تحدثنا في مقالات سابقة عن الفرق بين نزلات البرد و الانفلونزا و كيف علاج كل منها و أهم الوصفات الطبيعية و النصائح الفعالة لعلاجها.
أما اليوم و على اعتبار أن موسم الانفلونزا قد بدأ للتو. رغبت أن أذكر بعض التفاصيل عن مرض الانفلونزا، لتغطية أكبر قدر من المعلومات. لعلها تفيدنا جميعاً بإذن الله 🙂
عندما تقابل شخصاً ما مصاباً بالانفلونزا، قد ينتابك القلق حول انتقال العدوى لك أيضاً. قد تتسائل عن فترة حضانة المرض إلى أن تظهر الأعراض عليك. و ما هي مدة العدوى؟
فترة حضانة فيروس الانفلونزا:
فترة حضانة المرض: هي عبارة الفترة بين التعرض للفيروس و بين بدء ظهور الأعراض.
فترة حضانة فيروس الانفلونزا تتراوح بين 24 ساعة إلى أربعة أيام. لنقل أن فترة الحضانة وسطياً هي عبارة عن يومين.
هذا يعني أنك إذ تعرضت لفيروس الانفلونزا و أصبت بالعدوى. سوف تبدأ أعراض المرض بالظهور لديك مثل ارتفاع درجات الحرارة و آلام الجسم، بين 24 ساعة إلى أربعة أيام بعد التقاط العدوى.
بعد الإصابة بالانفلونزا، متى تكون مُعدياً؟
من العوامل التي تساهم في كيفية انتشار فيروس الانفلونزا أيضاً، هو متى يمكنك أن تنقل العدوى تماماً.
على عكس العديد من الأمراض الشائعة الأخرى التي يمكنك نقل العدوى فقط عند ظهور أعراض المرض عليك. فإن فيروس الانفلونزا يبدأ في نقل العدوى خلال 24 ساعة قبل أن تظهر الأعراض على المريض و أن يعلم أنه مريض أساساً.
الشخص البالغ:
بعد أن تبدأ الأعراض بالظهور، يستطيع الشخص البالغ أن ينشر الفيروس و يسبب العدوى لمدة 5-10 أيام!! كمية الفيروسات التي تنتشر من المريض، تتناقص تدريجياً بعد 3-5 أيام من ظهور العدوى.
أكثر مدة يتم فيها نشر الفيروس و نقل العدوى هي خلال ال 24 ساعة التي تسبق ظهور الأعراض. و تستمر إلى 3-5 أيام التي تليها.
بالنسة للأطفال:
فبإمكانهم نقل العدوى بفيروس الانفلونزا لمدة أطول من البالغين تصل لعشرة أيام. و في بعض الأحيان أكثر من ذلك أيضاً.
الأفراد ذوي المناعة المنخفضة:
بإمكانهم نشر فيروس الانفلونزا و نقل العدوى لعدة أسابيع أو حتى أشهر بعد إصابتهم بالمرض.
أعراض الانفلونزا عادةً لا تظهر بشكل تدريجي. غالباً ما يصف المرضى بداية مرض الانفلونزا كما لو أنهم اصطدموا بشاحنة!
تستيقظ بصحة جيدة و تشعر أنك بخير، ثم و بشكل مفاجئ بعد ساعة مثلاً، تشعر أنك غير قادر على الحركة! هذا أحد ما يميز الانفلونزا عن نزلات البرد!!
كيف ينتشر فيروس الانفلونزا؟
خلال أشهر الشتاء، ينتشر فيروس الانفلونزا بسرعة فائقة.
نحن نعلم أنه شديد العدوى. و يبدأ بالانتشار حتى قبل أن تظهر الأعراض. لكن هل تعلم حقاً كيف ينتشر و ينتقل من شخص لآخر بسهولة؟
على عكس الاعتقاد الشائع، إنه ليس بسبب الطقس البارد!
على الرغم من أن البرد و الهواء الجاف يعني سهولة انتقال الفيروس و إصابة الناس بسهولة. لكنه لا يسبب المرض حقاً.
القطرات:
ينتقل فيروس الانفلونزا عبر القطرات. أي عند السعال و العطاس أو أي قطرة سواء ً تخرج من اللعاب أو من من الجهاز التنفسي، بمكانها أن تنتشر لشخص آخر.
و يحدث ذلك غالباً بطريقتين: الطريقة الأولى:
أثناء التحدث أو السعال أو العطاس. فإن القطرات الدقيقة تتحرر من الفم إلى الهواء لمسافة قد تصل إلى ستة أقدام بعيدة عنك!
أي شخص موجود حولك، بإمكانه استنشاق هذه القطرات المجهرية التي تحتوي على فيروس الإنفلونزا.
الطريقة الأخرى المحتملة للعدوى:
هي أن هذه القطرات الصادرة عن العطاس أو السعال أو التنفس، قد حطّت على جسم ما في الغرفة. و شخص آخر قد لمس هذا الجسم. ثم لمس عينيه أو فمه أو أنفه مثلاً. فانتقل الفيروس إليه.
إذا كانت مناعة الشخص غير قادرة على القضاء على الفيروس، سوف تظهر أعراض المرض لديه خلال يوم إلى أربعة أيام بعد التقاط العدوى. و أصبح بإمكانه من الآن نشر الفيروس، و نقل العدوى. حتى قبل درايته أنه مصاب بالفيروس. و قبل بدء ظهور الأعراض.
كيف نحمي أنفسنا و الآخرين من عدوى الانفلونزا؟ (قبل الإصابة بالعدوى)
يعلم معظم الأفراد أنه يجب عليهم البقاء في المنزل أثناء المرض مثل عدوى الانفلونزا. (على الرغم من أن العديد من الأفراد لا يلتزم بذلك!).
لكن من الصعب تجنب نقل الفيروس عندما لا تعلم أصلاً أنك مصاباً بالعدوى. (و هي الفترة السابقة لظهور الأعراض).
- لذلك من الضروري جداً التحصن و أخذ لقاح الانفلونزا سنوياً. عندما يتم تطعيم الجسم ضد فيروس الانفلونزا، تزداد قدرة الجسم على مكافحة الفيروس قبل أن ينتشر في جسمك. و تنخفض احتمالية نقل العدوى للآخرين أو لنفسك. لقاح الانفلونزا أو ما يعرف بالعامية بلقاح الكريب، لا يشكل حماية 100 % من الفيروس. لكنه يوفر فرصة أكبر للوقاية من العدوى أكثر من أي وسيلة أخرى.
- غسل اليدين بشكل متكرر.
- تغطية الفم أثناء السعال أو العطاس.
- تجنب الجلوس أو الاحتكاك مع أفراد هم في خطر كبير للإصابة بمضاعفات خطيرة من العدوى بالانفلونزا.
إن منع انتشار فيروس الانفلونزا هو مسؤوليتنا جميعاً. حتى و إن اعتقدت أنك لن تكون في خطر إذا ما أصبت بالانفلونزا. قد تشكل خطراً على شخص آخر. قد ينتقل له المرض بسببك.
كيفية الوقاية من الانفلونزا بعد التعرض للفيروس: (بعد الإصابة بالعدوى)
على الرغم من توفر العديد من المنتجات و الوصفات الطبيعية التي تساعد على القضاء على الانفلونزا. إلا أنها جميعاً أساليب وقائية فحسب. بل أفضل طريقة لمنع التعرض للفيروس من الأساس هو الحصول على لقاح الانفلونزا سنوياً.
عندما تقابل شخصاً مصاباً بالانفلونزا، ينصح باتباع ما يلي:
- تجنب الاتصال المباشر مع المريض.
- اغسل يديك بشكل متكرر.
- فيتامين سي: (فيتامين ج) : فيتامين سي لا يمكنه أن يوفر حماية ضد الفيروس. و لا أن يَقيك من الإصابة بالمرض. إنما نظراً لفوائده في تقوية مناعة الجسم، قد يشكل حماية أكبر لجهازك المناعي، للتغلب على العوامل الممرضة.
- مرطب الجو: تشير الدراسات أن الفيروسات مثل فيروس نزلات البرد و الانفلونزا ينتشر بسهولة في الجو البارد و الجاف. لذلك فهو أكثر شيوعاً في الشتاء. استخدام مرطب للجو في المنزل خلال فصل الشتاء، يساعد على ترطيب المجاري التنفسية. لا يمكن القول أنه فعّال في مكافحة المرض، إنما وسيلة وقائية مساعدة لتجنب العدوى.
- الأدوية المضادة للفيروسات: إذا كنت من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة الناتجة عن الانفلونزا> قد يصف لك الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات> حيث تساعد في تخفيف شدة و مدة الأعراض. إنما في حالات خاصة فقطK و ليس لجميع المرضى.
ماذا يجب عليك ألا تفعل عندما تُصاب بالانفلونزا؟
لا تتعرض للأشخاص الذين لديهم خطر الإصابة بالمضاعفات الناتجة عن الانفلونزا:
و تتضمن هذه الفئة ما يلي:
- الأطفال أقل من عمر خمس سنوات
- النساء الحوامل أو اللاتي وضعن أطفالهن حديثاً خلال أسبوعين خاصةً
- المسنون أكبر من عمر 65.
- الذين يعملون في دور الرعاية الصحية.
- المرضى المصابون بالأمراض المزمنة في مختلف الفئات العمرية مثل الربو، الصرع، داء السكري، الأمراض القلبية أو أمراض الكبد أو الرئة أو الكلى.
- ذوي المناعة المنخفضة مثل مرضى السرطان و المصابون بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة الإيدز أو يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة.
لا تتناول المضادات الحيوية:
مرضى الانفلونزا هي بسبب فيروس و ليس بكتيريا. و بالتالي تناول المضادات الحيوية لن يفيد في القضاء على الفيروس. بل سوف يقضي على البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم فحسب. و بالتالي سوف يضعف مناعة الجسم أكثر.
لا تبذل جهداً لتقاوم المرض:
لا تستمر في أداء نشاطاتك و مهامك اليومية أثناء إصابتك بالمرض. فالجسم بحاجة إلى الراحة حى يتمكن من المقاومة و التغلب على العدوى.
لا تشخّص المرض من تلقاء نفسك:
نزلات برد بسيطة أو اضطرابات في المعدة قد ينسبها البعض إلى أنها انفلونزا. حتى و إن تشابهت بعض الأعراض، إلا أن هنالك علامات فارقة تميز الانفلونزا أهمها الحمى، الصداع، آلام الجسم و التعب و الإرهاق الشديدين بحيث يمنعك أساساً من القدرة على الحركة و مواصلة نشاطك.
أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية. و أن تكون قد وجدت الفائدة المطلوبة و شكراً لمتابعتك.
المراجع:
https://www.verywellhealth.com/flu-incubation-period-770308
https://www.verywellhealth.com/what-not-to-do-when-you-have-the-flu-770318
https://www.verywellhealth.com/people-at-high-risk-for-flu-complications-770497