الربو هو عبارة عن اضطراب يحدث بسبب وجود التهابات في المجاري التنفسية التي تصل إلى الرئتين. هذا الالتهاب يؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية، كما تنقبض العضلات التي تبطن المجاري التنفسية المتورمة، و بالتالي يمنع تدفق الهواء بحريّة إلى داخل الرئتين، مما يؤدي لصعوبة التنفس.
عندما يحدث الالتهاب في المجاري التنفسية، يجعلها حساسة جداً و يؤدي لردود أفعال تحسسية تجاه العديد من العوامل أو المواد الموجودة في الجو. و سوف آتي على ذكرها بالتفصيل إن شاء الله.
من الممكن لمرض الربو أن يظهر في أي عمر كان، لكنه يصيب الأطفال بنسبة أكبر، و تظهر أولى الأعراض عادةً في عمر الخمس سنوات.
يعتبر مرض الربو من الأمراض المزمنة الشائعة عند الأطفال. و عدد الأطفال المصابين بالربو في ازدياد. حيث يبلغ عدد الأطفال المصابين بالربو في الولايات المتحدة 8.5% (أكثر من سبعة ملايين طفل).
يؤدي الربو عند الأطفال لحدوث إزعاج و أعراض يومية و التي تؤثر على اللعب و ممارسة الرياضة و الذهاب إلى المدرسة و حتى النوم. و في بعض الحالات إذا لم يتم السيطرة على الربو، قد يؤدي لحدوث هجمات ربو حادة خطيرة و قد تكون مهددة للحياة.
مرض الربو الذي يصيب الأطفال لا يختلف عن الربو عند البالغين، لكن الأطفال يواجهون ظروف يصعب عليهم استيعابها و التأقلم معها.
أعراض مرض الربو عند الأطفال:
ليس جميع الأطفال لديهم نفس أعراض الربو، و هذه الأعراض قد تختلف من هجمة ربو إلى أخرى عند نفس الطفل أيضاً. و من الأعراض الأكثر شيوعاً نذكر:
- نوبات السعال المتكررة و التي تحدث خلال اللعب أو في الليل أو عند الضحك أو البكاء.
- السعال المزمن (و الذي قد يكون المؤشر الوحيد على وجود الربو).
- قلة مستوى النشاط خلال اللعب (ضعف القدرة على ممارسة الرياضة و تزداد سوءاً مع ازدياد الجهد المبذول).
- تسرع في عمليات التنفس (بشكل متقطع).
- ضيق في الصدر.
- صوت صفير مع التنفس.
- ضيق في التنفس أو انقطاع التنفس.
- ضيق في عضلات العنق و الصدر.
- الشعور بالوهن و التعب
- العطاس و الصفير ( الصفير هو الصوت العالي الصادر عن تدفق الهواء المضطرب في المجاري التنفسية المتضيقة).
أزمات الربو الشديدة:
إن أزمات الربو الشديدة قد تكون مهددة للحياة و بحاجة للعلاج الإسعافي مباشرةً.
أعراض أزمات الربو الشديدة التي تحتاج للمشفى:
- صعوبة شديدة في التنفس.
- سعال و صفير مستمر.
- عدم تحسن الأعراض حتى بعد استنشاق أجهزة الربو سريعة المفعول كمادة البوتيرول.
- الميل للأمام في وضعية الجلوس حتى يتمكن من التنفس.
- عدم القدرة على الكلام دون أن يلهث.
أسباب مرض الربو و العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة به:
إن السبب الرئيسي لحدوث مرض الربو غير معروف، لكن يعتبر العامل الوراثي السبب الأساسي في ذلك.
يأخذ الأطفال عادةً القابلية للتعرض للحساسية من والديهم. فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية يقوم الجسم لديهم بصنع أجسام مضادة للحساسية بدرجة عالية و التي تدعى الغلوبولين المناعي (immunoglobulin E (IgE.
الأجسام الغلوبولين المناعي المضادة للحساسية تستطيع تمييز وجود كمية صغيرة جداً من المواد المسببة للحساسية في الجسم. و بالتالي تحرض الجسم على ردود أفعال تحسسية تجاه هذه الجزيئات الصغيرة غير الضارة.
تحدث الحساسية عندما تقوم أجسام الغلوبولين المناعي بتحريض خلايا معينة في الجسم تدعى الخلايا البدينة، فتعمل على تحرير مادة الهيستامين. يتم إنتاج الهيستامين بشكل طبيعي في الجسم، لكن يتم تحريرها بكميات بالغة و فوق الحد الطبيعي عند الأفراد المصابين بالحساسية.
تحرير مادة الهيستامين هو الذي يؤدي لحدوث أعراض الحساسية سواءً العطاس أو سيلان الأنف أو زيادة إفراز الدموع.
إن الطفل الذي يعاني من الربو، يمكن أن تؤدي مادة الهيستامين أيضاً لحدوث أعراض الربو. عندما يتعذر على المريض تجنب المواد المسببة للحساسية لديه، قد يصف له الطبيب الأدوية المضادة للحساسية (مضادات الهيستامين) حتى تمنع إفراز مادة الهيستامين في الجسم و توقف أعراض الحساسية لدى المريض.
هنالك العديد من العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بالربو في فترة الطفولة، و تتضمن ما يلي:
- التحسس الأنفي أو الأكزيما (طفح جلدي تحسسي).
- العامل الوراثي (التاريخ الصحي للعائلة)، سواءً وجود حالة ربو أو تحسس.
- التهابات المجاري التنفسية المتكررة.
- ولادة طفل منخفض الوزن.
- التعرض لدخان السجائر و كافة أنواع التبغ قبل أو بعد الولادة.
- العِرق الأسود.
المواد المحرضة على حدوث هجمات الربو:
لتجنب حدوث هجمات الربو، يجب معرفة المواد المسببة للحساسية لدى طفلك و الابتعاد عنها.
تختلف هذه المواد المسببة للحساسية من طفل لآخر و تتضمن ما يلي:
- العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد و التهابات المجاري التنفسية المتكررة.
- المواد المسببة للحساسية كالغبار أو حبوب الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة.
- التمارين الرياضية.
- الجو البارد.
- دخان السجائر و غيرها من المواد المنتشرة في الجو و التي تسبب الحساسية.
- حرقة المعدة الشديدة (داء الجزر المعدي المريئي).
في بعض الأحيان تحدث أعراض الربو دون وجود أي محفزات أو مواد مسببة للحساسية.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/childhood-asthma/symptoms-causes/dxc-20193101
http://www.emedicinehealth.com/asthma_in_children/article_em.htm
http://www.medicinenet.com/asthma_in_children/article.htm
http://www.webmd.com/asthma/tc/children-asthma
https://medlineplus.gov/asthmainchildren.html
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/viralbus/
أسامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا دكتورة على هذه المعلومات والإرشادات عن هذا المرض.
انا من المغرب اعاني من ضيق التنفس ليس دائما ولكن في غالب الأحيان خصوصا من بداية شهر سبتمبر حيث انني لا اتنفس بشكل طبيعي لذلك أجد صعوبة في التنفس ولا أستطيع النوم ابقى يقظا أو استلقي الى الامام كوضعية السجود مصاحبا مع ضيق التنفس صفير الصدر مع صعوبة طرح البلغم الذي يخرج بشكل قليل على شكل حبيبات كروية بيضاء صغيرة عندما اضغط عليها باصابعي تبقى تابثة وهذه الحالة تأتيني عندما يتغير الجو خصوصا عندما يكتسح السماء غيوم داكنة اللون وعدم صفاء لون السماء وكذالك الضباب والرطوبة .
من فضلك دكتورة هل من ارشادات منزلية أولية عندما يحصل معي هذا المشكل علما انني استعمل الثوم اقوم باكل فصوص الثوم لكنني لا أستطيع بلعها في الغالب لأنني استرد مل ما اكلته عند استعمال الثوم.
جزاك الله خيرا يادكتورة وجعل نصائحك القيمة في ميزان حسناتك بارك الله فيك.
بدور الآغا
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. أهلاً و سهلاً بك أخي أسامة و بجميع إخوتنا من المغرب
أخي الكريم نصيحتي لك استشارة الطبيب في القريب العاجل، و عدم إهمال الموضوع. هنالك عدة أسباب قد تؤدي لهذه الأعراض. و جميعها بحاجة لعلاج طبي قبل العلاجات المنزلية. قد يكون السبب التهابات في المجاري التنفسية أو مشاكل صحية في الرئتين أو ردود أفعال تحسسية. و بكافة الأحوال بحاجة لعلاج، مثل موسعات قصبية، مضادات هيستامين، مقشع أو مذيب للبلغم، أو ستيروئيدات قشرية. و ذلك تبعاً لتشخيص الطبيب و تحديد المشكلة الصحية تماماً.
الثوم مفيد جداً لصحة الجسم و يقوي المناعة. لكن في هذه الحالة لن يفيدك الثوم، و لا يغنيك عن العلاج.
شكراً جزيلاً لدعواتك الطيبة و لك بالمثل إن شاء الله.
أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل. و في حال وجود أي استفسار طبي آخر، على الرحب و السعة بك دائماً.