أسباب السلس البولي عند الأطفال (التبول لا الإرادي) و الخيارات العلاجية المتوفرة

4662 0
4662 0

يُعتبر التبول في الفراش ليلاً من أكثر أنواع السلس البولي أو التبول لا الإرادي شيوعاً عند الأطفال. أما التبول لا الإرادي خلال النهار، يُطلق عليه السلس البولي اليومي. يعاني بعض الأطفال من إحدى المشكلتين أو كليهما معاً. و لا يتم تشخيص المرض، إلا بعد بلوغ الطفل عمر الخمس سنوات أو أكبر.

أعراض السلس البولي عند الأطفال:

تتضمن الأعراض الأساسية ما يلي:

  • تكرار التبول ليلاً في الفراش.
  • تبليل الملابس.
  • تكرار التبول لا الإرادي على الأقل مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر.

أسباب السلس البولي عند الأطفال:

هنالك العديد من العوامل التي تتعلق بمشكلة التبول لا الإرادي و تتضمن:

  • صغر حجم المثانة.
  • التهابات المجاري البولية الدائمة.
  • حالات الضغوطات و التوتر الشديدة.
  • تأخر في النمو و الذي يؤثر على تدريب الطفل على استخدام الحمام.
  • السلس البولي الإرادي قد يرتبط مع بعض الاضطرابات العقلية الأخرى، بما في ذلك الاضطرابات السلوكية أو العاطفية مثل القلق.
  • كما تتكرر حالات السلس البولي بين أفراد العائلة. و بالتالي فإن هذا الاضطراب يرتبط بالعامل الوراثي أيضاً.
  • بالإضافة لذلك، فإن تدريب الطفل على استخدام الحمام بالقوة أو في سن صغيرة جداً، قد يلعب دوراً في حدوث هذا الاضطراب كذلك.
  • الأطفال الذين يعانون من اضطراب السلس البولي الليلي، يتم وصفهم عادةً بأن طبيعة نومهم عميقة للغاية. أي لا يستطيعون من التنبه و الاستيقاظ عند امتلاء المثانة و الحاجة للتبول.

تُعتبر مشكلة السلس البولي عند الأطفال من الاضطرابات الشائعة. تمثل 7% عند الذكور و 3% من الحالات عند الإناث في عمر الخمس سنوات. و تنخفض هذه النسبة إلى 3% عند الذكور و 2% عند الإناث مع بلوغ عمر العشر سنوات.

معظم الأطفال يتغلبون على هذه المشكلة مع مرور الوقت، و بداية فترة المراهقة. لكن حوالي 1% من حالات الذكور، و أقل من 1% من الإناث، تستمر لديهم هذه المشكلة إلى عمر ال18.

الاختبارات و التشخيص:

في البداية يأخذ الطبيب التاريخ الصحي للمريض و يقوم بإجراء فحوصات بدنية لاكتشاف وجود مشاكل صحية كامنة تسبب تحرر البول (السلس البولي). ثم يلجأ الطبيب إلى التحاليل و الاختبارات مثل تحليل البول و تحليل الدم لقياس نسبة السكر في الدم و مستوى الهرمونات و وظائف الكلية.

أما عن الحالات الفيزيولوجية التي قد ينتج عنها السلس البولي فتتضمن داء السكري، الالتهابات، تشوه وظيفي أو هيكلي يسبب انسداد القناة البولية. كما قد يرتبط السلس البولي بتناول بعض الأدوية التي تسبب تغيرات في السلوك كأعراض جانبية.

إذا لم يجد الطبيب أي سبب فيزيولوجي يدعو للتبول لا الإرادي، عندئذٍ يعتمد التشخيص على الأعراض التي يعاني منها الطفل و سلوكه الحالي.

علاج السلس البولي عند الأطفال:

في الحالات الخفيفة من التبول لا الإرادي، لا يحتاج الطفل للعلاج. معظم الحالات سوف يتم التغلب عليها مع مرور الزمن، و دخول مرحلة المراهقة.

من الصعب معرفة موعد بداية العلاج. فمن المستحيل التنبؤ بتطور الأعراض، و معرفة موعد تجاوز الطفل بهذه الحالة. بعض العوامل التي تساعد في تحديد موعد بدء العلاج تعتمد إما على حالة الطفل، و تأثير المشكلة على ثقته بنفسه. أو إذا كانت مشكلة السلس البولي تسبب ضعف في الأداء، مثل تجنب الطفل الزيارات العائلية أو لدى الأصدقاء، بسبب خوفه من حدوث هذه المشكلة.

العلاج السلوكي:

عندما يتم استخدام العلاج، في أغلب الأحيان يهدف إلى تغيير السلوك. يُعتبر العلاج السلوكي فعالاً لدى أكثر من 75% من حالات المرضى و يتضمن:

  • المنبه: إن استخدام جهاز المنبه الذي يعمل عند تبليل السرير، يساعد الطفل بالاستجابة لإحساس المثانة في الليل. حيث ينصح معظم الأطباء باستخدام منبه البول كنوع من العلاجات الأكثر فعالية. إن أجهزة إنذار البول حالياً، تُعتبر العلاج الوحيد المرتبط بالتحسين المستمر لصحة المريض. نسبة الانتكاس و عودة المشكلة مجدداً هو منخفض، و يمثل 5-10 % من الحالات. لذلك متى ما تغلب الطفل على مشكلة التبول لا الإرادي، يبقى دائماً متجاوزاً إياها.
  • تدريب المثانة: يتم استخدام هذه التقنية ضمن جدول و مواعيد منتظمة لذهاب الطفل إلى الحمام. و من ثم زيادة الفترات المتباعدة بين الذهاب للحمام. مما يساعد في إمساك البول (حبس البول) فترة زمنية أطول. و بالتالي يعزز تمدد حجم المثانة التي هي عبارة عن عضلة تستجيب للتمارين. يستخدم تدريب المثانة كجزء من برنامج علاج السلس البولي.
  • المكافئة: يتضمن ذلك سلسة من المكافآت الصغيرة التي تشجع الطفل على التحكم بالمقانة.

أدوية علاج السلس البولي عند الأطفال:

تُستخدم أدوية علاج التبول لا الإرادي عند الأطفال فقط إذا كان الاضطراب يؤثر على وظائف الطفل. و لا ينصح به عادةً عند الأطفال أقل من عمر ست سنوات.

من الممكن استخدام الأدوية لتي تخفض كمية البول التي تنتجها الكلى، أو تساعد في زيادة قدرة المثانة. و تتضمن الأدوية المستخدمة لعلاج السلس البولي عند الأطفال ما يلي:

  • مادة ديسموبريسين التي تؤثر على إنتاج البول من الكلية.
  • بالإضافة لمادة إيميبرامين، و التي تصنف من مضادات الاكتئاب التي أثبتت قدرتها في علاج السلس البولي.

على الرغم من أن هذه الأدوية فعالة في التحكم بأعراض السلس البولي عند الأطفال. لكن في حال التوقف عن استخدمها، عادةً ما يبدأ الطفل بالتبول لا الإرادي من جديد.

عند اختيار أدوية علاج السلس البولي عند الأطفال، فمن الضروري أن يتم الأخذ بعين الاعتبار للأعراض و الكلفة المادية. فالأدوية قد تفيد في تحسين الأعراض عند الطفل إلى أن يبدأ مفعول العلاج السلوكي لديه.

هل من الممكن الوقاية من السلس البولي عند الأطفال؟

من المستحيل منع حدوث كافة حالات السلس البولي خاصةً المشاكل المتعلقة بالهيكل التشريحي للطفل. لكن استشارة الطبيب في أقرب فرصة تظهر فيها الأعراض، يساعد في خفض المشاكل المرتبطة بظهور التبول لا الإرادي.

أن تكون صبوراً و إيجابي مع الطفل خلال فترة التدريب على استخدام الحمام، تساعد في منع تطور السلوك السلبي حول استخدام التواليت.

المراجع:

https://www.medicinenet.com/script/main/art.asp?articlekey=3264

http://www.minddisorders.com/Del-Fi/Enuresis.html

https://www.webmd.com/mental-health/enuresis#1

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/130238163@N04/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك