لا يعلم العديد من الآباء متى يكون الوقت المناسب لتعليم أطفالهم على استخدام الحمام. ليس جميع الأطفال لديهم القابلية لاستخدام التواليت في نفس العمر. لذلك فمن الضروري مراقبة طفلك لتعلمي متى يكون على استعداد لهذه الخطوة، كأن يمسك نفسه عن التبول لبعض ثوانٍ أو يمسك الحفاضات الخاصة به.
يبدأ معظم الأطفال بالقيام بهذه التصرفات عادةً عندما تبلغ أعمارهم السنة و نصف أو السنتين. على الرغم من قدرة البعض على التعلم في عمر أصغر من ذلك أو متأخر أكثر من ذلك. و عادةً يتأخر الذكور و يحتاجون زمن أطول من الإناث حتى يتخلصوا من استخدام الحفاضات.
بدلاً من الاعتماد على العمر لتحديد الوقت المناسب لتعليم طفلك على استخدام المرحاض ( التواليت )، ابحثي عن دلائل و مؤشرات أخرى.
المؤشرات و الدلائل على استعداد الطفل لاستخدام الحمام:
- قدرة الطفل على اتباع بعض التوجيهات.
- فهم العبارات المتعلقة باستخدام التواليت.
- التحكم في العضلات المسؤولة عن قضاء الحاجة.
- التعبير لفظياً عن حاجته بالذهاب للحمام.
- إبقاء الحفاضات نظيفة مدة ساعتين أو أكثر.
- إبقاء الحفاضات نظيفة بعد الاستيقاظ من القيلولة.
- سحب أو إنزال الحفاضات أو السراويل المخصصة للتدريب أو السراويل الداخلية.
- إظهار الاهتمام لاستخدام كرسي التواليت أو ارتداء السروال الداخلي.
- الجلوس على التواليت و النزول منه.
- الشعور بالانزعاج و عدم الراحة عندما تتسخ الحفاضة.
متى يكون التوقيت المناسب:
هناك بعض الأوقات الصعبة التي من الممكن أن تمري بها و تكون السبب في رغبتك بتأخير البدء بمرحلة تدريب طفلك على استخدام الحمام. مثلاً عند السفر أو انتظار مولود جديد أو تغيير سرير طفلك أو الانتقال لمنزل جديد، أو عندما يكون طفلك مريضاً خاصةً إن كان يعاني من الإسهال.
في هذه الحالات، يفضّل تأجيل مرحلة التعليم حتى يتأمن لك و لطفلك الجو المناسب و البيئة المستقرة. و على الرغم من نصائح بعض الخبراء بتأجيل مرحلة التدريب لطفلك حتى فصل الصيف بسبب قلة الملابس و الجو الدافئ، إلا أنني أعتقد أنه من الجيد بأن تبدأي بمرحلة التدريب عندما تلاحظي البوادر لدى طفلك، و ألا تنتظري بضعة أشهر.
المدة الزمنية المطلوبة للتعليم على التواليت:
إن تدريب طفلك على استخدام الحمام ليست تجربة بين ليلة و ضحاها فقط. هذه العملية من الممكن أن تتطلب منك من الثلاثة أشهر حتى الستة أشهر، و قابلة للزيادة و النقصان حسب طبيعة كل طفل. و على الرغم من قدرة بعض الأطفال على التعلم على استخدام الحمام ليلاً و نهاراً معاً، إلا أن البعض الآخر من الممكن أن يحتاج لشهر أو ربما سنة إضافية حتى يتمكن من استخدام الحمام ليلاً و المحافظة على سريره جافاً في الليل.
أنواع كرسي التواليت المستخدم لتعليم الأطفال:
- كرسي تواليت صغير الحجم و مستقل، مع وعاء يمكن إفراغها في التواليت.
- كرسي تواليت صغير الحجم يوضع فوق التواليت الأساسي ليضمن لطفلك الجلوس بثبات و دون الخوف من السقوط.
مشاكل شائعة:
من الممكن أن يعود طفلك (الذي تدرب على استخدام الحمام سابقاً) لتبليل نفسه عند وجود بعض الأسباب أو التوتر بالنسبة له، كولادة أخ أو أخت جديدة و هذا أمر شائع. لكن إذا كان طفلك قد تعلم على استخدام الحمام و عاد مجدداً لتبليل نفسه دون وجود سبب جديد، في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب خوفاً من وجود التهابات أو مشاكل صحية جديدة لديه. و إذا بلغ طفلك الثالثة من العمر أو أكثر و لم يتدرب بعد على استخدام الحمام، عليك مراجعة الطبيب لفحصه و تقديم الاستشارة.
نصائح هامة للتدريب على استخدام المرحاض (التواليت):
حتى و إن لم يكن طفلك قادراً على استخدام التواليت بعد، يمكنك تهيئته قليلاً عبر توعيته عن هذه العملية:
- استخدمي الكلمات المرتبطة بهذه العملية ككلمة بي بي أو نونو أو أي كلمة تدل على هذا المعنى.
- اطلبي من طفلك أن يخبرك عندما تتبلل حفاضته أو تتسخ.
- عرّفي له التصرف الذي يقوم به لكي يميز، كأن تسأليه هل تريد التبول أم التغوط؟
- دعيه يرافقك عند ذهابك للحمام لقضاء الحاجة و احرصي على أن يشعر بالراحة خلال وجوده بالحمام، و أن يرى البول داخل التواليت و كيفية غسله، ليستوعب ماذا يجري.
- من الممكن أن تضعي له كرسي التواليت المستقل في غرفته و أن يبدأ بالجلوس عليه أحياناً و هو في كامل ملابسه، حتى يعتاد على الفكرة و يشعر بالارتياح. و في الخطوة التالية أن يجلس دون ملابس لفترة، لكن إن كان يفضّل القيام فلا تجبريه على الاستمرار في الجلوس.
- خصصي روتين يومي محدد لدخوله الحمام. عادةً يقوم الأطفال بإفراغ أمعائهم مرة يومياً بعد الوجبة الأساسية بساعة. أما التبول فيكون عادةً بعد تناول كمية كبيرة من المشروبات بساعة أيضاً، فاحرصي على دخوله الحمام خلال هذه الفترات.
- خصصي زمن محدد لعرضه على الحمام للتبول، كل ساعة مثلاً و بالتدريج يتباعد الوقت فيصبح كل ساعتين.
- احرصي على بقائك قرب طفلك عندما يكون في الحمام و حاولي التحدث إليه حتى يشعر بالارتياح.
- كوني صبورة معه و لا تعبري عن استيائك إن لم يتجاوب معك في البداية.
نصائح لتعليم آداب استخدام الحمام في مرحلة ما قبل المدرسة:
بعد أن يتدرب طفلك على استخدام الحمام، لا يزال هناك بعض المهارات بحاجة لإتقان، كأن يتعلم كيف ينظف نفسه جيداً بعد الانتهاء من قضاء حاجته. و أن يغسل يديه بالماء والصابون بعد الخروج من دورة المياه.
بالتأكيد هذه المهارات يتم اكتسابها بشكل تدريجي، و مع المتابعة و توعية الطفل عن أهمية نظافته الداخلية و نظافة يديه لمنع حدوث الالتهابات و انتقال العدوى من الجراثيم.
التبول اللا إرادي:
هذه المشكلة يعاني منها ملايين الأسر كل ليلة و هي شائعة جداً و من الممكن أن تستمر أحياناً حتى سنوات المراهقة!
لا يعلم الأطباء السبب الأكيد وراء التبول اللا إرادي أو لماذا يتوقف، لكن في معظم الأحيان لا يكون السبب هو وجود أية مشاكل طبية أو عاطفية عميقة. لكن هذه المشكلة تكون عادةً مرهقة جداً لدى بعض العائلات و مسببة للإحراج. حيث يمتنع الأطفال من الزيارة عند أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو في المخيمات، و يقف الوالدين عاجزين عن حلها.
