من الطبيعي أن يُعبّر الأطفال عن جنسهم و اهتمامهم بالاختلافات بين الجنسين من خلال سلوكهم.
كيف يقومون بذلك، يعتمد على مرحلة تطورهم و نموهم.
من الضروري فهم الفرق بين السلوك الجنسي العادي، و السلوك الجنسي خارج النطاق الطبيعي المتوقع في كل فئة عمرية.
عندما تلاحظ قيام الطفل بتصرفات جنسية غير عادية بالنسبة لعمره، يجب أخذ الموضوع بجدية و البحث عن السبب و التماس الحل المناسب.
لذلك ما هو التصرف الطبيعي و ما هو دون ذلك، يمكننا الاطلاع عليه خلال المقال تبعاً للفئة العمرية.
ما هي السلوكيات الجنسية الطبيعية لدى الأطفال؟
الأطفال بطبيعتهم فضوليون و لديهم دائماً رغبة في التعلم.
أحد الأشياء التي يرغبون بتعلمها هي أجسامهم! إنهم فضوليين حول وظيفة كل جزء من أجسامهم.
لديهم الفضول لماذا جسمهم مختلف عن أبويهم أو إخوتهم من الجنس الآخر.
قد يُعبّر الأطفال عن سلوكياتهم الجنسية الصحية بعدة طرق، من خلال اللعب أو العلاقات مع من حولهم. كيف يُعبّرون عن ذلك يعتمد على مرحلة تطوهم و وعيهم.
فهم السبب وراء السلوك الجنسي لدى الطفل من الأمور الهامة جداً.
عندما لا يكون لدى الطفل اللغة أو الخبرة أو القدرة على طلب المساعدة. يجب على البالغين تفسير السلوك بعناية، للتحقق ما إذا كان هذا السلوك طبيعي، أم خارج النطاق المتوقع بالنسبة لعمر الطفل.
ما هي السلوكيات الجنسية الصحية الطبيعية لدى الأطفال في كل مرحلة عمرية؟
بالنسبة للأطفال من عمر 0-4 سنوات:
خلال هذه المرحلة، غالباً ما يقوم الطفل بما يلي:
- الشعور بالراحة المطلقة إن كان عارياً تماماً
- الاستمتاع بلمس أعضائهم التناسلية الخاصة بهم
- ربما الرغبة في لمس الأعضاء التناسلية للأطفال الآخرين أو البالغين المعتادين عليهم
- الاهتمام أو الانتباه لشكل العضو التناسلي لدى والدهم
- لمس ثدي الأم
- الانتباه و الاهتمام عند رؤية البالغين أثناء تبديلهم لملابسهم
الأطفال من عمر 5-9 سنوات:
خلال هذه المرحلة قد يُبدي الطفل ما يلي:
- الرغبة في الخصوصية عندما يذهب لقضاء الحاجة أو الاستحمام
- من الممكن ممارسة العادة السرية أو الاستنماء في السر!
- إظهار الفضول حول الفروقات الجنسية مثل طرح الأسئلة حول الأطفال أو الجنس أو العلاقات
الأطفال من عمر 10-13 سنة:
قد يُبدي الطفل السلوكيات التالية خلال هذه المرحلة:
- استخدام ألفاظ جنسية
- إظهار الاهتمام في العلاقات (صديق مقرب للبنت أو صديقة مقربة للشاب)
- الاستنماء في السر
بالنسبة للأطفال اليافعين من عمر 14-17 سنة:
قد يُبدي الطفل خلال هذه المرحلة السلوكيات الطبيعية التالية:
- الاطلاع عن مواد أو محتوى للإثارة الجنسية
- إجراء محادات واضحة و مفصلة حول الجنس مع الأصدقاء
- و من الممكن التورط في نشاط جنسي مع شريك في نفس السن!
- العادة السرية أو الاستنماء لدى الأطفال!!
الاستنماء عند الأطفال:
يُقصد به في مرحلة الطفولة أي ملامسة و مداعبة العضو التناسلي مراراً، دون أن ينتهي برعشة أو قذف كالبالغين.
هو أحد السلوكيات الجنسية الأكثر شيوعاً، التي يلتمس الأبوين النصيحة و المشورة حولها.
الأطفال أقل من عمر 5 سنوات، قد يقومون بالاستنماء أمام الملأ. لأنهم غير واعيين و غير مدركين أن هذا السلوك غير مقبول أمام المجتمع.
الأطفال الأكبر سناً، قد يقومون بذلك أيضاً، لكنه أقل شيوعاً.
الاستنماء هو سلوك يهدئ النفس. لذلك قد يزداد ممارسة هذا السلوك لدى الأطفال غير المستقرين، أو الذين يشعرون بالتوتر!
قد تصبح ممارسة هذه العادة أكثر تكراراً عند انفصال الأبوين أو النزاع على الحضانة. في مثل هذه الأوقات، يمكن للوالدين أو غيرهم أن يفسروا ذلك بشكل خاطئ على أنه علامة على اعتداء جنسي قد حدث للطفل.
على الرغم من احتمال ذلك في بعض الحالات، لكن من الضروري محاولة البحث و إيجاد أي سبب آخر للتوتر لدى الطفل.
عندما يعتمد الطفل على الاستنماء كثيراً في هذه الحالات، فمن الأفضل توفير الدعم للطفل و شغل وقتهم بنشاطات أخرى.
ما هي السلوكيات الجنسية غير الطبيعية لدى الأطفال؟
الأطفال و الأفراد اليافعين الذين يقومون بالسلوكيات التالية، بحاجة للمساعدة و عدم إهمال الموضوع!
الهدف هو الوصول للسبب الأساسي لهذه السلوكيات و علاجها. قد يتطلب الأمر أحياناً طبيب أخصائي أو تقييم طبي.
السلوكيات الجنسية غير الطبيعية بالنسبة لطفل من عمر 0-4 سنوات:
- الاستنماء بطريقة عنيفة أو إلى الحد الذي يلحق الأذى بنفسه
- التظاهر بممارسة النشاط الجنسي
- إجبار الأطفال الآخرين على المشاركة بالنشاطات الجنسية
- لمس الأعضاء التناسلية للآخرين في أغلب الأحيان
السلوكيات الجنسية غير الطبيعية بالنسبة للأطفال من عمر 5-9 سنوات:
- الاندماج بالسلوكيات الجنسية مع الأطفال الأصغر منهم بكثير
- القيام بنشاط جنسي مع الحيوانات!
- دخول غرف الأطفال النائمين للاندماج معهم في لمس الأعضاء التناسلية أو القيام بنشاط جنسي مع طفل آخر
الأطفال من عمر 10-13 سنة:
- الاستنماء بطريقة عنيفة
- إجبار الآخرين على القيام بنشاط جنسي معهم
- مبادلة المال أو أشياء آخر مقابل القيام بنشاط جنسي
- إرسال أو نشر صور جنسية سواء لهم أو لأفراد آخرين
الأطفال اليافعين من عمر 14-17 سنة:
- الانشغال بمواد جنسية عدوانية أو مواد إباحية غير قانونية
- الاندماج بنشاطات جنسية مع أطفال أصغر منهم بكثير
- إجبار الآخرين على القيام بنشاطات جنسية، بما في ذلك الاعتداء و الجرائم
لماذا هذه الزيادة في حالات الجنس المبكر لدى الأطفال؟
يعود ذلك للأسف لزيادة انتشار الفواحش و الإباحية أمام الأطفال. و سهولة تناول هذه الصور و الفيديوهات و المواقع عبر الانترنت.
تنقل وسائل الإعلام الرئيسية العديد من الرسائل و المواد الجنسية أكثر مما كانت عليه في الماضي. حتى الأفلام الكرتونية و ألعاب الأطفال تكاد لا تخلو من هذا المحتوى الإباحي و الإعلانات لمواقع جنسية و صور غير أخلاقية.
الأمر الجيد للذكر هنا من خلال الدراسات و الإحصائيات أن معظم الحالات استجابت بشكل جيد عند زيادة رقابة الأهل و حسن متابعتهم. و توفير الوقت المناسب للأطفال. و المشاركة مع الأسرة، أكثر من الانخراط في هذا المجتمع الالكتروني المخيف!
فئة صغيرة فقط، الأقلية كانت حالتهم أكثر شدة، بما في ذلك التعرض لصدمة نفسية. كانوا بحاجة لرعاية خاصة و دعم طبي.
في السابق، اقتصرت هذه الحالات (انخراط الأطفال في أداء سلوكيات جنسية غير مناسبة لأعمارهم) على التعرض لاعتداء جنسي، و الوقوع ضحية لسلوك جنسي غير صحيح. لكن الآن، (ما زال هذا هو أخد العوامل الخطيرة المؤدية لذلك)، لكن لا يقتصر الأمر على هذا السبب فقط.
العوامل الخطيرة الأخرى المؤدية لزيادة خطورة الجنس المبكر لدى الأطفال:
- مستوى اندفاع الطفل و قدرته على التعامل مع حالات الغضب و احترام الحدود
- اضطراب نقص الانتباه
- صعوبة التعلم
- التفاعل مع الأحداث الصادمة الأخرى
و من العوامل العائلية المؤثرة أيضاً:
- اكتئاب الوالدين
- تعاطي المخدرات
- العنف المنزلي
- ممارسة الأبوة القاسية
- الضرب و الاعتداء البدني أو الجنسي
- الاطلاع على النشاط الجنسي للبالغين على مرأى من الطفل، أو رؤية مشاهد إباحية في المنزل أو التلفاز أو الانترنت
- غياب الوالدين الدائم و عدم توفير الوقت الكافي للأطفال
بعض ردود الأفعال الأكثر شيوعاً من الأهالي عند معرفة وجود مشكلة في السلوك الجنسي لدى طفلهم:
لا لم يحدث ذلك. طفلي لا يقوم بذلك بتاتاً!
عادةً لا يحدث السلوك الجنسي أمام الوالدين، أو أمام مقدمي الرعاية و العاملين في المدرسة مثلاً، أو غيرهم من البالغين.
بل يتم اكتشاف ذلك عادةً عن طريق الصدفة، أو إذا قام أحد الأطفال الآخرين بالإخبار عن هذا التصرف.
إذا أنكر الطفل قيامه بذلك، يجب متابعة الموضوع، و مراقبة الطفل. و اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، لمواجهة المشكلة و مساعدته على تجاوزها.
هذه ليست مشكلة كبيرة. الناس يبالغون!!!
قد يكون ذلك صحيحاً. فبعض الأفراد لديهم حساسية كبيرة تجاه موضوع السلوك الجنسي لدى الأطفال. لكن من الضروري معرفة ما قام به الطفل تماماً. و استشارة الأخصائيين إن استدعى الأمر.
إهمال الموضوع و عدم التماس أي حلول، قد يؤدي لتفاقم المشكلة في حال وجودها. و حدوث عواقب وخيمة للطفل لاحقاً، نحن بغنى عنها.
سيصبح هذا الطفل من مرتكبي جرائم الاغتصاب مستقبلاً!!!
بعض السلوكيات الجنسية هي ثانوية. و سيتوقف الطفل عن القيام بها متى ما حصل على خطوات واضحة من الأهل لعلاجها.
الطفل الذي يعاني من مشكلة سلوكيات جنسية مستمرة، و الذي يحصل على العلاج الفعال. غالباً يتم علاج المشكلة و احتمال استمراره في هذا التصرف لاحقاً، هو احتمال ضئيل جداً.
دائماً هنالك بعض المخاطر. لكن النسبة منخفضة جداً. ما إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، و في نفس الوقت الذي تم اكتشافها.
كيف نساعد الطفل على تغيير سلوكه؟
مشكلة السلوك الجنسي، هي مكتسبة! أي يتعلمها الطفل عادةً مما يراه أو يختبره. و بالتالي هذا السلوك قابل للتغيير بمساعدة الأهل و مقدمي الرعاية.
إذا تم التعامل مع هذا السلوك سريعاً. لا يوجد أي سبب يدعه للقلق من استمرار هذه المشكلة لاحقاً في المستقبل.
هنالك بعض النقاط الهامة التي تساعد على تغيير سلوك الطفل:
بإمكان مقدم الرعاية إدارة بعض السلوكيات دون الحاجة للجوء إلى أخصائي. لكن غالباً ما يكون من المفيد الحصول على استشارة شخص مؤهل متخصص في المجال.
إذا كان السلوك شديد و جَدّي للغاية، أو يُلحق الأذى للطفل أو للآخرين. أو إذا استمر الطفل على القيام به على الرغم من التنبيه المتكرر للتوقف عن ذلك. فمن الأفضل في هذه الحالات استشارة الأخصائي.
الخطوات الأساسية الهامة للعلاج:
الخطوة الأولى:
التأكد من مراقبة الطفل قدر الإمكان، خاصةً عندما يكون محاط بالأطفال الآخرين.
الخطوة الثانية:
الاطلاع على أكبر قدر ممكن من السلوكيات التي يقوم بها. ما هو التصرف تماماً. متى يقوم به و مدى تكراره لهذا التصرف. و في أي وضع أو نفسية. و كيف يتم التعامل معه.
الخطوة الثالثة:
التأكد من إعلام الطفل ما هي السلوكيات المسموح بها تماماً. و ما هي السلوكيات الممنوعة و المحظورة.
الثناء على التصرف الجيد و مدحه و الإحسان إليه.
توضيح العواقب الناتجة عن سوء سلوكه بشكل واضح.
منح الطفل المهارات اللازمة للتعامل مع مشاعره.
الخطوة الرابعة:
إنشاء بيئة أسرية ودودة جيدة، مع التأكد من عدم تعرض الطفل لسلوكيات جنسية. و عدم مشاهدة أي موقف يُخلّ بالحياء أو أي لعبة أو مشهد إباحي.
إنشاء قواعد واضحة حول الخصوصية.
الخُلاصة:
من النقاط الهامة بالذكر:
- التعبير عن الجنس من خلال سلوك جنسي ما، هو أمر طبيعي و صحي و جانب أساسي من كونه إنسان!
- من الطبيعي للأطفال أن يتطور فهمهم للاختلافات بين الجنسين، كما تتطور بقية الجوانب أيضاً.
- في بعض الأحيان قد يُظهر الأطفال سلوكيات جنسية خارج النطاق الطبيعي المعتاد. من الضروري فهم هذه التصرفات و البحث عن سببها.
- في بعض الأحيان تكون هذه السلوكيات كردة فعل لتعرض الطفل لتجربة جنسية غير مناسبة لعمره. بما في ذلك التعرض للاعتداء الجنسي. لكن الاعتداء الجنسي ليس دائماً السبب وراء السلوك الجنسي غير الطبيعي.
- الحل موجود بإذن الله، و كلما تم متابعة الموضوع في وقت باكر، كانت النتائج أفضل.
المراجع:
https://www.psychologytoday.com/us/blog/minority-report/201904/sexual-behaviors-in-children
https://www.kidshealth.org.nz/sexual-behaviour-children-young-people