اضطراب الشخصية التجنبية هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية التي قد تصيب الإنسان.
هذه الاضطرابات عموماً، هي عبارة عن أنماط دائمة من السلوك. لا تتماشى مع المعايير الثقافية. مما يسبب المعاناة للشخص المصاب، و للأفراد المحيطين به.
عادةً ما يرافق اضطراب الشخصية التجنبية، وجود اضطرابات أخرى في الشخصية، تتميز بالعصبية الزائدة و الخوف.
يعاني الفرد المصاب باضطراب الشخصية التجنبية، من مشاعر النقص و عدم الكفاءة، بشكل مزمن.
يكون شديد الحساسية، خائفاً للغاية من أن يتم الحكم عليه بشكل سلبي، من قِبَل الآخرين.
بمعنى آخر، يتأثر بشكل كبير من رأي الآخرين به. و يعيش قلق دائم خوفاً من الرفض. و بالتالي على الرغم من رغبته في التفاعل مع الآخرين. إلا أنه يميل لتجنب الاجتماعات، خوفاً من الرفض من الآخرين.
متى يظهرهذا الاضطراب في الشخصية، و هل يعتبر من المشاكل الشائعة بين الأفراد؟
تشير الإحصائيات أن حوالي 2.4 % من الأمريكيين يعانون من هذا الاضطراب.
يؤثر اضطراب الشخصية التجنبية على النساء والرجال بشكل متساوٍِ.
غالباً ما يبدأ خلال مرحلة الطفولة، و تزداد ملاحظته خلال فترة المراهقة والبلوغ.
لا يتم تشخيص هذا الاضطراب عادةً قبل بلوغ عمر ال 18. وذلك للتأكد من تواجد الأدلة على أنماط هذا السلوك بشكل دائم. و أن الأعراض لا تتلاشى بسهولة مع مرور الوقت.
أسباب اضطراب الشخصية التجنبية:
السبب الأساسي للإصابة بهذا الاضطراب غير معروف.
- لكن تبعاً لنتائج الحالات المصابة، فإن العوامل الورائية و البيئية، كلاهما يلعب دوراً هاماً في تطور المشكلة.
- العوامل البيئية و الظروف الاجتماعية التي ينشأ بها الفرد خلال مرحلة الطفولة، تلعب دوراً هاماً و ملحوظاً.
الخجل هو شائع عادةً لدى الأطفال. لكنه عندما يستمر لما بعد مرحلة المراهقة و البلوغ، يبدو من سمات الشخصية التجنبية.
غالباً ما يشير المصابون بهذا الاضطراب، لتعرضهم لتجارب سابقة من رفض الوالدين أو الأقران. والتي يمكنها أن تؤثر على احترام الذات والثقة بالنفس والشعور بالقيمة.
أعراض اضطراب الشخصية التجنبية:
بالنسبة للأفراد المصابين بهذا الاضطراب. فإن الخوف من الرفض هو شعور قوي لديهم. يدفعهم للعزلة و تجنب الآخرين. هذا بالنسبة لهم أفضل من تعرضهم للرفض في علاقة ما.
تتراوح الأعراض و أنماط السلوك من حالات خفيفة إلى حالات شديدة.
بالإضافة للعزلة و الخوف من الرفض، يتميز الشخص المصاب بهذا الاضطراب بما يلي:
- شديد الحساسية، و يتأذى بسهولة عند تعرضه للنقد أو الرفض.
- لديه القليل جداً من الأصدقاء، أو ليس لديه أي صديق.
- شديد القلق و العصبية و الخوف، عند تواجده في مناسبات اجتماعية.
- يميل للخجل و الإحراج و الوعي الذاتي في المواقف الاجتماعية. للتنبه من عدم القيام بشيء خاطئ يثير الإحراج.
- يميل للمبالغة في المشاكل المحتملة.
- نادراً ما يجرب أشياء جديدة أو يتخذ فرص جديدة.
- لديه صورة سيئة عن نفسه. فيرى نفسه يفتقر للكفاءة و أقل شأناً.
- يتجنب النشاطات الاجتماعية سواء في المدرسة أو العمل أو المجتمع، خوفاً من الانتقاد أو الرفض.
- لا يعبر عن رأيه و لا يتحدث كثيراً.
- يعير انتباهاً شديداً للأفراد من حوله، ليفسر تعابير وجههم و ردود أفعالهم تجاهه.
الاختبارات و التشخيص:
إذا استمرت الأعراض بعد أن يصبح الشخص بالغاً و ناضجاً، يبدأ الطبيب بتقييم سلوكه و أدائه.
يقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل و مراجعة التاريخ الصحي للمريض.
على الرغم من عدم تواجد تحاليل مخبرية خاصة محددة للكشف عن هذا الاضطراب. لكن قد يعتمد الطبيب على إجراء عدة اختبارات تشخيصية، لاستبعاد الأمراض البدنية المسببة لهذه الأعراض.
إذا لم يجد الطبيب أي سبب واضح لهذه الأعراض. يتم تحويل المريض لطبيب أخصائي بالأمراض النفسية والعصبية.
يستخدم الطبيب أدوات خاصة لتقييم الفرد حول اضطرابات الشخصية.
علاج اضطراب الشخصية التجنبية:
إن علاج هذا النوع من الاضطرابات النفسية، ليس سهلاً عادةً. لأن الشخص المصاب بهذا الاضطراب، لديه أنماط عميقة من التفكير و السلوك، تبناها منذ سنين و ترسخت في أفكاره و سلوكه.
من ناحية أخرى، يكون المريض عادةً متجاوباً للعلاج، لأن هذا الاضطراب قد سبب له ضائقة كبيرة. و يرغب بشدة بتطوير العلاقات.
تعتبر هذه الرغبة من العوامل المحفزة لمرضى اضطراب الشخصية التجنبية، لمتابعة خطط العلاج الخاصة بهم.
- كما هو الحال مع غيره من اضطرابات الشخصية، فإن العلاج النفسي هو الخيار العلاجي الأول لمريض اضطراب الشخصية التجنبية.
العلاج النفسي هو عبارة عن نوع من الاستشارات الفردية، التي تركز على تغيير تفكير المريض (العلاج المعرفي)، و تغيير سلوك المريض (العلاج السلوكي).
حيث يركز العلاج على كيفية التغلب على حالات الخوف. و تغيير طريقة التفكير و السلوك. و مساعدة الشخص على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية.
- في بعض الحالات، يحتاج المريض للعلاج بالأدوية النفسية أيضاً. فيتم الاعتماد على الأدوية المضادة للاكتئاب و المضادة للقلق.
و للحصول على أفضل النتائج، يتم الاعتماد على المشاركة الدوائية والعلاج السلوكي المعرفية.
ما هي المضاعفات الناتجة عن اضطراب الشخصية التجنبية؟
إذا تم إهمال المشكلة و لم يحصل المريض على العلاج اللازم، قد تتطور الحالة ليصبح المريض أكثر عزلة عن المجتمع. مما يسبب له صعوبات أكبر في العمل والأداء الاجتماعي. ويصبح أكثر عرضة للاكتئاب و تعاطي المخدرات والممنوعات.
أفضل الأساليب للوقاية من اضطراب الشخصية التجنبية:
- للوقاية من الإصابة باضطرابات الشخصية، ينصح باحتواء الأطفال و المراهقين و استعابهم خلال مرحلة نموهم. و تقديم الدعم اللازم لهم، بما في ذلك الدعم النفسي والمعنوي.
- في حال ظهور الأعراض، دون سبب واضح لذلك، يجب عدم إهمال الموضوع و استشارة الطبيب. فكلما بدأ العلاج بشكل أسرع، كانت النتائج أكثر فعالية.
- ولا ننسى دور المجتمع. بحاجة لنشر الوعي الكافي بين مختلف المراحل العمرية. الاضطرابات النفسية هي أمراض متفشية في المجتمع، لا تقل أهمية عن الاضطرابات الصحية البدنية. متى ما تم تقبُّل هذه الفكرة و طرحها و مناقشتها بشكل مريح، كانت النتائج أفضل و أسرع.
نسأل الله تعالى لكم دوام الصحة والعافية. دمتم بخير إخوتي الكرام.
المراجع:
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9761-avoidant-personality-disorder
https://www.verywellmind.com/avoidant-personality-disorder-4172959
https://www.webmd.com/mental-health/avoidant-personality-disorders
https://www.healthline.com/health/avoidant-personality-disorder