التحسس الغذائي (حساسية الطعام) و قائمة بالأطعمة المسببة للحساسية

479 0
479 0
التحسس الغذائي

الفرق بين التحسس الغذائي و بين عدم تحمل طعام معين:

التحسس الغذائي (حساسية الطعام) :

هو عبارة عن اضطراب يصيب الجهاز المناعي. و يتراوح في شدته من حالات خفيفة، و أعراض عرضية بسيطة، إلى ردود أفعال خطيرة قد تؤدي للوفاة!

لا يوجد علاج شافِ للحساسية للطعام. لكن يمكننا التحكم به، من خلال تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية، أو علاج الأعراض.

لحسن الحظ، هنالك وسائل طبيعية للتغلب على الحساسية. مما يساعد في تعزيز الجهاز المناعي، و تحفيز البكتيريا النافعة، و مركبات البروبيوتيك الموجودة في القناة الهضمية. وبالتالي تخفيف حالات الحساسية وأعراضها.

آلية حدوث التحسس الغذائي:

يتكون التحسس الغذائي من ردود أفعال مناعية تجاه أطعمة معينة.

  • نتيجة الاضطراب المناعية، يشعر الجسم أن البروتين الموجود في طعام معين، قد يكون ضاراً للجسم. فيُحفّز الجهاز المناعي لإنتاج مادة الهيستامين لحماية الجسم.
  • ثم تتذكر الخلايا المناعية هذه الاستجابة في كل مرة نتناول فيها هذا الطعام الذي سبب لنا الحساسية.
  • وعندما يدخل هذا الطعام لجسمنا مرة أخرى، يتم تحفيز إنتاج الهيستامين بسهولة أكبر.

عدم التحمل الغذائي:

في الحالة السابقة (التحسس الغذائي) ، تتوسط هذه التفاعلات ردود أفعال مناعية. بينما في حالة عدم تحمل طعام ما. تكون التفاعلات الغذائية غير المرتبطة بالمناعة. و لا علاقة لها بالحساسية. و هنالك فرق كبير بين النوعين!

  • تأتي حساسية الطعام من تفاعل الجسم المضاد للغلوبيولين المناعي E، المسبب للحساسية. و الذي يتواجد في مجرى الدم.
  • بينما في حالة عدم تحمل الطعام، هو رد فعل سلبي تجاه أطعمة أو مكونات غذائية موجودة في طعام معين، لكن ليس لها آلية مناعية.

على سبيل المثال، قد يمتنع الشخص عن تناول حليب الأبقار:

إما بسبب الحساسية من الحليب. أي يكون لدى الشخص استجابة مناعية (تحسس غذائي) تجاه حليب الأبقار. بسبب البروتين الموجود في حليب الأبقار.

أو لأن هذا الشخص لديه عدم تحمل للحليب (عدم التحمل الغذائي) نتيجة عدم قدرته على هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب.

عدم القدرة على هضم سكر اللاكتوز، يؤدي لإنتاج كميات فائضة من السوائل في القناة الهضمية. مما ينتج عنه ألم في البطن و الإصابة بالإسهال. تُعرف هذه الحالة باسم عدم تحمل اللاكتوز.لأن اللاكتوز ليس مادة مسببة للحساسية. و ردود الأفعال و الأعراض الناتجة، ليس لها علاقة بالاستجابة المناعية.

في حالة عدم تحمل طعام ما، تكون الأعراض الناتجة عامة. يُشار إليها كاضطرابات في الجهاز الهضمي.

في حالات التحسس الغذائي الناتج عن تفاعلات مناعية:

للأسف هذا النوع أكثر شيوعاً و أكثر خطورة من عدم التحمل الغذائي. لأنها تسبب ردود أفعال في الجهاز المناعي الداخلي، و تحفيز غير طبيعي للاستجابة المناعية.

يحدث ذلك عند التعرض لواحد أو أكثر من أطعمة معينة، أو لمكونات غذائية محددة، موجودة في بعض الأطعمة.

