البدانة النفسية:ما هو الارتباط بين البدانة والحالة النفسية أو المشاكل العاطفية؟

6000 0
6000 0

إن الأسباب الأساسية لاضطرابات تناول الطعام و حدوث البدانة تكمن عادةً في مزيج من الأسباب النفسية و الاجتماعية و الوراثية و البيولوجية. فالأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية كالاكتئاب و القلق، يجدون صعوبة أكبر في التحكم بكمية الطعام المتناولة و في الحفاظ على وزن صحي.

أظهرت الدراسات لجوء بعض الأشخاص لتناول الطعام بشراهة و بكمية أكبر عند شعورهم بالاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات العاطفية الأخرى. و في هذه الحالة تكون زيادة الوزن والسمنة هي نتيجة وجود هذه الاضطرابات العاطفية. فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، كلما كانت الضغوطات العاطفية أكبر كلما كانت نسبة البدانة و الأكل غير الصحي أكبر.

يوجد اعتقاد شائع أن بعض الناس يقومون بتناول الطعام بصورة أكبر نتيجة حالات اليأس والغضب و الضجر و العديد من الأسباب التي ليس لها علاقة بالجوع. لكنه ليس من الضروري كون الشخص يعاني من البدانة أنه يعاني من اضطرابات عاطفية أيضاً. بالإضافة لذلك، يميل بعض الأشخاص لتناول الطعام بكثرة في حالات السعادة القصوى و العطلات و الاحتفالات و أعياد الميلاد. فتكون هذه فرصة لهم ليضعوا نظامهم الغذائي جانباً و يقومون بالإفراط في تناول الطعام.

العوامل المرتبطة في البدانة النفسية:

العادات اليومية:

فعلى سبيل المثال، قلة الحركة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز أو شاشة الكومبيوتر، و تمضية وقت أقل في ممارسة الرياضة، هذه العادات قد تؤدي للبدانة في وقت لاحق.

وسائل الإعلام:

الإعلانات الرائجة حول تناول المشروبات الغازية و رقائق البطاطا المقلية، تشجع الأطفال على الاعتماد على هذه الأطعمة الخالية من الإفادة و من السعرات الحرارية الضرورية للجسم، و التي تؤدي إلى البدانة.

البيئة المنزلية:

ففي بعض الأحيان يقوم الجد أو الجدة بتقديم العديد من الحلويات والأطعمة الغنية بالسكريات للأحفاد لإسعادهم و التودد لهم. أو إذا كانت الأم تعمل خارج المنزل أيضاً فمن الممكن أن يعتمدوا على الأطعمة الجاهزة بدل الاعتماد على الأطعمة المنزلية. بالإضافة لذلك، يفضّل العديد من الأفراد تناول الأطعمة بين الوجبات بغرض التسلية أو تمضية الوقت، و هذه الأساليب جميعها تؤدي إلى البدانة.

الأسباب العاطفية:

يوجد العديد من الأسباب العاطفية التي تدفع الشخص لتناول الطعام دون الشعور بالجوع. حيث يقوم البعض باستخدام الطعام كوسيلة دفاعية لإيقاف المشاعر غير المرغوب بها، سواءً للتغلب على الحزن أو الملل أو القلق أو الوحدة أو الشعور بالذنب أو الاكتئاب. بالإضافة لذلك، الفكرة السائدة في المجتمع التي تم تلقينها للرجال على أنهم هم الأقوياء و يجب عليهم كبح مشاعرهم و التغلب على أزماتهم النفسية، مما يدفعهم في كثير من الأحيان لتناول الطعام كوسيلة للابتعاد عن هذه المشاعر السلبية.

عدم الانتظام بمواعيد وجبات الطعام:

ففي بعض العائلات يكون موعد وجبات الطعام مختلفاً و لا يتبع نظام أو روتين معين. يعتبر هذا الأمر غير صحي و من الممكن أن يؤدي إلى السمنة.

زيادة تنوع الأغذية:

فعندما يملك الشخص عدة خيارات لتناول الطعام، ذلك يؤدي لتناول كمية أكبر من الطعام الذي اعتاد عادةً على تناوله، و بالتالي يؤدي إلى السمنة.

أساليب التسويق للعديد من الأطعمة:

مما يجعلك تشتري أكثر من حاجتك في بعض الأحيان، و ذلك نتيجة الحسومات أو العروض الكبرى في تقنيات التسويق. و بالتالي تنوع في طعامك أكثر من العادة، و تتناول كمية أكبر.

الإدمان على الطعام:

هناك أدلة متزايدة حول إدمان العديد من الناس على تناول الطعام بنفس درجة مدمني الكحول أو المخدرات فقط لرغبتهم و استمتاعهم بتناول الطعام.

كيفية التغلب على البدانة الناتجة عن الأسباب العاطفية:

  1. الانتباه لنوعية الطعام الذي تتناوله. ففي معظم الأحيان تكون البدانة العاطفية هي بسبب عدم معرفتك لما تأكل و أنت في هذه الحالة النفسية. و يزداد الأمر سوءاً إذا كنت تشاهد التلفاز أو تقوم بعمل آخر، فلا تنتبه لنوعية و كمية الطعام الذي تتناوله.
  2. الانتباه على الأسباب التي تدفعك لتناول الطعام بكثرة: فعندما تعرف الأمور التي تدفعك لتناول الطعام و تقوم بمحاولة ضبطها و السيطرة عليها، في هذه الحالة يمكنك التغلب على هذه المشكلة.
  3. البحث عن بدائل للطعام: يجب عليك البحث عن هوايات أو وسائل أخرى تشغل وقتك بها للتغلب على الأزمات العاطفية التي تمر بها و تدفعك لتناول الطعام، كالمشي مثلاً للتغلب على المشاعر السلبية.
  4. التمارين الرياضية: على الرغم من اعتبار ممارسة التمارين الرياضية هو حلاً قاسياً للمشاكل النفسية، إلا أنه يساعد كثيراً في التخفيف من التوتر و يؤدي للاسترخاء.
  5. اجعل الأطعمة السريعة (التي تعتمد عليها عادةً بين الوجبات) بعيداً عن متناول الأيدي. طالما تواجدت هذه الأطعمة في المنزل، سوف تلجأ لتناولها كلما شعرت بالتوتر العاطفي.
  6. الاعتماد على الأغذية الصحية فهذا سيوفر لك التغذية الجيدة و يخفف من رغبتك في الجوع.

المراجع:

http://www.jlgh.org/Past-Issues/Volume-4—Issue-4/Behavioral-and-Psychological-Factors-in-Obesity.aspx

http://blog.alerewellbeing.com/bid/222180/The-Psychological-Factors-That-Are-Contributing-to-Obesity

http://obesity.ygoy.com/emotional-causes-of-obesity/

الصورة المرفقة:

 

https://www.flickr.com/photos/doug88888/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك