الأغذية و الأساليب التي تقوي جهاز المناعة

7704 2
7704 2

يتكون الجهاز المناعي من الطحال و نخاع العظام و اللوزتين و النسيج الموجود في الجزء الخلفي من البلعوم بالإضافة إلى النظام اللمفاوي.

وظيفة جهاز المناعة حماية الجسم من الأجسام و المواد السامة التي تهاجم الجسم و تسبب الأمراض و المشاكل الصحية. يتم تحديد قوة الجهاز المناعي لديك عن طريق قدرته على مقاومة الالتهابات و مقاومة النمو غير الطبيعي للخلايا ( الخلايا المسببة للسرطان ).

إذا كانت قوة الجهاز المناعي تحت المستوى الطبيعي، ذلك يعني نسبة تعرض الجسم للالتهابات و الأمراض و السرطانات، يشكل خطورة أكبر. حيث تعتمد قوة نشاط جهازك المناعي على مدى شعورك بالنشاط أو التعب. فعندما تشعر بالتعب و الوهن الدائم، معنى ذلك أن جهازك المناعي ضعيف. و عندما تشعر بالنشاط و الحيوية معنى ذلك أن جهازك المناعي قوي.

أما إذا لم يكن لديك مناعة داخلية بتاتاً، ذلك يؤدي إلى عدم القدرة على العيش لمدة طويلة في البيئة الخارجية. حيث يبقى العقل و الجسم في حالة اعتلال صحي كبير دون العودة إلى الحيوية و النشاط.

و عندما يكون جهازك المناعي يعمل بشكل طبيعي، فعند تعرضك لإصابة بدنية أو أي مرض كان، يقوم الجهاز المناعي الداخلي بتسريع عملية الشفاء و مكافحة الأمراض. و في الحالات الخطيرة كالسرطان مثلاً، يكون تأثير الجهاز المناعي أساسي جداً لدرجة أنه يفصل بين الحياة و الموت بالنسبة للمريض.

ما هي العوامل التي تضعف الجهاز المناعي؟

سوء التغذية:

فالجسم بحاجة للفيتامينات و المعادن و مضادات الأكسدة و غيرها من العوامل الغذائية الضرورية بشكل يومي. فإذا لم يحصل الجسم على حاجاته الضرورية يومياً، يؤدي ذلك لضعف الجهاز المناعي بشكل عام.

تلوث البيئة:

فكلما كانت البيئة ملوثة أكثر، كلما كان عدد المواد السامة التي تدخل لأجسامنا أكبر. و يتم ذلك من خلال الطعام الذي نتناوله و الهواء الذي نستنشقه و المواد التي تلامس بشرتنا. فعندما تدخل المواد السامة لأجسامنا، معنى ذلك أن جهازنا المناعي بحاجة ليعمل بشكل أكبر، و أن يبذل جهد أكبر لمعرفة المواد الضارة و حماية الجسم من تأثيرها، مما يؤدي لضعف الجهاز المناعي.

كما تسبب المواد السامة و الملوثات، زيادة نمو و تكاثر الخلايا المشوهة التي تؤدي لتطور الخلايا السرطانية. في هذه الحالة، يكون عمل الجهاز المناعي هو القضاء على الخلايا المشوهة قبل أن تقوم بالتكاثر، و يكون لها الفرصة للانتشار. أما إذا كان عدد الخلايا المشوهة كبير جداً، ذلك يؤدي للضغط على الجهاز المناعي و بالتالي تدهور صحة المريض.

الضغوطات و التوتر:

ففي حالات التوتر، تتركز جميع نقاط القوة الموجودة في الجسم على قوة العضلات. حيث تعتبر وظائف الجسم كالهضم و عمليات إعادة بناء الأنسجة التالفة و الوظائف المناعة غير ضرورية في الحالات الطارئة المليئة بالضغوطات. مما يؤدي لتعطيلها بشكل مؤقت خلال حالات التوتر الشديدة. فكلما استمرت و تضاعفت حالات التوتر في حياتنا، ذلك يعطل أداء الجهاز المناعي، و يؤدي للإجهاد و قلة النوم، و مع الوقت يسبب التعرض للأمراض بشكل أكبر بالإضافة للشيخوخة المبكرة.

العقاقير الطبية:

تقوم العقاقير الطبية بتثبيط المناعة، فعلى سبيل المثال، المضادات الحيوية، تعمل على القضاء على مختلف أنواع البكتيريا بما في ذلك البكتيريا النافعة الموجودة في المعدة و الضرورية للقيام بعملية الهضم بشكل صحي.

و من العلاجات الحديثة اليوم، كالعلاجات الكيماوية و الشعاعية، للأسف تسبب هذه العلاجات الآثار السلبية على أداء الجهاز المناعي. لذلك يجب أن يكون تناول الدواء دائماً بحذر للحصول على الفائدة المطلوبة منه. أما تناول الأدوية لفترة طويلة الأمد و بشكل متكرر دون وصفة طبيب، ذلك يؤدي لإضعاف الجهاز المناعي لدينا، و إعطاء نتيجة عكسية.

ماهي الأساليب الفعالة لتقوية الجهاز المناعي:

الحصول على التغذية الجيدة:

أي يجب تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن كالفاكهة و الخضروات و الأطعمة الصحية، بعيداً عن المعلبات و المواد المصنعة. فالحصول على مضادات الأكسدة المتواجدة في الفاكهة و الخضروات ضروري جداً للقضاء على الجزيئات الحرة التي تلحق الضرر بالجسم. إذاً مضادات الأكسدة ضرورية جداً لتقوية الجهاز المناعي، و من المصادر الهامة لتعزيز مناعة الجسم، فيتامينات ج و مجموعة فيتامينات ب و فيتامين أ و فيتامين ه و عنصر السيلينيوم و الزنك و المغنيزيوم. بالإضافة لتناول كمية وفيرة من السوائل و الماء بشكل خاص. كما يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة و السكاكر و الأملاح و تجنب الكحول كذلك.

تجنب التعرض للملوثات:

و يتم ذلك بتناول المواد العضوية و تجنب التدخين. كما تعتبر أشعة الشمس و غيرها من مصادر الأشعة الكهروميغناطيسية هي أيضاً من العوامل التي ينبغي التقليل منها للحفاظ على صحة الجهاز المناعي.

ففي الواقع، إن التعرض القليل لأشعة الشمس يفيد في تعزيز الجهاز المناعي، إنما التعرض القليل و ليس لفترة طويلة من الزمن. و من الجدير بالذكر أيضاً في هذا المجال، هو الأضرار الناجمة عن الجلوس بشكل قريب جداً من التلفاز أو أجهزة الكومبيوتر أو الهواتف المحمولة و لفترة طويلة من الزمن، فهذه الإشعاعات الصادر من الأجهزة الالكترونية تلحق الضرر بالجسم و بشكل لا يوصف.

الابتعاد عن الانفعالات و حالات التوتر قدر المستطاع:

من العوامل التي تقلل حالات الإجهاد و التوتر، النوم. إن معدل النوم الوسطي هو سبع ساعات يومياً. بالإضافة لذلك، الحرص على الابتعاد عن الحالات التي تسبب لك الإحباط و الاكتئاب و الغضب. بدلاً من ذلك يفضّل القيام ببعض التمارين الرياضية المعتدلة و جلسات الاسترخاء و التأمل.

تقليل كمية الأدوية المتناولة:

يفضّل الاعتماد على البدائل الطبيعية من الأعشاب و تغيير أنماط الحياة لتكون أكثر صحية، بدلاً من اللجوء لتناول الأدوية نتيجة أي عَرَض بسيط يمر معنا. أما بالنسبة للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، حتماً لا يمكن تبديلها أو إيقافها من تلقاء نفسك دون علم الطبيب. هو فقط الذي يدري ما هو الأفضل بالنسبة لك و يجب عليك الالتزام بنصائحه.

الأطعمة و الأغذية التي تقوي جهاز المناعة:

اللبن:

يحتوي اللبن على البكتيريا النافعة التي تحافظ على جعل القناة الهضمية و الأمعاء خالية من الجراثيم المسببة للأمراض. الجرعة المثالية اليومية: وجبتين يومياً، 170غ في كل وجبة، أي ما يعادل كوب و نصف من اللبن مرتين يومياً.

الشوفان و الشعير:

تحتوي هذه الحبوب على بيتا غلوتان، و هو نوع من الألياف الغني بمضادات الأكسدة و مضادات الميكروبات التي تعزز الجهاز المناعي و تسرع في شفاء الجروح و الأمراض. الجرعة المثالية اليومية: على الأقل، أن تحتوي وجبة واحدة يومياً على هذه الحبوب.

الثوم:

يحتوي الثوم على المادة الفعالة الليسين أو اللايسين، و التي تحارب البكتيريا و تعالج الالتهابات. الجرعة المثالية اليومية: تناول فصين من الثوم يومياً، و إضافة الثوم المهروس للطبخ عدة مرات في الأسبوع.

حساء الدجاج:

يشبه الحمض الأميني (السيستين) الذي يتحرر من الدجاج أثناء الطهي، يشبه كيميائياً المادة الدوائية الأسيتيل سيستين التي تستخدم حالّ للبلغم لتنظيف الرئتين و المجاري التنفسية من المفرزات المخاطية و للوقاية من الأمراض الرئوية. لذلك، عند تناول حساء الدجاج، يعطي نفس التأثيرات و العلاجات التي يقدمها الأسيتيل سيستين. و عند إضافة الثوم و البصل للحساء، يعزز ذلك من قوة الجهاز المناعي. ينصح بتناول حساء الدجاج خاصةً في حالة الإعياء و الإجهاد العام.

الشاي:

خاصةً الشاي الأخضر، فالأشخاص الذين يواظبون على تناول أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً، يكون صحة الجهاز المناعي لديهم جيدة جداً. و ذلك بسبب احتواء الشاي على الحمض الأميني ( L-thianine ) المسؤول على تقوية مناعة الجسم. الجرعة المثالية اليومية: أربعة إلى خمسة أكواب من الشاي الأخضر.

لحم العجل:

يحتوي لحم العجل على عنصر الزنك، و هو من المعادن الأساسية و الهامة جداً في تقوية المناعة و تطوير كريات الدم البيضاء المسؤولة عن تعزيز المناعة، و تدمير الفيروسات و البكتيريا التي تغزو الجسم. إن نقص الزنك و لو كان بنسبة بسيطة، يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات و مختلف أنوع العدوى. الجرعة المثالية اليومية: إن تناول 85غ من لحم العجل يومياً، تزودك ب 30٪‏ من حاجتك اليومية من الزنك. و يمكنك الحصول على ما تبقى من حاجتك لعنصر الزنك من الأغذية الأخرى كاللبن و الحليب و الدجاج و الحبوب المدعمة.

البطاطا الحلوة:

قد لا يخطر ببالك أن بشرتك هي عنصر هام في حماية الجسم ،و أنها جزء من النظام المناعي الأساسي، و بمثابة حصن منيع ضد البكتيريا و الفيروسات و غيرها من المواد غير المرغوبة التي تجتاح الجسم. حتى تبقى قوياً و بصحة جيدة، تحتاج البشرة لفيتامين أ الذي يلعب دوراً هاماً في إنتاج النسيج الضام. و هو المكون الأساسي من مكونات الجلد.

إحدى أهم الطرق في الحصول على فيتامين أ هي عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين (كالبطاطا الحلوة)، و التي يحولها الجسم لفيتامين أ. الجرعة المثالية اليومية: إن تناول نصف كوب من البطاطا الحلوة التي تحتوي على 170 سعرة حرارية، تزودك ب 40٪‏ من حاجتك اليومية من فيتامين أ. و تستطيع الحصول على ما تبقى من حاجتك اليومية عن طريق أغذية أخرى كالجزر مثلاً.

الفطر:

يزيد الفطر من إنتاج كريات الدم البيضاء و له خصائص مضادة للالتهاب، مما يفيد في تعزيز المناعة و مكافحة الأمراض. الجرعة المثالية اليومية: 25غ عدة مرات يومياً للحصول على الفائدة العظمى.

بذور اليقطين:

مصدر غني جداً بعنصر الزنك، و ذكرت فوائده سابقاً في لحم العجل.

فيتامين ج:

المصادر المختلفة لفيتامين ج سواءً من الفاكهة أو الخضروات. نظراً لغناه بمضادات الأكسدة، و فعاليته في إنتاج كريات الدم البيضاء، و في محاربة الالتهابات و تعزيز المناعة، خاصةً في حالة نزلات البرد و الإنفلونزا. كما يزيد من الأنزيمات، و يقوي الأنسجة الضامة و الأغشية الخلوية، مما يجعل اختراقها و دخول الجسم أصعب بالنسبة للبكتيريا و الفيروسات.

الخل:

يحتوي على مضادات الأكسدة و له خصائص مضادة للالتهابات.

المراجع:

http://www.avogel.co.uk/health/immune-system/blog/how-can-diet-boost-our-immune-system/

http://www.marieclaire.co.uk/blogs/544575/5-foods-to-help-boost-your-immune-system.html

http://www.dailymail.co.uk/health/article-66989/Change-lifestyle-boost-immune-system.html

http://www.prevention.com/food/healthy-eating-tips/power-foods-that-boost-immunity

http://www.healthy.co.uk/articles/misc/immune-system-help.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/80502454@N00/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. المنصور بن عبدالله رد

    حولت هذه المادة إلى ملف PDF (كتاب إلكتروني) ، وأحتفظت به عندي كمرجع هام لحاجتي الملحة لمثل هذا التثقيف المركز.
    شكراً لكِ دكتورة بدور ، ولي عودة لطرح المزيد من الأسئلة – إن شاء الله.

    1. بدور الآغا رد

      أهلاً و سهلاً بك أخي الكريم المنصور بن عبد الله..
      في حال وجود أي سؤال طبي، فمن دواعي سروري إجابتك عليه بإذن الله.
      شكراً جزيلاً لمشاركتك و على الرحب و السعة بك دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك