في المقال السابق تحدثت عن أسباب و أعراض متلازمة النفق الرسغي (ألم اليد و باطن الكف) و العوامل المؤدية لزيادة خطورة الإصابة بها. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع عن الخيارات العلاجية المتوفرة. أتمنى أن تجد الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الاختبارات و التشخيص:
يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة على المريض، و إجراء بعض الفحوصات الطبية، للتأكد من تشخيص متلازمة النفق الرسغي. و يتضمن ذلك:
التاريخ الصحي للمريض و الأعراض التي يعاني منها:
على سبيل المثال و على اعتبار أن العصب المتوسط لا يزود الأحاسيس للإصبع الصغير الخنصر. إذاً في حال وجود مشكلة في الإصبع الصغير أيضاً، معنى ذلك هنالك مشكلة أخرى يعاني منها المريض، غير متلازمة النفق الرسغي.
عادةً ما تظهر أعراض متلازمة النفق الرسغي عند حمل بعض الأشياء في اليد كالهاتف أو الجريدة أو أثناء قيادة السيارة و الإمساك بالعجلة القيادة. كما يسبب ألم متلازمة النفق الرسغي، الاستيقاظ في الليل.
الفحوصات البدنية:
يقوم الطبيب بفحص مدى الإحساس في الأصابع و قوة عضلات اليد.
حني المعصم أو الضغط على العصب، يحفز أعراض متلازمة النفق الرسغي بالنسبة للعديد من الأفراد.
الأشعة السينية:
بعض الأطباء يقوم بتطبيق الأشعة السينية على المنطقة المتضررة من المعصم، لاستبعاد الأسباب الأخرى المؤدية لألم الرسغ، مثل الكسر أو التهاب المفاصل.
Electromyogram:
و هو عبارة عن اختبار لقياس الشحنات الكهربائية الدقيقة التي يتم إنتاجها في العضلات. خلال هذا الاختبار يقوم الطبيب بإدخال إبرة دقيقة ذات قطب كهربائي في عضلات خاصة، لتقييم النشاط الكهربائي أثناء انقباض أو استرخاء العضلة. هذا الاختبار يكشف عن وجود تلف في العضلة و استبعاد وجود مشاكل صحية أخرى.
تقييم النقل العصبي:
يعتمد هذا الاختبار على ربط قطبين كهربائيين إلى سطح الجلد. صدمة كهربائية صغيرة يتم انتقالها عبر العصب المتوسط، و ذلك لمتابعة النبضات الكهربائية، هل تتباطأ في النفق الرسغي أن لا.
يستخدم هذا الاختبار لتشخيص متلازمة النفق الرسغي، و استبعاد مشاكل صحية أخرى.
علاج متلازمة النفق الرسغي:
يفضل علاج متلازمة النفق الرسغي باكراً بعد بداية ظهور الأعراض. تثبيت المعصم و غيره من العلاجات الداعمة، تعتبر أكثر فعالية في الحالات الخفيفة أو المعتدلة (أي بعد ظهور الأعراض بمدة لا تتجاوز 10 أشهر).
- أخذ استراحات متكررة لليد و تجنب النشاطات التي تسبب تفاقم الأعراض سوءاً.
- يساعد تطبيق كمادات باردة على المعصم في تخفيف التورم.
- و من الخيارات العلاجية الأخرى تتضمن: تثبيت المعصم، تناول بعض الأدوية أو إجراء عملية جراحية.
الخيارات العلاجية غير الجراحية:
في حال تم تشخيص المشكلة باكراً، تساعد العلاجات غير الجراحية في تحسين أعراض متلازمة النفق الرسغي. و تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:
تثبيت المعصم:
من خلال ارتداء ضماد يثبت المعصم مثل جبيرة، مع الحرص على وضعه أثناء النوم. مما يساعد في تخفيف الأعراض خاصةً الألم الذي يسبب الاستيقاظ ليلاً.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الفموية:
مثل مادة إيبوبروفين، حيث تساعد في تخفيف الألم لفترة قصيرة.
الستيروئيدات القشرية حقن موضعية:
يقوم الطبيب بحقن مادة الستيروئيدات القشرية مثل الكورتيزون في النفق الرسغي لتخفيف الألم.
في بعض الأحيان يستخدم الطبيب الأمواج فوق الصوتية، لتوجيهه في موضع الحقن. تساعد الستيروئيدات القشرية على تخفيف شدة الالتهاب و التورم. مما يخفف الضغط على العصب المتوسط.
الستيروئيدات الفموية لا تُعتبر فعالة، كما هو الحال بالنسبة للحقن الموضعية في علاج متلازمة النفق الرسغي.
إذا كان سبب متلازمة النفق الرسغي هو التهاب المفاصل الروماتيزم أو غيره من التهابات المفاصل. في هذه الحالة يجب علاج التهاب المفاصل، لتخفيف أعراض متلازمة النفق الرسغي.
الجراحة لعلاج متلازمة النفق الرسغي:
تُعتبر الجراحة الخيار العلاجي المناسب إذا كانت الأعراض شديدة، و لا تستجيب على العلاجات الأخرى.
تهدف هذه الجراحة إلى تخفيف الضغط عن العصب المتوسط، عن طريق تحرير العصب و قص الأربطة التي تضغط عليه.
من الممكن إجراء هذه الجراحة بطريقتين:
جراحة بالمنظار:
يستخدم الطبيب جهاز يشبه التلسكوب مزود بكاميرا لرؤية داخل النفق الرسغي.
يقوم الطبيب لقطع الأربطة من خلال إجراء شق صغير أو اثنين في اليد أو المعصم. الجراحة بالمنظار تسبب ألم خفيف لبضعة أيام أو أسابيع، بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة.
الجراحة المفتوحة:
يقوم الطبيب بإجراء شق في راحة اليد فوق النفق الرسغي. و من ثم قص الأربطة لتحرير العصب المتوسط.
تتضمن المخاطر الناتجة عن هذه العملية:
- عدم تحرير الأربطة بالكامل.
- التهاب الجرح.
- تشكل ندبة مكان الجرح.
- إصابة العصب أو الأوعية الدموية.
خلال فترة الشفاء بعد الجراحة، تنمو الأنسجة و الأربطة مجدداً بشكل تدريجي، مع الحفاظ على مساحة كافية للعصب.
مرحلة الشفاء الداخلية تتطلب بضعة أشهر، لكن شفاء الجرح الخارجي يحتاج بضعة أسابيع فقط.
بعض النصائح المنزلية لعلاج متلازمة النفق الرسغي:
هذه الخطوات تزود المريض بتخفيف مؤقت للأعراض و تتضمن ما يلي:
- أخذ استراحات متقطعة من النشاطات المتكررة المرتبطة باستخدام اليد.
- إنقاص الوزن في حال وجود وزن زائد أو بدانة.
- تدوير الرسغ مع تمدد راحة اليد و الأصابع.
- تناول الأدوية المسكنة للألم مثل مادة إيبوبروفين أو نابروكسين.
- ارتداء ضماد للرسغ في المساء.
في حال استمرار الخدر و التنميل، أو حدوث ضعف في عضلة اليد، و استمرار هذه الأعراض. يجب استشارة الطبيب.
العلاج البديل:
قد يلجأ البعض للاعتماد على العلاج البديل، للمساعدة في التعامل مع متلازمة النفق الرسغي. لكن ينصح باستشارة الطبيب أولاً قبل تطبيق أي علاج بديل.
- تمارين اليوغا: تهدف لتقوية و تحسين وضعية الجسم، بالإضافة لتحقيق التوازن و حركات التمدد للجزء العلوي من الجسم و المفاصل. مما يساعد في تخفيف الألم.
- المعالجة الفيزيائية لليد أو تقنيات الوخز بالإبر، قد تساعد في تخفيف الألم أيضاً.
- العلاج بواسطة الأمواج فوق الصوتية: تعتمد هذه التقنية على تسليط الأمواج فوق الصوتية عالية التركيز، و ذلك لرفع درجة حرارة المنطقة المستهدفة من أنسجة الجسم. لتخفيف الألم و تعزيز الشفاء. المواظبة على العلاج لعدة أسابيع يخفف الأعراض.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/carpal-tunnel-syndrome/symptoms-causes/syc-20355603
https://www.webmd.com/pain-management/carpal-tunnel/carpal-tunnel-syndrome#1
https://www.nhs.uk/conditions/carpal-tunnel-syndrome/