من الممكن أن يستمر التبول اللا إرادي لفترة من الزمن، لكن يمكن تقديم الدعم العاطفي و الطمأنينة لمساعدة طفلك على تجاوز هذه المِحنة على نحو أفضل حتى تتوقف.
سلس البول الليلي: و هو الاسم الطبي لمشكلة التبول اللا إرادي.
و هو التبول اللا إرادي الذي يحدث في الليل أثناء النوم، أي في العمر الذي يكون الطفل قادرًا على التحكم في المثانة. و هي مشكلة شائعة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الست سنوات.
حوالي 13٪ من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم الست سنوات يقومون بتبليل فراشهم في الليل. بينما يوجد 5٪ من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم العشر سنوات يقومون بذلك أيضاً. يرتبط التبول اللا إرادي في كثير من الأحيان بأحد الأبوين أو الأقارب، فإذا كان أحدهما يعاني من نفس المشكلة في عمر الشباب، فمن المرجح أن يعاني الطفل من المشكلة ذاتها.
التعامل مع التبول اللا إرادي:
عادةً ما تختفي هذه الظاهرة لوحدها، لكن حتى ذلك الوقت من الممكن أن تكون حرجة و غير مريحة بالنسبة لطفلك. لذلك فمن الضروري أن تقدمي له الدعم خلال هذه المرحلة.
أكدي لطفلك أن هذه المشكلة هي جزء طبيعي من النمو، و أنها لا تدوم للأبد. حاولي أن تقدمي لطفلك العديد من السوائل خلال النهار، و تجنبي ذلك في المساء و احرصي على ألا تحتوي هذه المشروبات على الكافئين كالكولا مثلاً. ذكّري طفلك بالذهاب إلى الحمام مساءً قبل النوم.
يجد العديد من الآباء أن الأسلوب التحفيزي و التشجيعي للطفل يثمر في معظم الأحيان. كأن تقدمي له لصاقات إيجابية بعدد الليالي الجافة، و من ثم بعد عدد معين منها، تشتري له هدية أو كتاب مكافأة له.
عندما يستيقظ طفلك و قد بلل سريره لا تصرخي أو تعاقبيه بل دعيه يساعدك في تغيير ملاءات السرير، و أخبريه أن هذا ليس عقوبة إنما مساعدة لك فذلك قد يجعله يشعر على نحو أفضل. و قدمي له الثناء عندما يستيقظ صباحاً بعد ليلة جافة.
متى يجب عليك اللجوء للطبيب؟
إذا بدأت مشكلة التبول اللا إرادي بشكل مفاجئ أو رافقها أعراض أخرى فمن الممكن أن تكون مؤشر على مشكلة صحية و بحاجة إلى علاج. عندها يجب عليك اللجوء للطبيب.
من الممكن أن يبحث الطبيب عن وجود أعراض لالتهابات المجاري البولية أو الإمساك أو مشاكل في المثانة أو داء السكري.
يجب عليك الاتصال بالطبيب إذا حصل لطفلك ما يلي:
- بدأ يبلل سريره فجأة بعد انقطاع تام لمدة ستة أشهر على الأقل.
- بدأ يبلل نفسه خلال النهار.
- الشخير أثناء الليل.
- يشكو من الإحساس بحرقة أو ألم عند التبول.
- بحاجة للتبول بشكل متكرر.
- يأكل أو يشرب أكثر من الحالة الطبيعية.
- لديه تورم و انتفاخ بقدميه أو بالكاحل.
- يبلغ من العمر السابعة أو أكثر و لا زال يبلل سريره.
المراجع:
http://familydoctor.org/familydoctor/en/kids/toileting/toilet-training-your-child.html
http://kidshealth.org/parent/general/sleep/enuresis.html?tracking=P_RelatedArticle
http://www.todaysparent.com/kids/preschool/preschool-potty-etiquette/
http://kidshealth.org/parent/emotions/behavior/toilet_teaching.html
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/allanhenderson/