أهمية ضبط النفس و كيفية التحكم في مواقف الغضب

799 0
799 0
الغضب

الغضب هو عبارة عن مشاعر طبيعية. لا يمكن اعتبارها جيدة و لا سيئة. فالغضب كأي نوع آخر من المشاعر. يهدف لإيصال رسالة معينة. يُشعرك بالاستياء أو التهديد أو الانزعاج من وضع ما، أو فكرة أو تصرف أو موقف.

بينما يعتبر الغضب شعور طبيعي يمر به أي شخص كان. إنما يتحول الوضع إلى مشكلة بحاجة لتصحيح، إذا كانت طريقة تعبيرك عن غضبك، تلحق الأذى بنفسك أو بالآخرين.

قد يخطر ببالك، أن التنفيس عن غضبك هو أمر صحي. و أن الأشخاص من حولك حساسون للغاية. و أن غضبك مبرَّر. و أنك بحاجة لإظهار غضبك، للحصول على الاحترام. لكن في الحقيقة، و من المرجح أن يكون لغضبك تأثير سلبي على الطريقة التي يراك الناس بها. و يُضعِف حكمك و يعيق نجاحك.

التأثيرات الناتجة عن الغضب:

إن الشعور بالغضب المزمن الذي يتقد و يشتعل سريعاً، و يُفقِدك زمام الأمور، أو يخرج عن السيطرة. قد يكون له عواقب وخيمة عليك، تتمثل بما يلي:

من الناحية البدنية:

تعرض الجسم لمستويات عالية من الغضب و التوتر، يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية و داء السكري و يضعف الجهاز المناعي و يسبب الأرق و ارتفاع ضغط الدم.

من الناحية العقلية:

يستهلك الغصب كمية ضخمة من الطاقة العقلية. و يجعل طريقة تفكيرك ضبابية.

يُعيق التركيز و اتخاذ القرارات. و قد يؤدي لزيادة حالات التوتر و الاكتئاب و مشاكل أخرى في الصحة العقلية و النفسية.

من الناحية العملية و المهنية:

قد يكون النقد البناء و الاختلافات الإبداعية و النقاشات الساخنة، صحية. لكن حالات الغضب المتكررة، تؤدي لنفور الناس من حولك. بمن في ذلك زملائك أو شركائك في العمل و المشرفين عليك أو العملاء. مما يقلل من احترامهم لك. و يُضعِف ثقتهم بحسن تصرفك.

من ناحية العلاقات الاجتماعية:

قد تترك نوبات الغضب ندوب دائمة لدى الأشخاص الذين تحبهم و يهمك أمرمهم.

تتشكل الحواجز و العوائق بينكم. و تضعف روابط المحبة و التفاهم. و تستنزف العلاقات و الصداقات.

يجعل من الصعب على الآخرين أن يثقوا بك، أو يتحدون معك بأمانة و صراحة. أو أن يشعرون بالراحة معك. و الضرر الأكبر يكون من حصة الأطفال!

إذا كنت سريع الانفعال و الغضب، و تفقد السيطرة على نفسك بسرعة. بإمكان تدريب نفسك و تهذيبها للتغلب على نوبات الغضب.

من خلال نظرة ثاقبة حول الأسباب الحقيقية لنوبات غضبك. و تعلُّم أساليب إدراة الغضب و ضبط النفس. يمكنك أن تتعلم التعبير عن مشاعرك بأسلوب راقي، دون إيذاء الآخرين.

أهم الأساطير و الحقائق عن الغضب:

المعتقد الخاطئ:

يجب علي التنفيس عن غضبي و إطلاق العنان لمشاعري و عدم كبت هذه العواطف داخلي، للحفاظ على صحتي!

الحقيقة:

على الرغم من أن حبس الغضب داخلك و تجاهله، هو أمر غير صحي. لكن إطلاق العنان لغضبك دون وعي، أيضاً أمر غير صحي.

فالغضب ليس شعوراً ما، يمكنك إطلاقه للعنان بطريقة عدوانية، بحجة أنا غاضب. بل يجب تهذيب النفس، و ضبطها. و مراعاة كل سلوك، و كل كلمة، و تصرف نقوم به. فحالات نوبات الغضب المتقدة، تؤجج النار فقط. و تعزز مشكلة غضبك.

المعتقد الخاطئ:

نوبات الغضب و العدوانية التي أقوم بها، تساعدني على اكتساب احترام و رهبة الآخرين لي. و تساعدني للحصول على ما أريد!

و حتماً هذا خطأ. بل في الحقيقة:

احترام الآخرين لك، لا يأتي أبداً من التعالي عليهم و إيذائهم.

قد يخاف الناس منك. و يحسبون حسابهم قبل التحدث معك، لتفادي الأذى الذي تلحقه لهم بنوبات غضبك المستعرة.

لكنهم لن يحترمونك أبداً، إذا لم تتمكن من التحكم بنفسك. و التعامل مع وجهات النظر المختلفة بطريقة راقية و حضارية.

لو تواصلت معهم بطريقة محترمة، سيكون الآخرون أكثر استعداداً للاستماع لك، و استيعاب احتياجاتك.

المعتقد الخاطئ:

أنا لا يمكنني التحكم بنوبات غصبي. حاولت مراراً، لكنه أمر خارج عن السيطرة!

و هذا خاطئ حتماً. بل في الحقيقة:

لا يمكنك دائماً التحكم بالموقف الذي أنت فيه، أو كيف يجعلك تشعر. لكن يمكنك التحكم بطريقة تعبيرك عن غضبك. و يمكنك إيصال مشاعرك، دون إساءة، لا بطريقة شفهية و لا طريقة جسدية.

حتى و إن حاول شخص ما استثارة غضبك عمداً. فأنت دائماً لديك الخيار، حول كيفية الرد 🙂

كيف يساعدني التحكم بغضبي؟

يعتقد العديد من الأفراد أن التحكم بالغضب، يعني تعلم تثبيط و كبح الغضب. لكن تجاهل الغضب و كبحه لا يعتبر هدف أو غاية صحية!

حالات الغضب سوف تخرج و نواجهها بغض النظر عن مدى صعوبة و محاولة التخلص منه.

الهدف الحقيقي من التحكم بالغضب، ليس قمع مشاعر الغضب. إنما فهم الرسالة وراء هذا الشعور. و التعبير عنه بطريقة صحية دون فقدان السيطرة على النفس.

عندما تتقن ذلك، لن تشعر بتحسن فحسب. بل ستكون أكثر قدرة على تلبية احتياجاتك، و إدارة الصعوبات التي تواجهك في حياتك، و تعزيز علاقاتك مع الآخرين.

إن إتقان فن التحكم بالغضب و ضبط النفس، يتطلب جهد و عمل. و كلما تدربت أكثر، كلما كان الأمر أسهل و النتائج مذهلة.

 إن تعلم كيفية ضبط الغضب و التعبير عنه بطريقة صحيحة، سيساعدك على بناء علاقات أمتن و تحقيق أهدافك، و قيادة حياتك بشكل أفضل.

أهم النصائح للتحكم بحالات الغضب و ضبط النفس:

1. اكتشف السبب الأساسي وراء غضبك:

  • هل شعورك بالغضب يخفي وراءه مشاعر أخرى مثل الإحراج أو الخجل أو الشعور بالأذى أو عدم الأمان؟
  • هل سبب الغضب لديك، يخفي وراءه نوبات من القلق أو الخوف؟
  • هل نوبات الغضب هي من أعراض مشاكل صحية كامنة مثل الاكتئاب و التوتر المزمن؟

2. انتبه للعلامات التحذيرية التي تسبق نوبة الغضب:

قبل اندلاع نوبة الغضب دون سابق إنذار، هنالك تغيرات فيزيولوجية تطرأ على جسمك.

إدراكك لهذه العلامات التحذيرية، تتيح لك الوقت و اتخاذ الخطوات المناسبة، لإدارة غضبك قبل فقدان السيطرة على النفس.

تتمثل هذه الأعراض البدنية بما يلي:

3. معرفة و تحديد مثيرات الغضب لديك:

ربما تنتابك مشاعر الغضب في كل مرة تخرج مع زملاء أو مجموعة أشخاص معينين. أو قد تدفعك أزمة المرور الصباحية للجنون، حتى قبل وصولك للعمل!

