فرط نشاط المثانة، هي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تؤدي إلى الرغبة الملحة في التبول، و زيادة عدد مرات إفراغ المثانة.
هنالك العديد من الأسباب المؤدية لفرط نشاط المثانة، و التي تتضمن حالات العدوى أو التعرض لإصابة ما أو اعتلال الأعصاب أو تناول بعض الأدوية.
أما عن الخيارات العلاجية، تختلف تبعاً للأسباب المؤدية لفرط نشاط المثانة. و تتضمن تغيير العادات اليومية أو تناول أدوية معينة أو التحفيز العصبي.
ما هو فرط نشاط المثانة؟
فرط نشاط المثانة هي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تؤدي إلى التبول بشكل متكرر. و تؤدي للرغبة الملحة للتبول بشكل لا يمكنك التحكم به أو السيطرة عليها. قد تؤدي للسل البولي أو التبول الليلي.
تُعتبر مشكلة فرط نشاط المثانة، أكثر شيوعاً لدى الأفراد مع التقدم في السن، بعد عمر 65 سنة أو أكثر. لكنها قد تصيب النساء خاصةً في عمر أصغر، قد يبدأ عادةً مع الوصول لعمر 45 سنة!
مشلكة فرط نشاط المثانة من المشاكل الصحية الشائعة، التي تؤثر على 30% من الرجال و 40% من النساء.
و قد تكون نسبة المرض أعلى من ذلك. لكن قد يشعر المريض في الإحراج، فيمتنع عن استشارة الطبيب! و هنا تصبح المشكلة أكبر و أكثر سوءاً.
هل يمكن أن تتحسن أعراض فرط نشاط المثانة من تلقاء نفسها، و التخلص منها تماماً؟
لن تزول مشكلة فرط نشاط المثانة من تلقاء نفسها. ما لم يتم علاجها.
بل في حال إهمالها، يتفاقم الوضع سوءاً. و قد ينتج عنه مضاعفات أخرى، و تؤثر على جودة الحياة و تسبب التوتر.
ما هي أعراض فرط نشاط المثانة؟
تمثل مشكلة فرط نشاط المثانة بمجموعة من الأعراض، التي تتضمن ما يلي:
الرغبة الملحّة في التبول:
و تظهر هذه الرغبة الملحة بشكل مفاجئ، لا يمكن التحكم به و لا السيطرة عليه. فيكون لدى المريض زمن قصير جداً للوصول إلى الحمام، و قضاء الحاجة في المكان المناسب!
التبول المتكرر:
الحاجة المتكررة للتبول، تعني الزيارات المتكررة جداً للحمام، بشكل أكبر من المعتاد.
السلس البولي:
يحدث السلس البولي بشكل مفاجئ، و رغبة ملحّة للتبول، بحيث لا يمكن التحكم بها. مما قد يؤدي لتسرب البول دون القدرة على حبسه.
التبول الليلي:
هو الحاجة للاستيقاظ من النوم لقضاء الحاجة، على الأقل مرتين كل ليلة.
ما هي الأسباب المؤدية لفرط نشاط المثانة؟
هنالك العديد من الأسباب التي تتفاوت في شدتها، قد تؤدي لفرط نشاط المثانة.
التعرض لإصابة ما، بحيث تؤثر على عضلة المصرة البولية، قد تسبب فرط نشاط المثانة.
عضلة المصرة البولية هي عبارة عن مجموعة من الألياف العضلية الملساء التي تبطن جدار المثانة.
تتضمن هذه المشاكل الصحية:
إصابة لمنطقة البطن:
الحمل و الولادة قد تسبب تمدد و ضعف في عضلات منطقة الحوض عند المرأة.
عضلات الحوض هي عبارة عن العضلات و الأنسجة التي تدعم الأعضاء الموجودة في منطقة أسفل البطن.
في حال حدوث ضعف في عضلات الحوض، قد يحدث هبوط في المثانة أو خروج عن موضعها الطبيعي.
تلف الأعصاب:
في بعض الأحيان يرسل الجسم إشارات للدماغ و المثانة للتبول في الأوقات الخاطئة.
من الأمثلة عن بعض الأمراض و الإصابات التي قد تسبب تلف الأعصاب تتضمن، إجراء عملية لمنطقة الحوض أو الظهر، العلاج بالأشعة، مرض باركنسون، مرض التصلب اللويحي، السكتة الدماغية، أو الانزلاق الغضروفي.
تناول بعض الأدوية أو الكحول أو الكافئين:
جميع هذه المواد قد تؤثر على عمل الأعصاب. و تؤثر على الإشارات العصبية الدماغية، و تسبب فرط نشاط المثانة.
تناول المدرات البولية أو المنبهات قد تحفز المثانة على الامتلاء بسرعة، و من المحتمل أن يحدث تسرب في البول.
حالات العدوى و الالتهابات:
التعرض لعدوى مثل التهابات المجاري البولية، قد تسبب تهيج لأعصاب المثانة و تدفع المثانة لإفراغ البول دون سابق إنذار.
زيادة الوزن:
زيادة وزن الجسم تضع المزيد من الضغط على المثانة، مما يسبب الرغبة الملحة في التبول و السلس البولي.
انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث لدى النساء:
قد تسبب التغيرات الهرمونية (مثل حالة انقطاع الطمث)، السلس البولي و الرغبة الملحة في التبول. يمكن التغلب على هذه المشكلة و علاجها بواسطة العلاج بالهرمونات البديلة الاستروجين المهبلي.
الاختبارات و التشخيص:
يتم تشخيص مشكلة فرط نشاط المثانة، من خلال معرفة الأعراض و إجراء الفحوصات البدنية للأعضاء حول منطقة الحوض و الشرج.
قد يطرح الطبيب بعض الأسئلة على المريض، لتأكيد التشخيص، بما في ذلك:
- مدة هذه الأعراض
- تحديد الأعراض التي يعاني منها
- ما هي الأدوية التي يتناولها المريض
- كمية المنبهات و السوائل المتناولة يومياً
- وجود تاريخ صحي عائلي سابق لفرط نشاط المثانة
و تبعاً للنتائج، قد يحتاج لتحويل المريض لطبيبب أخصائي بالأمراض البولية، لإجراء المزيد من الفحوصات المخصصة، و التي تتضمن:
تحليل للبول:
من خلال إجراء تحليل للبول، يتم الكشف عن وجود كائنات ممرضة أو خلايات كريات الدم الحمراء أو البيضاء. للكسف عن أي حالات عدوى أو التهابات في حال وجودها.
فحص ديناميكي للمثانة:
لقياس كمية البول المتبقي في المثانة بعد قضاء الحاجة و إفراغ المثانة.
يتم قياس كمية البول و سرعة تدفق البول و كمية الضغط في المثانة عندما تكون مملتئة تماماً.
الأمواج فوق الصوتية:
إجراء هذه الصور، تسمح للطبيب بالكشف عن تفاصيل المثانة و أي خلل فيها.
التصوير المقطعي المحوسب:
هو عبارة عن فحص ثلاثي الأبعاد للمثانة، يظهر تفاصيل المثانة بوضوح و أي خلل فيها.
التنظير:
يستخدم الطبيب أداة معينة للكشف عن داخل المثانة من الإحليل.
يستخدم الطبيب جل مخدر موضعي لمنطقة الإحليل قبل إدخال الأداة لمنع حدوث الألم، أثناء الفحص.
و للحديث تتمة 🙂
في المقال التالي بإذن الله تعالى، سوف نكمل الموضوع حول الخيارات العلاجية المتوفرة. و أهم النصائح للوقاية من هذه المشكلة أو التغلب عليها و كيفية التحكم بالأعراض.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية إخوتي الكرام، و شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://www.everydayhealth.com/overactive-bladder
https://www.healthline.com/health/overactive-bladder
https://www.healthlinkbc.ca/health-topics/overactive-bladder
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14248-overactive-bladder
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/overactive-bladder/symptoms-causes/syc-20355715