نسبة كبيرة من الأفراد لا يستخدم الواقي الشمسي، و يستهين بأهميته! إن الخطورة الفورية الناتجة عن فرط التعرض لأشعة الشمس، تتمثل بالإصابة بحروق الشمس. إذا نظرتَ إلى الجلد المحروق تحت المجهر، سوف تلاحظ تلف الخلايا و الأوعية الدموية التي تقع تحت الجلد. مع تكرار التعرض للشمس، تبدأ البشرة بالجفاف، و تظهر التجاعيد، و يتغير لون الجلد.
على الرغم من أن الجلد يبدو أكثر سمكاً، إلا أنه في الحقيقة أصبح أضعف. و نتيجةً لذلك فإن الإصابة بالكدمات أصبح أسهل أيضاً.
إن من أهم و أخطر المشاكل الناتجة عن فرط التعرض لأشعة الشمس، هو الإصابة بسرطان الجلد. و الذي يُعتبر من أكثر أنواع السرطان شيوعاً. تُشير الدراسات إلى أن معظم حالات سرطان الجلد، يمكن الوقاية منها عن طريق تجنب التعرض لأشعة الشمس.
ما هي فوائد أشعة الشمس و المقدار الذي نحتاجه منها؟
من المعلومات البديهية لدينا هي ضرورة التعرض لأشعة الشمس، للحصول على فيتامين د، الذي لا يتواجد بشكل كافٍ و طبيعي من المصادر الغذائية. لكن في يومنا هذا، معظم أصناف الطعام هي مدعّمة بفيتامين د. و بالتالي ضرورة التعرض لأشعة الشمس لم تعد بالمقدار الذي اعتدنا عليه سابقاً.
بالطبع من الضروري قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، و تحت أشعة الشمس. فهذا ينعكس بشكل إيجابي على كافة أنحاء الجسم، و الحالة النفسية أيضاً. لكن يجب علينا تمييز كمية و نوعية الأشعة التي نحتاجها، و الأشعة التي يجب تجنبها.
كيف يمكنني تجنب التأثيرات الضارة الناتجة عن أشعة الشمس؟
تجنب أشعة الشمس الحادة من أفضل الأساليب، للوقاية من الضرر الناتج عن أشعة الشمس. لكن في بعض الحالات لا يمكننا تجنب أشعة الشمس، و نحن بحاجة للخروج بشكل متكرر. لذلك يجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحة أجسامنا.
و تتمثل هذه الخطوات بما يلي:
- استخدام الواقي الشمسي: يجب أن تجعل هذه الخطوة عادة يومية لا تقل شأناً عن تنظيف الأسنان بالفرشاة و المعجون يومياً.
- تجنب أشعة الشمس في منتصف النهار أي من الساعة 10 صباحاً حتى 3 ظهراً. لأن الأشعة فوق البنفسجية (التي تسبب تلف و حرق الشمس) تكون في أوجها خلال هذه الفترة.
- ارتداء ملابس تقي من أشعة الشمس، خاصةً إذا كنت بحاجة لقضاء فترة طويلة تحت أشعة الشمس.
- ارتداء قميص ذات أكمام طويلة، و بنطلون طويل أيضاً. بالإضافة إلى قبعة، تساعد في حماية الجلد ضد أشعة الشمس الضارة.
- ارتداء نظارات شمسية واقية من الأشعة فوق البنفسجية.
مبدأ عمل الواقي الشمسي و استخداماته:
- تتوفر الواقيات الشمسية ضمن عدة أنواع مثل كريم أو جل (هلام) أو لوشن أو بخاخ أو مطري شفاه.
- يُستخدم الواقي الشمسي لحماية الجلد من التأثيرات الضارة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
- يساعد في الوقاية من حروق الشمس و من علامات الشيخوخة المبكرة.
- كما يساعد في خفض خطورة الإصابة بسرطان الجلد.
- و تجنب تفاعلات البشرة المشابهة لحروق الشمس (حساسية الشمس الناتجة عن استخدام بعض الأدوية مثل مادة تتراسيكلين و كلوربرومازين).
- تعمل المكونات الفعالة الموجودة في الواقي الشمسي، إما عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، و منعها من الوصول إلى الطبقات العميقة من الجلد. أو عن طريق عكس هذه الأشعة.
استخدام الواقي الشمسي لا يعني أنه يمكنك الوقوف تحت أشعة الشمس لفترة طويلة. فهذه المستحضرات لا تستطيع الحماية من كافة أنواع الإشعاعات الموجودة في الشمس.
ما هي نوع الأشعة الضارة في الشمس و ما هو عامل الحماية الموجود في مستحضرات الواقيات الشمسية؟
تُنتج أشعة الشمس نوعين من الأشعة فوق البنفسجية و هي النوع أ UVA و النوع ب UVB:
- النوع أ من الأشعة فوق البنفسجية تسبب تلف الجلد، و ظهور العلامات المبكرة للشيخوخة و التجاعيد، و التفاعلات تجاه بعض الأدوية و الصابون و المستحضرات التجميلية.
- أما الأشعة من النوع ب فتسبب حروق الشمس. كلا النوعين يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بسرطان الجلد.
معظم أنواع الواقيات الشمسية توفر حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية من النوع ب UVB التي تسبب حروق الشمس . بعض أنواع الواقيات الشمسية تتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ أيضاً UVA.
عند اختيار الواقي الشمسي نحن بحاجة لاختيار النوع الذي يحمي الجلد ضد النوع أ و النوع ب معاً. و تتضمن المستحضرات التي توفر حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ المواد التالية: تيتانيوم أوكسيد، زنك أوكسيد، بنزوفينون، آفوبنزون. أوكتوكريلين.