الأفكار السلبية تحفز على نوبات الغضب:

من الأمثلة عن الأفكار السلبية التي تدفعك إلى الغضب:

فرط التعميم: على سبيل المثال:

  • أنت دائماً تقاطعني.
  • أنت لم تعترف أبداً بحاجتك لي!
  • كل شخص لا يحترمني.
  • لم أحظى مطلقاً بالمعاملة التي أستحق.

استخدام كلمة يجب و ينبغي بشكل مبالغ فيه:

كل أمر و كل خطوة يجب أن تسير بطريقة معينة صعبة دون تساهل و لا مراعاة!

قراءة العقل و القفز إلى الاستنتاجات:

تفترض أنك تعلم ما يفكر به الشخص الآخر و ما يقصده و ما يشعر به أيضاً. و كأنه أزعجك عمداً او تجاهل رغبتك و لم يحترمك.

إلقاء اللوم الدائم:

عندما يحدث أي شيء سيئ أو خطأ ما، تبدأ بإلقاء اللوم على الآخرين. بدلاً من تحمل مسؤولية حياتك.

4. تعلم بعض الأساليب لإطفاء نار غضبك:

  • أخذ نفس عميق
  • تغيير وضعية الجسم. الخروج للمشي قليلاً، في الهواء الطلق، طريقة فعالة جداً لتعديل المزاج و التنفيس عن الغضب.
  • القيام بحركات التمدد لتخفيف التوتر و الشد العضلي الناتج عن الغضب.
  • عدّ الأرقام وصولاً لرقم 10. التركيز على العدّ، سيخفف نوبة الغضب لديك. و يتيح لك الوقت للسيطرة على نفسك.

ثم أعطِ نفسك تقييم منطقي حقيقي للحدث الذي يدعو للغضب:

  • ما هو مدى أهمية هذا الأمر أو الموضوع الذي يثير غضبك بهذا الشكل؟
  • هل يستحق حقاً كل هذا الغضب؟
  • هل ردة الفعل مناسبة للحدث؟
  • هل يوجد أي شيء ما يمكنك فعله لتعديل الوضع؟
  • هل القيام بأمر ما، يستحق الزمن و الطاقة التي تعطيه إياها؟

5. إيجاد طرق أكثر فعالية و صحية للتعبير عن غضبك:

  • حافظ على علاقاتك صحية مع الآخرين، أفضل و أكثر أهمية من كسب الجدال.
  • ركّز على الحاضر، بدلاً من العودة إلى الماضي. و إضاعة الحاضر أيضاً، بنوبات الغضب و إلقاء اللوم بشكل متكرر.
  • لتكن لديك رغبة بالعفو و المسامحة إن أمكنك ذلك.
  • تعرّف متى تتخلى عن نقاشات عقيمة. حتى لو لم تتمكن من الوصول إلى حل أو اتفاق، فتكسب صحتك و طاقتك و تمضي قدماً.

6. حافظ على هدوئك حتى في الضغوطات و اعتني بنفسك:

المراجع:

https://www.mayoclinichealthsystem.org/hometown-health/speaking-of-health/7-anger-management-tips-to-prevent-relationship-damage

https://www.helpguide.org/articles/relationships-communication/anger-management.htm

https://www.verywellmind.com/8-things-to-do-if-you-feel-irritable-5081875

https://www.medicalnewstoday.com/articles/162035

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/92997382@N00/215702599/in/photolist-k4wSk-9GvTFR-78BrcC-4wYGF9-cSKraj-2gxdUd5-8HRhtr-HQAZE-aubfc3-wfEtV-bzbb6X-enhTg-pMn1fs-6FPWjM-2mrZvjJ-2ihEgB-fkZfFh-z2f3a-5k1JJo-7xnLee-WccuCH-prczCr-eqqLiP-F6Qn3-nGMHM-drD4aM-8Mz6Jm-79vKTM-5jbEgo-2geP8o2-dSY6Kx-8MaL3h-7gMoZT-5pwdvF-2hwMJFq-e2zsZ-iXFLf-Su4tBk-eKsf7-5XqKv1-6gxjNE-vzBUFM-9Y8Kuq-8QnHtj-2nS8aeF-63tQ77-ezKy-kRGH3Q-aNhjkz-aAH2Nc

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك