القدم عبارة عن بنية تشريحية معقدة. قد تتأثر صحتها تبعاً لوجود مرض داخل الجسم، أو مشكلة في القدم بحد ذاتها.
إذا كان ألم القدم يؤثر على أداء نشاطاتك اليومية المعتادة. إذاً في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
يعتمد العلاج على سبب الألم. و يتضمن تناول بعض الأدوية أو حركات التمدد أو المعالجة الفيزيائية أو الراحة التامة و التوقف عن الحركة أو الجراحة.
لمعرفة العوامل المؤثرة على صحة القدم، نحن بحاجة لفهم هيكل و بنية القدم:
هيكل و بنية القدم:
القدم هي عبارة عن بنية معقدة مكونة من 26 عظمة و 33 مفصل، و العديد من العضلات و الأوتار و الأربطة و الأوعية الدموية و الليمفاوية و الأعصاب.
- تشكل العظام قوسين متقاطعين للقدم. يمتد القوس الطولي على طول القدم. بينما يمتد القوس العرضي على عرض القدم.
- يتشكل مفصل الكاحل من تقاطع القدم مع أسفل الساق.
- أما أصابع القدم فتقع على الجانب الآخر البعيد من القدم!
- ترتبط عظام القدم مع بعضها بشكا متناسق، لتشكيل مفاصل. محاطة بكبسولات مفصلية و متصلة بأنسجة ليفية تُعرف باسم الأربطة.
- توفر عضلات القدم مع الأنسجة القوية المعروفة باسم اللفافة الأخمصية plantar fascia، دعماً إضافياً على طول القوس الطولي للقدم.
- للقدم عضلات داخلية، تنشأ و تدخل في القدم. كما لها عضلات خارجية، تبدأ من أسفل الساق. و ترتبط في أماكن مختلفة على عظام القدم.
- كما يوجد أيضاً في القدم وسادات دهنية. للمساعدة على حمل الوزن و امتصاص الصدمات.
- هنالك العديد من الأوتار في القدم، التي تعمل مع بعضها، لتوفير سحب متزامن على العظام أو الهياكل المشتركة. مما يسمح للقدم البقاء في محاذاة مثالية.
- كما تغطي القدم هياكل الأنسجة الرخوة الكثيفة، التي تتضمن الكبسولات و الدهون تحت الجلد و طبقات الجلد.
- تعمل هذه الأنسجة كوحدة متكاملة، كوسيلة دفاع أولية للقدم، من المخاطر الخارجية، مثل العدوى و الصدمات. تسمح هذه الأنسجة الرخوة بتراكم السوائل فيها. مما يؤدي لتورم القدم أحياناً، نتيجة احتباس السوائل.
القدم هي العامل الأساسي في حركة الطرف السفلي. و لها دور أساسي في امتصاص الصدمات، و الدفع عندما نسير و نركض.
وجود ألم في القدم، يُشير إلى أن هنالك شيء خاطئ. إما في البنية الهيكلية الداخلية للقدم. أو في كيفية استجابة القدم و تفاعلها تجاه التأثيرات الخارجية.
كيف و متى يحدث الألم، و مكان موضع الألم بالضبط، يُعتبر المرشد الأول لتحديد سبب الألم.
عند وجود ألم، يستجيب الجسم لذلك من خلال تغيير طريقة الحركة. آو تغيير الأداء و الجهد المبذول، في سبيل تخفيف الألم.
هذه المقاومة أو التغييرات الداخلية التي يقوم بها الجسم استجابةً للألم، قد تعيق الحركة الطبيعية. و تسبب المزيد من الإصابة في القدم، أو أجزاء أخرى من الجسم!
أسباب ألم القدم:
قد يحدث ألم القدم نتيجة العديد من المشاكل الصحية أو التشوهات أو الإصابات أو ارتداء حذاء غير مناسب لصحة القدم!
و من الأسباب الأكثر شيوعاً:
الأمراض المُعدية: مثل الفيروسات و الفطريات و البكتيريا، قد تسبب ألم القدم:
- الثآليل في أسفل القدم التي تحدث بسبب فيروسي، قد سبب التهيج و الألم.
- سُعفة القدم الرياضي التي تحدث بسبب الفطريات، قد تؤدي لتهيج و ألم القدم.
- عدم نمو أظفر إصبع القدم، يعتبر كذلك من المشاكل الصحية الشائعة المسببة لألم القدم. يحدث ذلك عندما يبدأ حافة الأظفر بالنمو نحو الداخل باتجاه الجلد، بدلاً من نموه الطبيعي. و الذي يؤدي بدوره إلى العدوى في كثير من الأحيان.
مرضى داء السكري أكثر عرضة للإصابة بمختلف أنواع العدوى في القدم، نظراً للخطورة التي تؤثر على جهازهم المناعي.
هنالك العديد من الأمراض الجهازية التي تسبب ألم القدم:
- منها داء السكري و داء النقرس و الذئبة الحمامية و التهاب المفاصل الروماتيزمي.
- قد يسبب التهاب المفاصل الروماتيزمي، التهاب مؤلم في مفاصل القدم. يرافقه تغيرات في الأربطة. مما قد يؤدي لتشوهات في شكل القدم.
- تشوهات في القدم مثل الأورام أو أصابع مخلب أو نمو النتوئات العظمية. جميعها من الأسباب الشائعة لآلام القدم.
- تشوهات ميكانيكية حيوية من العضلات، أو تضيق الأربطة أو ارتخائها. أو تسطح القدم أو تقوس القدمين. و التي ما تؤدي غالباً لاختلال توازن العضلات و التشوهات و آلام القدم.
الصدمة المباشرة على القدم:
الصدمة نتيجة التعرض لإصابة حادة، أو نتيجة تراكمية لإصابات متكررة على القدم. يُعتبر كذلك من الأسباب الأكثر شيوعاً لألم القدم.
من الأمثلة على ذلك هي إصابة أو تمزق وتر العرقوب أو وتر أخيل.
- قد يحدث تمزق في الأوتار نتيجة التعرض لإصابة حادة مفاجئة على الوتر.
- أو قد يحدث التهاب في الأوتار نتيجة الجهد المتكرر على هيكل القدم.
قد تحدث إصابات الصدمات الدقيقة، بسبب الجري على سطح غير مستوِ أو سطح شديد الصلابة أو شديد الليونة. أو بسبب ارتداء أحذية ضعيفة لامتصاص القوة أو غير مناسبة بشكل صحيح للنشاط الذي تقوم به!
ارتداء حذاء غير مناسب:
- ارتداء أحذية ضيقة أو كعب عالي، قد يسبب الألم في مقدمة القدم. الأحذية الضيقة قد تسبب الألم و الكدمات في الجزء العلوي من القدم.
- ارتداء حذاء غير مخصص للرياضة، قد يسبب ألم القدم عند أداء النشاطات.
- ارتداء حذاء غير مناسب و غير مريح عموماً، قد يسبب الكدمات و التقرحات. و يعتبر مصدر للإصابة بسعفة القدم الرياضي.
- و على المدى الطويل، فإن ارتداء حذاء غير مناسب، يؤدي لتشكل المسامير اللحمية و تهيج الأعصاب و المفاصل.
التعرض لبعض الإصابات:
مثل التواء الكاحل أو الشد العضلي أو الكسور (المفاجئة) جميعها من الأسباب المؤدية لألم القدم.
ارتخاء أربطة مفاصل القدم، قد يؤدي لألم مزمن في القدم، و عدم استقرار المفصل و التشوه.
الجهد المفرط المتكرر لبنية القدم:
- فرط الجهد على القدم، قد يسبب التهاب الأوتار و التهاب اللفافة الأخمصية و التهاب المفاصل الناتج عن هشاشة العظام سواءً المزمن أو الحاد.
- كما قد تحدث كسور العظام الناتجة عن الجهد المتكرر، في عظام مشط القدم. و هي عظام طويلة للقدم. كما قد تحدث أيضاً في عظم الكاحل، أو الجزء الخلفي من القدم. و تكون غالباً ناتجة عن جهد طفيف (كالإفراط في المشي)، بدلاً من إصابة كبيرة.
- كما قد يحدث الشد العضلي للقدم، نتيجة فرط الحركة و الجهد على القدم!
- التهاب وتر العرقوب، هو من الإصابات الشائعة للأوتار التي ترتبط في الجزء الخلفي من كعب القدم.
- التهاب اللفافة الأخمصية هو من الأسباب الأكثر شيوعاً لألم كعب القدم. الذي ينتج عن الجهد المتكرر على أربطة كبيرة في القدم تدعى اللفافة الأخمصية.
- ألم الأوتار و انتفاخها من الشد و الجهد المتكرر، يؤدي إلى التهاب الأوتار. و التي بدورها قد تؤدي لتمزق الأوتار!
إهمال المشكلة و التأخر في علاج العديد من حالات آلام القدم، قد يؤدي إلى المضاعفات و الآلام المزمنة طويلة الألم و التهاب المفاصل و عدم القدرة على تحريك القدم المصابة!
و للحديث تتمة 🙂
المرجع:
https://www.medicinenet.com/foot_pain/article.htm