مرض الكزاز هو عبارة عن التهاب بكتيري شديد يصيب الجهاز العصبي. مما يؤدي إلى تقلصات عضلية مؤلمة للغاية، خاصةً عضلات الفك و الرقبة. يؤثر مرض الكزاز على القدرة على التنفس و من الممكن أن يهدد الحياة.
الحمد لله يتوفر لقاح ضد مرض الكزاز و أصبح من الأمراض نادرة الحدوث في البلدان المتقدمة. أما في المناطق التي لا يتم الالتزام باللقاحات، يعتبر مرض الكزاز أكثر شيوعاً و مهدداً للحياة. لا يوجد علاج شافٍ من مرض الكزاز. إنما يركز العلاج على التحكم بالأعراض و المضاعفات إلى أن تنحل آثار سموم الكزاز!
أعراض مرض الكزاز:
قد تظهر أعراض الكزاز في أي وقت خلال بضعة أيام إلى عدة أسابيع بعد دخول بكتيريا الكزاز إلى الجسم عند التعرض لجرح ما. و تتمثل فترة حضانة البكتيريا عادةً عشرة أيام.
تتضمن أعراض مرض الكزاز ما يلي:
- تشنجات و تصلب في عضلات الفك.
- تصلب عضلات الرقبة.
- صعوبة في البلع.
- تشنج عضلات البطن.
- تشنجات عضلية مؤلمة في مختلف أنحاء الجسم تستمر عدة دقائق، و غالباً ما تكون ناجمة عن محفزات بسيطة مثل ضوضاء عالية أو اللمس الجسدي أو الضوء.
و من الأعراض المحتملة أيضاً لمرض الكزاز، تتضمن ما يلي:
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
إذا تعرضت إلى جرح عميق أو غير نظيف، خاصةً إذا كان الجرح ملوثاً بالغبار أو قد يكون يحتوي على روث الحيوانات أو السماد العضوي. يجب الذهاب إلى الطبيب للحصول على جرعة داعمة من لقاح ضد الكزاز، إذا لم تحصل على اللقاح خلال 5 سنوات الماضية.
أسباب مرض الكزاز:
تتواجد أبواغ البكتيريا المسببة لمرض الكزاز (و التي تدعى المطثية الكزازية Clostridium tetani) في التربة أو الغبار أو روث الحيوانات.
عندما تدخل إلى الجسم عن طريق التعرض لجرح عميق، تنمو هذه الأبواغ و تتطور إلى بكتيريا ناضجة تستطيع إنتاج سموم قوية فتاكة في الجسم. و التي تؤثر على الأعصاب الحركية التي تتحكم بتقلصات العضلات. هذه السموم قد تسبب تصلب العضلات و حدوث تشنجات شديدة. و هي من الأعراض الأساسية لمرض الكزاز.
غالباً يصيب مرض الكزاز الأفراد الذين لم يخضعوا للقاح الكزاز نهائياً، أو الأفراد الذين مضى على آخر لقاح لديهم ضد الكزاز أكثر من عشر سنوات. لا يمكن أن ينتقل مرض الكزاز من شخص لآخر.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بمرض الكزاز:
- عدم الالتزام بالجرعات الداعمة للقاح ضد الكزاز.
- التعرض لجرح عميق و غير نظيف أو دخول أداة ما غريبة في الجسم.
قد يتطور مرض الكزاز مما يلي:
- الوخز بما في ذلك الوشم أو ثقب الجسم.
- الحقن سواءً الأدوية العلاجية أو المواد المخدرة.
- جهاز ثقب الأذن.
- الحروق.
- جروح العمليات الجراحية.
- لدغات الحشرات أو الحيوانات.
- قرحة القدم المصابة.
- التهابات الأسنان.
- جرح الحبل السري لدى الأطفال حديثي الولادة، إذا كانت مناعة الأم ضعيفة.
المضاعفات الناتجة عن مرض الكزاز:
عند ارتباط سموم الكزاز مع النهايات العصبية، من المستحيل إزالتها!
يتطلب الشفاء التام من مرض الكزاز هو نمو نهايات عصبية جديدة و التي تحتاج عدة أشهر. تتضمن المضاعفات الناتجة عن مرض الكزاز ما يلي:
- كسور العظام: إن شدة التقلصات الناتجة عن مرض الكزاز، قد تؤدي إلى كسور في العمود الفقري و غيره من عظام الجسم.
- انسداد الشريان الرئوي: (الانسداد الرئوي): إن الجلطات الدموية التي تنتقل من أي مكان من الجسم، قد تؤدي لانسداد الشريان الأساسي للرئة أو إلى أحد فروعه.
- الوفاة: إن التشنجات العضلية الشديدة الناتجة عن الكزاز قد تؤدي لتوقف التنفس.
- فشل الجهاز التنفسي هو أكثر أسباب الوفاة شيوعاً. قلة الأوكسيجين قد تسبب أيضاً أزمة قلبية و الوفاة.
- الالتهاب الرئوي هو سبب آخر أيضاً من المضاعفات الناتجة عن الكزاز و التي قد تؤدي إلى الوفاة.
أساليب الوقاية من مرض الكزاز:
يتم إعطاء لقاح ضد مرض الكزاز عادةً للأطفال كجزء من لقاح مرض الخناق و الكزاز و السعال الديكي Diphtheria, tetanus toxoids and acellular pertussis (DTaP) vaccine. هذا اللقاح يوفر حماية ضد الأمراض الثلاثة معاً.
و تتمثل جرعات اللقاح على خمسة مراحل ضمن الأعمار التالية:
شهرين، أربعة أشهر، ستة أشهر، سنة و نصف، 4-6 سنوات.
أما الجرعة الداعمة من لقاح الكزاز، يتم إعطاءها عادةً بالمشاركة مع لقاح الخناق (الديفتيريا)، خلال فترة المراهقة (من عمر 11-12 سنة) و البالغين كل عشر سنوات، و أقل من عمر 65 سنة. و في حال السفر خاصةً إلى مكان قد ينتشر فيها مرض الكزاز، يجب التأكد من تلقي اللقاح قبل السفر
الاختبارات و التشخيص:
يعتمد تشخيص مركز الكزاز على الفحوصات البدنية و مواعيد اللقاحات السابقة و الأعراض التي يعاني منها المريض خاصةً التشنجات العضلية و الألم.
علاج مرض الكزاز:
على اعتبار لا يوجد علاج شافٍ ضد مرض الكزاز، إذاً يعتمد العلاج على:
- العناية بالجرح و تناول الأدوية المسكنة لتخفيف الألم.
- من الضروري تنظيف الجرح لمنع نمو أبواغ بكتيريا الكزاز. و يتضمن ذلك إزالة الأوساخ و الأجسام الغريبة و الأنسجة الميتة من الجرح.
أدوية علاج الكزاز:
- الترياق (مضاد السموم): يقوم الطبيب بإعطاء المريض الترياق المناسب ضد مرض الكزاز أي الجلوبيولين المناعي ضد مرض الكزاز. لكن هذا الترياق يساعد في التخلص من سموم الكزاز التي لم ترتبط بعد مع النهايات العصبية.
- المضاد الحيوي: يلجأ الطبيب لإعطاء المضاد الحيوي سواءً عن طريق الفم أو الحقن، لمكافحة البكتيريا.
- لقاح ضد الكزاز: جميع المرضى الذين أثبتت نتائج التشخيص، أنهم يعانون من مرض الكزاز، يجب عليهم تلقي اللقاح في أسرع وقت بعد التشخيص.
- المهدئات: بشكل عام يصف الطبيب أدوية مهدئة للتغلب على حالات التشنجات العضلية الشديدة.
- و من الأدوية الأخرى التي قد توصف بعد الإصابة بمرض الكزاز، هو مادة المغنيزيوم، و حاصرات بيتا. و ذلك لتنظيم الحركات لا الإرادية للعضلات مثل نبضات القلب و عملية التنفس. و في بعض الأحيان قد يتم إعطاء مادة المورفين أيضاً بالإضافة للمهدئات.
إذا كنت تعاني من جرح ثانوي و للوقاية من الإصابة بمرض الكزاز، إليك الخطوات التالية:
- الضغط المباشر على الجرح لإيقاف النزف.
- الحفاظ على نظافة الجرح: بعد توقف النزف، غسل الجرح بالماء النظيف الجاري. تنظيف المنطقة حول الجرح بالصابون و قطعة قماش مبللة بالماء.
- استخدام المضاد الحيوي: بعد تنظيف الجرح ينصح بتطبيق طبقة رقيقة من كريم مضاد حيوي مثل مادة بولي سبورين. مما يسرع في شفاء الجرح. بعض أنواع المضادات الحيوية الموضعية قد تسبب طفح جلدي. في حال حدوث ذلك يجب التوقف عن استخدام الدواء.
- تغطية الجرح: إن كشف الجرح للهواء قد يسرع في عملية الشفاء. لكن تغطية الجرح تحافظ على نظافته و حمايته من البكتيريا.
- تغيير الضماد مرة يومياً على الأقل. و ذلك للوقاية من الالتهابات.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/tetanus/symptoms-causes/syc-20351625
https://www.webmd.com/children/vaccines/understanding-tetanus-symptoms
https://www.medicalnewstoday.com/articles/163063.php
https://www.medicinenet.com/tetanus/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/missionarymidwife/