أما بالنسبة لرقم عامل الحماية:
يخبرنا بقدرة المستحضر على حماية أجسامنا من الأشعة فوق البنفسجية. و كلما كان رقم عامل الحماية أعلى، معنى ذلك أن قدرته على الحماية أكبر.
كل شخص منا بحاجة لاستخدام الواقي الشمسي ذو عامل حماية 15 درجة على الأقل. كما تتوفر الواقيات الشمسية بدرجات حماية أعلى من ذلك، تتمثل بعامل حماية30 و 45 أو عامل حماية 90! لكن منظمة الغذاء و الدواء العالمية أقرّت أن عامل الحماية أعلى من 30 يوفر حماية ضد أشعة الشمس لا تتجاوز ال 30!
كيف لي أن أعرف رقم عامل الحماية الذي أحتاجه؟
إذا كنت تحاول فقط الوقاية من حروق الشمس، يكفي استخدام عامل الحماية 15. يتضرر الجلد من التعرض الدائم و المتكرر لأشعة الشمس، على الرغم من رؤيتك لتغير لون الجلد و الإصابة بالحروق، أو عدم ملاحظتك لأي تغير.
تذكّر أن حروق الشمس هي تفاعلات فورية، لكن التلف الناتج عن أشعة الشمس يحدث مع مرور الزمن.
ما هي الحالات التي يجب فيها استخدام الواقي الشمسي؟
أي شخص يقضي وقتاً تحت أشعة الشمس، بحاجة لاستخدام الواقي الشمسي. و تتمثل الحالات بما يلي: الرجال و النساء و الأطفال بمختلف ألوانهم و حساسية بشرتهم للشمس.
هل استخدام الواقيات الشمسية آمنة بالنسبة للأطفال؟
نعم تتوفر مستحضرات واقيات شمسية مناسبة لبشرة الأطفال. و يمكن استخدامها بعد عمر ال 6 أشهر. و في حال استخدامها بشكل منتظم خلال فترة الطفولة، تساهم بشكل ملحوظ في الوقاية من الإصابة بسرطان الجلد مستقبلاُ. حيث أشارت الدراسات أن الأطفال الذين يستخدمون الواقي الشمسي بشكل منتظم حتى بلوغ سن ال 18، تنخفض خطورة إصابتهم بسرطان الجلد مستقبلاً بنسبة 70%.
الطريقة الصحيحة لاستخدام الواقي الشمسي:
عند استخدام الواقي الشمسي بشكل صحيح، فهو فعال جداً في توفير الحماية المطلوبة. اتبع التعليمات التالية للحصول على أكبر درجة حماية مطلوبة:
- يجب تطبيق الواقي الشمسي على الأقل 20-30 دقيقة قبل الخروج من المنزل و التعرض لأشعة الشمس.
- تكرار تطبيق الواقي الشمسي كل ساعتين في حال وجودك في الخارج. حتى و إن كان المستحضر المستخدم مخصص لتوفير الحماية طيلة اليوم!
- في حال التعرض للبلل أو بعد السباحة أو التعرق الكثيف، يجب تكرار تطبيق الواقي الشمسي بشكل متكرر أكثر.
- يجب تطبيق المستحضر على كافة المناطق المكشوفة لأشعة الشمس، بما في ذلك الأذنين و الشفتين و الوجه و سطح اليدين.
- لا تبخل في كمية المستحضر التي تطبقها. بل ضع المستحضر بوفرة و دلّك الجلد بلطف حتى يمتص الكريم أو الجل بالكامل.
- بالنسبة للمرأة يجب وضع الواقي الشمسي تحت المكياج. إذا انتظرت الوصول إلى الشاطئ مثلاً حتى تضعين الواقي الشمسي، فإن التعرق أو الرطوبة يجعل الواقي الشمسي أقل فعالية.
- و بالنسبة لمستحضرات الواقي الشمسي المقاوم للماء |(ضد الماء)، يوفر حماية لمدة 40 دقيقة من السباحة أو التعرق. و من ثم يجب تكرار تطبيق المستحضر مجدداً.
البشرة الحساسة و الواقي الشمسي:
تحتوي بعض أنواع الواقيات الشمسية على مكونات قد تسبب تهيج البشرة. إذا لاحظت احمرار و تهيج البشرة بعد استخدام الواقي الشمسي، يجب غسله بالماء على الفور، و التوقف عن استخدامه.
إذا كنت تعلم نوع المادة المسببة للحساسية لديك، يجب في البداية الانتباه للمكونات الموجودة في المستحضر بعناية. أما إذا لم يكن هناك مادة معينة معروفة تسبب تهيج البشرة لديك، في هذه الحالة يُنصح باختيار مستحضرات الواقيات الشمسية المخصصة للبشرة الحساسية، أو سؤال الصيدلي أو أخصائي الجلدية عن مستحضر مناسب للبشرة الحساسة. لكن ليس الحل هو بتجنب استخدام الواقي الشمسي!
التفاعلات التحسسية الخطيرة نادرة الحدوث نتيجة الواقيات الشمسية. لكن في حال حدوث ذلك، يجب طلب قسم الطوارئ على الفور. و تتمثل أعراض الحساسية بما يلي: الطفح الجلدي و الحكة و التورم خاصةً في اللسان و الحلق، بالإضافة للدوار و صعوبة في التنفس.
أتمنى لكم فصل صيف ممتع، مليء بالتفوق و النجاح 🙂 شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/5240-sun-damage-protecting-yourself
https://www.livestrong.com/article/86107-protect-skin-sun-sunscreen/
https://www.webmd.com/drugs/2/drug-366/sunscreen-topical/details
http://www.stylecraze.com/articles/sunscreen-why-use/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/samgrover/