يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على اثنين من المبايض، واحد على كل جانب من الرحم. و وظيفة المبيض هي إنتاج البويضات، و كذلك هرمونات الاستروجين و البروجسترون.
سرطان المبيض هو نوع من السرطان الذي يصيب المبيضين. و الذي يُعتبر السبب الخامس للوفيات الأكثر شيوعاً، الناجمة عن السرطان بين النساء. و كذلك يُعتبر سرطان المبيض السبب الأعلى معدل للوفيات من بين السرطانات التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة.
سرطان المبيض غالباً ما يتم اكتشافه في وقت متأخر. أو قد لا يتم اكتشافه في بعض الأحيان، بسبب انتشار السرطان داخل الحوض و البطن. ففي هذه المرحلة المتأخرة، يكون علاج سرطان المبيض أكثر صعوبة. و الذي قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة كبيرة.
أما إذا تم الكشف عن سرطان المبيض في مراحل مبكرة. و الذي يكون مقتصراً على المبيض. فيمكن أن تتم معالجته بنجاح. حيث أن هناك فرصة 94 في المئة، للبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أخرى على الأقل، في حال تم تشخيصه في المراحل المبكرة. و تستخدم الجراحة و العلاج الكيميائي لعلاج سرطان المبيض.
أعراض سرطان المبيض:
نادراً ما يسبب سرطان المبيض في المراحل المبكرة أي أعراض. فيما أن سرطان المبيض في المراحل المتقدمة، قد يسبب أعراض قليلة و غير محددة. و التي قد تكون تابعة لأورام حميدة في معظم الأحيان.
تشمل علامات و أعراض سرطان المبيض ما يلي:
- انتفاخ أو تورم البطن.
- الشعور بلامتلاء السريع بعد تناول الطعام.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- آلام في منطقة الحوض.
- تغير في حركة الأمعاء، مثل الإمساك.
- الحاجة المتكررة للتبول.
أسباب سرطان المبيض:
لم يستطع العلماء اكتشاف السبب الرئيسي وراء سرطان المبيض. إلا أن هنالك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر المرض.
و بشكل عام يبدأ السرطان عندما يقوم الحمض النووي في الخلية، بتطوير أخطاء (طفرات). هذه الطفرات تحثّ الخلية على النمو و التكاثر بشكل سريع و غير طبيعي. مما يؤدي إلى خلق كتلة (ورم) من الخلايا غير الطبيعية.
تستمر الخلايا الشاذة في العيش. بينما تموت الخلايا السليمة. كما يمكن للخلايا السرطانية غزو الأنسجة القريبة من السرطان. و كذلك الخروج من الورم الأولي، للانتشار في مكان آخر في الجسم.
العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض:
التقدم في العمر:
حيث يمكن أن يحدث سرطان المبيض في أي مرحلة عمرية. و لكنه أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 60 عامًا.
طفرات الجينات الوراثية:
نسبة صغيرة من سرطانات المبيض، تنتج عن الطفرات الجينية الموروثة من الوالدين. الجينات المعروفة بزيادة خطر سرطان المبيض تسمى جين سرطان الثدي 1 (BRCA1) و جين سرطان الثدي 2 (BRCA2). و من المعروف أن هذه الجينات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بسرطان الثدي. و كذلك الطفرات الجينية المرتبطة بمتلازمة لينش، تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
التاريخ العائلي للمريض للإصابة بسرطان المبيض:
فالأشخاص الذين لديهم اثنين أو أكثر من الأقارب ذوي الإصابة بسرطان المبيض يكون لديهم خطر متزايد بالإصابة بسرطان المبيض.
زيادة الوزن و البدانة:
حيث تدل الدراسات على أن السُمنة تزيد من خطر الإصابة بالعديد من السرطانات. و إن سرطان المبيض هو أكثر شيوعاً في النساء ذوات مؤشر الكتلة الجسمية (BMI) فوق ال 30.
العلاج بهرمون الإستروجين البديل:
في حال انخفاض نسبة الإستروجين في الجسم، و الاعتماد على الهرمونات البديلة لفترة طويلة من الزمن. يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض، خاصةً إذا كان هرمون الإستروجين البديل بجرعات عالية و لفترة طويلة.
التهاب بطانة الرحم Endometriosis:
النساء اللواتي يصبن بالتهاب بطانة الرحم، يكون لديهم خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 30٪ تقريبًا، مقارنةً بالنساء اللواتي لم يصبن.
المدة الزمنية منذ بداية و نهاية الحيض:
حيث أن بداية الحيض في سن مبكرة أو بداية سن اليأس في سن متأخرة، قد يزيدان من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
تشخيص سرطان المبيض:
يقوم الطبيب بشكل مبدئي بإجراء فحص حوضي. و التحقق من وجود أي كتل متلامسة بالرحم أو المبيض. و التي في معظم الأحيان لا يتم الكشف عنها حتى في حال وجودها. بسبب توضع المبايض داخل الحوض. كما سيتحقق الطبيب من التاريخ الطبي و التاريخ العائلي للمريض.
كذلك يتم استخدام الاختبارات التالية للمساعدة في تشخيص سرطان المبيض:
اختبارات الدم:
من أجل التحقق من وجود مستويات مرتفعة من علامة تسمى 125-CA و التي تكون مرتبطة عادةً بوجود سرطان المبيض.
التصوير الموجي أو الشعاعي:
يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للكشف عن سرطان المبيض.
تنظير البطن:
يتم إدخال منظار البطن، و هو عبارة عن أنبوب دقيق مع كاميرا في نهايته، عبر شق صغير في أسفل البطن. هذا يسمح للطبيب برؤية المبيضين و كذلك بأخذ عينة من أنسجة المبيض إذا لزم الأمر.
الخزعة:
و التي تعتبر الطريقة المعتادة لتشخيص سرطان المبيض و التي تتضمن إزالة جزء من الورم لفحص وجود الخلايا السرطانية.
أنواع سرطان المبيض:
إن نوع الخلية التي يبدأ فيها السرطان تحدد نوع سرطان المبيض لدى المريض و تشمل الأنواع على ما يلي:
الأورام الظهارية:
و التي تبدأ في طبقة رقيقة من الأنسجة التي تغطي خارج المبيضين و هي تشكل حوالي 90 في المئة من سرطان المبيض.
الأورام اللحمية:
تبدأ في نسيج المبيض الذي يحتوي على الخلايا المنتجة للهرمونات و عادة ما يتم تشخيص هذه الأورام في مرحلة أبكر مقارنة بباقي الأورام المبيضية الأخرى بسبب تأثيرها على معدل الهرمونات في الجسم. و تشكل الأورام اللحمية حوالي 7 في المئة من أورام المبيض.
أورام الخلية الجرمية:
و التي تبدأ في الخلايا المنتجة للبيض و تعتبر هذه السرطانات أكثر ندرة من باقي الأنواع و تصيب عادةًً النساء الأصغر سنا.
مراحل سرطان المبيض:
إذا تم تشخيص سرطان المبيض، فإن الخطوة التالية هي تحديد مرحلته و درجته. حيث تشير مرحلة السرطان إلى مدى انتشاره. و هناك طرق مختلفة لتصنيف سرطان المبيض. و تستخدم جمعية السرطان الأمريكية تصنيفاً ذو أربعة مراحل:
- المرحلة الأولى: تؤثر الخلايا السرطانية فقط على المبيض أو كلا المبيضين دون وجود انتشار إلى مناطق أخرى.
- المرحلة الثانية: يؤثر السرطان على واحد أو كلا المبيضين وكذلك على أعضاء أخرى داخل الحوض، مثل الرحم، أو قناتي فالوب، أو المثانة، أو المستقيم.
- المرحلة الثالثة: يؤثر السرطان على واحد أو كلا المبيضين وإما بطانة البطن أو العقد اللمفاوية في الجزء الخلفي من البطن.
- المرحلة الرابعة: هنا يكون قد انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم خارج التجويف البطني الحوضي (التجويف البريتوني) يشمل المناطق التي قد تتأثر الآن الكبد والطحال والسوائل المحيطة بالرئتين.
سيساعد تحديد و تصنيف مرحلة السرطان من مساعدة الطبيب باتخاذ القرار بشأن العلاج المناسب.
الوقاية من سرطان المبيض:
لا توجد طرق مؤكدة و ثابتة للوقاية من سرطان المبيض. و لكن هناك طرق لتقليل المخاطر الخاصة به و تشمل:
استخدام حبوب منع الحمل:
فعلى الرغم من وجود أعراض و مخاطر لاستخدام حبوب منع الحمل، إلا أن النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل قد يقلّ لديهن خطر الإصابة بسرطان المبيض.
يجب مناقشة عوامل الخطر المسببة للسرطان مع الطبيب الخاص بك. ففي حال وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي أو المبيض ، يجب إخبار الطبيب بهذا الأمر. ففي بعض الحالات، قد يحيلك الطبيب إلى مستشار جيني، يساعد في تحديد الاختبار الوراثي المناسب للكشف عن احتمال حدوث سرطان المبيض لديك. و في حال وجود طفرة جينية، تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض، يمكن التفكير في إجراء جراحة وقائية لإزالة المبيضين. و بالتالي منع حدوث السرطان.
علاج سرطان المبيض:
يعتمد علاج سرطان المبيض على عدة عوامل مثل مدى انتشار السرطان والصحة العامة للمريض.
تشمل العلاجات الرئيسية على ما يلي:
- عملية جراحية لإزالة أكبر قدر ممكن من السرطان والتي تشمل في معظم الأحيان على إزالة كلاً من المبايض والرحم والأنابيب التي تربطهما ببعضهما (قناتي فالوب).
- العلاج الكيميائي (حيث يستخدم دواء كيميائي لقتل الخلايا السرطانية) و يستخدم العلاج الكيميائي عادةً بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية، ولكن في بعض الأحيان يستخدم قبل الجراحة أيضا لتقليص حجم السرطان.
يهدف العلاج إلى علاج السرطان بما أمكن. و لكن في حال انتشار الخلايا السرطانية (النقائل)، فيكون الهدف هو تخفيف الأعراض و السيطرة على مرض السرطان لزيادة العمر لأطول فترة ممكنة.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/ovarian-cancer/symptoms-causes/syc-20375941
https://ocrfa.org/patients/about-ovarian-cancer/symptoms-and-detection/
https://www.healthline.com/health/cancer/ovarian-cancer-early-signs
https://www.medicalnewstoday.com/articles/159675.php
https://www.medicinenet.com/ovarian_cancer/article.htm
https://www.nhs.uk/conditions/ovarian-cancer/