تحدث مشكلة انحراف الوتيرة الأنفية، عندما ينزاح الحاجز الأنفي (الجدار الرقيق الذي يقع بين فتحتي الأنف) إلى أحد الجانبين.
بالنسبة للعديد من الأفراد، فإن مشكلة انحراف الوتيرة الأنفية، تجعل أحد الممرات الأنفية أصغر من الآخر. و في الحالات الشديدة من انحراف الوتيرة، قد تؤدي لانسداد إحدى فتحتي الأنف، و خفض تدفق الهواء، مما يسبب صعوبة في التنفس.
الشخص الذي يعاني من انحراف الوتيرة، عند زيادة تعرضه للعوامل التي تسبب جفاف الأنف، قد يساهم في بعض الأحيان في حدوث الرعاف (نزف الأنف) لديهم.
انسداد الأنف قد يحدث نتيجة انحراف الوتيرة الأنفية، أو تورم الأنسجة المبطنة للأنف أو كلاهما معاً.
يتضمن علاج انسداد الأنف، تناول بعض الأدوية التي تساعد على خفض درجة التورم أو الموسعات الأنفية التي تساعد على فتح الممرات الأنفية. و في بعض الحالات لتصحيح انحراف الوتيرة، يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية.
أعراض انحراف الوتيرة الأنفية:
معظم حالات انحراف الحاجز الأنفي لا يرافقها أعراض. و قد لا تشعر أصلاً بوجود هذه المشكلة لديك. لكن في بعض الحالات، قد تسبب لديك بعض المشاكل و الأعراض التي تتمثل بما يلي:
انسداد إحدى أو كلتي فتحي الأنف:
هذا الانسداد يجعل عملية التنفس من الأنف أكثر صعوبة. و قد تلاحظ ذلك بشكل أكبر عندما تعاني من نزلات البرد أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي أو الحساسية التي تسبب لانتفاخ و تورم الممرات الأنفية.
الرعاف (نزف الأنف):
قد يصبح سطح الحاجز الأنفي جافاً، مما يؤدي لزيادة خطورة الرعاف.
ألم في الوجه:
في بعض الحالات يعاني الفرد من ألم في أحد جانبي الوجه، و يعود السبب أحياناً لانحراف الوتيرة الأنفية.
يكون صوت التنفس عالٍ كالضجيج أثناء النوم:
غالباً لدى الرضع أو الأطفال الصغار الذين يعانون من انحراف الوتيرة الأنفية أو تورم في الأنسجة المبطنة للأنف.
الانتباه للدورة الأنفية:
من الطبيعي أن يحدث انسداد في أحد جانبي الأنف، ثم تتبادل الأدوار مع الجانب الثاني من الأنف. و هو ما يعرف بالدورة الأنفية. و هي ظاهرة طبيعية. لكن الانتباه لهذه الدورة غالباً يشير لتكرار انسداد الأنف بشكل غير طبيعي.
تفضيل النوم على جانب الجسم:
قد يفضل بعض الأفراد النوم على جانب الجسم للتمكن من التنفس بشكل أفضل أثناء النوم. و قد يعود السبب في ذلك إلى انحراف الوتيرة الأنفية و تضيق المجاري الأنفية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
- وجود انسداد في الأنف لا يستجيب على العلاج.
- الرعاف أو نزف الأنف المتكرر.
- التهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
أسباب انحراف الوتيرة الأنفية:
يحدث انحراف الوتيرة الأنفية عندما ينزاح الحاجز الأنفي الذي يقع بين فتحتي الأنف، إلى أحد الجانبين بدلاً من وجوده في المنتصف.
و تتضمن الحالات المؤدية لظهور هذه المشكلة ما يلي:
وجود مشكلة انحراف الوتيرة الأنفية منذ الولادة:
في بعض الحالات قد تحدث مشكلة انحراف الوتيرة خلال مرحلة تطور الجنين و تظهر عند الولادة.
التعرض لإصابة على الأنف:
قد تحدث مشكلة انحراف الوتيرة الأنفية نتيجة التعرض لإصابة على الأنف. مما يؤدي لانزياح الحاجز الأنفي من موضعه إلى أحد الجانبين.
بالنسبة للرضع، قد تحدث هذه الإصابة خلال الولادة. أما عند الأطفال و البالغين، مجموعة من الحوادث المحتملة قد تؤدي لانحراف الوتيرة، بدءاً من الاصطدام بشيءٍ ما، إلى الانزلاق و السقوط أرضاً أو أثناء ممارسة الرياضة أو حوادث القيادة سوءاً سيارة دراجة و ما إلى ذلك.
تؤثر عملية التقدم في السن الطبيعية، على هيكل الأنف، فتجعل انحراف الوتيرة أكثر سوءاً مع مرور الزمن.
أيضاً التغيرات في كمية انتفاخ و تورم الأنسجة الأنفية، نتيجة تطور أو التهاب الجيوب الأنفية، قد يؤدي إلى تضيق الممرات الأنفية من الحاجز الأنفي، مما ينتج عنه انسداد الأنف.
العوامل الخطيرة المؤدية لانحراف الوتيرة الأنفية:
بالنسبة لبعض الأفراد، فإن مشكلة انحراف الوتيرة الأنفية موجودة منذ الولادة خلال مرحلة تطور الجنين أو نتيجة التعرض لإصابة أثناء الولادة. أما بعد الولادة، فإن انحراف الوتيرة الأنفية غالباً ما يكون شائعاً نتيجة التعرض لإصابة ما أدت لتحرك الحاجز الأنفي إلى أحد الجانبين. و تتضمن العوامل الخطيرة المؤدية لذلك:
- ممارسة بعض أنواع الرياضة التي يكون فيها الشخص على اتصال مباشر مع الآخرين.
- أو عدم ارتداء خوذة حماية الوجه أثناء ركوب الدراجة.
المضاعفات الناتجة عن انحراف الوتيرة الأنفية:
في الحالات الشديدة من انحراف الوتيرة الأنفية، تؤدي إلى انسداد الأنف و الذي بدوره يؤدي إلى:
- جفاف الفم، نتيجة التنفس المزمن من الفم.
- الشعور بالضغط أو الاحتقان الأنفي.
- اضطرابات أثناء النوم نتيجة عدم القدرة على التنفس براحة من الأنف أثناء الليل.
أساليب الوقاية من انحراف الوتيرة الأنفية:
بإمكانك تجنب التعرض لإصابة على الأنف و التي قد تسبب انحراف الوتيرة، من خلال اتخاذ الاحتياطات الوقائية التالية:
- ارتداء خوذة حماية تغطي منتصف الوجه أثناء ممارسة الرياضة أو قيادة الدراجة.
- وضع حزام الأمان أثناء ركوب السيارة.
الاختبارات و التشخيص:
بعد وصف الأعراض التي تعاني منها للطبيب. يقم بفحص داخل الأنف باستخدام أداة مزودة بضوء و قد يستخدم جهاز مصمم لتوسيع فتحة الأنف.
في بعض الأحيان قد يفحص الطبيب الجزء الخلفي من الأنف عن طريق أنبوب طويل مزود بضوء. كما قد يكشف الطبيب على أنسجة الأنف قبل و بعد تطبيق بخاخ مضاد للاحتقان.
بالاعتماد على الفحص الأولي للأنف، يتم تشخيص وجود انحراف في الوتيرة الأنفية و حساب شدة الحالة. إذا لم يكن الطبيب أخصائي أذن أنف حنجرة، و علاج هذه الحالة ضروري. يتم تحويل المريض إلى طبيب أخصائي.
علاج انحراف الوتيرة الأنفية:
تخفيف شدة الأعراض:
العلاج الأولي لانحراف الوتيرة يتمثل بالتحكم بالأعراض التي تؤثر على بطانة الأنف و تساهم في انسداد الأنف.
مضادات الاحتقان:
هي عبارة عن أدوية تعمل على تحفيف انتفاخ و تورم الأنسجة الأنفية، مما يساعد في الحفاظ على المجاري التنفسية مفتوحة قدر الإمكان في فتحتي الأنف.
تتوفر مضادات الاحتقان الأنفية على شكل حبوب فموية أو بخاخات أنفية موضعية.
يجب استخدام البخاخات الأنفية الموضعية بحذر. فالاستخدام المتكرر يؤدي للاعتياد و يجعل الأعراض أسوأ أي الانتكاس بعد التوقف عن استخدامه. قد تؤدي مضادات الاحتقان إلى ارتفاع ضغط الدم و زيادة معدل ضربات القلب.
مضادات الهيستامين:
هي عبارة عن أدوية تساعد في الوقاية من أعراض الحساسية بما في ذلك انسداد الأنف و السيلان الأنفي. و في بعض الأحيان تساعد في الحالات غير الناتجة عن الحساسية مثل أعراض نزلات البرد.
بعض مضادات الهيستامين قد تسبب النعاس و تؤثر على القدرة على أداء المهام التي تتطلب التركيز أو القيادة.
بخاخات الستيروئيدات الأنفية الموضعية:
هذه الأدوية تحتاج لوصفة طبية، و تعمل على تخفيف الالتهاب في الممرات الأنفية. كما تساعد على تخفيف الانسداد الأنفي.
عادةً تحتاج من 1-3 أسابيع للوصول إلى أقصى تأثير لها. لذلك فمن الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب و توجيهات استخدام الدواء. هذه الأدوية تعالج فقط الأغشية المخاطية المتورمة في الأنف. لكن لا تصحح انحراف الوتيرة الأنفية.
عملية جراحية لتصحيح انحراف الوتيرة الأنفية:
في حال الاستمرار في المعاناة من أعراض انحراف الوتيرة على الرغم من استخدام الخيارات العلاجية السابقة. قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي.
خلال هذه العملية، يتم إعادة الحاجز الأنفي لمكانه الطبيعي في منتصف الأنف. قد يضطر الطبيب إلى قص و إزالة جزء من الحاجز الأنفي قبل تثبيته في مكانه المخصص. تعتمد درجة التحسن بعد الجراحة على شدة انحراف الوتيرة.
الأعراض الناتجة عن انحراف الوتيرة الأنفية خاصةً انسداد الأنف، يتم علاجها بالكامل غالباً. لكن أي مضاعفات أخرى مصاحبة لانحراف الوتيرة و تؤثر على الأنسجة المبطنة للأنف مثل الحساسية، لا يمكن علاجها بالاعتماد على الجراحة فقط.
إعادة شكل الأنف:
في بعض الأحيان و خلال إجراء نفس العملية الجراحية، يتم إعادة تشكيل هيكل الأنف (إجراء عملية تجميل للأنف). و يتضمن ذلك تعديل شكل العظام أو الغضاريف الأنفية لتغيير شكلها أو حجمها أو كليهما.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/deviated-septum/symptoms-causes/syc-20351710
https://www.medicinenet.com/deviated_septum/article.htm
https://www.medicalnewstoday.com/articles/318262.php
https://www.webmd.com/allergies/deviated-septum#1