مضاعفات داء السكري (مرض السكر) و العوامل المؤدية للإصابة به

9003 0
9003 0

في المقالة السابقة تحدثنا عن أنواع و أعراض و أسباب داء السكري. و سوف نكمل في هذه المقالة عن العوامل المحرّضة على الإصابة بمرض السكر و المضاعفات الناتجة عنه. أتمنى أن تنال إعجابكم.

العوامل المؤدية للإصابة بداء السكري:

تختلف العوامل تِبعاً لاختلاف نوع مرض السكر.

تتضمن العوامل المؤدية لمرض السكر من النمط الأول ما يلي:

تاريخ العائلة:

فإذا كان أحد الوالدين أو الأخوة يعاني من داء السكري النمط الأول، فمن الممكن أن تصاب أنت كذلك بنفس المرض.

العوامل البيئية:

كالتعرض لإصابة فيروسية مثلاً فمن المرجح أن تلعب دوراً في داء السكري النمط الأول.

وجود تلف في خلايا الجهاز المناعي (الأجسام المضادة):

ففي بعض الأحيان يتم إجراء اختبار لبعض أفراد العائلة المصابين بداء السكري من النمط الأول ليتم فحص الأجسام المضادة لديهم. فإذا كانت لديك بعض الأجسام المضادة التالفة، في هذه الحالة يزداد خطر إصابتك بداء السكري. لكن ليس بالضرورة أن كل الأشخاص الذين يعانون من تلف في الخلايا المناعية أن يكونوا مصابين بداء السكري.

العوامل الغذائية:

و التي تتضمن قلة استهلاك فيتامين د أو تناول حليب البقر في عمر مبكّر أو تناول الحبوب قبل عمر الأربعة أشهر. لكن لم تثبت تماماً ارتباط هذه العوامل بالإصابة بداء السكري النمط الأول.

العوامل الجغرافية:

ففي بعض البلدان مثل السويد و فنلندا، هنالك ارتفاع في معدلات الإصابة بداء السكري من النمط الأول.

العوامل المؤدية للإصابة بمرض السكر من النمط الثاني و حالة ما قبل الداء السكري:

الوزن:

فكلما ازداد عدد الأنسجة الدهنية لديك كلما ازدادت مقاومة الخلايا للأنسولين.

قلة النشاط:

فكلما كان نشاطك قليلاً كلما ازداد خطر الإصابة بداء السكري النمط الثاني. فالنشاطات البدنية تساعدك في التحكم في الوزن و في استهلاك الجلوكوز كطاقة و تصبح الخلايا لديك أكثر حساسية للأنسولين.

تاريخ العائلة:

فإذا كان لدى أحد الوالدين أو الأخوة إصابة بداء السكري النمط الثاني، معنى ذلك ازدياد خطورة إصابتك بداء السكري أيضاً.

العمر:

فكلما تقدمت في العمر كلما ازداد خطر الإصابة بداء السكري النمط الثاني، و من الممكن أن يعود ذلك لقلة نشاطك و اكتساب الوزن مع التقدم في العمر.

داء السكري الحملي:

فإذا كنت تعانين منه خلال الحمل، من الممكن أن يتطور لديك المرض و يتحول لداء السكري من النمط الثاني.

متلازمة مبيض متعدد الكيسات:

تتمثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات بوجود أكياس غير وظيفيّة على المبيض تسبب عدم انتظام الدورة الشهرية و نمو شعر زائد في الجسم و البدانة. بالإضافة لذلك تؤدي لزيادة خطر الإصابة بداء السكري.

ارتفاع ضغط الدم:

فإذا كان ضغط الدم لديك أعلى من 140/90 ميليمتر زئبقي، فإن خطر الإصابة بداء السكري بالنسبة لك هو في تزايد.

ارتفاع الكولسترول الضار و الشحوم الثلاثية:

فإذا انخفض الكولسترول الجيد و ارتفع الكولسترول الضار و الشحوم الثلاثية، تزداد خطورة الإصابة بداء السكري.

انخفاض نسبة هرمون التستوسترون عند الرجال:

فالمستويات المنحفضة من هرمون التستوسترون ترتبط بزيادة مقاومة الخلايا للأنسولين، و بالتالي زيادة خطورة الإصابة بداء السكري.

المضاعفات الناتجة عن الإصابة بداء السكري:

تتطور المضاعفات بشكل تدريجي، فكلما ازدادت فترة إصابتك بداء السكري و كان مستوى السكر في الدم غير منضبط، كلما ازدادت خطورة المضاعفات الناتجة عنه، و التي تتضمن ما يلي:

أمراض القلب و الأوعية الدموية:

مثل مرض الشريان التاجي و الذبحة الصدرية و النوبات القلبية و السكتة الدماغية و تصلب الشرايين.

اعتلال الأعصاب:

زيادة نسبة السكر في الدم تؤدي لإتلاف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب خاصةً في الساقين. مما يسبب وخز و حرق و ألم يبدأ عادةً في أصابع القدمين ثم يمتد تدريجياً نحو الأعلى. و إذا لم يتم علاجه يؤدي لفقدان الإحساس في الأطراف. يرتبط تلف الأعصاب بالمشاكل الهضمية مما يسبب الغثيان و الإقياء و الإسهال أو الإمساك و بالنسبة للرجال قد يؤدي لضعف الانتصاب.

فشل كلوي:

تحتوي الكلية على الملايين من الشعيرات الدموية التي تعمل على تصفية الدم من الفضلات. و عند الإصابة بداء السكري من الممكن أن يحدث تلفاً لنظام الترشيح هذا. إن التلف الشديد من الممكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي أو المراحل الأخيرة من الأمراض الكلوية التي تتطلب غسيل أو زراعة الكلية.

اعتلال الشبكية:

فمن الممكن أن يؤدي داء السكري لإتلاف الأوعية الدموية الموجودة في الشبكية و التي قد تسبب العمى. كما يؤدي داء السكري لزيادة خطر المشاكل البصرية الأخرى كإعتام عدسة العين أو الإصابة بالزرق (الجلوكوما).

تلف أو ضرر في القدمين:

يؤدي تلف الأعصاب الموجودة في القدمين أو ضعف التروية الدموية لزيادة خطر مضاعفات المشاكل في القدمين. و إذا لم تعالج تتحول إلى الغرغرينا التي قد تتطلب استئصالها و أن يتم بتر القدم و من الممكن أن تتطور لعدوى خطيرة يصعب شفاءها.

المشاكل الجلدية:

فتصبح البشرة أكثر تعرضاً للمشاكل الصحية كالالتهابات البكتيرية و الفطرية.

ضعف السمع:

و هي أكثر المشاكل شيوعاً بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري.

الزهايمر:

تؤدي الإصابة بداء السكري من النمط الثاني إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. فكلما كان مستوى السكر في الدم غير مضبوط كلما ازدادت خطورة الإصابة بالزهايمر.

المضاعفات الناتجة عن داء السكري الحملي:

معظم الأمهات اللاتي تعانين من السكري الحملي، تلدن أطفالاً بصحة جيدة. لكن إذا لم يتم التحكم بمستويات السكر في الدم فمن الممكن أن يؤدي لحدوث مشاكل لدى الطفل و الأم.

من المضاعفات التي قد تصيب الطفل:

  1. زيادة الوزن: حيث تجتاز كميات مضاعفة من الجلوكوز عبر المشيمة مما يحرض بنكرياس الطفل على تشكيل كميات إضافية من الأنسولين، مما يؤدي لزيادة نمو الطفل سريعاً (العملقة)، و من المرجح جداً أن يتطلب الأمر إجراء الولادة القيصرية.
  2. انخفاض سكر الدم: فبعض الأطفال يحدث لديهم انخفاض في مستوى السكر في الدم بعد فترة قصيرة من الولادة، لأن إنتاج الأنسولين لديهم مرتفع، لكن محلول الجلوكوز في الوريد من الممكن أن يعيد مستوى السكر في دم الطفل لوضعه الطبيعي.
  3. الإصابة بداء السكري من النمط الثاني مستقبلاً. فالأشخاص الذين يولدون من أمهات لديهن السكري الحملي، هم الأكثر عرضة للإصابة مستقبلاً بداء السكري النمط الثاني و البدانة.
  4. الوفاة: إذا لم يعالج السكري الحملي و لم يتم ضبط مستويات السكر في دم الأم، من الممكن أن يؤدي لوفاة الطفل سواءً قبل الولادة أو بعد فترة قصيرة من الولادة.

المضاعفات التي تصيب الأم:

  1. التسمم الحملي: و التي تتمثل بارتفاع ضغط الدم و ارتفاع البروتين في الدم و انتفاخ في القدمين و الساقين. و من الممكن أن يؤدي لمشاكل صحية خطيرة و قد تكون مهددة لحياة الأم و الطفل معاً.
  2. الإصابة بداء السكري الحملي أو النمط الثاني لاحقاً: فعندما تعانين في إحدى فترات الحمل بالإصابة بالسكري الحملي، معنى ذلك أنك معرضة بشكل أكبر للإصابة بالسكري الحملي مجدداً في حمل لاحق، كما أنك معرضة بشكل أكبر إلى الإصابة بالسكري النمط الثاني مستقبلاً مع التقدم في العمر.

و للحديث تتمة 🙂

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/basics/definition/con-20033091

http://www.nhs.uk/Conditions/Diabetes/Pages/Diabetes.aspx

http://www.medicalnewstoday.com/info/diabetes/

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/sriram/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك