ما هو ديتوكس السكر؟ و هل يجدي نفعاً ؟
إزالة سموم السكر من الجسم هو بكل بساطة عبارة عن تحدي يتم تطبيقه عادةً لمدة 30 يوم. بحيث يتضمن الامتناع عن كافة أنواع السكريات المصنعة أو المضافة.
لا شك أن فرط استهلاك السكريات يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية و الأمراض المزمنة.
من الضروري الحد من استهلاك السكريات قدر الإمكان. ليس لمدة 30 يوم فحسب. بل لاكتسابه كعادة صحية للوقاية من الأمراض المزمنة، مثل مختلف أنواع السرطان و داء السكري النمط الثاني و أمراض القلب و الكولسترول.
في مقالتي لليوم، سوف أشرح لكم مبدأ ديتوكس السكر و تحدي ال30 يوم لتنظيف الجسم من السموم. و لنكتشف معاً هل يستحق حقاً هذا العناء؟ ما هي الفوائد الصحية الملموسة من اتباع هذه الحمية؟
ديتوكس السكر و تحدي ال 30 يوم:
هنالك العديد من الحميات الصحية التي تهدف لإزالة سموم السكر من الجسم خلال 30 يوم. يتفق معظمها على مبدأ واحد، ألا و هو الامتناع بتاتاً عن أي مصدر صناعي للسكر. بدلاً من ذلك، سيتم التركيز على استهلاك الأطعمة الطبيعية الغنية بالفوائد الصحية المكثفة، و الخالية من السكريات المصنعة و الكربوهيدرات المكررة.
خلال هذا التحدي، يمكنك استهلاك السكريات الطبيعية التي تتواجد في الخضروات و الفواكه فقط، لكن بكميات محددة.
كما وضحت سابقاً، هنالك أنواع عديدة من حميات ديتوكس السكر. ففي أنواع الحميات الأكثر شدة، يجب الحرص على اختيار أنواع الخضروات و الفواكه التي تحتوي على نسبة قليلة فقط من السكريات، و تجنب الفواكه عالية السكريات، كالأناناس و العنب و الموز و المانجو أيضاً. إضافةً لذلك، تجنب الخضروات عالية النشويات والكربوهيدرات مثل البطاطا و الذرة و الشمندر السكري!
و في الحميات الأكثر تقييد، خلال هذا التحدي، يتم الامتناع عن منتجات الأجبان و الألبان أيضاً، و ذلك لتجنب سكر الحليب!
ماذا يحدث في الجسم خلال مرحلة ديتوكس السكر؟
أي حمية غذائية تهدف للحد من استهلاك السكريات المضافة، لا بد أن تكون صحية للجسم. خاصةً لدى الأفراد الذين اعتادوا على استهلاك كميات كبيرة من السكريات المضافة بشكل منتظم.
من أهم العوامل في أي حمية غذائية متبعة، هو الالتزام و المثابرة. فإذا ما قمت بتحدي ال30 يوم لإزالة سموم السكر من الجسم. ثم بعد ذلك عدت لاستهلاك السكريات بكميات مفرطة. أنت حقاً قد أضعت كل المجهود الذي بذلته خلال ال30 يوم!
مستوى السكر في الدم و مقاومة الأنسولين:
إن المواظبة على تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات عالية من السكر، هو عامل خطير للإصابة بداء السكري النمط الثاني.
تحتوي الأطعمة و المشروبات المحلاة مثل المخبوزات و الحلويات بأنواعها و مشروبات الطاقة و الصودا، على سكريات سريعة الامتصاص مثل شراب الذرة عالي الفركتوز.
إن استهلاك الأطعمة الغنية بهذه السكريات، يرتبط بارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل سريع، و مع مرور الوقت، يؤدي للإصابة بمقاومة الأنسولين.
في حالة مقاومة الأنسولين، تصبح الخلايا أقل حساسية و أقل استجابة لهرمون الأنسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم. مما يؤدي لارتفاع مستويات السكر و الأنسولين في الدم. نتيجةً لذلك، يحدث تلف للخالايا و زيادة خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
إن القيام بتحدي ديتوكس السكر لمدة 30 يوم، هو طريقة فعالة لخفض مستويات السكر في الدم و خفض مستويات هرمون الأنسولين أيضاً، و إعادته لوضعه الطبيعي.
وزن الجسم:
إن الأطعمة و المشروبات الغنية بالسكريات، تكون عادةً غنية بالسعرات الحرارية الفارغة من القيم الغذائية كالبروتينات و الألياف الغذائية. لذلك فهي ترتبط بزيادة الوزن و تراكم الدهون و زيادة خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة.
إن الامتناع عن تناول السكريات المضافة، لمدة 30 يوم، خاصةً إذا تم تعويضها بتناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية، سيساعدك على إعادة توازن مستوى الهرمونات، وتعزيز مستويات الاستقلاب و حرق الدهون المتراكمة.
الصحة الفموية:
من الأمور المعروفة أن الأطعمة و المشروبات الغنية بالسكريات غير جيدة لصحة الفم و الأسنان.
ففي الحقيقة، يرتبط استهلاك الأطعمة الغنية بالسكريات المضادة مع زيادة خطورة الإصابة بتسوس الأسنان و أمراض اللثة و الكانديدا الفموية (عدوى الفطريات). و ذلك لأن البكتيريا و الفطريات تقوم بتحليل السكريات الموجودة في الفم، و إنتاج الأحماض التي تلحق الضرر و التلف بالأسنان و اللثة.
نتيجة ً لذلك، فإن الامتناع عن تناول السكريات المضافة لمدة 30 يوم، سيعيد توازن البكتيريا و الفطريات الموجودة في الفم. لكن كما وضحنا سابقاً، إذا أتبعنا هذه الحمية المقيدة، بفرط استهلاك السكريات ثانيةً، أضعنا كل المجهود الذي تعبنا عليه خلال ال 30 يوم!
صحة الكبد:
يرتبط فرط استهلاك السكريات خاصةً الأطعمة عالية الفركتوز، بزيادة خطورة الإصابة بأمراض الكبد الدهني غير الكحولي. و تتمثل هذه المشكلة بتراكم الدهون في الكبد!
صحة القلب:
إن تطبيق ديتوكس السكر لمدة 30 يوم، تعتبر بداية قوية و فعالة لإعادة توازن مستويات الكولسترول و الشحوم للوضع الطبيعي. مع أهمية الحد من استهلاك السكريات بعد إنهاء تحدي ال30 يوم.
صحة البشرة:
يرتبط فرط استهلاك السكريات بالشيخوخة المبكرة للجلد، و زيادة اندلاع حب الشباب نتيجة ارتفاع نسبة العوامل الالتهابية في الدم.
عند الامتناع عن تناول السكريات لمدة 30 يوم، نحن نقوم بإزالة السموم و خفض نسبة العوامل الالتهابية من الدم. الأمر الذي ينتج عنه نقاء البشرة و مكافحة حب الشباب. و إذا ما تم استبدالها بالأطعمة المكثفة بالمواد الغذائية و مضادات الأكسدة، ساهم ذلك في تعزيز نضارة وتألق البشرة و تأخير علامات التقدم في السن و شيخوخة البشرة.
مستويات الطاقة و النشاط:
هل تعلم أن الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، سيؤدي لارتفاع مستويات الطاقة الحقيقية للجسم؟
عند تناول السكر، أنت تزود الجسم بطاقة مزيفة ترتفع مع الارتفاع السريع لمستوى السكر في الدم و تنخفض سريعاً، مخلّفةً ورائها تعب و إرهاق و التهابات و أمراض!
إن استبدال الأطعمة الغنية بالسكريات و الكربوهيدرات المكررة، بأطعمة أخرى عالية البروتينات و الألياف الغذائية و الدهون الصحية، سوف يحفز على إنتاج الطاقة لفترة زمنية أطول و الحفاظ عليها ضمن مستوى ثابت و متوازن.
و للحديث تتمة 🙂
في المقال التالي بإذن الله تعالى، سوف نذكرتفاصيل حمية ديتوكس السكر و تحدي ال30 يوم. و أهم النصائح لنجاح هذه الحمية.
أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة. دمتم بخير إخوتي الكرام.
المراجع:
https://www.livestrong.com/article/13719865-sugar-detox
https://www.cleaneatingkitchen.com/sugar-detox-tips-sugar-free
https://www.healthline.com/nutrition/30-days-no-sugar#how-they-work
الصورة المرفقة:
تصنيفات المقال
