المخاطر الصحية الناتجة عن أنماط الحياة المستقرة التي تفتقر للحركة والنشاط

131 0
131 0

في منتصف القرن العشرين، بدأ التقدم التكنولوجي و الارتفاع في ثقافة الاعتماد على السيارات و التحول من العمل الذي يعتمد على الجهد البدني إلى الوظائف المكتبية. مما أدى إلى قلة النشاط البدني و اتباع أنماط حياة مستقرة تفتقر إلى الحركة و النشاط.

بالنسبة لمعظم الأفراد، إذا أبدينا انتباهاً بشكل أكبر لعاداتنا اليومية، بدءاً من وقت الاستيقاظ صباحاً من النوم حتى خلودنا إلى النوم ليلاً، و سجلنا بدقة كل حركة نقوم بها و مدتها، سنلاحظ أن اعتمادنا على الحركة و النشاط أصبح أقل بكثير من السابق مع تطور التكنولوجيا.

حتى الأطفال الصغار، بدلاً من اللعب في الحديقة أو على الدراجات و استكشاف الطبيعة. أصبحت أولى اهتماماتهم الجلوس أمام شاشات الألعاب و الكومبيوتر!

قد تبدو الحياة أكثر راحة الآن مع النمط الحديث و الجهد الأقل. إنما التأثير السلبي الناتج عن أنماط الحياة المستقرة هو أكبر بكثير مما نتخيله. و هذا هو السبب للشعور الدائم بالتعب و التوتر و المعاناة الدائمة للحفاظ على وزن صحي عموماً بالنسبة لمعظم الأفراد.

إحصائيات أنماط الحياة المستقرة:

تشير نتائج الإحصائيات أن معظم الأفراد يقضون 70% من أوقات استيقاظهم وهم جالسين!

كيف لقلة النشاط أن تؤثر سلباً على صحة أجسامنا؟

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن قلة النشاط البدني ترتبط ب 3.2 مليون حالة وفاة سنوياً!!

ففي دراسة أجريت عام 2017م على 3.141 شخصاً بالغاً تبلغ أعمارهم فوق سن الخمسين، إلى أن آثار عدم الحركة تختلف بناءً على مستوى الضعف لكل شخص. فكلما كان مستوى الصحة أضعف، كانت نتائج قلة الحركة أكثر سوءاً.

يقضي معظم الأفراد اليوم ما لا يقل عن 6-8 ساعات من يومهم و هم جالسين، إما لمشاهدة التلفاز أو الفيديوم أو استخدام الكومبيوتر في العمل أو المدرسة أو خلال أوقات الفراغ.

إن الجلوس لفترة طويلة لا يسبب فقط مشاكل صحية تتمثل بزيادة الوزن و ألم الظهر و صداع التوتر. بل يتعدى الأمر إلى مشاكل صحية أكثر خطورة.

المشاكل الصحية الناتجة عن أنماط الحياة المستقرة:

الأمراض القلبية:

إن الجلوس لفترة طويلة من الزمن يعني أن العضلات لا تحرق كمية الدهون التي يجب أن تحرقها عادةً، و أن الدم لا يتدفق بشكل صحيح متوازن في كافة أنحاء الجسم كما ينبغي له أن يكون. مما يفسح المجال للأحماض الدسمة لانسداد القلب والذي يؤدي بدوره إلى مرض القلب التاجي، و ذلك تبعاً لنتائج الدراسات.

زيادة خطر الإصابة بداء السكري:

إذا كان الشخص قليل الحركة و النشاط، وبالتالي فإن الجسم لا يستهلك كميات جيدة من السكر. هذا أمر غير جيد! معنى ذلك أن الجسم بدلاً من استهلاك السكر لتحويله إلى طاقة، سوف يقوم بتخزين السكر في الجسم و تحويلها إلى دهون.

تشير نتائج الدراسات أن الأفراد الذين يقضون فترات طويلة أمام التلفاز، هم أكثر خطورة للإصابة بداء السكري بنسبة 3.4%.

وفي دراسة ثانية، أظهرت نتائج الدراسات أن الجلوس لفترة طويلة من الزمن، قد يؤدي لزيادة خطر الإصابة بداء السكري لدى الأفراد قليلي الحركة.

إن الجلوس أكثر من 8 ساعات في اليوم، يرتبط مع زيادة خطورة الإصابة بداء السكري بنسبة 17%.

لذلك تعتبر ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، واحدة من أهم العلاجات الطبيعية للتغلب على داء السكري. وعلى العكس، أي أن قلة النشاط البدني هي إحدى أهم العوامل المؤدية للإصابة بداء السكري النمط الثاني.

ضعف التروية الدموية:

إن الجلوس لفترة طويلة من الزمن، يؤدي إلى بطء التروية الدموية للقدمين. مما يؤدي بدوره إلى تورم الكاحلين و زيادة خطورة الإصابة بجلطات الدم.

ومع المدى الطويل، قد ينتج عن ذلك تجلط الأوردة العميقة، عندما تتشكل الجلطة الدموية في الساقين. قد تتحرر الجلطة في النهاية و تعيق أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرئتين.

و في الوقت نفسه، وجد أن قلة الجلوس و زيادة الحركة، يساعد على التروية الدموية بشكل جيد. على سبي المثال،فحص الباحثون في هولندا آثار الجلوس الأقل على تدفق الدم وقرروا أن الحد من سلوك أنماط الحياة المستقرة يحسن تدفق الدم، بما في ذلك إلى الدماغ و القلب.

ضبابية التفكير و ضعف القدرة على التركيز:

إن الجلوس الطويل للعمل، قد يؤدي لصعوبة في التركيز. فعندما تفتقر للحركة، ينخفض تدفق الدم عبر أنحاء الجسم، بما في ذلك إلى الدماغ. مما يقلل من الوظائف المعرفية و يؤدي إلى ضبابية التفكير.

ليس ذلك فحسب، بل نشر باحثون في دراسات نشرت العام الماضي 2023، أن الأفراد البالغين الكبار في السن الذي يتبعون أنماط حياة مستقرة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء الزهايمر، بالمقارنة مع المسنين الذي يتبعون أنماط حياة مليئة بالحركة و النشاط.

انخفاض قوة العضلات و العظام:

إن أجسامنا بحاجة للحفاظ على كتلة العضلات لأداء المهام اليومية دون إلحاق الضرر بأجسامنا.

عند اتباع أنماط حياة مستقرة، حتى الحركات اليومية البسيطة للذهاب للتسوق أو البقالة، سيسبب الإرهاق و التعب لأجسامنا!!

لماذا يجب علينا أن نعكس أنماط الحياة المستقرة؟

يمكنك خفض خطورة الموت المبكر الناتج عن الجلوس الطويل للعمل، من خلال ممارسة التمارين الرياضية يومياً و لو بمعدل 20 دقيقة على الأقل.

ومن الجدير بالذكر، أن الأفراد الذين يجلسون مدة 8 ساعات يومياً للعمل مثلاً، لكنهم نشيطين عموماً، يتمتعون بصحة أفضل، بالمقارنة مع الأفراد الذين يجلسون ساعات أقل في اليوم، لكنهم قليلي الحركة عموماً

أما الأفراد الذين يجلسون ساعات طويلة و يعيشون أنماط حياة غير نشيطة، هم الأكثر عرضة للوفاة المبكر و الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة المبكرة، بما في ذلك البدانة و بعض أنواع السرطان وأمراض القلب و الأوعية الدموية وداء السكري والأمراض النفسية كذلك.

لذلك، دعونا نعيد النظر لأنماط حياتنا اليومية و حياة أطفالنا، الذين باتوا يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، بدلاً من التمتع بالطبيعة و الطفولة الحقيقية على أرض الواقع بدلاً من العالم الافتراضي!

كيفية التغلب على أنماط الحياة المستقرة:

  • المشي للعمل او المدرسة
  • المشي خلال فترات استراحة الظهيرة
  • استخدام السلالم بدلاً من المصعد الكهربائي
  • قضاء المزيد من الوقت في الخارج أو الحديقة
  • الوقوف بدلاً من الجلوس في وسائل النقل و الأماكن العامة
  • إجراء الاتصالات اللازمة و أنت تمشي ذهاباً و إياباً بدلاً من الجلوس
  • قضاء المزيد من الوقت في بعض النشاطات بدلاً من مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو
  • ضبط المنبه حتى يذكرك أن تقف و تتحرك قليلاً، كل ساعة بعد العمل المتواصل و أنت جالس

المراجع:

https://draxe.com/health/sedentary-lifestyle

https://www.medicalnewstoday.com/articles/322910

https://www.verywellhealth.com/how-to-beat-a-sedentary-lifestyle-2509611

https://www.medicalnewstoday.com/articles/322910#:~:text=People%20living%20a%20sedentary%20lifestyle%20spend%20too%20much,poor%20cardiovascular%20health.%20Solutions%20include%20doing%20more%20exercise.

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/streetstrider/3524006920/in/photolist-6npsu1-dPTSSe-6WQHZ-T2VFcC-aCw5oM-3hcjPJ-55ddZA-2k8h7iQ-6U4b3L-7cSsR1-7cNxcT-9rA4kv-bU7RQ-aCyLLL-6U49Xw-35oDDr-8etZPy-yGhXzE-8eqLU8-9xD2M9-2YecB-eFLTBA-2mRiFLn-yZGUkV-8eqCpe-y2SLNQ-y2SMnA-yGousR-2j9QEwd-6pVRy-4NowLf-DZeFXw-4yGKbx-ag2sS-y32iFK-7JSWAG-y32ivV-5ipEym-2c55FGM-35pPLC-kLWJT-7HgiqQ-2oAuUgf-yGhVAE-8eu1vU-2nyAa-7gB2wy-5KUf3-8cXXm2-aduGWb

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك