أسباب و أعراض و علاج داء النقرس و أهم الأساليب الوقائية من المرض

8161 2
8161 2

داء النقرس عبارة عن أحد أشكال التهابات المفاصل. ينتج عن ارتفاع نسبة حمض اليوريك، و تشكل بلورات اليوريات  في الدم. يتمثل بوجود ألم مفاجئ و احمرار و تورم في المفاصل. غالباً في مفصل قاعدة إصبع القدم الكبير.

إن هجمة النقرس قد تحدث بشكل مفاجئ، حيث يستيقظ المريض في منتصف الليل على ألم شديد و إحساس بالحرقة في إصبع القدم الكبير غالباً.

يتورم المفصل المصاب و يتلون الجلد باللون الأحمر، و ترتفع الحرارة مكان الإصابة، و يصبح شديد الحساسية، حتى وزن الورقة فوقه لا يستطيع تحملها.

عُرف المرض سابقاً باسم داء الملوك، لأنه ينتج عن زيادة استهلاك اللحوم الحمراء. حيث تحتوي اللحوم و الأطعمة البحرية على مادة البيورين التي تتحلل إلى حمض اليوريك. لحسن الحظ، داء النقرس قابل للعلاج. و هنالك عدة أساليب لخفض خطورة الإصابة بالمرض.

أعراض داء النقرس:

تحدث الأعراض بشكل مفاجئ، و دون أي مؤشرات تحذيرية سابقاً. و تتضمن ما يلي:

ألم شديد و مركّز في المفصل:

يصيب داء النقرس عادةً المفصل الكبير لإصبع القدم، لكنه قد يؤثر على مفاصل أخرى كالقدم أو الكاحل أو الركبة أو المعصم. يكون الألم في أقصى شدته خلال أول 4-12 ساعة.

عدم الراحة المستمر:

قد يستمر ألم المفصل بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. و في هجمات لاحقة للمرض، قد يستمر الألم فترة أطول. و يؤثر على عدد أكبر من المفاصل.

الالتهاب و الاحمرار:

تصبح المفاصل المصابة دافئة و متورمة و حساسة و حمراء اللون.

الحدّ من قدرة المفصل على الحركة:

حيث تنخفض قدرة المفصل على الحركة مع التقدم في المرض. و في حالات النقرس التي لا يتم معالجتها، قد تؤدي لزيادة الوضع سوءاً و تلف المفصل.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

  • إذا كنت تعاني من ألم شديد و مركّز في المفصل. يجب عليك مراجعة الطبيب.
  • إذا كنت تعاني من وجود ارتفاع في درجة الحرارة، و التهاب واضح في المفصل (حرارة المنطقة المصابة و انتفاخها)، فذلك دليل على وجود عدوى.

أسباب داء النقرس:

  • يُنتِج الجسم حمض اليوريك أثناء تحطم مادة البيورين التي تتواجد بشكل طبيعي في الجسم. بالإضافة لوجودها في أطعمة معينة كاللحوم و الأطعمة البحرية. و من الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من حمض اليوريك أيضاً، نذكر الكحول و المشروبات الغنية بالسكريات.
  • ينحل حمض اليوريك في الدم. و يمر عبر الكلية إلى البول. لكن في بعض الأحيان، إما أن يقوم الجسم بإنتاج كميات كبيرة من حمض اليوريك. أو أن تقوم الكلية بطرح كميات قليلة من حمض اليوريك.
  • نتيجةً لذلك، يتراكم حمض اليوريك في الدم. و يشكل بلورات كريستالية حادة تشبه الإبرة داخل المفصل أو في الأنسجة المحيطة به. مما يسبب الألم و التورم و الالتهاب.
  • يحدث داء النقرس عندما تتراكم كريستالات مادة اليوريات داخل المفصل. فتسبب الالتهاب و الألم الشديد المركز نتيجة هجمة النقرس.

العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:

إذا كنت تعاني من ارتفاع مستويات حمض اليوريك، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالمرض. و من العوامل المؤدية لارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، تتضمن ما يلي:

النظام الغذائي:

إن الاعتماد في نظامك الغذائي على اللحوم و الأطعمة البحرية و المأكولات أو المشروبات الغنية بالسكريات أو الكحول، تؤدي لارتفاع حمض اليوريك.

البدانة:

إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، سوف يقوم جسمك بإنتاج كميات أكبر من حمض اليوريك. و يصبح من الصعب على الكلية التخلص من هذه الكمية، مما يؤدي لتراكمها.

بعض المشاكل الصحية:

هنالك أمراض معينة تساهم في زيادة خطورة الإصابة بالنقرس، و تتضمن: ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، داء السكري و متلازمة التمثيل الغذائي و أمراض القلب و الكلية.

بعض العقاقير الطبية المتناولة:

  • كالمدرات البولية الثيازيد الذي يستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • مادة الأسبيرين المضادة للتخثر، و لو بجرعة صغيرة.
  • بالإضافة لأدوية تثبيط المناعة التي تستخدم في حال زراعة الأعضاء.

التاريخ الصحي للعائلة و العوامل الوراثية:

إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من داء النقرس، تزداد خطورة إصابتك بالمرض.

العمر و الجنس:

  • يصيب داء النقرس الرجال بنسبة أكبر من النساء. لأن طبيعة جسم النساء يحتوي على نسبة أقل من حمض اليوريك. لكن بعد سن اليأس، ترتفع نسبة حمض اليوريك عند النساء، و تماثل وجودها لدى الرجل. و بالتالي بعد سن اليأس تصبح النسب متساوية و الخطورة متساوية لدى الجنسين.
  • يصاب الرجال بداء النقرس عادةً في سنوات مبكرة 30-50، أما النساء بعد انقطاع الطمث.

إجراء عملية جراحية مؤخراً أو التعرض لصدمة:

إن التعرض لهاتين الحالتين يؤدي لزيادة خطورة تطور المرض.

المضاعفات الناتجة عن داء النقرس:

الأشخاص المصابون بداء النقرس هم أكثر عرضة لتطور المشاكل الصحية الشديدة التالية:

تكرار الإصابة بداء النقرس مجدداً:

بعض الأفراد قد لا يعانون من المرض ثانيةً، و يتم الشفاء تماماً، و لا تتكرر المشكلة لديهم. لكن البعض الآخر قد يعانون من تكرار الإصابة بداء النقرس عدة مرات.

قد تساعد العقاقير الطبية في الوقاية من حدوث هجمة داء النقرس مرة أخرى. لكن في حال إهمال المرض و عدم علاجه، قد يسبب داء النقرس تآكل و تلف المفصل.

الحالات المتطورة من داء النقرس:

إن حالات داء النقرس غير المعالجة قد تسبب تراكم بلورات اليوريات، و تتشكل تحت سطح الجلد على شكل عقد تدعى توفي.

قد تتشكل و تتطور عقد توفي في عدة مناطق من الجسم، كالأصابع و اليدين و القدمين و الكوع أو في الأربطة الخلفية للكاحل. هذه العقد لا تسبب الألم عادةً، لكنها تسبب الانتفاخ، و زيادة التحسس خلال هجمة النقرس.

حصوات الكلية أو الفشل الكلوي:

إن تراكم بلورات حمض اليوريك داخل المجاري البولية، يؤدي إلى الإصابة بهجمات التهاب المفاصل الحادة و المؤلمة، و تشكل الحصوات البولية، و انسداد أنابيب التصفية الموجودة في الكلية، مما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.

الاختبارات و التشخيص:

تتضمن الاختبارات التي تستخدم لتشخيص داء النقرس بالإضافة للفحوصات البدنية، ما يلي:

اختبار سائل المفصل:

قد يقوم الطبيب باستخدام إبرة دقيقة، و سحب عينة من سائل المفصل المصاب. و عند فحص العينة تحت المجهر، يتبين وجود بلورات اليوريات داخل المفصل أم لا.

تحليل الدم:

كما قد يطلب الطبيب إجراء اختبار للدم، لقياس مستويات حمض اليوريك داخل الدم. لكن قد تؤدي تحاليل الدم لبعض التضليل. ففي بعض الأحيان يشير تحليل الدم لارتفاع حمض اليوريك، لكن دون وجود إصابة بداء النقرس. و في بعض الأحيان قد تظهر أعراض النقرس دون ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.

إجراء صورة بالأشعة السينية:

قد تساعد في الكشف عن الأسباب الأخرى لالتهابات المفاصل.

إجراء صورة بالأمواج فوق الصوتية:

التي تكشف عن وجود بلورات اليوريات في المفاصل أو وجود عقد التوفي.

التصوير المقطعي المحوسب:

و التي تكشف عن وجود بلورات اليوريات في المفاصل، حتى و إن لم تسبب الالتهاب. لكن هذا النوع من الاختبارات لا يتم استخدامه إلا نادراً و في حالات خاصة، نتيجة كلفته المادية العالية.

علاج داء النقرس:

يعتمد العلاج عادةً على تناول العقاقير الطبية. تستخدم الأدوية لعلاج هجمات النقرس الحادة، و الوقاية من تكرار الحالة مستقبلاً، بالإضافة لتخفيف خطورة المضاعفات الناتجة عن المرض.

أدوية علاج داء النقرس:

مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية:

و التي تتضمن الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مادة إيبوبروفين و مادة نابروكسين الصوديوم. بالإضافة للأدوية الأكثر شدة و التي تحتاج لوصفة طبية، مثل مادة سيليكوكسيب أو مادة إندوميتاسين.

قد يصف الطبيب في البداية جرعة عالية من الدواء، لإيقاف هجمة النقرس. و من ثم تخفيف الجرعة، لمنع حدوث الهجمات مستقبلاً. من التأثيرات الجانبية الناتجة عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ألم في المعدة و زيادة خطورة النزف أو تقرحات المعدة.

كولشيسين:

و هو عبارة عن نوع من مسكنات الألم الفعالة جداً في تخفيف آلام النقرس الحادة. لكن من تأثيراته الجانبية الغثيان و الإقياء و الإسهال. بعد تجاوز هجمة النقرس الحادة، قد يصف لك الطبيب جرعة يومية منخفضة من الكولشيسين، للوقاية من هجمات النقرس في المستقبل.

الستيروئيدات القشرية:

مثل مادة بريدنيزون التي تتحكم بألم و التهاب النقرس. و من الممكن تناول الدواء على شكل حب فموي أو حقن في المفاصل.

يتم وصف الستيروئيدات القشرية عادةً لدى الأفراد الذين لا يستطيعون تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو الكولشيسين. من التأثيرات الجانبية الناتجة عن الستيروئيدات: تقلبات في المزاج، ارتفاع سكر الدم، ارتفاع ضغط الدم.

الأدوية للوقاية من مضاعفات النقرس:

إذا كنت تعاني من عدة هجمات في السنة، أو إذا كان عدد هجمات النقرس أقل لكنه مؤلم للغاية، قد يصف لك الطبيب هذه الأدوية لتخفيف خطورة المضاعفات المرتبطة بداء النقرس.

الأدوية التي تغلق إنتاج حمض اليوريك:

مثبطات اكزانثين أوكسيداز و التي تتضمن ألوبورينول و مادة فيبوكسوسات، التي تحد من كمية حمض اليوريك في الجسم. مما يؤدي لخفض مستويات حمض اليوريك، و تخفيف خطورة النقرس. من التأثيرات الجانبية الناتجة عن مادة ألوبورينول تتضمن الطفح الجلدي و خفض تعداد الدم. أما من التأثيرات الجانبية الناتجة عن مادة فيبوكسوسات تتضمن الطفح الجلدي و الغثيان و انخفاض وظائف الكبد.

الأدوية التي تعزز طرح حمض اليوريك:

مادة بروبيسيد تعزز قدرة الكلية على طرح حمض اليوريك من الجسم. مما يقلل من خطورة الإصابة بداء النقرس. لكن ترتفع نسبة حمض اليوريك في البول. من التأثيرات الجانبية الطفح الجلدي و ألم في المعدة و حصى في الكلية.

العلاجات المنزلية و العادات اليومية:

إن تناول العقاقير الطبية هي الطريقة الأكثر فعالية لعلاج أعراض النقرس. لكن إجراء بعض التغيرات على العادات اليومية قد يساعد أيضاً. و يتضمن ما يلي:

أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gout/basics/definition/con-20019400

http://www.medicinenet.com/gout_gouty_arthritis/article.htm

http://www.webmd.com/arthritis/ss/slideshow-gout

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/129903485@N07/

 

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. المصطفى رد

    جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.
    تحيات اخوانكم من المغرب الأقصى

    1. بدور الآغا رد

      شكراً جزيلاً أخي المصطفى. و أهلاً و سهلاً بك و يجميع إخوتنا في المغرب الشقيق.
      شكراً لمرورك و لدعواتك الطيبة. و لك بالمثل إن شاء الله.
      أسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية و على الرحب و السعة دائماً.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك