تختلف الأسباب التي تدفع مدمن الكحول للتفكير في الإقلاع، و مهما تعددت أو اختلفت الأسباب حتماً هذه الخطوة بالغة الأهمية. أهنئك على هذه الشجاعة 🙂
تحدثت سابقاً عن أضرار الكحول و تأثيراته على صحة الجسم. أما في هذه المقالة سوف أعرض لك بعض الأساليب و النصائح التي قد تساعدك في تحقيق هدفك و تلتمس العلاج الشافي بإذن الله.
أساليب الإقلاع عن تناول الكحول:
تخفيف تناول الكحول بشكل تدريجي:
في البداية خفّف كمية الكحول المتناولة يومياً. فالانتصارات الكبيرة تبدأ من الخطوات الصغيرة. أي للوصول إلى هدف كبير تسعى له، عليك تبسيط هدفك لخطوات صغيرة و إنجازها بشكل متتالي.
إذا تمكنت من تخفيف كمية الكحول المتناولة يومياً بمعدل كأس واحد فقط، فأنت قد حققت إنجازاً. واظب على هذه الكمية الجديدة لمدة أسبوع واحد. ثم تابع المسير من جديد و خفّف كأس آخر على الأقل على مدى الأسبوع التالي.
أي و على سبيل المثال:
- إذا كان عدد الأكواب التي تتناولها يومياً من الكحول يساوي خمسة أكواب، ففي البداية، اشرب أربعة أكواب فقط يومياً و استمر كذلك لمدة أسبوع.
- في الأسبوع التالي: اشرب كل يوم ثلاثة أكواب فقط، و هكذا…، إلى أن تصبح الجرعة اليومية كوب واحد فقط لا غير.
- بعد ذلك: تجاوز يوم دون تناول الكحول نهائياً، أي اشرب اليوم و غداً لا.
- ثم اسمح لنفسك فقط أن تشرب مرتين في الأسبوع، و أخيراً في الأسبوع الذي يليه اشرب مرة واحدة لا أكثر.
بهذه الطريقة تتمكن من السيطرة على عواقب الكحول و لا تشعر بأعراض الانسحاب المزعجة و تستطيع التخلص منه نهائياً.
تجنب الأماكن التي يتواجد فيها الكحول:
قد تحتاج للتخلي أو الابتعاد عن بعض أصدقائك الذين يشاركونك تناول الكحول. قد يبدو ذلك من الصعب عليك، لكن عندما تختلي بنفسك و تحدد أولوياتك، سيسهل كل شيء أمامك في سبيل تحقيق هدفك.
تناول الطعام قبل شرب الكحول:
إن تناول الطعام قبل شرب الكحول سوف يقلل من استمتاعك في الشرب، و يصعب عليك تناول كمية كبيرة من الكحول على معدة ممتلئة.
إذا قمت بهذه الخطوة فلا تُطلق العنان لرغبتك في الشرب، و تتناول نفس كمية الكحول التي اعتدت على تناولها دون طعام! بل يجب مراعاة المعدة الممتلئة و تخفيف كمية الكحول.
تناول كمية وفيرة من الماء:
فالماء سوف تحافظ على رطوبة جسمك و تجعلك تشعر بحالٍ أفضل و تساعدك على غسل السموم من الجسم.
يُفضّل تناول 3 ليتر من الماء يومياً بالنسبة للرجال و 2 ليتر من الماء يومياً بالنسبة للنساء.
تجنب الدخول في النقاشات غير المثمرة:
لا تحاول أن تشرح لجميع من حولك ما تمر به أو ترغب بعمله، قد تسمع للعديد من التعليقات التي لا تُثمر في شيء غير الإحباط من عزيمتك. ففي المرحلة الصعبة التي تمر بها، قلائل فقط من يأخذون بيدك و يساعدونك.
غيّر بعض العادات اليومية:
مثلاً إن كنت معتاداً على تناول الكحول بعد عودتك من العمل، غيّر الروتين اليومي بإضافة نشاط آخر قبل عودتك إلى المنزل أو قبل البدء بتناول الكحول، كزيارة الأهل أو ممارسة بعض التمارين الرياضية.
إذا اخترت إضافة بعض النشاطات لحياتك اليومية و شمل ذلك وجودك مع أصدقاء و ضمن فريق، ذلك سوف يساعدك أكثر على المتابعة في خطتك.
اشتري محفظة خاصة لهذا الهدف و لتكن محفظة تحقيق الأهداف:
في كل مرة تفكر فيها في شراء عبوة كحول جديدة أو تسيطر عليك الرغبة الملحّة في الشرب، ضع قيمة زجاجة الكحول في هذه المحفظة. من خلال هذا الأسلوب سوف تحوّل ثباتك في عزيمتك إلى شيء ملموس لن يخطر في بالك مدى فائدته.
استخدم المال الذي وفرته من سعر زجاجات الكحول في قضاء نشاطات صحية أخرى لإزالة التوتر، كجلسات التدليك أو ممارسة رياضة اليوغا مثلاً. إن لم تكن من الأشخاص الذين يهتمون بمثل هذه الأمور، فاستمتع بصرف النقود على أي أمر آخر يحلو لك لمكافأة نفسك عدا الكحول طبعاً 🙂
اشتري قطعة صغيرة من الاكسسوار مثلاً:
ارتديها باستمرار لتكن رمزاً لك يذكرك بهدفك و قوة تحدّيك لنفسك.
تناول مجموعة فيتامينات ب خلال الأسبوع الأول من الإقلاع عن الكحول:
يؤثر الكحول على قابلية الجسم على امتصاص هذه الفيتامينات خاصةً مادة الثيامين. و قد يؤدي نقص فيتامينات ب إلى ضعف شديد في التركيز و الإدراك.
سجّل أسباب إقلاعك عن الكحول و ما يقابلها من تأثيرات إيجابية بعد التخلص من الكحول:
اكتب التأثيرات السلبية التي تُزعجك من إدمانك على الكحول، و ما يقابلها من تأثيرات إيجابية، و ذلك لتتمكن من التركيز على هدفك أكثر و الرفع من عزيمتك.
على سبيل المثال:
- فكّر بالشعور الجيد الذي سوف ينتابك عندما تذهب إلى النوم بشكل طبيعي دون السقوط في غيبوبة نتيجة الإفراط الشديد في الشرب، و دون الحاجة للاستيقاظ في منتصف الليل من الصداع الشديد الناتج عن الكحول.
- فكّر بالشعور الجيد عندما تتذكر كل التفاصيل التي مرت معك قبل النوم و أهمية الوعي الكامل و قدرتك على السيطرة على أفعالك.
- فكّر بنظرتك تجاه نفسك و مدى إعجابك بنفسك بعد أن قطعت هذه المسافة من الصعوبات و تخلصك من شعور اللوم الذي كان يسيطر عليك.
احفظ بعض الأدعية أو أبيات الشعر أو العبارات المُلهمة التي تؤثر بشكل إيجابي على نفسيتك:
سجّلها على ورقة صغيرة لتستعين بها و تذكّر نفسك بها كلما شعرت بفتور في إرادتك.
اشغل نفسك و لا تدع الفراغ يتسرب لحياتك:
ففي الوقت الذي سوف تشعر بالفراغ، أول أمر قد يخطر على بالك هو الكحول!
التمس الدعم النفسي و المساعدة من شخص قريب جداً منك و تثق به:
كأحد أفراد عائلتك أو شريكتك أو صديق مقرب. فعندما تشعر بالضعف و الوهن، يُذكّرك بهدفك و يأخذ بيدك لاجتياز هذه المرحلة الصعبة. لا تشعر بالإحراج من التعبير عن مشاعرك أو مشاركة همومك للإنسان الصحيح الذي تثق به و بحرصه عليك.
بعد مرور الأشهر الثلاث من إقلاعك التام عن الكحول:
سوف تكون تعافيت تماماً بإذن الله و نظرتك العامة لحياتك قد تغيّرت مع تغيّر مجرى حياتك.
لا تتردد في سرد قصة نجاحك لغيرك من الأفراد:
أنت لا تدري مَن يعاني من نفس مشكلتك، و لا تدري بيَد مَن سوف تمسك و تساعد في اجتياز مثل هذه الصعوبات. ابدأ الآن و حظاً موفقاً بإذن الله.
تباهى بنفسك و بإنجازك العظيم، فأنت و جميع من حولك و يحبونك بحاجة هذه اللحظة السعيدة.
لا تستسلم:
يلجأ العديد من الأشخاص لاختلاق الأعذار لأنفسهم عندما لا يتمكنون من التخلص من الإدمان، فيقولون:
- أنا أشرب منذ زمن بعيد!
- أنا حاولت مراراً دون فائدة!
- أنا لا أستطيع!
و هذه كلها أعذار واهية دون جدوى، و لا شيء يدعى مستحيل مع الإرادة. فليس هنالك عدد مرات معينة للمحاولة و لا وقت متأخر للبدء بهذه الخطوة.
قد تعاني من الانتكاس و تضعف عزيمتك و تعود لشرب الكحول مرة أخرى، لكن هذا لا يعني الفشل أو الاستسلام، لا حَرَج في ذلك، فهو أمر طبيعي و شائع جداً. المهم أن لا تفتر عزيمتك و تتابع هدفك من جديد.
أتمنى لك التوفيق و شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://www.helpguide.org/articles/addiction/alcohol-addiction-treatment-and-self-help.htm
http://www.health.harvard.edu/healthbeat/11-ways-to-curb-your-drinking
https://canadiancentreforaddictions.org/how-to-stop-drinking-alcohol/
http://stopdrinkingalcohol.com/10-tips-stop-drinking-alcohol/
http://www.wikihow.com/Quit-Drinking-Alcohol
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/58935136@N04/
تصنيفات المقال
