الوشم أو التاتو tattoo هو عبارة عن نوع من الرسم أو الفنون التي يتم تطبيقها على الجسم. و ذلك بواسطة حبر، يتم إدخاله إلى طبقة الأدمة من الجلد بواسطة إبرة دقيقة. مما يؤدي إلى تغير صبغات الجلد. و يسمح برسم العديد من الأشكال و الصور.
المكياج الدائم ، هو أيضاً من أنواع الوشم. حيث يتم استخدام حبر دائم لتقليد كحل العين أو تحديد الشفاه أو رسم الحاجب و غيره من مختلف أنواع المكياج.
خلال السنوات الأخيرة أصبحت عملية الوشم أكثر شيوعاً و انتشاراً في مختلف أنحاء العالم. و تُشير الإحصائيات إلى أن أربعة أشخاص تقريباً من بين كل عشرة أشخاص، وُلدوا بعد عام 1980م، لديهم وشم واحد على الأقل!
استخدام تقنية الثقب، سواءً ثقب السرة أو الأنف أو الحاجب أو الشفاه أو اللسان أو غيرها من أنحاء الجسم، هي أيضاً من أنواع الفنون الحديثة التي يتم تطبيقها على الجسم. حيث يتم استخدام إبرة خاصة لإنشاء فتحة في الجسم، يتم وضع المجوهرات بداخلها كنوع من الزينة. و على الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام هذه التقنيات، إلا أنها تحمل معها العديد من المخاطر الصحية!
التأثيرات السلبية و المخاطر الصحية الناتجة عن وشم الجسم أو ثقب الجسم:
قبل اتخاذ القرار بإجراء تعديلات على الجسم، من الضروري فهم المضاعفات و التأثيرات المرافقة لهذه التقنيات.
المخاطر الصحية لوشم الجسم (أضرار التاتو):
عند رسم الوشم، يقوم خبير الوشم باستخدام أداة يدوية متصلة بإبرة لوخز الجلد. في كل مرة يقوم الجهاز بإنشاء ثقب و حقن الحبر داخل طبقة الأدمة من الجلد، لتشكيل الرسم أو الشكل المُراد وجوده. هذه التقنية تؤدي لإتلاف الجلد. و قد تسبب عدة مضاعفات صحية تتمثل بما يلي:
- تفاعلات تحسسية لصبغة الوشم، و التي قد تتطور خلال سنوات لاحقة. و تتضمن التفاعلات التحسسية ظهور طفح جلدي مكان موضع الوشم.
- التهابات جلدية مثل عدوى العنقوديات أو السل.
- تطوّر عقيدات أو أنسجة ملتهبة و التي تدعى الأورام الحبيبية، حول موضع الوشم.
- تشكل الجدرة أو الندبة keloids، و هي عبارة عن فرط نمو في تندب الأنسجة.
- الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، مثل التهاب الكبد الوبائي النوع ب أو النوع ج، أو فيروس نقص المناعة المكتسبة أو الكزاز. و التي قد تنتقل من خلال استخدام إبرة غير معقمة ملوثة بالعدوى.
- التأثير على نتائج اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي مستقبلاً.
- حرق أو تورم في موضع الوشم.
- التأثيرات طويلة الأمد الناتجة عن حبر الوشم أو الملونات، ما تزال غير معروفة. لكن حتى الآن لا يوجد أي مصدر طبي حكومي فحصت حبر الوشم عن كثب، و وافقت عليه!
أكثر من 50 نوع من الملونات تم الموافقة على استخدامهم في مستحضرات التجميل من قبل منظمة الصحة و الغذاء العالمية. لكن خطورة حقن هذه المواد تحت الجلد غير معروفة حالياً. و لا يوجد و لا مادة واحدة إلى الآن تم الموافقة على سلامة استخدامها للحقن تحت الجلد.
المخاطر الصحية الناتجة عن إجراء ثقوب في الجسم : body piercings
إن إجراء ثقوب و فتحات في الجسم أيضاً تحمل معها بعض المخاطر الصحية مثل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية.
بعض الأفراد تتطور لديهم تقرحات بعد إجراء ثقب أو فتحة في الجسم. هذه التقرحات الممتلئة بمواد التهابية، قد تنشأ عادةً حول مكان الثقب. و هي من المضاعفات الخطيرة التي إذا لم يتم علاجها، قد تؤدي إلى تسمم الدم.
تسمم الدم هو عبارة عن ردود أفعال للعدوى، لكنها مهددة للحياة. من الممكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء أو الوفاة.
تتضمن أعراض تسمم الدم:
- ارتفاع درجات الحرارة.
- القشعريرة.
- تسرع ضربات القلب و زيادة معدل التنفس.
- الالتهابات و العدوى أكثر شيوعاً في حالات إجراء ثقوب في الفم أو الأنف. لأن هذه المناطق تحتوي على عدد كبير من البكتيريا.
و من المخاطر الصحية المرافقة لثقب الجلد، تتضمن ما يلي:
- تورم و انتفاخ حول مكان الثقب.
- تشكل ندبات حول مكان الثقب.
- نزف ناتج عن تمزق الأوعية الدموية.
كما توجد بعض المخاطر الصحية المرتبطة بمكان حدوث الثقب:
- على سبيل المثال ثقب اللسان قد يسبب تلف للأسنان و صعوبة في التحدث. و إذا حدث تورم في اللسان بعد إجراء الثقب، هذا التورم قد يُعيق المجاري التنفسية، و يؤدي لصعوبة في عملية التنفس.
- ثقب الأعضاء التناسلية، قد يسبب الألم أثناء ممارسة الجنس أو أثناء التبول!
و تزداد خطورة المضاعفات الناتجة عن ثقب الجلد، إذا كان الشخص يعاني من وجود مشاكل صحية أخرى مثل:
- داء السكري.
- الحساسية، خاصةً إذا عانيت مسبقاً من ردود أفعال تحسسية، تسبب تورم الحلق و الطفح الأحمر و صعوبة في التنفس.
- اضطرابات جلدية مثل الأكزيما أو الصدفية.
- ضعف مناعة الجسم الداخلية.
إذا كنت تعاني من أي مما سبق، يجب استشارة الطبيب أولاً قبل اللجوء لاستخدام هذه التقنيات.
بعض التحذيرات قبل إجراء الوشم أو ثقب الجسم:
بإمكانك خفض خطورة الإصابة بالمضاعفات الناتجة عن الوشم أو الثقب، من خلال اتخاذ بعض الخطوات الوقائية البسيطة:
بعض الأساليب الوقائية قبل الوشم:
- في حال ما زلت مصراً على إجراء الوشم، يُنصح بالاعتماد على شخص خبير في هذا المجال، لديه رخصة و يُعرف بإتقانه للعمل.
- الأدوات و الإبر المستخدمة يجب أن تكون جديدة حصراً، و لم يسبق استخدامها، و لا يُعاد استخدامها مجدداً. انتبه أن تكون جميع الأدوات المستخدمة جديدة و مغلقة يتم إزالة الغلاف أمامك.
- أن يرتدي الخبير بالوشم قفازات جديدة، و يغسل يديه قبل البدء بالعملية.
- سطح العمل و الكراسي و جميع المعدات نظيفة تماماً و معقمة قبل بداية كل جلسة وشم.
- سطح الجلد الذي سوف يتم وشمه، قد تم تعقيمه تماماً بمادة مطهرة مثل قطنة معقمة مبللة بالكحول. يجب مسح كافة سطح الجلد المراد وشمه قبل القيام بعمله الوشم.
- الوشم الحديث، يجب أن يتم تغطيته بقطعة شاش معقم أو ضماد، مع اتباع كافة تعليمات خبير الوشم، للعناية بالجلد الذي تم وشمه حديثاً.
بعض النصائح الوقائية قبل ثقب الجسم:
- مسدس الثقب يجب أن يتم استخدامه لشحمة الأذن فقط.
- الإبرة المجوفة يجب استخدامها لثقب أجزاء أخرى من الجسم، لتجنب تلف الأنسجة الحساسية.
- يجب أن يقوم الخبير بعملية الثقب، بغسل يديه جيداً و ارتداء قفازات معقمة جديدة قبل أداء العملية.
- يجب استخدام إبرة جديدة معقمة لأداء كل ثقب جديد، و من ثم رمي الإبرة مباشرةً.
- يجب أن يتم تعقيم الأدوات و سطح العمل و مسح كافة الأدوات بعد الانتهاء و قبل استقبال أي شخص آخر.
- يجب أن يتم تعقيم المجوهرات قبل إدخالها في الثقب.
بعض النصائح للعناية بالوشم الحديث و ثقب الجسم الحديث:
للوقاية من المضاعفات المرافقة لهذه التقنية، إليك الخطوات البسيطة التالية:
- تغطية الوشم بالضماد أو الشاش المعقم لمدة 24 ساعة. و تطبيق مرهم مضاد حيوي لمكان الوشم بعد إزالة الضماد في اليوم التالي.
- تنظيف الوشم بلطف باستخدام الماء و الصابون ثم تجفيفه جيداً و بلطف.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الأسابيع الأولى.
- يحتاج الجلد إلى أسبوعين للشفاء. يمكنك خفض خطورة الإصابة بالعدوى، عن طريق تجنب لمس مكان الوشم إلى أن يشفى تماماً.
- تنظيف الثقب الجديد بواسطة الماء المملح. و تبليل قطعة شاش في المحلول الملحي ثم تطبيقها على الثقب الحديث.
- تنظيف الثقب مرتين يومياً فقط. الإفراط في غسل الثقب، قد يسبب تهيج الجلد و يؤخر عملية الشفاء.
- غسل اليدين بالماء الدافئ و الصابون المطهر، قبل لمس مكان الثقب.
تتضمن مظاهر التهاب الوشم أو الثقب، ما يلي:
- الاحمرار، تورم و انتفاخ الجلد، تشكل تقرحات جلدية.
يجب استشارة الطبيب مباشرةً في حال ظهور أعراض العدوى.
من الممكن إزالة الوشم، لكن لا تكون النتائج الجمالية دائماً مُرضية. أو لا يتم إزالة الوشم بالكامل. و تحتاج عملية إزالة الوشم إلى زيارات متكررة للطبيب. و قد يحدث ندبات في الجلد.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/beauty-skin-care-tattoos-piercings#aftercare
http://www.health.com/skin-conditions/tattoo-nanoparticles-lymph-nodes
الصور المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/29639092@N05/
https://www.flickr.com/photos/35329280@N05/