  • تبدأ ردود الأفعال المناعية بشكل فوري، بواسطة الجسم المضاد لل IgE (غلوبيولين المناعي E)، المسبب للحساسية، والذي يطفو في مجرى الدم.

عندما يعمل الغلوبيولين المناعي IgE  بشكل فعال ، فإنه يحدد المحفزات التي قد تكون ضارة للجسم، مثل الطفيليات. و يُنبّه الجسم لتحرير مادة الهيستامين.

تسبب مادة الهيستامين أعراض الحساسية، مثل الطفح الجلدي و السعال و العطاس و الصفير.

في بعض الأحيان يتفاعل الغلوبيولين المناعي IgE مع بروتينات طبيعية تتواجد في الطعام. و عندما يتم امتصاص هذا البروتين أثناء عملية هضم الطعام، و دخوله لمجرى الدم. يتفاعل الجسم بأكمله مع البروتين، و كأنه كائن ضار يهدد الجسم. هذا هو سبب الحساسية لبعض أنواع الطعام. و التي تبدو أعراضه واضحة على الجلد و الجهاز التنفسي و الهضمي و الدورة الدموية.

الأطعمة الأكثر شيوعاً التي تسبب التحسس الغذائي:

على الرغم من أن أي طعام ما، قد يحفز على ردود أفعال مناعية لدى بعض الأفراد. لكن تعتبر الأطعمة التالية، هي أكثر أنواع الطعام شيوعاً المسببة للحساسية:

حليب الأبقار:

قد يؤدي البروتين الموجود في حليب الأبقار للإصابة بالحساسية لدى 2-7.5 % من الأطفال. لكن استمراره لما بعد البلوغ، هو أمر غير شائع. ففي معظم الحالات، يتطور الجهاز المناعي للطفل. و يتغلب على هذا النوع من الحساسية خلال عمر 2-5 سنوات.

حساسية حليب الأبقار المرتبطة بردود أفعال مناعية، هي أكثر شيوعاً لدى الرضع. أما حالات عدم تحمل حليب الأبقار، غير المرتبطة بردود أفعال مناعية، هي أكثر شيوعاً لدى البالغين.

البيض:

بعد حليب الأبقار، يُعتبر البيض ثاني أنواع الأطعمة الأكثر شيوعاً المسببة للحساسية، لدى الرضع والأطفال الصغار. حيث تصيب 0.5 – 2.5 % من الأطفال الصغار.

غالباً ما تبدأ أعراض التحسس من البيض، بين عمر 7-12 شهر.

تحدث معظم حالات الحساسية من البيض، بعد تناول الرضيع للبيض للمرة الأولى. فتظهر الأكزيما و هي أكثر الأعراض شيوعاً.

الصويا:

تصيب حساسية الصويا حوالي 0.4% من الأطفال. و غالباً ما تزول هذه الحساسية مع بلوغ الطفل عمر7 سنوات.

عادةً ما يتم الاعتماد على حليب الصويا لدى الرضع الذين يعانون من الحساسية لحليب الأبقار.

القمح:

و هو من أنواع الحساسية للغلوتين، مما يؤدي للإصابة بداء سيلياك. و يُعتبر من الاضطرابات الهضمية التي تصيب نحو 5% من الأفراد.

تمثل حساسية القمح نوعاً من أنواع التفاعلات المناعية للبروتينات الموجودة في القمح و الحبوب.

و تؤثر أعراض الحساسية على الجلد و القناة الهضمية و القناة التنفسية.

تعتبر حساسية القمح أكثر شيوعاً لدى الأطفال، وغالباً ما يتخلصون منها عادةً في سن المدرسة.

الفول السوداني:

تظهر حساسية الفول السوداني في عمر مبكر عادةً.

يمكن لكمية قليلة جداً منها أن تحفز ردود الأفعال التحسسية بشكل كبير. و تشير بعض الأبحاث، أن التعرض المبكر للفول السوداني، قد يقلل من احتمال ظهور الحساسية مستقبلاً لدى الطفل.

شجرة الجوز أو المكسرات عموماً:

يزداد انتشار الحساسية لأشجار الجوز في مختلف أنحاء العالم. و تصيب نحو 1% من الأفراد.

تبدأ أعراض الحساسية للمكسرات بالظهور عادةً خلال مرحلة الطفولة. لكنها قد تتطور في أي عمر كان.

يتمكن حوالي 10% من الأفراد، من التغلب عليها. بينما يعاني البقية منها مدى الحياة. و في حال ابتلاع كمية بسيطة منها، قد تؤدي أعراض الحساسية لمشاكل خطيرة.

من الأمثلة عن المكسرات الأكثر شيوعاً المسببة لردود الأفعال الحساسية، تتضمن البندق و الجوز و الكاجو و اللوز.

الأسماك:

وفقاً للدراسات التي نُشرت في المراجع السريرية للحساسية و المناعة. فإن الحساسية من الأسماك، لا تحدث نتيجة ردود أفعال مناعية فحسب. بل تحدث أيضاً نتيجة وجود مختلف أنواع السموم و الطفيليات.

إن الحساسية للأسماك قد تكون مهددة للحياة. و تدوم لبقية العمر غالباً. أي من النادر أن يتفوق الأطفال على هذه الحساسية، حتى لو تطور الجهاز المناعي لديهم.

و في هذا النوع من الحساسية، لا يقتصر الأمر على تناول الأسماك فقط. بل قد تحدث الحساسية نتيجة التعامل مع الأسماك أو استنشاق أبخرة طهي السمك أيضاً!

تمثل حالات الحساسية للأسماك حوالي 0.2 – 2.29 % من الأفراد. و قد تصل إلى 8% بين العاملين في معالجة الأسماك.

المحار:

يمكن أن تسبب ردود الأفعال التحسسية الناتجة عن المحار و غيره من القشريات مثل السلطعون و الروبيان، أعراضاً تتراوح في شدتها من حالات عرضية خفيفة، إلى حالات شديدة مهددة للحياة.

تعتبر الحساسية للمحار، من أنواع الحساسية الشائعة. حيث تصيب 0.5 – 5% من الأفراد. و التي تستمر لما بعد البلوغ.

تسبب حساسية المحار، ردود أفعال تحسسية في الأطفال و البالغين على السواء. و غالباً ما يعاني الشخص لأنواع أخرى من الحساسية أيضاً. و لا يقتصر الأمر على حساسية المحار فقط.

و للحديث تتمة 🙂

في المقال التالي بإذن الله تعالى، سوف نكمل الموضوع عن أعراض الحساسية و اختبار التحسس و أفضل الأساليب الفعالة لتخفيف الأعراض.

أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية. دمتم بخير إخوتي الكرام.

المراجع:

https://draxe.com/health/food-allergy-symptoms

https://www.webmd.com/allergies/food-allergy-intolerances

https://www.healthline.com/nutrition/common-food-allergies

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/svvdavid/50862034768/in/photolist-2kuvdVW-9qSSHG-5nwKbv-2ek16ie-4cQrN8-dxtKwh-eroseU-4r5djG-fzfr3G-pC81a-6w3Wyj-49QqXn-5pLAPq-2kzd5fS-mwmTbn-jDa6fb-97rJ3s-2kWqDfH-97oCqn-97rJ55-fPKNgo-8TzYFW-RHaAD8-2h4MsvU-4ELjoB-aGs9s-98FsJN-2kWgBud-2ncvz1t-2bGh3wn-84cep-92kjrt-4pNuVH-483eM6-2mRzp1M-8NLfS-2kpEQYy-8oKyxm-2nuGaot-2kVPANd-2kW6wea-a9J86V-cyMvH1-884WM-a5Eo3-5De1Qf-64DLMm-5snVoz-cxeA5-8Gimgc

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك