أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام. كنا قد تحدثنا سابقاً عن مبدأ استقلاب الجسم و أفضل الأساليب الطبيعية لزيادة معدل الاستقلاب و إنقاص الوزن و حرق الدهون.
أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نذكر أهم العوامل الموجودة في جسمنا، و التي تتحكم بمعدل الاستقلاب. لفهم سبب البدانة و علاجها بشكل أفضل.
العوامل الخمس الأساسية التي تتحكم باستقلاب الجسم:
- الكبد
- الغدة الكظرية
- الغدة الدرقية
- الغدة النخامية
- الدهون و العضلات
1. الكبد:
يُعتبر الكبد هو العنصر الأساسي المسؤول عن عمل أجهزة الجسم. فأكثر من 600 وظيفة استقلابية تحدث داخل الكبد. و فعلياً كل مادة غذائية و كل هرمون و كل مادة كيميائية تتحول بيولوجياً عن طريق الكبد.
- فالكبد هو الذي يُنتج مادة الصفراء (المادة التي تكسر الدهون و النتريت و النترات الموجودة في اللحوم).
- و الهرمونات يتم إفرازها من الغدد. لكن الكبد هو المسؤول عن تكسيرها، و جعلها فعالة بيولوجياً.
- كما يعمل على تنقية الدم خلال مروره عبر القناة الهضمية. و يحوّل فيتامينات ب إلى أنزيمات مساعدة، و يقوم باستقلاب الطعام مثل البروتينات و الدهون و الكربوهيدرات.
- بالإضافة لذلك يُنتج الكبد مادة الكارنتين التي تساعد في حرق الدهون، و تتحكم بمعدل الاستقلاب. و كلما ازدادت سرعة و كفاءة إنتاج الكارنتين في جسمك، زادت سرعة و كفاءة الاستقلاب أيضاً.
- كما يؤثر على توازن الشوراد الكهربائية و حالات الالتهابات و التورم، أو الجفاف و احتباس السوائل أو نفوذية الماء. لذلك فالطعام الذي تتناولينه يجب أن يغذي الكبد بدلاً من أن يُرهقه.
2. الغدة الكظرية:
هي غدة صغيرة موجودة أعلى الكلية أسفل الظهر. تفرز هرمونات تنظم استجابة الجسم لحالات التوتر و الضغوطات.
على سبيل المثال هي التي تجعل جسمك يتأقلم مع الظروف المتغيرة و تقلبات الحياة.
هذه الهرمونات هي التي تحدد طريقة وصول الوقود (الطعام) إلى جسمك. و كيفية استهلاك هذا الوقود. هل يقوم جسمك بتخزينه كدهون أو يحرقه كطاقة؟
تتضمن بعض الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية المسؤولة عن الاستقلاب ما يلي:
الكورتيزول، أدرنالين، الدوستيرون و ايبينفرين. يتم تحرير هذه الهرمونات كردة فعل للتحكم بحالات التوتر أو السرور.
- هرمون الكورتيزول: هو هرمون ستيروئيدي يفرز من الغدة الكظرية في حالة التوتر و انخفاض سكر الدم. و بالتالي فهو يرفع معدل سكر الدم في الجسم. و له دور كبير بتأثيره على استقلاب الكبد للدهون و البروتينات و الكربوهيدرات.
- هرمون الأدرينالين: يفرز من الغدة الكظرية بعد تلقّي الأمر من الدماغ، في حالة التوتر. فهو يستجيب للتفاعلات التي نشعر بها في حالات التوتر أو الخوف.
إن إفراز هرمونات التوتر ينظم تحرير السكر أو الغلوكوز من العضلات و الكبد. و الذي بدوره ينشط أو يبطء من معدل استقلاب الجسم.
ففي حالات التوتر و الضغوطات:
يتم سحب الغذاء من مناطق الجسم التي يفترض ألا يُسحب منها الغذاء مثل العضلات. فإذا كنت تتناول الغذاء الصحي، سيتمكن جسمك من تجاوز حالة الضغوطات. أما إذا لم تتناول كمية كافية من الغذاء، سوف يؤدي ذلك لتباطؤ الاستقلاب.
3. الغدة الدرقية:
لها شكل الفراشة توضع في وسط الحنجرة. إذا أردنا تشبيهها بشكل بسيط، فتعتبر الغدة الدرقية مثل الفرن، و الهرمونات الدرقية:
- ثلاثي يودوثيرونين T3
- التيروكسينT4
هي النار التي توقد الفرن. (أي هي الهرمونات التي تحفز عمل الغدة الدرقية).
