة طويلة من الزمن (من عدة أشهر إلى سنوات)، تؤدي إلى زيادة تفاقم المضاعفات. حيث تصبح التصبغات أكثر شدة و ذات لون داكن على الرغم من استخدام الكريمات المبيضة. لذلك يجب الحرص على اتباع كافة التعليمات بشكل دقيق و الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب.
المراجع:
https://www.medicinenet.com/melasma/article.htm#what_is_the_prognosis_for_melasma
https://www.health.com/beauty/best-melasma-treatments
https://www.healthline.com/health/melasma