علاج سرطان البروستات

في مقالات سابقة تحدثت عن مراحل و أعراض سرطان البروستات و الأسباب و المضاعفات الناتجة عنه. أما اليوم سوف أنهي الموضوع عن علاج سرطان البروستات. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.

علاج سرطان البروستات:

يتم تصنيف العلاج تبعاً لمرحلة السرطان، و يقسم ذلك إلى قسمين: علاج المرحلة الأولى من السرطان، و علاج المرحلة المتقدمة أو المتطورة من السرطان:

علاج المرحلة المبكرة من سرطان البروستات:

إذا كان حجم السرطان صغير و متمركز في منطقة واحدة (غير منتشر)، يعتمد العلاج عادةً على أحد الخيارات التالية:

مراقبة الحالة:

لا يتم خضوع المريض للعلاج مباشرةً، بل يتم مراقبة مستوى بروتين PSA في الدم بشكل دوري.

العلاج بالأشعة:

يعتمد على استخدام طاقة عالية جداً للقضاء على الخلايا السرطانية. و يتم إيصال العلاج الإشعاعي بطريقتين:

الإشعاعات التي تأتي من خارج جسمك (الإشعاع الخارجي):

خلال هذا النوع من العلاج، يتم استلقاء المريض على طاولة بينما توجد آلة تتحرك على جسم المصاب توجه حزم من الأشعة عالية الطاقة، كالأشعة السينية أو البروتونات . و يتم إجراء هذا العلاج 5 مرات أسبوعياً و المواظبة على ذلك لعدة أسابيع.

• العلاج الإشعاعي الامتثالي: تتكون حزم شعاعية على شكل قريب جداً من شكل العضو أو المنطقة المصابة التي تحتاج للعلاج، بحيث تنطبق الحزم الشعاعية عليها و يقل خطر تعرض الأنسجة السليمة لهذه الأشعة.
• العلاج الإشعاعي كثافة التضمين: يتم استخدام حزم شعاعية متنوعة الكثافة. بحيث يتم إيصال أشكال متطورة من العلاج الإشعاعي بواسطة مسرّع خطي يتم التحكم به بواسطة الكومبيوتر.

يعتمد العلاج على الحالات الفردية. بشكل عام، إذا كان التشخيص جيد و السرطان في المراحل المبكرة، جميع الخيارات ممكنة. و كل نوع من العلاج له تأثيراته الإيجابية و السلبية. لذلك يجب مناقشة المريض بالخيارات المتاحة أمامه.

الإشعاعات التي توضع داخل جسم المريض (العلاج الإشعاعي الموضعي):

و يتضمن هذا النوع من العلاج، زراعة بذور مشعة بحجم حبة الأرز داخل أنسجة غدة البروستات. و تقوم هذه البذور المشعة بإيصال جرعة منخفضة من الأشعة و ذلك لمدة طويلة من الزمن. يقوم الطبيب بزراعة بذور الإشعاعات داخل البروستات باستخدام إبرة موجهة بواسطة صور الأشعة فوق الصوتية. في النهاية تتوقف هذه البذور عن إرسال الإشعاعات و لا حاجة لإزالتها.

تستهدف الحقن المشعة مكان الورم بشكل مباشر و تعمل على إيصال الأشعة لأورام العظام على شكل إشعاعات قصيرة المدى لخفض نسبة الضرر و التلف للأنسجة الحيوية الصحية. يتم امتصاص الراديوم ( كالكالسيوم) من العظام.

تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن العلاج بواسطة الأشعة ما يلي:

ألم عند التبول، الرغبة الملحة في التبول و زيادة عدد مرات التبول سواءً في النهار أو في الليل، بالإضافة لضعف الانتصاب.

علاج المرحلة المتطورة من سرطان البروستات:

إذا كان السرطان أكثر تطوراً و مرحلته متقدمة أكثر، قد يحتاج المريض للمشاركة الدوائية بين العلاج الإشعاعي و بين العلاج الهرموني.

العلاج الإشعاعي يتطلب المواظبة عليه يومياً لمدة ثماني أسابيع تقريباً.

العلاج الهرموني:

يتم استخدام العلاج الهرموني في حالات سرطان البروستات المتطورة و ذلك لتقليص حجم السرطان و إبطاء نموه. و في الحالات المبكرة من سرطان البروستات، قد يتم استخدام العلاج الهرموني لتقليص حجم الورم قبل العلاج الإشعاعي. فذلك يؤدي لنجاح العلاج الإشعاعي بشكل أكبر.

تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن العلاج الهرموني: فشل الانتصاب، هبات ساخنة، ضعف بنية العظام، ضعف الرغبة الجنسية، و اكتساب الوزن.

يعتمد هذا العلاج على إيقاف إنتاج هرمون التستوسترون. حيث تعتمد الخلايا السرطانية على هرمون التستوسترون لتتمكن من النمو. لذلك فإن قطع مادة التستوسترون عن الخلايا السرطانية تؤدي إلى موتها أو نموها ببطء.

الأدوية التي تعمل على منع إنتاج الجسم لهرمون التستوسترون:

تعمل هذه العقاقير على منع الخصيتين من استقبال رسائل لتصنيع هرمون التستوسترون. و تتضمن الأدوية التي توصف في هذه الحالة ما يلي: لوبروليد، غوزيرلين، تريبتوريلين، هيستريلين، كيتوكونازول، ابيراتيرون.

أو العقاقير الطبية التي تمنع وصول هرمون التستوسترون للخلايا السرطانية:

إن العقاقير الطبية التي تدعى المضادات الاندروجينية تمنع وصول هرمون التستوسترون للخلايا السرطانية. تتضمن هذه الأدوية: بيكالوتاميد، فلوتاميد، نيلوتاميد.

إذا الأدوية الهرمونية الأخرى لم تبدي أي نتيجة أو لم تعد تعطي نتائج فعالة، يعتبر استخدام مادة انزالوتاميد الحل الأمثل.

يعتبر استخدام اللصاقات الجلدية لهرمون الاستروجين طريقة أسهل و أكثر أماناً لعلاج سرطان البروستات، بالمقارنة مع العلاجات الهرمونية الأخرى.

العلاج الكيماوي:

يتم استخدام العلاج الكيماوي للقضاء على الخلايا التي تنمو بسرعة بما في ذلك الخلايا السرطانية.

يتم إعطاء العلاج الكيماوي عن طريق الحقن الوريدي في الذراع أو على شكل حب أو المشاركة بينهما. جيث يتم استخدام العلاج الكيماوي في حالات سرطان البروستات في المراحل المتقدمة عندما تنتشر الخلايا السرطانية لمناطق أخرى من الجسم. كما يمكن استخدام العلاج الكيماوي كخيار للعلاج عندما لا يستجيب الجسم للعلاج الهرموني.

العلاج البيولوجي (العلاج المناعي):

يعتمد على استخدام النظام المناعي للجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

أحد أنواع العلاجات المناعية تدعى سيبوليوسيل ت (بروفينج) و الذي يتطور لعلاج الحالات المتقدمة و المتكررة من سرطان البروستات.

العمليات الجراحية:

العملية الجراحية لاستئصال الخصيتين:

إن إزالة الخصيتين يقلل مستويات هرمون التستوسترون من الجسم و بالتالي يقلص حجم الورم.

العملية الجراحية لاستئصال غدة البروستات:

تتضمن إزالة غدة البروستات و الأنسجة المحيطة بها و بعض العقد الليمفاوية. و يتم ذلك تبعاً لإحدى الطرق التالية:

إجراء شق في البطن:

يتم استئصال غدة البروستات من خلال شق في أسفل البطن. بالمقارنة مع أنواع العمليات الجراحية الأخرى، تعتبر هذه الطريقة أكثر أمناً و أقل خطورة من الإصابة بتلف في الأعصاب الذي يؤدي لمشاكل عديدة في التحكم في المثانة و الانتصاب.

إجراء شق بين المستقيم و بين كيس الصفن:

أما هذه الطريقة في استئصال البروستات تتمتع باختصار مدة المرض و التعافي بشكل أسرع. لكن هذه الطريقة تجعل إزالة العقد اللمفاوية المجاورة و تجنب تلف الأعصاب أكثر صعوبة.

استئصال البروستات بالمنظار:

يقوم الطبيب بإجراء عدة شقوق صغيرة في البطن و يستخدم كاميرا صغيرة (منظار). هذه الطريقة تتطلب مهارة عالية لأنها تزيد خطورة إصابة الأنسجة المجاورة بشكل خاطئ.

تتطلب الجراحة التقليدية البقاء في المشفى لمدة عشرة أيام تقريباً و من ثم متابعة شاملة لمدة ثلاثة أشهر.

الجراحة الروبوتية تتمتع بميزة إيجابية و هي الحاجة للبقاء في المشفى ليومين فقط، يلي ذلك فترة متابعة في المنزل لمدة أقصر. لكن في بعض الحالات تعتبر الجراحة الروبوتية غير مجدية بالنسبة للرجال الكبار جداً في السن.

أما لعلاج عدم القدرة على التبول، يختار الطبيب العلاج المناسب بناءً على حالة كل مريض، فمن الممكن علاج ذلك عن طريق بعض العقاقير الطبية أو عن طريق استخدام قسطرة بولية أو إجراء عملية جراحية.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/prostate-cancer/basics/definition/con-20029597

http://www.medicalnewstoday.com/articles/150086.php

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/142521878@N02/