هنالك العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بفرط التعرض للحرارة . التي تتراوح في شدتها من حالات خفيفة و طفح جلدي، إلى حالات شديدة مهددة للحياة و ضربات شمس قد تكون قاتلة!
يبلغ معدل الوفيات الناتج عن ضربات الشمس القاتلة ما يصل إلى 10% ، خاصةً في حال التأخر في الحصول على العلاج.
تزداد هذه الإصابات في موجات الحر القاسية. لذلك من الضروري تمييز أعراضها، لتلقي العلاج المناسب مباشرة في حال حدوثها و إنقاذ حياة المريض.
الاضطرابات المرتبطة بفرط التعرض للحرارة تبعاً لخطورتها و كيفية علاج كل منها:
طفح جلدي ناتج عن الحرارة:
يظهر على شكل بثور صغيرة، بسبب تهيج الجلد الناتج عن التعرق الزائد.
يظهر عادةً على الرقبة أو أعلى الصدر أو تحت الثديين أو في منطقة الفخذ أو في تجاعيد الكوع.
العلاج:
العودة إلى بيئة أكثر برودة و أقل رطوبة، و الحفاظ على المنطقة جافة.
تورم و انتفاخ جلدي حرارة:
تورم أو وذمة في الأطراف، نتيجة توسع الأوعية الدموية و احتباس الصوديوم و الماء و الوقوف لفترات طويلة. و يعتبر أكثر شيوعاً خلال أشهر الصيف.
العلاج:
رفع الأطراف و ترطيب الجسم و تجنب الوقوف لفترات طويلة.
تشنجات وتقلصات عضلية بسبب الحرارة:
يؤدي استنزاف الماء والصوديوم، لحدوث تشنجات في عضلات الذراعين و الساقين و المعدة. و هي من العلامات التحذيرية للإنهاك الحراري.
العلاج:
- التوقف عن أداء النشاط الرياضي، و الحصول على قسط من الراحة في منطقة مظللة.
- إعادة ترطيب الجسم من خلال تناول محلول معالجة التجفاف الذي يحتوي على الجلوكوز و الصوديوم.
- تمديد العضلات المتضررة و تدليكها قليلاً.
- تجنب النشاط الثقيل لبضع ساعات.
- إذا لم تتحسن الأعراض خلال ساعة، يجب مراجعة الطبيب.
فقدان الوعي و الإغماء بسبب الحرارة:
قد يبدأ الأمر على شكل دوار ثم قد يتبعه حالات من الإغماء و فقدان الوعي.
العلاج:
- التوقف عن أداء النشاط الرياضي و الحصول على قسط من الراحة في منطقة مظللة.
- إعادة ترطيب الجسم من خلال تناول محلول معالجة التجفاف الذي يحتوي على الشوارد و الجلوكوز و الصوديوم.
- غالباً ما يتعافى المريض بسرعة بعد السقوط على الأرض. ينصح بالنهوض ببطء من وضعية الجلوس أو الاستلقاء.
ضربة الشمس:
و هي من الحالات الإسعافية التي قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها.
تتمثل أعراض ضربة الشمس بحالات من الهلوسة و نوبات الصرع و تؤثر على الإدارك العقلي و تسبب التشوش و اختلاج الحركة و الغيبوبة.
العلاج:
الاتصال بالإسعاف في أسرع وقت ممكن.
و في هذه الأثناء، إلى أن يأتي فريق الرعاية الطبية، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- التوقف عن النشاط فوراً و الاستراحة في بيئة مكيفة.
- غمر الجسم في الماء البارد.
- تبريد الجسم باستخدام المناشف و الكمادات الباردة على الفخذ و الرقبة و الإبطين و الرأس.
- إزالة الملابس الزائدة.
- إعادة ترطيب الجسم عن طريق إعطاء محلول معالجة التجفاف الذي يحتوي على الجلوكوز و الصوديوم.
- توفير تهوية جيدة حول المريض.
العوامل الخطيرة المؤدية للاضطرابات الحرارية:
هنالك عدة عوامل قد تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالمشاكل الصحية المتعلقة بالحرارة، أهمها:
- اضطرابات تناول الكحول
- العمر (الرضع و الكبار في السن)
- مستوى الرطوبة و الحرارة البيئية
- الرياضيون أثناء المباريات التنافسية
- الأشخاص الذين يعملون في الخارج مثل رجال الإطفاء و العساكر
- الأفراد الذين يعيشون في أوضاع اجتماعية فقيرة و ظروف اقتصادية سيئة
- وجود مشاكل صحية مزمنة مثل أمراض قلبية أو داء السكري أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطرابات نفسية أو داء الزهايمر
- استخدام بعض الأدوية مثل الأدوية المخدرة و مضادات الذهان و المنشطات و مضادات الهيستامين و مضادات الباركنسون و المدرات البولية و الملينات و مضادات الاكتئاب
أساليب الوقاية من الاضطرابات الناتجة عن فرط التعرض للحرارة:
- تجنب أشعة الشمس الحارقة من الساعة 10 صباحاً حتى 3 ظهراً.
- ارتداء ملابس فاتحة اللون خفيفة مع قبعة عريضة للحماية من الحرارة.
- تأكد من حصول الجسم على كمية كافية من السوائل والرطوبة قبل أداء التمارين الرياضية.
- تناول السوائل أثناء ممارسة التمارين بمعدل 200 – 300 مل من السوائل كل 10 – 20 دقيقة (أي بمعدل ليتر أو ليتر و نصف ماء خلال ساعة من التمارين) .
الخيارات العلاجية:
إن تناول الأدوية الخافضة للحرارة مثل مادة أسيتامينوفين (تايلنول) أو إيبوبروفين (أدفيل)، لا تساعد في خفض درجة حرارة الجسم الداخلية. و يجب عدم استخدامها.
قد تساعد بعض الأدوية في علاج المضاعفات الناتجة عن ضربة الشمس. مثل أدوية بنزودياويبين وذلك لعلاج نوبات الصرع و الاختلاج.
كما قد يتم استخدام مادة مانيتول لتعزيز إدرار البول، و منع الفشل الكلوي لدى بعض المرضى.
هذه الأدوية المذكورة، يتم استخدامها من قبل الطبيب فقط و في حالات خاصة بعد وصول المريض إلى المستشفى إذا استدعى الأمر.
أما بالنسبة للعلاجات المنزلية، فنكتفي بالأساليب العلاجية والخطوات المذكورة أعلاه تبعاً لكل مشكلة.
تعتبر الأساليب الوقاية خيراً من العلاج:
فبالنسبة للأفراد الذين يمارسون النشاطات الخارجية، يعد الترطيب المناسب أمراً هاماً. لأن العطش لا يعتبر علامة موثوقة لفقدان سوائل الجسم.
يجب مراقبة لون البول و الانتباه أن يكون فاتح اللون دائماً.
أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من الإنهاك الحراري، فيجب عليهم:
- تجنب التعرض للمزيد من الحرارة لمدة 24 – 48 ساعة على الأقل بعد العلاج.
- و تجنب ممارسة الرياضة لمدة 7 أيام على الأقل بعد العلاج أيضاً.
المرجع:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30990296
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/34419205
https://emedicine.medscape.com/article/166320-overview