تُنتج القناة السمعية مادة شمعية زيتية تدعى الصملاخ، و التي تعرف باسم شمع الأذن. تعمل هذه المادة على حماية الأذن، من الغبار و الأجسام الغريبة و الأحياء الدقيقة. كما تعمل على حماية بطانة القناة السمعية من التهيج بسبب الماء.
في الحالات الطبيعية، فإن الكميات الفائضة من مادة الصملاخ، تجد طريقها إلى خارج القناة السمعية. و تتجه نحو فتحة الأذن بشكل طبيعي. ثم يتم غسلها و التخلص منها بعيداً.
عندما تقوم الغدد بإنتاج كميات فائضة من مادة الصملاخ، أكثر من الحاجة الطبيعية. قد يصبح من الصعب التخلص منه. و يؤدي لانسداد الأذن. عندما تقوم بتنظيف أذنيك، قد تدفع مادة الصملاخ بشكل خاطئ نحو الداخل. مما يؤدي لتفاقم المشكلة و يسبب انسداد الأذن.
إن تراكم مادة الصملاخ من الأسباب الشائعة لضعف مؤقت في حاسة السمع!
يجب الانتباه كثيراً عندما تحاول علاج تراكم الصملاخ، في المنزل. إذا استمرت المشكلة، ينصح باستشارة الطبيب. عادةً علاج تراكم شمع الأذن يكون بسيطاً سريعاً و لا يسبب الألم. و تعود حاسة السمع بشكل كامل.
أسباب تراكم شمع الأذن (تراكم مادة الصملاخ) و انسداد الأذن:
يميل بعض الأفراد بطبيعتهم لإنتاج كميات فائضة من مادة الصملاخ. لكن على الرغم من ذلك، فإن زيادة إنتاج مادة الصملاخ، لا يؤدي تلقائياً لانسداد الأذن.
- في الحقيقة، من الأسباب الأكثر شيوعاً لانسداد الأذن، هو محاولة إزالة شمع الأذن في المنزل.
- استخدام الأعواد القطنية و غيرها من الأدوات داخل قناة مجرى السمع، قد تدفع مادة الصملاخ للداخل و تؤدي لانسداد الأذن.
- إذا كنت تستخدم سماعات الأذن بشكل متكرر، أيضاً أنت أكثر عرضة للإصابة بانسداد الأذن نتيجة تراكم الصملاخ. لأنها دون قصد قد تمنع الكمية الفائضة من مادى الصملاخ، من الخروج من القناة المسعية و بالتالي انسداد الأذن.
- استخدام جهاز يساعد على السمع، قد يساهم في زيادة تراكم مادة الصملاخ أيضاً.
أعراض تراكم مادة الصملاخ في الأذن:
مظهر مادة الصملاخ تتراوح في اللون بين أصفر فاتح إلى بني داكن. إذا كان اللون داكن، لا يشير ذلك لوجود انسداد في الأذن.
تتضمن أعراض تراكم مادة الصملاخ في الأذن ما يلي:
- ضعف مفاجئ أو جزئي في السمع. و يكون مؤقت عادةً.
- سماع صوت طنين في الأذن.
- الشعور بامتلاء و انسداد الأذن.
- ألم في الأذن.
إن تراكم مادة الصملاخ و عدم إزالتها قد يؤدي إلى التهاب الأذن .
راجع بالطبيب إذا شعرت بوجود أعراض التهاب الأذن و التي تتضمن:
- ألم شديد في الأذن.
- وجود مفرزات من الاذن.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال.
- ضعف دائم في السمع.
- وجود رائحة واضحة في الأذن.
- الشعور بالدوار.
من الجدير بالذكر أن ضعف السمع، الدوار و ألم الأذن، يحدث نتيجة العديد من الأسباب الأخرى و ليس فقط بسبب تراكم مادة الصملاخ و انسداد الأذن.
إذا حدثت لديك هذه الأعراض بشكل متكرر، ينصح باستشارة الطبيب لتحديد سبب المشكلة و اختيار العلاج المناسب.
مادة الصملاخ لدى الأطفال:
الأطفال مثل البالغون، يتم إنتاج مادة الصملاخ لديهم بشكل طبيعي. إذا شعرت وجود هذه المشكلة لدى الطفل. لا تحاول تنظيف الأذن بنفسك. فقد تُلحق له الأذى. لذلك من الأفضل مراجعة الطبيب. كما قد يلاحظ طبيب الأطفال وجود كميات زائدة من مادة الصملاخ، و يعمل على إزالتها عند الحاجة، خلال الفحص الدوري.
إذا لاحظت أن الطفل يضع إصبعه في أذنه أو أشياء أخرى، بشكل متكرر. يجب مراجعة الطبيب. قد يعود الأمر لتراكم مادة الصملاخ, مما يسبب له الانزعاج و عدم الراحة.
تراكم شمع الأذن لدى البالغين:
إن مادة الصملاخ قد تسبب المشاكل لدى البالغين. بعض الأفراد قد يهمل تراكم مادة الصملاخ، إلى أن تؤثر على حاسة السمع. معظم حالات ضعف السمع لدى البالغين، هي نتيجة تراكم مادة الصملاخ.
كيف يمكن التخلص من الكميات الفائضة من شمع الأذن؟
يجب عدم محاولة إزالة مادة الصملاخ المتراكمة، من تلقاء نفسك. هذا الأمر قد يسبب تلف أساسي في الأذن و يؤدي للالتهابات أو فقدان السمع.
بكل الأحوال غالباً ما يمكنك التخلص من الكميات الفائضة من مادة الصملاخ بنفسك فقط من خلال تنظيف الجزء الخارجي من الأذن بواسطة مسحطها بالقطن أو منديل عند الضرورة.
الخيارات العلاجية المتوفرة لإزالة مادة الصملاخ:
تطرية شمع الأذن:
لتطرية قوام مادة الصملاخ و تسهيل خروجه، يمكنك استخدام القطرات الأذنية التي لا تحتاج لوصفة طبية المخصصة تماماً لهذا الهدف. و من الأمثلة عن هذه المواد:
- زيوت معدنية mineral oil
- مادة بيروكسيد الهيدروجين hydrogen peroxide.
- مادة بيروكسيد كارباميد carbamide peroxide.
- زيوت الأطفال baby oil.
- غليسيرين.
ريّ الأذن Ear irrigation:
طريقة أخرى لإزالة الكميات المتراكمة من مادة الصملاخ. هي من خلال القيام بعملية ري الأذن. لكن يجب عدم اللجوء لاستخدام هذه الطريقة نهائياً، إذا كنت تعاني من إصابة في الأذن أو أي إجراء طبي داخل الأذن.
إن القيام بعملية ري الأذن في حال وجود ثقب في غشاء الطبل، قد يسبب فقدان السمع أو الالتهابات.
يجب عدم استخدام أي مستحضرات الريّ المخصصة للفم أو الأسنان. لأنها تنتج قوة أكثر مما يمكن لطبلة الأذن تحملها بأمان.
للقيام بعملية ريّ الاذن بفعالية و شكل صحيح, اتبع التعلميات بدقة المزودة مع المستحضر المخصص لذلك. أو إليك النصائح التالية:
- اجلس بحيث يكون الرأس في وضع مستقيم.
- أمسك الجزء الخارجي من الأذن (الصيوان) و شده قليلاً و بلطف نحو الأعلى.
- بواسطة سيرنغ (محقن)، أفرغ ماء داخل أذنك بحيث تكون في درجة حرارة الجسم الداخلية. إذا كانت الماء شديدة البرودة أو الحرارة، قد تسبب الدوار.
- حرك رأسك للسماح بتصريف الماء.
قد يكون من الضروري تكرار هذه العملية عدة مرات. إذا كنت تعاني من تراكم شمع الأذن بشكل متكرر، فإن إجراء عملة ريّ الأذن بشكل روتيني، قد يساعد في الوقاية من هذه المشكلة.
شموع الأذن Ear candling:
من التقنيات الشعبية المستخدمة أيضاً لعلاج العديد من المشاكل الصحية في الأذذن، بما في ذلك انسداد الأذن نتيجة تراكم الصملاخ. تعتمد على إدخال نهاية الشمعة (خيط نسيجي مغلف بالشمع أو البارافين بشكل أسطواني) داخل الأذن. في البداية يتم استلقاء لشخص على جانبه. و من ثم إدخال نهاية الشمعة في فتحة الأذن. و وضع ورقة أو شريحة قصدير أو غيرها في وسط الشمعة كما هو موضح بالصورة، للوقاية من سقوط الشمع المذاب على الوجه! ثم يتم إشعال الجهة الثانية من الشمعة و تركها على هذه الوضعية مدة 15 دقيقة. ثم تكرار العملية مع الأذن الأخرى.
نظرية هذه العملية، أنه عند احتراق الشمعة، تنتج عملية شفط خفيف يساعد على سحب مادة الصملاخ خارج قناة الأذن. لكن تبعاً لمنظمة الغذاء و الدواء العالمية هذه الطريقة غير صحية و غير طبية و يجب الحذر من استخدامها.
و من أهم المخاطر الصحية الناتجة عن هذه العملية.
- احتراق الأذن أو الوجه!
- النزف.
- تمزق غشاء الطبل.
- التعرض لإصابات نتيجة قطرات الشمع المذابة.
- حدوث حريق!
علاج تراكم الصملاخ عند الطبيب:
معظم الأفراد لا يحتاجون لتدخل طبي متكرر لإزالة شمع الأذن. بالنسبة للأفراد الذين يعانون من تراكم مادة الصملاخ بشكل متكرر، إن تنظيف الأذن لدى الطبيب، مرة واحدة فقط في السنة، هو كافٍ عادةً للوقاية من انسداد الأذن.
إذا كنت غير قادر على تنظيف شمع الأذن أو ازداد تهيج الأذن لديك. فمن الأفضل اللجوء لاستشارة الطبيب و عدم إهمال الموضوع.
هنالك مشاكل صحية أخرى، قد تسبب نفس أعراض تراكم شمع الأذن. لذلك من الضروري استشارة الطبيب، لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى المؤدية لهذه الأعراض.
يعتمد الطبيب على استخدام أداة مخصصة لفحص الأذن، مزودة بضوء مع مكبر، لرؤية الأذن الداخلية بوضوح.
لإزالة مادة الصملاخ المتراكمة، قد يعتمد الطبيب على الأساليب التالية:
- ريّ الأذن.
- أو شفط مادة الصملاخ.
- أو استخدام أداة صغيرة منحنية لقشط مادة الصملاخ الفائضة.
معظم الأفراد يلاحظون تحسن ملموس بعد جلسة تنظيف الأذن عند الطبيب. يجب الحرص على اتباع كافة تعليمات الطبيب المذكورة لتطبيقها بعد جلسة تنظيف الأذن. غالباً ما تعود حاسة السمع لطبيعتها مباشرةً بعد إزالة الصملاخ. لكن يمميل بعض الأفراد لإنتاج كميات كبيرة من مادة الصملاخ بشكل طبيعي. و بالتالي هم أكثر عرضة لعودة المشكلة مجدداً.
المراجع:
https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/ears-nose-and-throat/earwax-build-up
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14428-ear-wax-buildup–blockage
https://www.healthline.com/health/earwax-buildup#ear-candles
https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/got-an-ear-full
https://www.medicalnewstoday.com/articles/248934.php
https://www.nhs.uk/conditions/earwax-build-up/
المنصور بن عبدالله
موضوع يناسبنا نحن كِبار السن .
شكراً يا دكتورة
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك أخي المنصور بن عبد الله
شكراً لمشاركتك بارك الله في عمرك مع دوام الصحة و العافية.