فعندما ترتفع درجة الحرارة، تقوم الغدة النخامية (و التي هي منظم لحرارة الجسم) بخفضها. أي تقلل من إنتاج الهرمونات الدرقية، و العكس صحيح. أي في حال انخفاض درجة الحرارة، تقوم الغدة النخامية برفعها. أي تحرض على زيادة إنتاج الهرمونات الدرقية.
أي خلل وطيفي أو اضطراب بالهرمونات السابقة، يؤدي إلى تغير في درجة حرارة الجسم. و بالتالي ينعكس مباشرةً على الاستقلاب أو معدل حرق الطاقة.
أهمية الغدة الدرقية في عمليات الاستقلاب:
- تقوم الغدة الدرقية بطرح الأيودين (اليود) الموجود في الطعام، لتوليد الهرمونات الدرقية. حيث تنتقل الهرمونات الدرقية عبر مجرى الدم، و تقوم بتحويل الأوكسيجين و السعرات الحرارية إلى طاقة.
- أما هرمون ثلاثي يودوثيرونين فهو الذي يقوم بالاستقلاب السريع، و يعمل 4 أضعاف عمل هرمون التيروكسين في التأثير على الاستقلاب.
- لكن من ناحية أخرى، تفرز الغدة الدرقية هرمون ثالث و هو عكس ثلاثي يودوثيرونين RT3 الذي يعاكس عمل هرمون ثلاثي يودوثيرونين، و يمنعه من إتمام دوره في الاستقلاب. خوفاً على خلايا الجسم من الموت جوعاً.
فعندما تعاني من ضغط مزمن أو مرض معين، أو الصيام عن الطعام أو حمية قاسية. يتم تحفيز هرمون عكس ثلاثي يودويرونين، الذي يقوم بدوره في إغلاق مستقبلات هرمون ثلاثي يودوثيرونين. و بالتالي يتوقف حرق الدهون. و يبدأ تخزينها في الجسم.
في بعض الحالات يُصاب الشخص باضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية) داء غريفز، أو (قصور في الغدة الدرقية) داء هاشيموتو. هذه الأمراض تؤثر بشكل كبير على عمليات الاستقلاب في الجسم. و هي عبارة عن أمراض مناعية. حيث يقوم الجسم بمهاجمة الغدة الدرقية على أنها كائن غريب.
لذلك عند وجود بطء في عمليات الاستقلاب في الجسم، و قبل البدء في أي حمية، يجب في بداية الأمر التأكد من عدم وجود مشاكل كامنة في الجسم، مثل اضطرابات في الغدة الدرقية. و أن السبب يعود حقاً لسوء في العادات اليومية و النظام الغذائي.
4. الغدة النخامية:
هي بمثابة منظم لدرجة حرارة الجسم. تفرز هرمونات و تتحكم في عمل العديد من الهرمونات الأخرى.
- تفرز الهرمون المنشط لعمل الغدة الدرقية، و الذي يُحفّز على إنتاج هرموناته (التيروكسين و ثلاثي يودوثيرونين). و في حال انخفاض تركيز هرمونات الغدة النخامية. يؤثر ذلك على عمل الغدة الدرقية.
- من ناحية أخرى: تنظم الغدة النخامية إنتاج الهرمونات الجنسية الاستروجين و البروجسترون و التستوسترون و ثنائي هيدرو إيبي أندوستيرون. DHEA
5. المواد الموجودة في الجسم: الدهون و العظام و العضلات و الأنسجة الضامة:
يتم تخزين معظم الكمية الاحتياطية من وقود الجسم إما في العضلات أو كدهون.
و على اعتبار أن العضلات تتقلص و تتمدد باستمرار، فهي تستهلك الكثير من الوقود. أي أن العضلات تستهلك سعرات حرارية و طاقة أكثر من الدهون. أما الدهون فهي تتركز حول الخصر و في الأرداف، و لا يتم استهلاك إلا كمية قليلة منها. فهي تنتظر تزويد الجسم بالوقود (السعرات الحرارية).
لذلك عندما تمتنع عن الطعام، يخاف الجسم من الحرمان. فيمنع حرق الدهون كمخزون احتياطي. و يبدأ يحرق الطاقة من العضلات. و يختزن كمية من الوقود على شكل دهون إضافية!
أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
المراجع:
The Fast Metabolism Diet: Eat More Food and Lose More Weight by Haylie Pomroy & Eve Adamso
Academy of nutrition and dieteics
Human physiology
http://www.globalhealingcenter.com