من الأمراض الشائعة جداً في فصل الشتاء خاصةً هي نزلات البرد و الإنفلونزا، و التي تصيب مختلف الأعمار و يطلق عليها في اللغة العامية الرشح و الكريب.
تتشابه الأعراض بين نزلات البرد و الإنفلونزا، و لكن الفيروس المسبب لكل حالة مختلف عن الآخر، فأعراض الإنفلونزا أشد خطورة من نزلات البرد، لكن إذا كنت بصحة جيدة تستطيع التعامل مع كلا الحالتين بسهولة و دون الحاجة لزيارة الطبيب.
الأعراض:
يوجد حوالي مئتي نوع من الفيروسات المسببة لنزلات البرد، بينما يوجد فقط ثلاثة فيروسات مسببة للإنفلونزا، لكن هنالك العديد من السلالات لفيروسات الإنفلونزا، لذلك من الأفضل الحصول على لقاح الإنفلونزا سنوياً.
تتركز أعراض نزلات البرد في منطقة الأنف و البلعوم، كاحتقان الأنف و التهاب البلعوم، بينما يسبب فيروس الإنفلونزا الحمى و ألم في العضلات و الشعور بالتعب أكثر من فيروس البرد، مما يؤثر على صحة الجسم بشكل عام.
أعراض نزلات البرد:
- سيلان الأنف حيث يبدأ بإفراز مخاط واضح ثم يصبح أسمك ويتحول للون الأخضر مع تقدم المرض
- انسداد الأنف (احتقان)
- التهاب البلعوم
- العطاس و السعال
- ارتفاع بسيط في درجة الحرارة قد يرافقه ألم في الأذن أو الصداع (لدى بعض المرضى فقط).
تتراوح مدة الأعراض عادةً من يومين إلى ثلاثة أيام، ثم تتناقص تدريجياً حتى تختفي، لكن من الممكن أن تستمر كحد أقصى مدة أسبوعين، وتحدث العدوى غالباً خلال أول يومين، أي في مرحلة سيلان الأنف و التهاب البلعوم.
أعراض الإنفلونزا:
وتأتي عادةً بشكل أسرع بكثير من أعراض نزلات البرد، و تتمثل بما يلي:
- ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة يصل إلى 38-40 درجة مئوية
- آلام في العضلات
- قشعريرة
- تعرق شديد
- الشعور بالوهن و التعب والحاجة للاستلقاء
- سعال جاف
ممكن للشخص المصاب بالإنفلونزا أن يعاني أيضاً من سيلان الأنف و العطاس، لكن هذه ليست من الأعراض الأساسية للإنفلونزا. تظهر أعراض المرض عادةً بعد انتقال العدوى من يوم حتى ثلاثة أيام، و يحصل الشفاء غالباً خلال أسبوع حتى لو استمر الإحساس بالتعب لمدة أكبر من ذلك.
في معظم الحالات لا تحتاج للعناية الطبية أو تناول الأدوية، لكن في بعض الحالات كالمرأة الحامل أو المسنين بعد عمر الخامسة والستين أو مرضى الربو أو السكري أو القلب، هم بحاجة لزيارة الطبيب والحصول على العلاج لتجنب المضاعفات.
نصائح للوقاية من الإصابة بنزلات البرد و الانفلونزا:
- الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي لحماية الجسم من هذا الفيروس و تخفيف حدة المرض في حين انتقلت العدوى، و يحتاج اللقاح عادةً مدة أسبوعين حتى يصبح فعالاً.
- تعزيز مناعة الجسم عن طريق تناول غذاء صحي و ممارسة بعض التمارين الرياضية يومياً و تناول كمية كافية من الماء و السوائل و يفضّل أن تكون دافئة شتاءً.
- الحفاظ على النظافة و غسل اليدين باستمرار لتجنب انتقال العدوى من الأشخاص المصابين بالمرض.
- تجنب ملامسة العين و الأنف كثيراً، مما يقلل فرصة انتقال العدوى أيضاً.
- تأمين تدفئة جيدة في المنزل في فصل الشتاء يساعد على الوقاية من نزلات البرد و الإنفلونزا.
