أسباب و أعراض انقطاع الطمث-الحيض (سن اليأس) و أساليب علاجه

8631 0
8631 0

انقطاع الطمث هي عبارة عن ظاهرة فيزيولوجية طبيعية تُعتبر لدى النساء بعد مرور 12 شهر متتالي عن آخر دورة شهرية لديهن. و توافق ذلك عادةً في عمر يتراوح بين 45-55 سنة، لكنها أكثر شيوعاً بعد سن الخمسين. معنى ذلك أنها مؤشر على نهاية فترة الخصوبة لدى المرأة، و أنها لم يعد بمقدورها الحمل. لكن على الرغم من ذلك تبقى المرأة في حالة صحية جيدة و تتمتع بالحيوية و ممارسة الجنس. إلا أنه لم يعد هنالك حاجة للقلق حول موضوع الحمل و أساليب الوقاية منه.

هنالك العديد من الأعراض الجسدية المزعجة التي ترافق سن اليأس. و التي تتضمن الهبّات الساخنة (الشعور بحرارة الجسم المفاجئة) و انخفاض الطاقة و الاستيقاظ المتكرر خلال فترة النوم و التقلبات العاطفية التي تصيب بعض النساء كالقلق و الحزن و الشعور بالوحدة. لكن في مثل هذه الحالات أنصحك بالتماس العلاج المناسب لهذه الأعراض. حيث تتوفر عدة علاجات فعالة لتعديل التأثيرات الهرمونية الناتجة عن انقطاع الحيض.

أعراض انقطاع الطمث:

بعد انقطاع فترة الحيض لديك، أو خلال الأشهر السابقة لذلك، من الممكن أن تعاني من الأعراض التالية أو بعضٍ منها:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • جفاف المهبل و ألم عند الجماع.
  • الهبّات الساخنة.
  • التعرق في الليل.
  • اضطرابات في النوم.
  • تقلبات في المزاج.
  • اكتساب الوزن و تباطؤ في عمليات الاستقلاب و التمثيل الغذائي.
  • جفاف و ترقق الشعر.
  • فقدان مظهر الثدي الممتلئ و انخفاض كتلة العضلات عموماً.
  • التهابات المجاري البولية المتكررة.
  • ألم في المفاصل.
  • زيادة معدل نبضات القلب.
  • الصداع.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • نزيف مهبلي غير طبيعي و غير منتظم.

قبل انقطاع الطمث، من الممكن أن تستمر الدورة الشهرية بشكل منتظم ثم تنقطع بشكل مفاجئ معلنة عن بداية سن اليأس. لكن هذه من الحالات النادرة، ففي المعتاد يحدث عدم انتظام في الدورة الشهرية أولاً ثم تنقطع بشكل نهائي. حيث تأتي الدورة الشهرية مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر خاصةً خلال السنة أو السنتين السابقة لانقطاع الطمث. و خلال هذه الفترة من الممكن أن يحدث الحمل أي في فترة الدورات غير المنتظمة، لذا إن فاتك موعد دورتك الشهرية لكن لم تتأكدي بعد من بداية سن اليأس لديك، يجب التأكد من وجود الحمل لأنه ممكن الحدوث خلال الفترة السابقة لانقطاع الحيض.

أسباب انقطاع الدورة الشهرية:

الانخفاض الطبيعي في مستوى الهرمونات التناسلية:

مع اقترابك من سن الأربعين، تبدأ المبايض بإنتاج كمية أقل من هرمون الإستروجين و البروجسترون (الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية). و بالتالي انخفاض معدل الخصوبة لديك.

بعد سن الأربعين، قد تتغير طبيعة دورتك الشهرية، فقد تصبح أقصر أو أطول من المعتاد. كما قد تصبح أكثر غزارة أو أقل من المعتاد إلى أن تتوقف بشكل نهائي بعد سن الخمسين.

استئصال الرحم:

إذا خضعت لعملية استئصال للرحم أو جزء منه، لكن مع بقاء المبايض، يحدث انقطاع تدريجي للدورة الشهرية و ليس بشكل مفاجئ، على الرغم من استمرار إنتاج المبيض للبويضات و استمرار إنتاج هرمون الإستروجين و البروجسترون. لكن إذا خضعت لعملية استئصال الرحم و المبايض معاً، يحدث انقطاع مباشر للدورة الشهرية دون أي مرحلة انتقالية. و من المحتمل أن تبدأ أعراض انقطاع الحيض لديك مباشرةً بعد العملية نتيجة التغيرات الهرمونية، بدلاً من الاستمرار على عدة سنوات.

العلاج الكيميائي و العلاج الإشعاعي:

فمن الممكن أن تؤثر علاجات السرطان على الدورة الشهرية و تؤدي لانقطاع الحيض إما لفترة مؤقتة خلال و بعد العلاج الكيميائي أو بشكل دائم. و قد يرافق ذلك أيضاً أعراض انقطاع الطمث كالهبّات الساخنة، لكن من الممكن أن تعود الدورة الشهرية بعد نهاية العلاج. لذلك يجب أخذ الحذر بالنسبة لموضوع الحمل و تدابير تحديد النسل.

فشل المبيض المبكر(قصور المبيض الأساسي):

قد تعاني 1٪‏ من النساء من انقطاع الحيض لديها قبل سن الأربعين، و يكون السبب عادةً قصور في المبايض. حيث تفشل المبايض في إنتاج كميات كافية من الهرمونات الجنسية الإستروجين و البروجسترون نتيجة عوامل وراثية أو أمراض مناعة ذاتية. لكن غالباً يكون السبب غير معروف. في هذه الحالة، يُنصح بالعلاج الهرموني على الأقل حتى الوصول لسن اليأس الطبيعي، و ذلك من أجل حماية الدماغ و القلب و العظام.

مشاكل صحية كامنة مثل متلازمة داون أو مرض أديسون.

 

مضاعفات انقطاع الدورة الشهرية:

بعد انقطاع فترة الحيض تزداد خطورة الإصابة ببعض المشاكل الصحية، و نذكر منها:

أمراض القلب و الأوعية الدموية:

عندما ينخفض معدل هرمون الإستروجين، تزداد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية و ارتفاع ضغط الدم. لذلك يفضّل الالتزام بممارسة الرياضة البسيطة و تناول الأطعمة الصحية و الحفاظ على الوزن المناسب و مراقبة مستوى كولسترول و ضغط الدم.

هشاشة العظام:

خلال السنوات الأولى بعد انقطاع الطمث، من الممكن أن تنخفض كثافة العظام لديك بنسبة سريعة. مما يؤدي لضعف و هشاشة العظام و ازدياد التعرض للكسور خاصةً كسور الوركين و الرسغين و العمود الفقري.

السلس البولي:

حيث تفقد أنسجة المهبل مرونتها و مجرى البول كذلك، مما يؤدي للرغبة المفاجئة في التبول بشكل متكرر و يليها السلس البولي(نزول بعض البول بشكل غير إرادي). و تتكرر هذه الحالة أيضاً مع السعال و الضحك أو خلال بذل الجهد. و غالباً قد يرافق ذلك التهابات المجاري البولية. في مثل هذه الحالة، تستطيعين استخدام كريمات الإستروجين المهبلية الموضعية التي تعمل على تخفيف أعراض السلس البولي و تمارين تقوية عضلات الحوض أيضاً (تمارين كيجل).

ضعف الرغبة الجنسية:

إن جفاف المهبل و قلة مرونته تسبب الألم خلال عملية الجماع بالإضافة لقلة الاستمتاع. هذه الأمور تؤدي لضعف الرغبة الجنسية بعد انقطاع الطمث. يمكنك استخدام المزلقات و المرطبات الموضعية قبل ممارسة الجنس لتخفيف الألم. و في حال لم تكن كافية يمكنك استخدام الإستروجين الموضعي سواءً على شكل كريم أو حلقة أو كبسولة مهبلية.

اكتساب الوزن:

نتيجة تباطؤ عمليات الاستقلاب بعد انقطاع الطمث، قد تلاحظين زيادة الوزن بسرعة. لذلك عليك الانتباه لنوعية و كمية غذائك، و المواظبة على أداء التمارين الرياضية للمحافظة على الوزن الصحي المثالي.

الاختبارات و التشخيص:

إن العلامات و الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث كافية لتخبرك ببداية هذه المرحلة الانتقالية. لكن إن كنت غير متأكدة من سبب عدم انتظام الدورة الشهرية أو سبب الهبّات الساخنة و غيرها من الأعراض، يمكنك مراجعة الطبيب. و الذي يطلب في حالات معينة فقط بعض الاختبارات:

  • تحليل الدم للكشف عن مستوى الهرمون المنبه للجريب FSH و هرمون الإستروجين (estradiol)، حيث يزداد مستوى هرمون FSH و ينخفض هرمون الإستروجين مع بداية سن اليأس.
  • تحليل الدم للكشف عن مستوى الهرمونات الدرقية (TSH)، لأن أعراض قصور الغدة الدرقية مشابهة لأعراض انقطاع الحيض.

علاج انقطاع الطمث:

لا تحتاج مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لتناول أي علاج، فهي حالة طبيعية تمر بها جميع النساء. لكن يركز العلاج عادةً على تلافي و تخفيف الأعراض و التأثيرات الجانبية المرافقة لهذه المرحلة. و للوقاية من الأمراض المزمنة التي قد تحدث مع التقدم في العمر. و يتضمن العلاج ما يلي:

العلاج الهرموني:

حتى الآن، يعتبر العلاج بواسطة هرمون الإستروجين الفموي هو الأكثر فعالية في تخفيف الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث خاصةً الهبّات الساخنة. و بالاعتماد على تاريخك الصحي أنت و عائلتك، قد يصف لك الطبيب أقل جرعة ممكنة من هرمون الإستروجين لتخفيف أعراض انقطاع الحيض. و إذا كان الرحم ما يزال موجوداً، سوف تحتاجين إلى هرمون البروجستين بالإضافة إلى الإستروجين. كما يساعد هرمون الإستروجين على منع فقدان بنية العظام سريعاً، و بالتالي الوقاية من هشاشة العظام. و خاصةً في حالات نزيف المهبل غير المنتظم يصف الطبيب حبوب منع الحمل المكونة من الإستروجين و البروجسترون معاً، لعلاج النزيف غير الطبيعي و لتخفيف حدة الهبّات الساخنة.

الإستروجين المهبلي:

لتجنب جفاف المهبل و للحصول على راحة أكبر أثناء الممارسة الجنسية، يمكنك استخدام الإستروجين المهبلي موضعياً سواءً كريم أو مضغوطات مهبلية. حيث تحتوي على كمية قليلة من هرمون الإستروجين يتم امتصاصه من قبل أنسجة المهبل و بالتالي تعطيك راحة أكبر.

مضاد اكتئاب:

تعتبر مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) هي عقاقير فعالة في الوقاية من الهبّات الساخنة المرافقة لانقطاع الطمث. مثل فلوكسيتين (بروزاك) و سيرتالين (زولوفت) و باروكسيتين و سيتالوبرام. فإذا لم تستطيعين تناول الإستروجين لأسباب صحية، يمكنك تناول مضادات الاكتئاب من هذه الفئة ضمن جرعة بسيطة تساعدك على تخفيف أعراض سن اليأس و تقلبات المزاج.

غابابنتين (نيورونتين):

يتم وصف هذا الدواء عادةً لعلاج نوبات الصرع، لكن لقد أثبت فعاليته أيضاً في تخفيف الهبّات الساخنة. لذلك فهو علاج فعال بالنسبة للنساء اللاتي لا يستطعن استخدام علاج الإستروجين، و كذلك الأمر بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي.

أدوية علاج هشاشة العظام:

و ذلك تبعاً للاحتياجات الفردية، قد يصف الطبيب دواء خاص لعلاج هشاشة العظام بناءً على حالة كل امرأة و بنية عظامها. و هنالك العديد من العلاجات التي تساعد على الوقاية من هشاشة العظام و الكسور، كالمتممات الغذائية الغنية بالكالسيوم و فيتامين د. و التعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين د و التركيز على الأطعمة الغنية بالكالسيوم كمنتجات الألبان قليلة الدسم و الخضروات ذات الأوراق الخضراء كالسبانخ و الجرجير بالإضافة إلى الدجاج و الفطر.

العلاجات المنزلية للوقاية و لتخفيف أعراض سن اليأس:

لحسن الحظ، فإن معظم الأعراض المرافقة لانقطاع الطمث هي أعراض مؤقتة و ليست دائمة. و لتخفيف حدة هذه الأعراض أو تجنب تأثيراتها، إليك النصائح التالية:

تخفيف الهبّات الساخنة:

تناول كوب من الماء البارد أو الخروج لمكان أكثر برودة. و ارتداء ملابس مريحة على عدة طبقات. و الانتباه لنوعية المشروبات و الأطعمة التي تؤدي لزيادة الهبّات الساخنة، كالابتعاد عن المشروبات الحارة و الكافئين و الأطعمة الغنية بالتوابل و الكحول و الإجهاد.

تخفيف الانزعاج المهبلي:

عن طريق استخدام المزلقات الموضعية التي لا تحتاج لوصفة طبية أو المرطبات المهبلية و يفضّل تجنب المستحضرات الحاوية على الغليسيرين فهي تسبب الحساسية أو الحرقة و التهيج لبعض النساء. و يفضّل الحفاظ على الممارسات الجنسية فهي تساعد على زيادة تدفق الدم إلى المهبل.

الحصول على ساعات نوم كافية:

يفضّل تجنب المشروبات الغنية بالكافئين و الكحول، للتمكن من النوم بشكل أفضل و تجنب اضطرابات النوم المرافقة لانقطاع الطمث.

ممارسة تقنيات الاسترخاء:

كالتنفس العميق و المنتظم و التدليك و إرخاء العضلات. فهي تساعد في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. و هناك العديد من التمارين الرياضية المخصصة لمختلف انواع الاسترخاء.

تناول حمية غذائية متوازنة:

تتضمن مختلف أنواع الفاكهة و الخضار و الحبوب الكاملة، مع تجنب الملح و السكاكر و الدهون. و في حال احتاج جسمك لعنصر الكالسيوم و فيتامين د لتجنب هشاشة العظام، يمكنك تناول المتممات الغذائية المخصصة لذلك.

تجنب التدخين:

فهو يزيد من المشاكل القلبية و هشاشة العظام و السكتة الدماغية و السرطانات و مختلف المشاكل الصحية التي لا تعد و لا تحصى. كما يسبب التدخين مزيداً من الهبّات الساخنة و الوصول لسن اليأس في فترة مبكرة.

المواظبة على أداء التمارين الرياضية بشكل منتظم:

و ذلك للوقاية من هشاشة العظام و الأمراض القلبية و داء السكري و غيرها من المشاكل الصحية المرتبطة مع التقدم في العمر. و لتقوية قاع الحوض لعلاج السلس البول مثل تمارين كيجل.

و من العلاجات البديلة:

الإستروجين النباتي الذي يتوفر بشكل طبيعي في بعض الأطعمة كالبقوليات و بذور الكتان و الحبوب الكاملة، لكن ما زال قيد الدراسة حتى الآن.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/menopause/basics/definition/con-20019726

http://www.nhs.uk/Conditions/Menopause/Pages/Introduction.aspx

https://www.nia.nih.gov/health/publication/menopause

http://www.medicinenet.com/menopause/article.htm

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/moregoodfoundation/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك