لا شك أن التعرض لأشعة الشمس (بشكل معتدل)، ضروري لصحة الجسم، و المساعدة على تصنيع فيتامين د.
لكن خلال فصل الصيف، تصبح أشعة الشمس شديدة الحرارة. و يجب الانتباه للأوقات التي نكون بها تحت أشعة الشمس.
تحدثنا سابقاً عن أهمية استخدام الواقي الشمسي، صيفاً و شتاءً!
لكن كيف نختار أفضل واقي شمسي فعّال و صحي. بحيث يوفر الحماية اللازمة ضد أشعة الشمس. و لا يلحق الأذى لبشرتنا في الوقت ذاته؟
هنالك العديد من المنتجات و الواقيات الشمسية المتوفرة في الأسواق. التي تعدنا بتوفير الحماية اللازمة للبشرة ضد أشعة الشمس. لكن كيف نختار نوع الواقي الشمسي الصحيح الآمن و الفعال، المناسب لبشرتنا حقاً؟
على سبيل المثال، مادة أوكسي بينزون، هو عبارة عن مادة كيميائية موجودة في أكثر من 30% من منتجات الواقي الشمسي. لكنها تسبب خلل في توازن الهرمونات. حيث تشير نتائج الدراسات والأبحاث التي أصدرها البرنامج الأمريكي الوطني لعلم السموم، وجود ارتباط بين التعرض لمادة أوكسي بنزون و بين ارتفاع خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية لدى إناث فئران التجربة.
تراكم المواد الكيميائية الناتجة عن الواقي الشمسي في الدم:
قد يمتد تأثير الواقي الشمسي لأبعد ما هو مخصص له.
وجدت دراسة أجرتها منظمة الغذاء والدواء العالمية عام 2020م، أن المكونات الفعالة الموجودة في الواقي الشمسي، يتم امتصاصها بشكل جهازي من كامل الجسم، و ليس بشكل موضعي فحسب. و ذلك بعد تطبيق واحد فقط. و يمكن أن تبقى هذه المكونات في الدم لمدة 3 أسابيع على الأقل!
شملت المواد الكيميائية الموجودة في الواقي الشمسي، التي تم اختبارها في الدراسة، مادة آفوبينزون avobenzone، أوكسي بنزون oxybenzone، أوكتوكريلين octocrylene، هوموسالات homosalate، أوكتيسالات octisalate و مادة أوكتينوكسات octinoxate.
و كافة هذه المواد تم اختبارها بسهولة في مجرى الدم، لدى الأفراد المعنيين بالدراسة. و في تراكيز تتجاوز النسبة الآمنة التي تسمح بها منظمة الغذاء والدواء العالمية!
مما يؤكد أن المواد الكيميائية الموجودة في الواقي الشمسي، ترتفع نسبتها بسهولة في مجرى الدم، خلال يوم واحد من البدء باستخدامه. و تراكم هذه المواد سيؤثر على صحة الجسم.
علاوةً على ذلك، فإن الواقي الشمسي فريد من نوعه، بالمقارنة مع بقية منتجات العناية الشخصية. و ذلك لأنك تغلّفه بكثافة على بشرتك. و غالباً عدة مرات في اليوم!
أي منتجات عناية أخرى، لا تبقى كل هذه المدة على البشرة. على سبيل المثال، الشامبو الذي تغسله بسرعة! لذلك من الضروري جداً اختيار نوعية واقي شمسي آمن و فعال.
الآن و بعيداً عن موضوع أمان و سلامة المنتج، هل هو حقاً فعّال في توفير الحماية اللازمة ضد أشعة الشمس الضارة؟!
للأسف، آظهرت نتائج الدراسات أن 75% من الواقيات الشمسية لا توفر نسبة الحماية اللازمة!
أنواع أشعة الشمس الضارة وتأثيراتها وكيفية الحماية منها:
هنالك نوعين من الأشعة فوق البنفسجية، UVA و UVB.
UVA هذا النوع من الأشعة، هو الأكثر وفرة. و ضررها أكثر دقة. يمكن أن تلحق الضرر ببشرتك بشكل غير مرئي. على عكس UVB التي تسبب حروق الشمس.
UVA تلحق الضرر في البشرة، من خلال تثبيط الجهاز المناعي، و شيخوخة الجلد مع مرور الوقت. و الأهم من ذلك هو زيادة خطر التعرض لأنواع مختلفة من سرطان الجلد.
لا يوجد منتج يوفر حماية كاملة 100% و لا يوجد منتج تبقى فعاليته على البشرة أكثر من ساعتين كحد أقصى!
لذلك و من أهم النقاط الأساسية، يُنصح بتطبيق الواقي الشمسي بشكل كثيف و مشبع على الجلد. و إعادة تطبيقه في كل مرة تكون فيها خارج الماء، أو كل ساعتين وأنت تحت الشمس. بعد اختيار منتج جيد و فعال للبدء به.
بالاعتماد على أفضل بيانات العلوم و السموم الحالية، نواصل التوصية باستخدام الواقي الشمسي الذي يحتوي على المكونات المعدنية النشطة أكسيد الزنك، و ثنائي أكسيد التيتانيوم. لأنهما المكونان الوحيدان اللذان اعترفت بهما منظمة الغذاء والدواء العالمية، على أنهما آمنان و فعالان في القواعد المقترحة.
- لكن على الرغم من ذلك، يجدر التمييز هنا أنه لا يمكنك الاعتماد على الواقي الشمسي فقط لوحده، للوقاية من فرط التعرض لأشعة الشمس.
فلا ننسى أن استخدام الواقي الشمسي، هو شكل واحد فقط من أشكال الحماية من أشعة الشمس. و لا ينبغي الاعتماد عليه بمفرده.
أكد أطباء الأمراض الجلدية في جامعة ستانفورد أن الأشخاص الذين اعتمدوا فقط على الواقيات الشمسية للحماية من أشعة الشمس. أصيبوا بحروق شمسية أكثر من الأشخاص الذين استخدموا الواقي الشمسي، لكن اعتمدوا أيضاً على ارتداء قبعات و النظارات الشمسية و ملابس لحماية أنفسهم من ضرر أشعة الشمس. و البقاء في الظل و تجنب شمس الظهيرة.
كيفية اختيار الواقي الشمسي:
عند اختيار الواقي الشمسي، إليك النقاط التالية التي يجب الانتباه لها:
1. المكونات الفعالة:
تُعتبر المنتجات التي تعتمد على المعادن بدلاً من المركبات الكيميائية، هي المكونات الأكثر أمناً.
بالإضافة لكونها أكثر أمناً. فقد قطعت شوطاً طويلاً في كونها أكثر أناقة من الناحية التجميلية. و تطبيقها على الجلد، لا يترك وراءه طبقة بيضاء، تؤثر على لون و صفاء البشرة.
2. نوع أو صيغة الواقي الشمسي:
هل هو بودرة أو جل (هلام) أو لوشن أو بخاخ.
الواقي الشمسي الذي يكون على شكل كريم أو لوشن، هو النوع الذي يوفر أفصل حماية.
البخاخ هو النوع الذي ينصح بتجنبه. غالباً لا يوفر الحماية اللازمة. و لا يغطي الجلد كما يجب. و هو سيء للبيئة و الرئتين عند استنشاقه.
3. درجة عامل الحماية:
عند اختيار الواقي الشمسي، يجب اختيار المنتج الذي يحتوي على عامل حماية 30 درجة أو أعلى.
4. مقاوم للماء و التعرق:
إذا كنت تنوي الذهاب للسباحة أو ممارسة التمارين الرياضية في الخارج، يجب اختيار الواقي الشمسي المقاوم للماء (ضد الماء).
5. نوعية الحماية:
عند اختيار الواقي الشمسي، دائماً تأكد من نوعية الحماية التي يوفرها. بحيث يكون واسع الطيف. و يوفر حماية ضد نوعي الأشعة فوق البنفسجية UVA و UVB.
المكونات الفعالة الآمنة و الضارة الموجودة في الواقي الشمسي:
الهدف الأساسي من استخدام الواقي الشمسي، هو توفير حماية للجلد ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تلحق الضرر بالخلايا والأنسجة.
هذا الأمر لا يقتصر فقط على وجودنا خارج المنزل. لأن الأشعة فوق البنفسجية بإمكانها اختراق الزجاج!
لكن اختيار الواقي الشمس ليس بسهولة سحب عبوة من الرف و انتهى الأمر.
بعض أنواع الواقيات الشمسية قد توفر حماية ضد حروق الشمس مثلاً UVB. إنما لا توفر حماية ضد شيخوخة الجلد UVA.
لمعرفة المكونات الفعالة الموجودة في معظم أنواع الواقيات الشمسية. والخيارات الآمنة لاعتمادها، والخيارات الضارة لتجنبها، إليك ما يلي:
تينوسورب Tinosorb S and M:
إحدى المكونات الأكثر شهرة التي تستخدم في الواقي الشمسي، مادة تينوسورب س، التي توفر حماية ضد نوعي الأشعة فوق البنفسجية UVB و UVA.
مما جعلها إحدى المواد الفعالة للحماية ضد أشعة الشمس الضارة.
لكن على الرغم من ذلك، لم توافق منظمة الغذاء والدواء على ترخيصها، نظراً لضعف المعلومات المتعلقة بسلامة استخدامها.
ميكسوريل Mexoryl SX:
تتواجد هذه المادة في الواقيات الشمسية التي تعتمد على التراكيب الكيميائية.
لها دور في حجب الأشعة فوق البنفسجية من النوع UVA. التي لها دور في شيخوخة البشرة.
و هذه المادة لم تحظى بموافقة منظمة الغذاء والدواء العالمية حتى عام 2006م. ثم وافقت على استخدامها بالنسبة للبالغين و الأطفال أكبر من 6 أشهر.
أوكسي بنزون:
غالباً ما تتوفر في الواقيات الشمسية واسعة الطيف. حيث تساعد على فلترة نوعي الأشعة فوق البنفسجية UVA و UVB.
لكن على الرغم من ذلك، منعت هاواي و اليابان من استخدام هذه المادة بعد الدراسات التي أجرتها!
أوكتينوكسات Octinoxate:
تعمل هذه المادة على توفير حماية ضد أشعة الشمس من النوع UVB. إذاً هي فعالة في الحماية من حروق الشمس.
لكن هذه المادة أيضاً تم منعها في هاواي و فلوريدا. نظراً لضعف أمان استخدامها و مخاطر بيئية أخرى.
آفوبينزون Avobenzone:
تتوفر في الواقيات الشمسية التي تعتمد على المركبات الكيميائية.
تعمل هذه المادة على حجب الأشعة فوق البنفسجية من النوع UVA.
على الرغم من توفرها في الواقيات الشمسية واسعة الطيف. لكن غالباً ما يتم مشاركتها مع مواد كيميائية أخرى. لأنها تفقد 50-90% من قدرتها على فلترة الأشعة خلال ساعة واحدة من التعرض للضوء!
ثنائي أوكسيد التيتانيوم:
هذه المادة من مكونات الواقي الشمسي التي تحظى بنسبة أمان و فعالية أفضل من غيرها. و تم الموافقة عليها من قبل منظمة الغذاء و الدواء.
معنى ذلك أن إدارة الغذاء والدواء لن تراقب المنتجات التي تتكون من هذه المواد.
تمت الموافقة على استخدام هذه المادة من قبل البالغين و الأطفال أكبر من 6 أشهر من العمر.
أوكسيد الزنك:
هي النوع الثاني من المكونات االتي تمت الموافقة عليها من قبل منظمة الغذاء والدواء.
تُشير نتائج الدراسات أن هذه المادة آمنة للاستخدام. و ثابتة عند تعرضها للضوء. و فعالة و آمنة على البشرة الحساسية.
لكن فعالية هذه المادة تكمن في دورها في حماية الجلد ضد التلف الناتج عن أشعة الشمس UVA، أكثر من فعاليتها في الحماية ضد حروق الشمس UVB.
para-aminobenzoic acid : بارا أمينو بينزويك أسيد:
هذه المادة فعالة في الحماية ضد حروق الشمس الناتجة عن UVB.
لكن انخفضت شهرة هذه المادة و ضعف استخدامها. نظراً لتأثيراتها السلبية في زيادة حالات الحساسية، و التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما)، و زيادة الحساسية للضوء.
نظراً لتأثيراتها السلبية، تم منع استخدامها في عدة بلدان منها أستراليا و كندا.
الخُلاصة:
- ليكن نوع الواقي الشمسي كريم أو لوشن. واسع الطيف يوفر حماية ضد UVA و UVB.
- عند اختيار الواقي الشمسي، ينصح الاعتماد على المكونات المعدنية بدلاً من الكيميائية. مثل أوكسيد الزنك أو ثنائي أكسيد التيتانيوم.
- عند تطبيق الواقي الشمسي، قد بتطبيق كمية كافية تغطي الجلد بحُريّة. معظم الأفراد لا يضعون كمية كافية لتغطية البشرة. و لا يكررون تطبيق الواقي الشمسي بعد ساعتين!
- الواقي الشمسي هو أحد أساليب الوقاية من أشعة الشمس الضارة. لكن هنالك طرق أخرى للحماية، يجب أخذها بعين الاعتبار. و هي تجنب الشمس الحادة 10 صباحاً – 3 ظهراً. و ارتداء قبعة و نظارات شمسية و ملابس طويلة. و البقاء في الظل قدر الإمكان.
المراجع:
https://www.livestrong.com/slideshow/1005303-30-safest-sunscreens-3-avoid
https://www.healthline.com/health/beauty-skin-care/best-sunscreen-ingredients
https://draxe.com/beauty/best-sunscreens