ما هو الغلوتامين؟
الجلوتامين هو واحد من 20 حمضًا أمينيًا الذي يتكون بشكل طبيعي في الجسم، و يتواجد في الأطعمة البروتينية. كما أنه من الأحماض الأمينية الأكثر وفرة في مجرى الدم. حيث يشكل 30 إلى 35 بالمئة من النيتروجين الموجود في الدم.
الجلوتامين هو حمض أميني ضروري للجسم. يقوم الجسم بإنتاج بعض منه بشكل طبيعي، لكنه يستخدمه بكميات كبيرة. تزداد ضرورته عندما يواجه الشخص مرضًا ما، أو يعاني من فقدان العضلات أو التعرض لصدمة جسدية.
من المدهش أن حوالي 60 بالمئة من عضلاتك الهيكلية تتكون من الجلوتامين، ويمكن أن يساعد تناول المكملات الغذائية الغنية بهذا الحمض الأميني، في تعزيز تصنيع البروتين والمساعدة في الحفاظ على توازن مستويات الحموضة في الجسم بشكل طبيعي.
الفوائد الصحية للغلوتامين:
1. تحسين صحة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي:
يفيد الجلوتامين صحتك العامة من خلال دعم وظيفة الأمعاء والعمليات الهضمية. و يعتبر تناول الغلوتامين مفيدًا إذا كنت تعاني من أي من الاضطرابات الهضمية التالية:
- مرض التهاب الأمعاء مثل داء كرون
- متلازمة القولون العصبي (IBS)
- التهاب القولون التقرحي
- التهاب الرتوج
- داء الرتوج
- الأمعاء المتسربة أو أي من المشاكل المرتبطة بها (مثل ألم المفاصل، الوردية، أو أي نوع من الاستجابات المناعية الذاتية).
وجدت دراسة نُشرت في المجلة العلمية “Clinical Immunology” أن الجلوتامين يعمل على تثبيط العوامل الالتهابية. أي أنه يقلل من التهاب الأمعاء و يساعد الأشخاص على التعافي من حساسية الطعام. كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة ميكروبيوتا الأمعاء (البكتيريا النافعة) و يقوي المناعة.
إضافةً لذلك، أشارت الدراسات المختبرية و الحيوية التي تم نشرها في عام 2018 في مجلة “Nutrients” إلى أن الجلوتامين يعد مغذيًا أساسيًا لتكاثر الخلايا الليمفاوية و الخلايا المناعية. و يعتبر حاليًا جزءًا من التغذية السريرية التي ينصح بها للأفراد ذوي المناعة المنخفضة.
2. يساعد في علاج الأمعاء المتسربة والتقرحات:
هناك ملايين الأشخاص الذين يعانون من حالة تُسمى متلازمة الأمعاء المتسربة. وهي في الأساس السبب الرئيسي للأمراض المناعية الذاتية اليوم.
تساهم الأمعاء المتسربة في مشاكل الغدة الدرقية مثل مرض هاشيموتو، إلى جانب التهاب المفاصل، ومشاكل الجلد مثل الصدفية وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.
نظرًا لأن الجلوتامين هو المصدر الأساسي للطاقة لخلايا الأمعاء الدقيقة، فقد أثبتت نتائج الدراسات أنه يدعم صحة الأمعاء، ويساعد في علاج الأمعاء المتسربة في الدراسات السريرية.
أظهرت نتائج الدراسة في المجلة الطبية “The Lancet” التي تم تطبيقها على 20 مريضًا بالمستشفى، إلى أن تناول مكملات الجلوتامين يقلل من نفاذية الأمعاء. كما أكدت دراسة أخرى تم نشرها في مجلة “British Journal of Surgery” أن الجلوتامين يفيد في علاج التهاب القولون التقرحي وأمراض الأمعاء الالتهابية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر بديلاً صحيًا وطبيعيًا للمضادات الحيوية لعلاج قرحة المعدة.
إذا كنت غير متأكد مما إذا كنت تعاني من الأمعاء المتسربة، فيمكن أن يساعدك اختبار الأمعاء المتسربة. وإذا تبين بالفعل أنك تعاني من الأمعاء المتسربة، فإن الجلوتامين هو الحمض الأميني رقم 1 الذي تحتاجه للمساعدة في شفاء الأمعاء وإصلاحها.
3. يدعم صحة الدماغ:
يُعتبر الجلوتامين مقدمة للناقل العصبي الجلوتامات في الدماغ. وهو ضروري لتعزيز صحة الدماغ. لماذا؟ لأن اضطراب دورة الجلوتامين-الجلوتامات يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الدماغية، بما في ذلك:
يمكن للجلوتامين أيضًا أن يساعد في تأخير شيخوخة الدماغ. حيث يسبب حدوث خلل في وظيفة الميتوكوندريا إلى زيادة غير طبيعية في الناقل العصبي الجلوتامات. مما يضع الدماغ في خطر تطوير المشاكل المذكورة أعلاه.
أظهرت دراسة أُجريت في كلية الطب بجامعة نيويورك أن حتى إصابة دماغية طفيفة يمكن أن تسبب ضمورًا في الدماغ! وكان معظم هذا الضرر نتيجة لاضطراب دورة الجلوتامين-الجلوتامات وزيادة غير طبيعية في مستويات الجلوتامات.
4. تحسين أعراض القولون العصبي والإسهال:
يساعد الجلوتامين في تحسين أعراض القولون العصبي والإسهال من خلال موازنة إنتاج المفرزات المخاطية، مما يؤدي إلى حركة أمعاء أكثر صحة.
إذا كنت تعاني من مرض هاشيموتو أو خمول الغدة الدرقية، فكّر في جعل الغلوتامين جزءًا من نظامك الغذائي لعلاج قصور الغدة الدرقية. وينطبق الأمر نفسه على أي شخص يعاني من أعراض القولون العصبي مثل الإسهال المستمر أو التقرحات.
5. يعزز نمو العضلات ويقلل من تآكلها:
سواء كان هدفك هو زيادة الأداء الرياضي، تعزيز عملية الأيض، تحسين التعافي أو حتى بناء العضلات، تُظهر الأبحاث أن الجلوتامين (L-glutamine) يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحقيق هذه الأهداف.
خلال التمرين المكثف، يتعرض جسمك للضغط وتحتاج عضلاتك وأوتارك إلى المزيد من الجلوتامين، أكثر من الكمية التي يتم توفيرها عبر النظام الغذائي العادي.
بعد التمرين المكثف، قد تنخفض مستويات الجلوتامين الخلوية بنسبة تصل إلى 50% ومستويات البلازما بنسبة 30%. هذا الوضع يؤدي إلى تآكل العضلات. حيث يبدأ الجسم باستخدام العضلات كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، ولكن الجلوتامين يمكن أن يساعد في منع ذلك.
تناول مكملات الجلوتامين يساعد عضلاتك على الاستمرار في الأداء، وتحمل الضغط بشكل أفضل. مما يعزز قوتك و يساعد في إصلاح العضلات الهيكلية.
وجدت دراسة أن تناول مكملات الجلوتامين يجعل من الممكن التعافي بشكل أسرع من جلسات رفع الأثقال المكثفة، لأنه يحسن من ترطيب و مرونة العضلات. هذا يساعد في عملية التعافي، ويقلل من وقت الشفاء من الجروح و تلف الأنسجة. لهذا السبب، فإن مكملات الجلوتامين شائعة ليس فقط بين لاعبي كمال الأجسام، بل في جميع الرياضات تقريبًا في هذه الأيام.
6. يحسّن الأداء الرياضي و يساعد على التعافي من تمارين المقاومة:
واحدة من الأدوار الرئيسية للجلوتامين (L-glutamine) في الجسم هي تعزيز إزالة السموم، من خلال تطهير الجسم من المستويات العالية من الأمونيا. يعمل كعازل ويحوّل الأمونيا الزائدة إلى أحماض أمينية أخرى وسكريات أمينية ويوريا.
إن ممارسة الرياضة لمدة ساعة تقريبًا يمكن أن تتسبب في تقليل مستويات الجلوتامين في الجسم بنسبة 40%. قد يؤدي ذلك أيضًا إلى ضعف وظيفة الجهاز المناعي. مما يؤثر سلبًا على تدريبات المقاومة وقد يؤدي إلى متلازمة الإفراط في التدريب.
يُفيد الجلوتامين الرياضيين أيضًا عن طريق تعزيز الجهاز المناعي. أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن هذه الزيادة في الخلايا المناعية قد تقلل من “الإجهاد” المرتبط بمتلازمة الإفراط في التدريب.
7. يدعم الصحة الأيضية والقلبية:
تشير الأبحاث إلى أن مستويات هرمون النمو البشري (HGH) ترتفع بنحو 400% بعد تناول مكملات الجلوتامين. هذه الاستجابة الهرمونية تؤدي إلى زيادة في معدل الأيض (الاستقلاب) أثناء الراحة، وتحسين تأثير الحرق الذي يتبع التمرين. إن هذا التأثير (اللاحق للحرق) ضروري لحرق الدهون و فقدان الوزن و بناء الكتلة العضلية.
هل الجلوتامين مفيد لفقدان الوزن؟
هناك أدلة تشير إلى أنه يساعد في حرق الدهون وبناء كتلة عضلية من خلال إعادة توازن مستويات الإنسولين وتثبيت نسبة الجلوكوز في الدم. هذا يمكّن الجسم من استخدام كتلة عضلية أقل للحفاظ على مستوى السكر في الدم وحساسية الإنسولين في الخلايا.
في الواقع، أظهرت دراسة أنه عند تناول 30 غرامًا يوميًا من مسحوق الجلوتامين لمدة ستة أسابيع، “قد حسّنت بشكل ملحوظ بعض العوامل الخطيرة للأمراض القلبية و الوعائية، وكذلك لدى مرضى السكري من النوع 2”. لهذا السبب، يمكن أن تفيد مكملات الجلوتامين مرضى السكري وأولئك الذين يعانون من النهم للسكريات والكربوهيدرات.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات أيضًا إلى أن الجلوتامين يلعب دورًا أساسيًا في صحة القلب والأوعية الدموية من خلال كونه مصدرًا لتكوين الحمض النووي (DNA)، ATP، البروتينات والدهون. بالإضافة إلى ذلك، له تأثيرات مضادة للأكسدة و مضادة للالتهابات قوية، قد تقلل من العوامل الخطيرة لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل:
- البدانة
- مرض السكري
- ارتفاع ضغط الدم
- ضعف تحمل الجلوكوز
- ارتفاع نسبة الدهون في الدم
و للحديث تتمة 🙂
في المقال التالي بإذن الله تعالى سوف نذكر أسباب نقص الغلوتامين والأطعمة الغنية به و التأثيرات الجانبية الناتجة عن فرط استهلاكه.
أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة. دمتم بخير إخوتي الكرام.
المراجع:
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/glutamine
https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-878/glutamine
https://draxe.com/nutrition/l-glutamine-benefits-side-effects-dosage