أسباب زيادة الوزن و البدانة

8541 0
8541 0

البدانة تعني وجود كمية كبيرة من الدهون في الجسم، وهي تختلف عن زيادة الوزن. فالوزن الزائد ممكن أن يكون نتيجة العضلات أو العظام أو الدهون أو كمية السوائل في الجسم. وفي كلا الحالتين سواءً زيادة الوزن أو البدانة، فإن هذه الزيادة تعتبر غير صحية للجسم.

تحدث البدانة عند تناول سعرات حرارية عالية أكثر من حاجة الجسم و بشكل مستمر لمدة طويلة. فعندما تكون كمية السعرات الحرارية في الوارد الغذائي أكبر من الكمية التي يحرقها الجسم و يحولها لطاقة، في هذه الحالة يقوم الجسم بتخزين الفائض منها على شكل دهون وهي التي تسبب البدانة.

إن التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم و كمية السعرات الحرارية التي يفقدها الجسم، تختلف من شخص لآخر. و يُعتبر تغيير النظام الغذائي و زيادة التمارين الرياضية وبعض التغيرات السلوكية ممكن أن تساعد كثيراً في إنقاص الوزن. بالإضافة لوجود بعض الأدوية و العمليات الجراحية لمعالجة البدانة.

يتم تشخيص وجود البدانة عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديك BMI= 30 أو أكثر. و يتم حساب مؤشر كتلة الجسم لديك كما يلي:

مؤشر كتلة الجسم= وزن الجسم بالكيلوغرام/ (طول الجسم بالأمتار*طول الجسم بالأمتار)


مؤشر كتلة الجسم حالة الوزن لديك
18.5  تحت الوزن الطبيعي
18.5-24.5 وزن الجسم طبيعي
25-29.9  وزن الجسم زائد
30-34.9    لديك بدانة درجة 1
35-39.9     لديك بدانة درجة 2
40 أو أعلى من ذلك لديك بدانة مفرطة درجة ٣

بالنسبة لمعظم الناس، فإن مؤشر كتلة الجسم يعطي تقدير معقول لكمية الدهون الموجودة في الجسم، ولكنه لا يعتبر قياس دقيق لكمية الدهون بالضبط. فمن الممكن أن يدل المؤشر على وجود سمنة بالنسبة لشخص رياضي ممتلئ العضلات. في هذه الحالة إن مؤشر الزيادة بالنسبة له هي من العضلات و ليست الدهون.

أسباب زيادة الوزن و البدانة:

يوجد مجموعة من الأسباب و العوامل المساهمة في حدوث البدانة، نذكر منها:

وجود مشاكل صحية:

فعند وجود مشكلة صحية تؤدي لقلة الحركة لديك كالتهاب المفاصل، ذلك يساهم في اكتساب الوزن. أو عندما تعاني من متلازمة كوشينغ على سبيل المثال (و التي تعتبر حالة مرضية غير شائعة تحدث نتيجة ارتفاع مستوى الكورتيزول في الدم، إما عن طريق تصنيع الجسم لكميات عالية منه أو عندما يتم تناول جرعات عالية من الكورتيكوستيرويد فموياً)، هذه الحالة و غيرها ممكن أن تؤدي لحدوث البدانة لديك.

تناول بعض العقاقير الطبية:

كبعض أنواع مضادات الاكتئاب و الأدوية النفسية و أدوية مرضى السكر و حاصرات بيتا و الأدوية الستيروئيدية.

قلة النشاط (الخمول):

عندما يكون نشاطك قليل فهذا يؤدي لقلة استهلاكك للسعرات الحرارية الموجودة في الجسم.

اتباع نظام غذائي و عادات أكل غير صحية.

أسباب وراثية:

ممكن للجينات الموجودة لديك أن تؤثر على كمية الدهون التي تختزنها و كيفية توزعها في الجسم. كما تؤثر أيضاً على كفاءة جسمك في تحويل الغذاء لطاقة وكيفية حرقه للسعرات الحرارية أثناء ممارسة الرياضة.

عوامل اقتصادية و اجتماعية:

أظهرت الأبحاث وجود ارتباط بين العوامل الاقتصادية و الاجتماعية و حدوث البدانة. فمن الصعب تجنب البدانة إن لم يكن لديك منطقة آمنة لممارسة الرياضة، أو إن لم يكن لديك دخل مادي كافِ لشراء الأغذية الصحية الضرورية، أو من الممكن ألا تكون لديك المعرفة بطريقة طهي الوصفات الصحية المساعدة على النحافة.

العمر:

من الممكن أن تظهر البدانة في أي مرحلة عمرية، ولكن كلما تقدمت في السن فإن التغيرات الهرمونية و قلة الحركة لديك يشكل احتمالاً أكبر لحدوث البدانة. إضافةً لذلك فإن كمية العضلات الموجودة في جسمك تبدأ تتناقص مع التقدم في العمر، مما يؤدي لقلة عمليات الأيض و التمثيل الغذائي لديك. هذه التغيرات تقلل حاجتك للسعرات الحرارية المطلوبة وبالتالي فمن الصعب عليك تجنب الوزن الزائد.

الحمل:

إن زيادة الوزن خلال فترة الحمل أساسية، لكن تعاني بعض النساء من صعوبة في فقدان الوزن بعد الولادة. هذه الزيادة في الوزن من الممكن أن تتطور و تتحول إلى البدانة.

الإقلاع عن التدخين:

يرتبط الإقلاع عن التدخين عادةً بزيادة الوزن، و من الممكن أن يتطور أحياناً لدى بعض الأفراد و يتحول إلى بدانة. ولكن بكل الأحوال فوائد الإقلاع عن التدخين تبقى الأفضل دائماً.

قلة النوم:

عدم الحصول على كمية كافية من النوم أو النوم لساعات إضافية عن الحاجة. كلا الحالتين تؤدي لتغيرات في مستوى الهرمونات التي تعطي الإحساس بالجوع (جريلين) و الهرمونات التي تعطي الإحساس بالشبع (اللبتين). بالإضافة لذلك، فإن النوم يؤثر على كيفية تفاعل جسمك مع الأنسولين ( الهرمون الذي يتحكم في مستوى الجلوكوز في الدم). يؤدي قلة النوم لوجود مستويات أعلى من نسبة السكر في الدم.

أسباب عاطفية:

يلجأ بعض الناس لتناول الطعام بكمية كبيرة عند الشعور بالملل أو الغضب أو التوتر. ومع مرور الوقت و الاستمرار في هذا السلوك ستكون النتيجة هي البدانة. وعلى الرغم من وجود إحدى هذه العوامل أو أكثر لديك، فهذا لا يعني أنك سوف تعاني من البدانة. بإمكانك أن تتحكم في هذه العوامل عن طريق اتباع نمط غذائي صحي و أداء بعض التمارين الرياضية و التغيرات السلوكية.

نصائح ضرورية قبل تغيير النمط الغذائي:

  1. إن تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها و ممارسة عادات غذائية صحية تساعد كثيراً في التغلب على البدانة.
  2. إن فقدان الوزن بطريقة بطيئة وثابتة هي الأفضل على المدى البعيد والتي تضمن خسارة الوزن بشكل دائم.
  3. عليك أن تكون حذراً من الحلول السريعة، ففي الواقع لا توجد أطعمة سحرية أو حلول سريعة.
  4. بدعة الوجبات التي تنقص الوزن بسرعة قد تساعد ولكن على المدى القصير، و لكن أنت بحاجة للنتائج الصحية على المدى البعيد، كذلك الأمر بالنسبة للحميات القاسية، فأنت على الأغلب سوف تستعيد وزنك سريعاً بعد أن تتوقف عن اتباعها. لذلك أفضل طريقة هي باتباع عادات غذائية صحية يمكنك المواظبة عليها باستمرار.
  5. اعتمد على برنامج لإنقاص الوزن خلال مدة ستة أشهر على الأقل و برنامج لثبات الوزن خلال مدة سنة أيضاً، لضمان فرصتك في خسارة الوزن.

التمارين الرياضية و النشاطات:

تعتبر التمارين الرياضية جزء أساسي من علاج البدانة. معظم الناس الذين يستطيعون المحافظة على وزن مثالي لمدة سنة على الأقل، هم من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة غالباً كالمشي البسيط مثلاً.

  • لزيادة مستوى النشاط لديك: عليك المواظبة على أداء التمارين الرياضية بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع و ذلك لضمان إنقاص الوزن. و إذا كنت ترغب بإنقاص وزنك بشكل أسرع، يجب عليك زيادة مدة التمارين الرياضية بشكل تدريجي حتى تصل ل 300 دقيقة في الأسبوع.
  • التغيرات السلوكية:
    يختلف كل شخص عن الآخر و تختلف العقبات الموجودة لديه للمحافظة على وزن مثالي. فعلى سبيل المثال، يعاني البعض من قلة الوقت لممارسة التمارين الرياضية بينما يكون موعد تناول الطعام مساءً لدى البعض الآخر مما يؤدي لقلة الحركة بعد تناول الطعام و بالتالي اكتساب المزيد من الوزن. لذلك فكل شخص أدرى بنمط حياته و يجب عليه تغيير هذا النمط بما يتناسب مع وضعه في سبيل معالجة البدانة.

في المقالة التالية، سوف نستعرض أساليب علاج البدانة المتنوعة و نصائح لما بعد العلاج، شكراً للمتابعة و أتمنى أن تكون قد وجدت الفائدة المطلوبة.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/obesity/basics/definition/con-20014834?p=1

http://www.nhlbi.nih.gov/health/health-topics/topics/obe/causes

https://www.nlm.nih.gov/medlineplus/obesity.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/73416633@N00/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك