من المعلومات الصحية الشائعة التي نسمعها دائماً، هي أهمية شرب الماء. و ضرورة حصول الجسم على كميات وفيرة من السوائل خلال اليوم.
لكن ما هو مقدار الماء الصحي المسموح؟ و هل تعلم أن تناول كمية كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة من الزمن، قد يؤدي لمشكلة صحية تعرف باسم التسمم المائي. و هو حالة مهددة للحياة؟!
لا يوجد أي إرشادات ثابتة حول كمية الماء التي يمكن أن تسبب التسمم المائي وتؤدي للوفاة. لكن شرب أكثر من ليتر من الماء، خلال ساعة واحدة من الزمن، و على عدة ساعات، هو أمر غير صحي. لا ينصح به الأطباء. ويلحق الضرر بالجسم.
أعراض التسمم المائي:
تبدأ أعراض التسمم المائي بالظهور بعد تناول 3-4 ليتر من الماء خلال بضعة ساعات، و تتمثل هذه الأعراض بما يلي:
- التشنج و التقصلات أو ضعف في العضلات
- الدوار و الشعور بالإرهاق و التعب
- صداع أو ألم في الرأس
- الغثيان أو الإقياء
و في الحالات الأكثر شدة، قد يؤدي التسمم المائي لنوبات صرع و اختلاج، أو فقدان الوعي.
و إذا لم يتلقى الشخص العلاج المناسب في وقت سريع، قد يؤدي إلى الوفاة.
ماذا أفعل إذا لاحظت هذه الأعراض؟
إذا ظهرت أعراض التسمم المائي، خاصةً الصرع أو الدوار. من الأفضل طلب الإسعاف على الفور.
عندما تتراكم السوائل في الجسم. تبدأ الخلايا (بما في ذلك خلايا الدماغ)، بالانتفاخ.
حدوث انتفاخ في الدماغ، قد يؤدي للصرع أو الدخول في حالة غيبوبة و فقدان الوعي أو الوفاة إذا لم يتم علاجه سريعاً.
تناول وجبة خفيفة مالحة، قد يوفر بعض الراحة على المدى القصير، إلى أن تصل سيارة الإسعاف.
متى تعتبر كمية الماء كبيرة و ضارة؟
لا يوجد كمية محددة ثابتة من الماء، يصلح الاعتماد عليها لجميع الأفراد.
بل يجب الأخذ بعين الاعتبار لكمية الماء المتناولة في الساعة الواحدة، و إلى عمر الشخص و جنسه و صحته العامة و وظائف الكلى لديه.
تستطيع الكلى الصحية للشخص البالغ، أن تطرح حوالي 20 – 28 ليتر من الماء كل يوم. لكن يمكنها التخلص من حوالي 1 ليتر فقط كل ساعة. هذا ما يجعل من الصعب على الكليتين مواكبة ذلك عندما تسرب أكثر من 1 ليتر من الماء في الساعة.
و تعتبر كلية الأطفال و كلية الكبار في السن، أقل كفاءة و أقل فعالية في طرح الماء. لذلك كمية الماء المتناولة خلال ساعة واحدة، قد تكون أقل من ذلك.
قد يحدث التسمم المائي بسرعة كبيرة عند الأطفال و الكبار في السن.
ما هي أسباب التسمم المائي:
عندما نشرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة زمنية قصيرة، يحدث انخفاض لكمية الصوديوم الموجودة في الجسم.
إذا شربت كمية من الماء أكبر من قدرة الكليتين على طرحها، هذا سيمدد تركيز الصوديوم في مجرى الدم. مما يسبب انتفاخ الخلايا.
تنتج معظم حالات التسمم المائي المهددة للحياة، عن النشاطات البدنية المكثفة مثل التدريب العسكري أو سباق الماراثون. أو قد ينتج استهلاك الماء المفرط أيضاً عن حالات مشاكل صحة عقلية كامنة أو استهلاك قسري كنوع من أنواع سوء المعاملة.
هل يمكننا الوقاية من التسمم المائي؟
إذا وجدت نفسك تشرب الكثير من الماء بانتظام خلال فترة زمنية قصيرة. فهناك بعض القواعد العامة التي يمكن أن تساعدك على تجنب التسمم بالمياه.
بشكل عام، من الأفضل التمسك بمياه الشرب عند الشعور بالعطش الأول. بمجرد أن تشعر بالراحة ، توقف حتى تبدأ في الشعور بالعطش مرة أخرى.
يمكن أن يكون لون البول أيضاً مؤشراً مفيداً. قد يكون البول الصافي تماماً، علامة على أنك معرض لخطر المبالغة في شرب الماء.
البول الصافي في حد ذاته ليس سيئاً بالضرورة ، لكنه مؤشر جيد على أنك لست بحاجة إلى شرب أي ماء لفترة من الوقت.
إذا كنت على وشك القيام بتمرين مكثف ، ففكر في ترطيب جسمك من خلال تناول المشروبات التي تحتوي على الشوارد مثل الصوديوم، مثل مشروب رياضي دون المبالغة في تناوله.
كن حذراً و واعياً للكمية التي تستهلكها من الماء. فالاعتدال في الأمر هو الخيار الأفضل للصحة. أما نقص تروية الجسم أو زيادة تروية الجسم، كلاهما لديه تأثيراته السلبية المهددة للحياة.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/how-much-water-can-kill-you
https://www.webmd.com/diet/what-is-too-much-water-intake
https://www.healthline.com/health/overhydration
الصورة المرفقة:
تصنيفات المقال
