هنالك العديد من التأثيرات الشائعة التي ترتبط مع قلة النوم، مثل الشعور بالتعب و عدم التركيز في العمل. لكن هل تعلم أن تأثير عدد ساعات النوم له أبعاد أكثر بكثير مما قد يخطر في بالك
يعاني شخص من بين كل ثلاثة أشخاص من افتقار النوم، إما نتيجة توتر أو ضغوطات العمل التي تنتقل إلى المنزل، أو غيرها العديد من الأسباب التي نضع اللوم عليها غالباً.
المضاعفات الناتجة عن قلة النوم أكثر بكثير من موضوع تقلبات المزاج و قلة التركيز. إن تكرار حالات قلة النوم ترتبط مع زيادة خطورة الإصابة بالمشاكل الصحية المزمنة، بما في ذلك البدانة و الأمراض القلبية و داء السكري. إذاً بات من الواضح الأن أن قلة النوم الفعال ليلاً هو ضروري للتمتع بنمط حياة صحية فترة أطول.
كم هو عدد ساعات النوم الصحية التي يحتاجها الجسم يومياً؟
بشكل عام يحتاج معظم الأفراد للنوم المتواصل ليلاً بمعدل ثماني ساعات، حتى يتمكن من أداء وظائفه بشكل صحيح. لكن قد يحتاج البعض ساعة إضافية أو ساعة أقل. الأمر الهام هو الانتباه لكمية النوم التي يحتاجها جسمك يومياً، و محاولة تلبية حاجاته قدر الإمكان.
و كقاعدة عامة:
إذا استيقظت صباحاً و أنت تشعر بالتعب، و قضيت معظم يومك تنتهز الفرصة للحصول على قيلولة، معنى ذلك أنك لا تحصل على كمية كافية من النوم.
هنالك العديد من العوامل التي تؤدي إلى قلة النوم، بما في ذلك بعض المشاكل الصحية، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم. و هو ما يحدث في حالات الشخير عادةً. لكن في معظم حالات قلة النوم يعود السبب إلى عادات النوم السيئة.
ماذا يحدث إذا لم يحصل الجسم على حاجاته من النوم؟
- يعاني الجميع من الشعور بالتعب و قلة التركيز بعد قضاء ليلة طويلة دون التمتع بالنوم العميق الجيد. إن الافتقار للنوم من حين لآخر يجعلك تشعر بالتعب و الإرهاق في اليوم التالي، لكنه لن يؤذي صحتك.
- أما بعد مرور عدة ليالٍ من قلة النوم، تصبح التأثيرات العقلية أكثر خطورة. حيث يشعر الدماغ بالإرهاق، و عدم القدرة على التركيز، و صعوبة في اتخاذ القرارات. تفتقر للنشاط و الحيوية و قد تغفو خلال النهار!
- تزداد خطورة التعرض لحادثة ما في المنزل أو العمل أو أي مكان.
- إذا استمرت قلة النوم، قد يؤثر ذلك على الصحة عموماً. و تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية مثل البدانة و أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم و داء السكري.
بالإضافة إلى التأثيرات السلبية التالية الناتجة عن قلة ساعات النوم:
مشاكل في الذاكرة:
خلال فترة النوم يقوم الدماغ بتشكيل اتصالات عصبية جديدة، تساعد في تركيز المعلومات الحديثة و استرجاعها عند الحاجة إليها. قلة ساعات النوم، يؤثر سلباً على الذاكرة سواءً قصيرة المدى أو بعيدة المدى.
تشكل الهالات السوداء تحت العين و ظهور علامات الشيخوخة المبكرة:
عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من النوم، يقوم الجسم بتحرير كميات إضافية من هرمون التوتر الكورتيزول. و عندما تزداد كمية الكورتيزول في الدم تقوم خلايا البشرة بتحطيم الكولاجين البروتينات الذي يحافظ على حيوية و مرونة البشرة.
كما يضعف تحرير هرمون النمو عندما لا يحصل الجسم على كفايته من النوم، مما يؤثر على تعويض الأنسجة التالفة و ترميم الخلايا. و يؤثر على عمل الجسم.
إليك أهم الفوائد و التأثيرات الإيجابية الناتجة عن التمتع بنوم هانئ في الليل:
تقوية مناعة الجسم:
إن الافتقار للنوم لفترة طويلة من الزمن يضعف الجهاز المناعي الداخلي و يؤثر على أدائه.
يساعد النوم الصحي على الحفاظ على الوزن المثالي:
إن قلة ساعات النوم قد تؤدي للبدانة. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون ساعات أقل، هم أكثر عرضة لزيادة الوزن. لأن قلة النوم تؤثر على مستوى الهرمونات التي تتحكم في الإحساس بالجوع و الشبع. حيث تؤدي قلة النوم إلى انخفاض تركيز هرمون الليبتين المسؤول عن الإحساس بالشبع، و من ناحية أخرى تسبب قلة النوم زيادة إنتاج هرمون الغريلين الذي يحفز الإحساس بالجوع.
التمتع بنوم صحي يحسن من الأداء العقلي:
إن قلة النوم لليلة واحدة، قد يؤثر على اليوم التالي، و يسبب تقلبات في المزاج طيلة اليوم. و بالتالي لا تستغرب إن قلت لك أن قلة النوم لفترات طويلة الأمد، تسبب اضطرابات في المزاج أكثر شدة، و تؤدي للإصابة بالاكتئاب و القلق. فقد أظهرت نتائج الإحصائيات أن معظم الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب و القلق، كانت معدل ساعات النوم لديهم لا تتجاوز ست ساعات ليلاً.
الوقاية من داء السكري:
الأفراد الذين ينامون أقل من خمس ساعات في الليل، تزداد خطورة إصابتهم بداء السكري النمط الثاني. و ذلك من خلال تأُثير قلة النوم على استقلاب الجلوكوز و تحويله إلى طاقة.
التمتع بنوم جيد يساعد في زيادة الرغبة الجنسية:
فالشخص الذي لا يتمتع بنوم جيد سواءً الرجل أو المرأة، يؤدي ذلك لانخفاض الرغبة الجنسية لديهم بشكل ملحوظ.
الوقاية من الأمراض القلبية:
إن قلة ساعات النوم ترتبط مع زيادة معدل ضربات القلب و زيادة ضغط الدم و زيادة إنتاج مواد كيميائية معينة ترتبط مع حالات الالتهابات، مما يؤدي لجهد إضافي على القلب.
زيادة الخصوبة:
من إحدى العوامل الهامة التي تؤثر على موضوع الحمل، هو عدد ساعات النوم المتواصلة ليلاً سواءً بالنسبة للرجال و النساء.كيف يمكن تعويض ساعات النوم القليلة؟
إذا لم تكن تحصل على كمية كافية من النوم، فالطريقة الوحيدة للحل هي النوم ساعات إضافية. أما إن كانت المشكلة نتيجة الأرق. فيمكنك الاعتماد على الخيارات العلاجية المتوفرة لعلاج الأرق.
المراجع:
https://www.nhs.uk/Livewell/tiredness-and-fatigue/Pages/lack-of-sleep-health-risks.aspx
https://www.webmd.com/sleep-disorders/features/10-results-sleep-loss#1
https://www.healthline.com/health/sleep-deprivation/effects-on-body#1
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/eef-ink/