لا يخفى الأمر أن كونك أب أو أم، هو من أكبر الأدوار تحدياً في العالم!
نحاول جاهدين بمختلف الوسائل، لتنشئة أطفالنا في نموذج سليم. ليكونوا أصحاء و سعداء و ناجحين في حياتهم.
نستشير من حولنا و نقرأ الكتب و نبحث في العديد من المواقع، عن كيفية تربية أطفالنا التربية الصحيحة. و كيفية التغلب على التحديات و العقبات التي ستعترضنا خلال كل مرحلة.
بغض النظر عن الأسلوب الذي اخترناه، في نهاية اليوم، سيعود الأمر لطبيعة العلاقة التي ننشأها مع أطفالنا.
كلما كانت علاقة الأهل مع أطفالهم قوية، كلما كانت النتائج أفضل.
فهم علاقة الوالدين مع أولادهم:
العلاقة التي تنشأ بين الأبوين و أبنائهم، هي علاقة فريدة من نوعها. هي الرابطة التي تغذي نمو الطفل بشكل شامل.
هذه العلاقة هي حجر الأساس لسلوكهم و شخصيتهم و سماتهم و قيمهم.
أهمية العلاقة بين الوالدين و أطفالهم:
- الطفل الذي تتوفر لديه علاقة صحية إيجابية مع والديه، هو أكثر فرصة لتطوير علاقات إيجابية مع أشخاص آخرين من حوله. ويمكنه إقامة روابط وصداقات آمنة مع أقرانه.
- تكون لديه قدرة أكبر على التحكم بمشاعره، عندما يواجه حالات توتر و مواقف صعبة.
- الروابط القوية مع الوالدين، تساعد الطفل في تعزيز قدراته المعرفية و العاطفية و تطوره الاجتماعي. كما تساعد الطفل في إظهار السلوكيات الاجتماعية الإيجابية.
- متابعة الأهل الدائمة لأطفالهم، و اطلاعهم على مجريات حياة الطفل اليومية، تساعدهم في التأكد أن أطفالهم قادرين على التطور بشكل أفضل اجتماعياً و أكاديمياً. أي أن الطفل قادراً على تحسين نموه و علمه سواءً على الصعيد الاجتماعي و علاقته مع الآخرين، أو على الصعيد العلمي و تفوقه في دراسته.
- الأطفال الذين يتمتعون بروابط قوية و متينة مع والديهم، يتعلمون المهارات الضرورية و القيم اللازمة التي تضعهم على طريق النجاح للمستقبل.
أهم النصائح لتقوية الروابط و العلاقة بين الأهل و الأطفال:
التعبير باستمرار عن محبتك لطفلك:
قد تبدو هذه الفكرة أساسية و بدائية جداً. لكنها أمر ضروري واجب على كل والد أو والدة أن يخبروا أطفالهم أنهم يحبونهم.
الطفل بحاجة للشعور بالحب و الأمان بشكل ثابت.
عبّر عن محبتك لطفلك بشكل دائم، مع استمرار نموه و بغض النظر عن عمره.
حتى وسط الخلافات و سوء الفهم، اجعل طفلك يشعر أنك تحبه دون قيود أو شروط.
وفّر له الاهتمام:
كونك منهمك بجداول عملك المزدحمة و مسؤوليات الحياة المتزايدة، لا يجب أن يكون عذراً أبداً، لعدم قضائك وقت كافِ مع أطفالك.
قدّم لهم الوقت و الاهتمام دائماً. سواءً كانوا يلعبون بألعابهم، أو يشاهدون التلفاز، أو يستمتعون بتناول طعامهم المفضل. خذ بعض الوقت و اجلس بجانبهم.
تحدّث معهم ببساطة و انهمك معهم في العمل الذي يقومون به. و أعطهم الحب و الاهتمام.
تطوير تقاليد و طقوس أو عادات خاصة بين الأهل و الطفل:
ترسيخ عادات أو طقوس خاصة، تزيد من شعور الطفل بالأمان.
منذ نعومة أظافرهم ابدأ بترسيخ هذه الطقوس، و لتستمر معكم مدى الحياة.
على سبيل المثال، قد تؤسس عادة أو روتين ثابت قبل موعد النوم. مثلاً قد تقرأ لهم كتاب أو قصة قبل وضعهم في السرير.
ثم قد تؤسس روتين أو عادة أسبوعية خاصة بكم، لنشاط عطلة نهاية الأسبوع. مثل غداء عائلي أو مشاهدة فيلم معاً في العطلة الأسبوع. أو أي فكرة أخرى قد تخطر على بالك و تناسب نمط حياتك.
بغض النظر عن المرحلة العمرية، الفكرة الهامة هي تمضية وقت معاً في أداء بعض النشاطات التي تقوي الروابط فيما بينكم.
تناول وجبات الطعام معاً:
إن تناول وجبة الطعام معاً كعائلة أمر في بالغ الأهمية.
فترة تناول الطعام هي الوقت الأمثل لإجراء محادثات جيدة و المشاركة معاً. هذا قد يكون نشاط ممتمع لتقوية الروابط أيضاً.
تأكد من إزالة العراقيل و كل المعيقات خلال وجبات الطعام. أطفئ التلفاز و أبعد الأجهزة الالكترونية. خصّص هذا الوقت للتحدث و الاستمتاع بصحبة بعضكم البعض فقط.
استيعاب مشاعرهم:
إذا لجأ الطفل إليك لمشاركة مشاعره حول أي شيء كان. تأكد من الترحيب به و الاستماع له و استيعابه.
استمع له و اجعله يشعر أنك تفهمه و تقدّر شعوره.
ربما قد يرغب طفلك بمشاركتك حول يومه السيء الذي واجهه في المدرسة اليوم، أو حول صعوبة تأديته لواجباته المنزلية، أو خلافه مع زملائه في المدرسة.
مهما كان سبب الاستياء لديه، كن موجود دائماً لدعمه. لا تحكم عليه!
قدّر مشاعرهم و كن منفتح لمناقشتها معهم.
الرابطة الخاصة القوية بين الطفل و أهله، هي من أقوى الروابط و أصدقها، التي يمكن أن يحصل عليها الشخص في حياته.
نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا أهلنا و يجزيهم عنا كل خير. و أن يقدرنا على تربية أطفالنا و تنشئتهم نشأة صالحة تنفعهم في الدنيا و الآخرة.
المراجع:
https://www.thepillarsclc.com/why-a-parent-child-relationship-is-important