الحقائق الخمس عن نزلات البرد و ما يُعرف بالرشح:
فيروسات البرد لا تسبب الشعور بالمرض:
الجهاز المناعي لديك هو من يعطيك هذا الشعور، فعندما تصاب بنزلات البرد يقوم الفيروس بمهاجمة الأنف و الجزء الخلفي من البلعوم، وهذا يحفز عدة أعراض للمرض كالصداع و انسداد الأنف.
إن احتقان الأنف يكون بسبب انتفاخ و تورم الأنسجة المنتصبة في الأنف:
خلال نزلات البرد، تعتبر بطانة الأنف كالجبهة المقاتلة للمرض، فعندما تشعر بانسداد الأنف، هذا لا يكون بسبب امتلاء الأنف بالمواد المخاطية و لكن هذا الإحساس ينتج عن التهاب الأوعية الدموية الموجودة في الأنف.
تتكون بطانة الأنف من أنسجة منتصبة كالتي توجد في الأعضاء التناسلية، و عندما تعاني من نزلات البرد، تنتفخ هذه الأوعية الدموية و الأنسجة المنتصبة لمكافحة الفيروس، مما يؤدي لتضيق مرور الهواء في الأنف و يُحد من تدفق الهواء أثناء التنفس.
يمكنك التقاط نزلات البرد من عينيك:
عندما يقوم شخص مصاب بنزلات البرد بالعطاس أو السعال أمامك، فمن الممكن لبعض قطرات اللعاب أو المفرزات المخاطية التي تحتوي على الفيروس أن تنتشر في الهواء أو في يد المصاب إذا حاول تغطية فمه أثناء ذلك. فإذا قمت بمصافحة المريض أو استخدام أدواته كمقبض الباب مثلاً، عندها سوف ينتقل الفيروس إليك، فمعظمنا يقوم بلمس عينيه أو أنفه أكثر مما نتخيل.
يوجد مجرى هواء يربط العينين مع جوف الأنف و البلعوم، لذلك فإن الفيروس يستطيع الانتقال بسهولة من مجرى العين حتى جوف الأنف و البلعوم مما يسبب الالتهاب، و تستطيع تجنب الالتهاب عن طريق غسل اليدين بشكل مستمر.
تعاني النساء من نزلات البرد أكثر من الرجال:
و يعود السبب لاحتكاك النساء مع الأطفال أكثر من الرجال، فالأطفال عُرضة لنزلات البرد حوالي عشرة مرات سنوياً، بينما يتعرض البالغون للمرض عادةً مرة واحدة أو مرتين فقط. لذلك فالأشخاص الذين يكونون على احتكاك دائم بالأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة، كالمعلمات في الروضة أو المدارس.
المفرزات المخاطية الصفراء هي بسبب كريات الدم البيضاء:
عندما يقوم جهازك المناعي بمكافحة الفيروس المسبب لنزلات البرد، فإن من أهم أعراض هذا المرض هو سيلان المفرزات المخاطية من الأنف. ومع تطور المرض تتحول هذه المفرزات إلى اللون الأصفر و يصبح قوامها أسمك ثم بعد ذلك تتحول للون الأخضر. إن كريات الدم البيضاء هي المسؤولة عن هذا التغير في اللون و القوام. فمع تطور المرض تقوم كريات الدم البيضاء بالتوجه لتجويف الأنف بأعداد هائلة مسببة هذا التغير. يعتبر العديد من الناس أن هذا التغير في اللون والقوام للمفرزات المخاطية هو بسبب البكتيريا ولكن هذا خاطئ، إنما السبب هو وجود الملايين من كريات الدم البيضاء في هذه المفرزات المخاطية.
وفي مقالتي التالية سوف أتحدث عن المضاعفات التي قد تنتج عن هذا المرض و أساليب العلاج، أتمنى أن تنال إعجابكم و شكراً للمتابعة.
المراجع:
http://www.mayo.edu/pmts/mc2400-mc2499/mc2443-lac.pdf?_ga=1.253304969.120791849.1446208319
http://www.nhs.uk/Livewell/coldsandflu/Pages/Fivefactsaboutcolds.aspx
http://www.nhs.uk/Livewell/coldsandflu/Pages/Isitacoldorflu.aspx
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/ariesandrea/